صدامات “بيت ليد” تُظهر تآكل مؤسستي الجيش والقضاء الصهيونيتين
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
الثورة / وكالات
ينظر محللون لاقتحام معسكر بيت ليد كحدث غير مسبوق في تاريخ “إسرائيل” ومقدمة لحرب أهلية إثر التصدع الذي تعيشه مؤسستا الدولة السياسية والعسكرية مع تنامي صعود تيار الصهيونيّة الدينية اليميني المتطرف.
وأعادت حادثة اقتحام المعسكر الجدل والشرخ الداخلي الذي سبق حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على غزة منذ 10 أشهر، حول مستقبل “إسرائيل” وهويتها واستقلالية جهازها القضائي، وهامش ديمقراطيتها، وما كانت عليه حتى اليوم.
وسادت حالة من الفوضى في دولة الاحتلال بعد اقتحام عناصر من التيار الديني القومي في “إسرائيل” (فلسطين المحتلة) لمعتقل معسكر “سديه تيمان” في النقب، ولاحقاً قاعدة “بيت ليد” العسكرية لحماية عدد من الجنود الإسرائيليين ومنع محاكمة شكلية أعدت لهم بجريمة اعتداء جنسي مخز على أسير فلسطيني من غزة في “سديه تيمان”.
وأعلنت شرطة الاحتلال انتهاء انعقاد المحكمة العسكرية دون الكشف عن الحكم الذي أصدرته، في حين يسود توتر أمني وعسكري غير مسبوق محيط المعسكر مع استمرار محاولة المحتجين اقتحامه.
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي أن ما جرى في “سديه تيمان” و”بيت ليد” يظهر تآكل عموديّ القضاء والجيش، فالتيار الديني القومي، يحاول تخليص الجنود من التوقيف الشكلي، وفي الوقت نفسه يهاجم بدعوات من حلفاء نتنياهو في الحكومة و”الكنيست”، الجيش وقواعده، “وهذه حادثة استثنائية غير مسبوقة في تاريخ الكيان؛ تعني أنّ الجيش لم يعد محلّ إجماع الإسرائيليين”.
ويوضح عرابي أن دولة الاحتلال حمت نفسها بإنتاج مجتمع متجانس بالرغم من التعددية غير الطبيعية في أساسه وتكوينه، “فلا يربطهم إلا الآيديولوجيا الصهيونية، أو المصالح الاقتصادية، واستندت في ذلك إلى نظام قضائي مستقلّ، وجيش احترافي وفر الإحساس بالأمن للإسرائيليين”.
ويرى الكاتب السياسي أن ما حدث في “بيت ليد” هي محاولة إخضاع السلطة القضائية للسلطة السياسية للتيار الديني القومي المتطرف الذي يقوده إيتمار بن غفير بتسلئيل سموتريتش، “ما يعني هدمًا لواحد من أعمدة التماسك الإسرائيلي”.
ولفت إلى أن ما أرادت أن تفعله النيابة العسكرية بتوقيف عدد من الجنود الذين اقترفوا انتهاكًا جنسيًّا مروّعًا بحقّ أسير فلسطيني، “هو اصطناع شكلي قضائي لحماية هؤلاء الجنود ومؤسسة الجيش من الملاحقة القانونية الدولية، وليس انتصافًا للأسير الفلسطيني من منتهكيه”.
ويبين عرابي أن محاولات التيار الديني القومي السيطرة على “الدولة” ظهرت في سيطرته على الإدارة المدنية التي تشرف على احتلال الضفة الغربية داخل وزارة جيش الاحتلال، حيث عين سموتريتش مؤخراً ضابطاً عسكرياً ينتمي لهذا التيار.
من جانبه يرى الباحث أحمد رمضان، أن ما حدث في “بيت ليد” مجرد بداية وأن القادم حرب إسرائيلية أهلية.
ويشير مدير عام مركز لندن للدراسات الاستراتيجية، إلى أن ما يسمى دولة الاحتلال بمؤسساتها كافة “باتت أسيرة نفوذِ حفنةٍ صاخبةٍ من المتطرفين، يروِّجون للحرب، ويتبنَّون القمع، ويمزقون المجتمع، وينشرون الفوضى فيه”، في إشارة إلى التيار الصهيوني الديني الذي يمثله إيتمار بن غفير وبتسلإيل سموتريتش”.
