أمريكا حشدت 12 سفينة حربية في المنطقة لمساندة “إسرائيل”
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
الثورة / وكالات
يعيش كيان العدو الصهيوني في حالٍ من الانتظار والتأهّب تحسّبًا للردّ الإيراني وردّ حزب الله وحركة حماس وأنصار الله عقب اغتيال القائد الجهادي الكبير في المقاومة الإسلامية فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنيّة.
وقالت صحيفة “إسرائيل هيوم” إن العالم الغربي، بالإضافة إلى العالم العربي، يستعدان لتصعيد متوقع في الشرق الأوسط، وقد أصدرت العديد من الدول تحذيرات سفر تستهدف “إسرائيل” ولبنان من أجل إبعاد مواطنيها عن منطقة يمكن أن تتحول إلى منطقة حرب في لحظة.
كما أوقفت شركات الطيران الكبرى طائراتها، وأعلنت أنها لن تهبط في مطار “بن غريون” في فلسطين المحتلة ولا في مطار رفيق الحريري في بيروت خوفًا على حياة طواقمها.
وكانت تقارير إعلامية، في كيان العدو، قد أفادت، يوم أمس، بأن “يونايتد” و”دلتا” و”إيرلاينز” و”بريتش إيرويز” ستعلق رحلاتها إلى الأراضي المحتلة ابتداءً من أمس الخميس، ويأتي هذا القرار وسط تصاعد التوترات في المنطقة، في أعقاب الاغتيالات المستهدفة الأخيرة في إيران ولبنان.
كما أخطرت “يونايتد إيرويز”، والتي تشغّل 14 رحلة أسبوعيًا إلى “تل أبيب”، عملاءها بإلغاء الرحلات الجوية للأيام القادمة، كما أعلنت “دلتا إيرويز” عن إلغاء الرحلات خلال الـ 48 ساعة القادمة، كذلك قررت الخطوط الجوية البريطانية أيضًا إيقاف الرحلات الجوية إلى الأراضي المحتلة، ومع ذلك ما يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا التعليق سيستمر ليوم واحد أم سيمتد إلى 48 ساعة، كما ستتوقف جميع الطائرات المتأثرة في لارنكا، ولن تتجه إلى مطار “تل أبيب.
وتحسبا لرد إيران وجبهات المقاومة المساندة حشدت الولايات المتحدة الأمريكية 12 سفينة حربية في الشرق الأوسط بعد حادثتي الاغتيال التي طالت رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية، والقيادي في حزب الله اللبناني، فؤاد شكر، وفق صحيفة واشنطن بوست، عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، أمس الخميس.
وقال المسؤول الأمريكي إن السفن شملت حاملة الطائرات يو إس إس ثيودور روزفلت والسفن الحربية المرافِقة لها ومجموعة واسب البرمائية الجاهزة، وهي قوة مهام برمائية مُكوّنة من ثلاث سفن تضم أكثر من 4000 من مشاة البحرية والبحارة.
كما نقلت واشنطن بوست عن مسؤولين أمريكيين إنهم “لا يزالون يعملون على السيطرة على الوضع ولا أحد يريد حدوث كارثة إقليمية”.
فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن “تعليمات للسفارات الإسرائيلية صدرت برفع حالة التأهب وزيادة اليقظة ضمن الاستعداد للرد الإيراني”، مشيرة إلى أن “إسرائيل أبلغت لبنان وإيران عبر قنوات دبلوماسية أنها مستعدة لحرب شاملة”.
وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قد قال في تصريحات صحفية عقب اغتيال هنية إن بلاده “ستساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها في حال تعرضها لأي هجوم لكن لا أعتقد أن الحرب حتمية في الشرق الأوسط”.
وكان مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إرافاني قد قال خلال الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي التي دعت إليها إيران أمس، إن بلاده سترد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران “بالطريقة والوقت المناسبين”.
وأضاف أن إسرائيل لديها أيضًا “أجندة سياسية وتريد أن تُلقي بظلالها على اليوم الأول للحكومة الإيرانية الجديدة التي تُعطي الأولوية للسلام والاستقرار في المنطقة”، موضحًا القول: “إننا نحتفظ بحقنا في الدفاع عن النفس وفقًا للقانون الدولي وسنرد متى وكيفما نراه مناسباً”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
حين ترتجف “تل أبيب” من وقع الكلمة.. المصطلحات سلاح والأسماء جبهة مقاومة
في زمن يتزاحم فيه الزيف لتشويه الحقائق وتزييف الوعي، تصبح الكلمة المبدئية والمصطلح الصادق طلقات وعي تصيب قلب العدو وتفكك أركان روايته المصطنعة.. من هذا المنطلق، تتجلى أهمية ما أكّده قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمته بتاريخ 26 شوال 1446هـ، عندما عرّى توتر الكيان الصهيوني من مجرد تسمية الطائرة اليمنية المسيّرة بـ”يافا”، ووصف المدينة، كما سائر المدن الفلسطينية، بأنها “محتلة”.
ليس هذا الانزعاج تفصيلًا ثانويًا؛ بل هو نافذة كاشفة على طبيعة الصراع، فالمعركة ليست محصورة في ميادين القتال أو الأجواء، بل امتدت إلى الميدان الأخطر: ميدان المصطلحات.. الكلمات لم تعد مجرد أدوات وصف، بل باتت خنادق مقاومة.. وعندما نُطلق على الأمور مسمياتها الحقيقية، نزعزع ركائز شرعية العدو المزعومة، ونفضح زيفه أمام العالم.. نحن لا نصف واقعًا فحسب، بل نمارس فعل المقاومة بالنطق.
العدو الصهيوني، منذ أن زرع كيانه على أرض فلسطين، وهو يشن حربًا نفسية ومعرفية ممنهجة: تحويل فلسطين إلى “إسرائيل”، والمسجد الأقصى إلى “جبل الهيكل”، والاحتلال إلى “دولة ذات سيادة”، ويافا إلى “تل أبيب”.. لكن حين تعود الأسماء إلى حقيقتها، يعود التاريخ إلى مساره، وتُستعاد الجغرافيا من بين أنياب التحريف.
“يافا المحتلة” ليست مجرد تركيب لغوي، بل هي قنبلة وعي. هي جرس إنذار بأن ذاكرة الأمة لم تُمحَ، وأن حقوقها لم تُفرَّط.. تسمية الطائرات المسيّرة بأسماء المدن الفلسطينية المحتلة ليس إجراءً شكليًا، بل عمل مقاوم محض، يبعث برسالة سياسية وعقائدية: هذه الأرض لنا، اسمًا ورسمًا، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.
وعليه، فإن من أوجب واجبات الإعلام المقاوم، والخطاب العربي والإسلامي عمومًا، أن يلتزم الصدق في المصطلح، والصلابة في التوصيف.. لا مكان للغة التطبيع، ولا حيز لتزوير الجغرافيا.. فالكلمة المقاومة ترهب العدو أكثر من السلاح أحيانًا، ومسيّرة “يافا” خير شاهد على ذلك.
نحن في قلب معركة تحرر شاملة، أحد أعمدتها هو ميدان الوعي.. والمصطلح فيه ليس ترفًا بل ذخيرة، ليس تزيينًا بل سلاحًا.. وكل من يحمل وعيًا، يحمل مسؤولية استخدام المصطلح كمن يقبض على الزناد.