مركز عسكري واستخباراتي.. ما سر تمسك الإمارات بأرخبيل سقطرى؟
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
تسعى الإمارات إلى السيطرة على أرخبيل سقطرى الإستراتيجي اليمني، في المحيط الهندي منذ بدء حرب اليمن عام 2015، حيث يندرج المشروع ضمن تحالف يجري وضع أسسه بين الاحتلال الإسرائيلي وعدد من الدول العربية، الخليجية تحت مظلة أمريكية، بحسب صحيفة الأخبار اللبنانية.
ويشكل الأرخبيل المكون من أربع جزر صغيرة التابع للنطاق الجغرافي للجمهورية اليمنية، حيث يقع شمال غرب المحيط الهندي ويحظى باهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة منذ بداية الحرب في اليمن، حيث شاركت في هذا الصراع عن طريق الانضمام إلى قوات التحالف العربي المنضوية تحت راية المملكة العربية السعودية، والذي أعلن عن بدء عمليات التدخل العسكري في أواخر آذار/مارس من العام 2015 ضد الحوثيين.
ويشكّل الأرخبيل، بالإضافة إلى جزر وموانئ اليمنية أخرى، نقطة مركزية، حيث يبدو أن التحالف صار تشكيله أكثر إلحاحاً بالنسبة إلى أطرافه كلها، بعد عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول / أكتوبر، وسرّعت الخطى لتشييد معالمه، التي تتصدّرها قاعدة عسكرية إماراتية - إسرائيلية يجري بناؤها في جزيرة عبد الكوري، ثانية كبريات جزر الأرخبيل، بعد سقطرى.
ويبدوا أن الهدف النهائي هو الربط بين جيوش وأجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي والدول العربية المعنية، تحت مظلة "القيادة المركزية الأمريكية" رغم الحرص على إبعاد الاحتلال الإسرائيلي عن الواجهة في المشروع، بحسب الصحيفة.
وفي اللقاء سري بين رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هليفي، وقائد "القيادة المركزية الأميركية"، مايكل كوريلا، وقادة جيوش السعودية والبحرين ومصر والإمارات والأردن، في المنامة في 22 حزيران/ يونيو /الماضي، وتناول "التجربة الناجحة" في التعاون بين هذه الجيوش في محاولة صد الهجوم الإيراني بالصواريخ والطائرات المسيّرة على الاحتلال الإسرائيلي ليل 14 - 15 نيسان / إبريل الماضي.
أهمية استراتيجية
وتشكّل سقطرى إحدى مناطق الاهتمام في الإستراتيجية الدفاعية الأمنية والأمن الداخلي الأمريكي، وتعطيها الإستراتيجية البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط أولوية في التخطيط البحري العسكري.
نظرا للأهمية الاستراتيجية الكبيرة لسقطرى، حرصت الإمارات، منذ بدء الحرب في اليمن على بسط نفوذها هناك.وأرسلت الإمارات، في 2018، قواتا تابعة لها إلى الجزيرة، من دون تنسيق مع الحكومة، فاعترضت الأخيرة بشدة، ورحل رئيس الوزراء حينها، أحمد عبيد بن دغر، مع وزراء ومسؤولين إلى الجزيرة، رافضين مغادرتها قبل رحيل القوات الإماراتية، ما جعل السعودية تتدخل للوساطة بين الإمارات والحكومة، بعد توتر كبير في العلاقات.
سيطرة القوات الجنوبية على سقطرى قرح الفيوزات لحزب الاصلاح الاخونجية واصبحوا يخطرشوا بأن مكتب اسرائيل في الدوحة سرب خبر للاخوان المسلمين في الدوحة ان هناك علاقة بين المجلس الانتقالي واسرائيل . pic.twitter.com/6fJ0ktBofb — OTHMAN AL-SALAFI (@OthmanSalafi) June 21, 2020
وفي أيار/ مايو 2018، انتهت الأزمة بين الطرفين بوساطة سعودية تم بموجبها إخراج القوات الإماراتية من الجزيرة، ودخول قوات سعودية إليها بتنسيق مع الحكومة، وهي ما زالت موجودة، ولا يُعرف عددها بشكل دقيق.
في حزيران/ يونيو 2020، عاش اليمن حدثا عسكريا كبيرا، بعد سيطرة قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي"، الانفصالي المدعوم من الإمارات، على جزيرة سقطرى (جنوب شرق)، بعد مواجهات مع القوات الحكومية.
