بوابة الوفد:
2025-05-19@15:22:32 GMT

«محور الاضطرابات» يثير الرعب لدول الغرب

تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT

وصف الجنرال رولى ووكر، قائد الجيش البريطانى، تحالف بعض الدول بأنها «محور الاضطرابات». كما وصف جورج روبرتسون، رئيس المراجعة الدفاعية الجديدة فى المملكة المتحدة، هذه الدول بأنها «الرباعية القاتلة». وعلى أية حال، بعد أقل من شهر من تولى حكومة حزب العمال السلطة، يتم تسليط الضوء على التحالف الجيوسياسى الناشئ باعتباره تهديدًا بحسب الجارديان البريطانية.

وتتركز المخاوف حول الروابط العسكرية والتجارية المتنامية بين روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية. ورغم أن الدول الأربع بعيدة إلى حد ما عن تشكيل كتلة على غرار الحرب الباردة تعمل فى انسجام وتناغم، فقد عززت العلاقات الثنائية منذ غزو موسكو لأوكرانيا على نحو أدى إلى تأجيج القلق بين المسئولين العسكريين وصناع السياسات.

فى السياق أكد ريتشارد فونتين، المؤلف المشارك فى ورقة بحثية نشرت فى أبريل فى مجلة فورين أفيرز بعنوان «محور الاضطرابات»: «كانت روسيا هى المحفز لهذا». إن البحث اليائس عن الذخائر مع استمرار الحرب فى أوكرانيا إلى ما هو أبعد من توقعاتها الأولية بتحقيق نصر سريع دفع موسكو إلى الحصول على طائرات بدون طيار من طراز شاهد من إيران، وقذائف مدفعية من كوريا الشمالية، وأجهزة إلكترونية دقيقة، فضلاً عن مكونات ومواد كيميائية أخرى، من الصين لدعم هجماتها.

فى المقابل، تزود روسيا الصين بمستويات قياسية من النفط الخام الرخيص (فى عام 2023 تفوقت على المملكة العربية السعودية كمورد رئيسى لبكين) وتكنولوجيا الدفاع والاستخبارات لطهران، التى استخدمت فى هجومها بالطائرات بدون طيار والصواريخ على إسرائيل فى أبريل أساليب مألوفة للحرب فى أوكرانيا. زار فلاديمير بوتن، الرئيس الروسى، بيونج يانج الشهر الماضى ووقع على تعهد دفاعى متبادل مع كوريا الشمالية.

وأضاف فونتين «إنك لا ترى زعماء الدول الأربع يجتمعون ويعقدون قممًا، ولكن هناك غراء يجمعهم معًا. هناك حاجة من جانب روسيا إلى الدعم فى حربها فى أوكرانيا، ولكن هذا يحدث فى ظل رفض أوسع للنظام الدولى القائم على القواعد»، أو بعبارة أخرى، التشكك أو حتى العداء لهيمنة الولايات المتحدة وحلفائها بعد الحرب الباردة.

فى مارس أجرت روسيا والصين وإيران خمسة أيام من التدريبات البحرية بالذخيرة الحية قبالة ساحل خليج عمان، وهى أقرب ما تكون إلى إظهار النشاط الموحد بين دول المجموعة، رغم أن اقتراحاً مماثلاً بإجراء تدريبات بحرية ثلاثية مع الصين وكوريا الشمالية لم يتحقق بعد. ولا يزال هناك الكثير من الشكوك المتبادلة، وخاصة بين روسيا والصين، الدولتين اللتين خاضتا حرباً حدودية فى عام 1969.

ولكن أحد مسئولى حلف شمال الأطلسى سلط الضوء على التعاون المتزايد فى قمة هذا الشهر فى واشنطن. فقد قالت بينيديتا بيرتى، رئيسة تخطيط السياسات فى حلف شمال الأطلسي: «أعتقد أن الواقع هو أن التعاون أصبح أكثر تقدماً مما كان معظم المحللين يتوقعونه قبل عام 2022» رغم أنها كانت مترددة فى استخدام كلمة «المحور» لوصفه، مفضلة «التقارب الاستراتيجي».