وقال : “إسرائيل دولة اشتقاق من المنظومة الغربية، ترضعُ من ثديها، وتمرضُ معها، وقد بلغت حدَّاً لم يعد بمقدورها تجاوز الانشقاقات وحل النزاعات.
وأوضح رمضان أن ثمَّة صراعاً محتدماً في نواة المركز في أوروبا بين يمين متشدد ويسار ليبرالي.
وأضاف: “كل طرف يدفع أنصاره للتسلح والاستقطاب، وإسرائيل بوصفها حالة استنساخ، فهي تستورد من الغرب أمراضه وأعراضه، وفي مجتمع مسلَّح، فإن الخلافات لن تحسم سلمياً بل سيكون العنف هو المسيطر”.
ويرى رمضان أن نتنياهو لن يغادر السلطة قبل أن يفتِّت “إسرائيل” من الداخل، ويدفع مجتمعه المحلي لحربٍ أهلية، “ويبدو أنه يفعل ذلك بتفانٍ وإخلاص”.
وشدد على أن غزة أحد أهم المستفيدين من تطور الصراع الإسرائيلي الداخلي، “فالجنود سيعانون من تردٍّ في المعنويات، وبعضهم سينكفئ للداخل، والثقة بالمستوى السياسي تتآكل، والصراع بين المكونات يشتد”.
في حين يقول الكاتب ياسين عز الدين، إن الأثر الحقيقي لما حصل في بيت ليد هو جعله المجتمع الصهيوني أكثر قربًا للحرب الأهلية، فالصهيونية الدينية عنيدة وعنيفة ومستعدة لفعل أي شيء من أجل السيطرة على الدولة والجيش.
وكتب ياسين على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، تحت عنوان “مقدمات الحرب الأهلية”، أن الحدث وإن انتهى غير أن تداعياته لن تتوقف، وهي هدية يقدمها اليمين المتطرف بغبائه للشعب الفلسطيني في أحرج الأوقات وأكثرها حساسية”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
غزة.. “سرايا القدس” تعرض مشاهد لاغتنام عتاد عسكري “إسرائيلي”
#سواليف
بثت ” #سرايا القدس ” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، اليوم الأحد، مشاهد توثق استهداف مقاتليها #حشود #الاحتلال الإسرائيلي وآلياته بمحور ” #نتساريم ” (يفصل شمال قطاع #غزة عن جنوبه)، فضلا عن السيطرة على #طائرتين_مسيرتين تابعتين للاحتلال.
مشاهد بثتها سرايا القدس قالت إنها لاستهداف مقاتليها خط الإمداد وتجمعا لقوات الاحتلال في محور "نتساريم" بصواريخ "107"، إلى جانب السيطرة على مُسيّرات إسرائيلية#حرب_غزة pic.twitter.com/bnnBynRw5S
— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 29, 2025وأظهرت المشاهد سيطرة مقاتلي “سرايا القدس” على طائرتي ” #كواد_كابتر “.
مقالات ذات صلةكما تضمنت المشاهد اغتنام #عتاد_عسكري “إسرائيلي” مثل عبوات ناسفة وطلقات نارية وغيرها.
بدورها، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن “30 ضابطا وجنديا قتلوا في قطاع غزة، بينهم 21 قتلوا بعبوات ناسفة، منذ استئناف الحرب في 18 آذار/مارس الماضي”.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة /هآرتس/ العبرية أن “20 جنديا (إسرائيليا) قتلوا في القطاع خلال 29 يوما”.
ودأبت فصائل المقاومة في غزة على توثيق عملياتها ضد قوات جيش الاحتلال وآلياته في مختلف محاور القتال، وظهرت خلال المقاطع المصورة تفاصيل كثيرة عن العمليات التي نفذت ضد قوات الاحتلال.
كما دأبت على نصب كمائن محكمة ضد جيش الاحتلال كبدته خسائر بشرية كبيرة، فضلا عن تدمير مئات الآليات العسكرية وإعطابها، إضافة إلى قصف مدن ومستوطنات بصواريخ متوسطة وبعيدة المدى.
وتستمر فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في مناطق عديدة من قطاع غزة بعد استئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، عقب توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.
وتواصل قوات الاحتلال وبدعم أمريكي مطلق، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.