الأمارات تبسط نفوذها
وبسيطرة "الانتقالي" على سقطرى تكون الإمارات بسطت نفوذها فعليا على الجزيرة، فالمجلس لا يمانع أي قرار إماراتي، فيما تقول مصادر حكومية يمنية إن المجلس مجرد أداة وذراع لأبو ظبي ينفذ ما يملى عليه من داعميه الإماراتيين.
وتواصل الحكومة اليمنية مطالباتها بإنهاء سيطرة "الانتقالي" على سقطرى، مرددة أن المجلس، المدعوم إماراتيا، نفذ انقلابا مكتمل الأركان على السلطات الشرعية في المحافظة.
كشف عن أطماعها بعيدة المدى.. موقع أمريكي يوضح دوافع سيطرة الإمارات على سقطرىhttps://t.co/rTUMACxc6c pic.twitter.com/K1HiMB9aPG — مختار الرحبي (@alrahbi5) July 27, 2021
وكان أحدث موقف للحكومة في 1 أيلول/ سبتمبر من العام نفسه، شدد اجتماع لمجلس الوزراء على ضرورة عودة الأوضاع في سقطرى إلى ما كانت عليه قبل سيطرة "الانتقالي".
ودعا المجلس إلى وقف العبث والفوضى في الجزيرة، والعمل على إعادة السلطات الشرعية وتشغيل المؤسسات الحكومية.
بعد ثلاثة أشهر من الاستيلاء على سقطرى، وقّعت الإمارات والاحتلال الإسرائيلي اتفاقيات أبراهام المثيرة للجدل، إلى جانب البحرين والمغرب والسودان. بدأ البلدان بسرعة تطوير علاقتهما الدبلوماسية، ما فاجأ كثيرين بالنظر إلى التاريخ الطويل من التوتر بين الدول العربية وإسرائيل. بعد وقت قصير من توقيع اتفاقية التطبيع، بدأت تظهر تقارير وصور لسائحين إسرائيليين يزورون سقطرى.
الحوثي يتهم الإمارات
واتهمت جماعة الحوثي الإمارات عام 2022 بنقل الصيادين من جزيرة بريم الصغيرة (13 كم 2) إلى محافظة تعز، بعد عدة أشهر، كشفت صور الأقمار الاصطناعية عن بناء مدرج لقاعدة عسكرية على الجزيرة البركانية.
في شباط - فبراير 2023، أصدرت جماعة الحوثي بيانًا يدين إخلاء الإمارات لسكان من عبد الكوري، ثاني أكبر جزيرة في الأرخبيل، واتهم البيان أبو ظبي بتنفيذ خطة طويلة الأمد لتحويل سقطرى إلى مركز عسكري واستخباراتي إسرائيلي إماراتي.
(سقطرى تنتفض ضد مليشيات الإحتلال الإماراتي)
- منذ سيطرة الإمارات على سقطرى في يونيو 2020م، شهدت الجزيرة أزمات متعددة، أبرزها أزمات الغاز المنزلي، والمشتقات النفطية، والكهرباء، وتردي الأوضاع المعيشية، واستحواذ الإمارات التام على مقدرات الأرخبيل.
- اليوم الخميس، شهدت المحافظة… pic.twitter.com/RM47hmYOAG — منصة أبناء عدن (@Aden_newss) May 16, 2024
وفي المقابل، تتواجد القوات الإماراتية في مطار سقطرى الذي يبعد عن حديبو 12 كيلومتراً، وأيضاً في موقع في ميناء حولاف في المدينة، وهو مجمع كبير تابع لها.
طوفان الأقصى
بعد أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر شوهد تحرّك السفينة "تكريم"، وهي سفينة إنزال بحرية ترفع العلم الإماراتي، نحو جزيرة عبد الكوري. وتم تصميم السفينة خصيصاً لنقل ونشر الجنود والمعدات العسكرية والمركبات أثناء العمليات الهجومية، انطلقت من ميناء زايد في أبو ظبي في 21 كانون الأول/ ديسمبر 2023، ووصلت إلى جزيرة سقطرى في الـ29 من الشهر نفسه.
مشاريع وهمية وأزمات خانقة منذ سيطرة مليشيات #الإمارات على #سقطرى pic.twitter.com/sls2TiCRTz — قناة المهرية الفضائية (@AlmahriahTV) February 24, 2021
كما تم بناء رصيف بحري جديد في الجزيرة، يبلغ طوله حوالى 120 متراً وعرضه 5 أمتار. وسبق ذلك إنشاء رصيفين آخرين، أحدهما في نيسان / أبريل 2023 شمال شرق القاعدة، والآخر في أيار/ مايو 2023 شمال وسط الجزيرة. لكنّ هذين الرصيفين أُزيلا بعد معركة طوفان الأقصى.