ويفضل آخرون استخدام لغة أقوى لجذب الانتباه. ويزعم فونتين، مبتكر عبارة «محور الاضطرابات»، أن هذه العبارة تلخص الشعور بعدم الرضا المتبادل عن الهيمنة الغربية، وأنها أقل قسوة من عبارة «محور الاستبداد» أو «محور الشر» الذى تبناه جورج دبليو بوش، والذى يتشابه معه على الرغم من ذلك. وإذا ظل حلف شمال الأطلسى حذراً، فقد التقط الجيش البريطانى هذه العبارة الأسبوع الماضى.

والسؤال الرئيسى هنا هو كيف سيستجيب صناع السياسات الغربيون وخاصة فى وقت يتزايد فيه القلق فى أوروبا إزاء احتمال انتخاب دونالد ترامب المتشكك فى حلف شمال الأطلسى؟. وزعم ووكر أن العسكرة المتزايدة من جانب البلدان الأربعة قد تشكل «مشكلة تهديد متقاربة» بحلول عام 2027 أو 2028، حيث من المرجح أن «تلجأ هذه البلدان إلى مساعدة بعضها البعض» فى أزمة مستقبلية.

ثم واصل قائد الجيش تقديم فرضية مقلقة بشكل متعمد: مزيج من روسيا التى خرجت بطريقة أو بأخرى من حربها فى أوكرانيا «مع شعور بالرغبة فى الانتقام للدعم الذى قدمته» من الغرب والصين التى، كما زعمت أجهزة الاستخبارات الأمريكية مرارا وتكرارا، تريد أن تكون قادرة على غزو تايوان من عام 2027 وإيران التى تخلت أخيرا عن الاتفاق الذى كان يهدف إلى منعها من تخصيب اليورانيوم لصنع قنبلة ذرية.

وقال ووكر «فى النصف الأوسط من عام 2027 أو 2028، قد يصل هذا التقارب إلى نوع من التفرد المتبادل»، على الرغم من أن ذلك يعتمد على انتعاش ملحوظ من جانب روسيا، التى تكبدت بالفعل 550 ألف ضحية فى أوكرانيا – والاعتقاد بأن الصين ستكون على استعداد للتضحية بعلاقاتها التجارية العالمية من أجل ما قد يكون عملية عسكرية صعبة ومحفوفة بالمخاطر.

ولكن إذا كان تحذير ووكر يبدو مثيرا للقلق، فإنه كان مدعوما من قبل المحتلين الجدد لـ داونينج ستريت. وقال المتحدث باسم كير ستارمر: «يتفق رئيس الوزراء تماما مع توجهات قائد الجيش». وقالت مصادر دفاعية من حزب العمال، إن الجنرال كان «يتحدث عن إعادة إرساء الردع الموثوق به» من خلال الدعوة إلى مضاعفة إنتاجية الجيش أو قدرته على القتل بحلول عام 2027.

هناك أسباب سياسية قد تجعلنا نؤكد على محور الاضطرابات. ففى المملكة المتحدة، على الرغم من وعد حزب العمال بزيادة الإنفاق الدفاعى بنحو 5 مليارات جنيه إسترلينى إلى 2,5% من الناتج المحلى الإجمالى، فإنه لم يحدد بعد موعداً للقيام بذلك. وقد يساعد تسليط الضوء على التهديدات الحكومية المنسقة فى تبرير الجدول الزمنى للوصول إلى المستوى الأعلى، وخاصة عندما يكون موقف الولايات المتحدة فى أوروبا فى المستقبل غير مؤكد.

ولكن فكرة أن التهديدات العالمية مترابطة تثير مخاوف عسكرية. لذلك لفت نيل ملفين، المتخصص فى الأمن الدولى فى معهد الخدمات المتحدة الملكى إلى أنه: «ليس فقط أن الولايات المتحدة ليست فى وضع يسمح لها بخوض حربين رئيسيتين فى وقت واحد، ولكنها لا تريد أن تنجر إلى مساعدة أوكرانيا ضد روسيا إلى الحد الذى قد يترك الخزانة فارغة فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ».

إن الحجة هنا ليست أن الحرب حتمية بأى حال من الأحوال، بل إن الأمر يتلخص فى كيفية منع اندلاعها على أفضل نحو ضد مجموعة من البلدان التى تبدو الآن مركزة على إعادة التسلح لدعم نفسها. ويقول ميلفين: «إن العالم أشبه بعالم الدكتور سترينج لوف، ولكن هذه هى المناقشة التى نحتاج إليها الآن. كيف يبدو الردع الجدير بالثقة؟».