وتم إنشاء منصّة هبوط طائرات الهليكوبتر شمال المدرج الرئيسي كما تمّت زيادة طول المدرج نحو 120 متراً، ليصبح 3 كيلومترات. ويتيح هذا التوسع استيعاب طائرات شحن عسكرية أمريكية أكبر وقاذفات إستراتيجية.
علاقة إسرائيل
ذكر موقع "جي فوروم" للجالية اليهودية الناطقة بالفرنسية في 2020، أن الإمارات وإسرائيل خطّطتا لإنشاء قاعدة في جزيرة سقطرى، وأكد موقع "إنتليجينس أونلاين" الاستخباري الفرنسي في 9 أيلول/ سبتمبر 2020، وصول ضباط من الاستخبارات الإماراتية والإسرائيلية إلى الجزيرة، في نهاية آب 2020.
عاجل : سفينة إماراتية ثانية تحوم في سواحل سقطرى على متنها عتاد وسلاح كبير وقناصات وتموين غذائي وما يقارب ٢٥٠ شخص من ابناء الضالع ويافع نقلوا للاسف عبر ميناء الشحر الواقع تحت سيطرة الاماراتين فما حصل ليس توقيف الحرب انما هزيمة للانتقالي #سقطرى_شرعيه_ترفض_الامارات — أنيس منصور (@anesmansory) May 1, 2020
وأوضح الموقع أن "المجلس الانتقالي الجنوبي" تعرّض لضغوط من الإمارات للموافقة على إنشاء قاعدة استخبارات إماراتية -إسرائيلية.
وسائل إعلام اسرائيلية تتحدث عن سيطرة
الامارات على جزيرة سقطرى اليمنية التي تقع على
خطوط شحن البضائع العالمية
وتبني معسكرات وقواعد عسكرية
واسرائيل تدعم ذلك . — هيفاء علي محمد (@HaifaYem2022) July 17, 2020
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الإمارات سقطرى اليمني الإسرائيلي إسرائيل اليمن الإمارات سقطرى المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی جزیرة سقطرى على سقطرى pic twitter com
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يأمر بوضع خطة خلال 48 ساعة لمنع سيطرة حماس على المساعدات في غزة
أوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت متأخر من مساء الأربعاء، إلى كل من وزير الدفاع يسرائيل كاتس وهيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي بإعداد خطة عاجلة خلال 48 ساعة تهدف إلى منع حركة "حماس" من الاستفادة من المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى شمال قطاع غزة.
وأوضح بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن القرار جاء بعد تقارير استخباراتية أفادت بأن "حماس تعاود السيطرة على المساعدات الإغاثية التي تدخل إلى القطاع"، ما دفع رئيس الحكومة لاتخاذ موقف حاسم يحول دون استغلال تلك المساعدات من قبل الحركة.
في سياق متصل، كشفت القناة 13 العبرية أن نتنياهو لا يزال يؤمن بخطة متعددة المراحل لإدارة الوضع في غزة، مشابهة لتلك التي وضعها المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، والتي ترتكز على تصعيد محدود يتبعه مسار سياسي لإعادة ترتيب الأوضاع في القطاع.
انقسام داخل الائتلاف الحكوميمن ناحية أخرى، ظهرت مؤشرات على تململ داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي. إذ نقلت القناة 12 العبرية عن مسؤولين في حكومة نتنياهو، بينهم أعضاء من حزب "الليكود" الحاكم، قولهم إن إسرائيل "تدفع في غزة أثماناً أكثر مما تربح"، وأن البقاء العسكري في القطاع "لم يعد مجديًا".
وأكد هؤلاء المسؤولون أن المزاج الشعبي في إسرائيل بدأ يتبدل، حيث أرهقت الجبهة الجنوبية الناس، ما يحتم على القيادة "إنهاء العمليات العسكرية وعدم الانجرار خلف دعاوى التصعيد التي يطلقها بن غفير وسموتريتش".
دعوات متطرفة للتصعيدفي المقابل، واصل وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير إطلاق تصريحاته التحريضية، حيث وصف "حماس" بأنها "عدو نازي"، داعيًا إلى تصعيد واسع النطاق. وقال بن غفير: "علينا فتح أبواب الجحيم على غزة. أريد 10 آلاف عنصر من حماس، ولن أقبل برفع الراية البيضاء مقابل الإفراج عن الأسرى".