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لدول الغرب أية حال فى أوکرانیا حلف شمال عام 2027

إقرأ أيضاً:

المجلس الأوروبي: عقوبات جديدة ضد روسيا إذا لم توقف العدوان على أوكرانيا

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن رئيس المجلس الأوروبي، قال ملتزمون مع بريطانيا بالعمل على تحقيق سلام شامل وعادل في أوكرانيا.

روسيا تشن أعنف هجوم بطائرات مسيرة على أوكرانياالعربية: ترامب يتحدث إلى بوتين اليوم حول أوكرانياأوكرانيا تعلن إسقاط 76 مسيّرة روسية في هجوم جوي واسعروبيو: نقترب من حسم نوايا روسيا وترامب يعتزم إنهاء حرب أوكرانيا

وأضاف رئيس المجلس الأوروبي، أن سنفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا لم توقف عدوانها على أوكرانيا، ويجب ضمان وصول المساعدات إلى قطاع غزة ووقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين.


وعرضت قناة "القاهرة الإخبارية" تقريرا بعنوان "روسيا تشن أعنف هجوم بطائرات مسيرة على أوكرانيا منذ فبراير الماضي".

وقال التقرير: "قبل ساعات من مكالمة مرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة سبل وقف إطلاق النار في أوكرانيا، شنت روسيا أعنف هجوم جوي بالطائرات المسيّرة على الأراضي الأوكرانية منذ بدء عمليتها العسكرية، وأكد سلاح الجو الأوكراني أن موسكو أطلقت 273 طائرة مسيّرة، متجاوزة الرقم القياسي السابق الذي سُجل في فبراير الماضي، في الذكرى الثالثة لاندلاع الحرب. وأسفر الهجوم عن مقتل امرأة على الأقل وتدمير عدد من المنازل، ما أثار موجة من الغضب المحلي والدولي".

وأضاف: "في الوقت نفسه، كشفت المخابرات الأوكرانية عن مخاوف من أن موسكو تخطط لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات بهدف ترهيب الغرب، في ظل حشود عسكرية روسية متزايدة على الحدود الأوكرانية، وجاء التصعيد بعد أول محادثات مباشرة بين كييف وموسكو منذ أكثر من ثلاث سنوات، والتي عُقدت الجمعة الماضية بضغط من ترامب، الذي يسعى لإنهاء الحرب بسرعة، حسب تعهداته، ورغم الاتفاق على تبادل ألف أسير من الجانبين، لم يُحرز أي تقدم بشأن التوصل إلى هدنة، بسبب شروط روسية وصفتها أوكرانيا بأنها "غير قابلة للقبول".

ودعا زعماء أوروبيون إلى فرض عقوبات إضافية على موسكو إذا لم تُبدِ استعدادًا حقيقيًا لوقف إطلاق النار. وتزايدت التحذيرات من احتمال قيام روسيا بعملية عسكرية أوسع خلال الفترة المقبلة، ما ينذر بتدهور إضافي في الأوضاع الميدانية ويعقّد جهود التهدئة الدولية.

طباعة شارك أوكرانيا القاهرة الإخبارية المجلس الأوروبي بريطانيا روسيا

مقالات مشابهة

  • المجلس الأوروبي: عقوبات جديدة ضد روسيا إذا لم توقف العدوان على أوكرانيا
  • روسيا تشن أعنف هجوم بطائرات مسيرة على أوكرانيا
  • روسيا تشن أكبر هجوم بالمسيرات على أوكرانيا منذ بدء الحرب
  • روسيا تعلن تحقيق تقدم جديد في شرق أوكرانيا
  • «القاهرة الإخبارية»: روسيا ترغب في التفاوض مع أوكرانيا تحت النار
  • عقدة أوكرانيا.. لماذا فشل الغرب في هزيمة روسيا حتى الآن؟
  • روسيا تشن هجوما بطائرات مسيّرة على أوكرانيا
  • هكذا تواجه روسيا الغرب المنقسم
  • خبير تركي: إسطنبول قد تنجو من الزلزال الكبير… ولكن الخطر لم ينتهِ بعد
  • أوكرانيا تدعو لقمة مع روسيا بعد مفاوضات إسطنبول