عربي21:
2025-06-02@11:29:01 GMT

الدبلوماسية الفلسطينية بعد إسماعيل هنية

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

تمثل الدول والشعوب حول العالم عادة شخصيات دبلوماسية منضوية تحت وزارات الخارجية لتحقيق مصالح الشعوب السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والاجتماعية. وتمثل الدبلوماسية الفلسطينية حالة فريدة، إذ يمثل الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات عدة جهات دبلوماسية تتحدث باسمه إلى العالم ومع الدول الأخرى؛ هي السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة وعلى رأسها حركة حماس.



بعد أن وصلت حماس إلى سدة الحكم إثر انتخابات عام 2006، بدأت كثير من الحكومات والهيئات تتعامل مع ممثلي الحركة بوصفهم دبلوماسيين؛ بغض النظر على الخلاف الذي يراوح مكانه بين حماس من جهة والسلطة الفلسطينية من جهة أخرى. وقد مثل الشهيد الراحل إسماعيل هنية رأس هذه الدبلوماسية من خارج إطار السلطة بوصفه رئيسا سابقا للوزراء، الأمر الذي أعطى كثيرا من الدول العربية والإسلامية فرصة لاستقباله رسميا وإقامة علاقات ولقاءات مباشرة علنية معه. وكان هذا يعد شبه استثناء في العلاقات الدبلوماسية؛ أن يستطيع فاعلون من غير الدول إقامة علاقات دبلوماسية رسمية. واستثمرت الحركة هذا الوجه الدبلوماسي للتأكيد على شرعية تمثيلها لمطالب الشعب الفلسطيني، وأنها لا تبحث عن مصالحها الضيقة بقدر ما تسعى لتحقيق المطالب الوطنية الجامعة.

الأمر هنا لا يتعلق بقدرة الحركة على انتخاب قيادة جديدة، وإنما يتعلق بطبيعة التمثيل الدبلوماسي الذي تستطيع أن تخاطب به العالم علانية
كان ممثلو السلطة الفلسطينية من الدبلوماسيين الرسميين في كثير من الدول من الوعي والنضج، بحيث تجنبوا أي صدام أو خلاف علني بين الدور الدبلوماسي الذي تقوم به السلطة والدور الدبلوماسي الذي يقوم به ممثلو الفصائل وخاصة ممثلي حركة حماس، وتعامل الجميع بقدر عال من المسئولية على اعتبار أن هناك مصلحة وطنية عليا تتمثل في التحرر من الاحتلال وكشف جرائمه.

وبعيدا عن دور حركة حماس السياسي والعسكري، سيترك استشهاد هنية فراغا في هذه الدبلوماسية الفلسطينية الدولية لأنه ليس هناك من لديه صفته الانتخابية السابقة ويستطيع أن يحل محله. والأمر هنا لا يتعلق بقدرة الحركة على انتخاب قيادة جديدة، وإنما يتعلق بطبيعة التمثيل الدبلوماسي الذي تستطيع أن تخاطب به العالم علانية.

بالطبع ظروف الواقع ستفرض على كثير من الدول استمرار التعامل مع الحركة، خاصة تلك التي تملك علاقات وثيقة معها مثل إيران وقطر وغيرهما من الدول، لكن غياب الشهيد هنية عن المشهد سيخصم من رصيد الدبلوماسية الفلسطينية في الخارج، والتي كان يقدم لها وجها آخر بخلاف التمثيل المباشر للحركة بما يشمله ذلك من مفاوضات ومحادثات.

كان الشهيد إسماعيل هنية صوتا لفلسطين في الخارج وعنوانا للقضية، يشرحها دبلوماسيا وإعلاميا. وقد ساعده على ذلك طبيعته الشخصية الودودة وخلفيته الشرعية الدينية والنضالية، وهي عوامل يصعب أن تجتمع في شخص واحد على الساحة الدبلوماسية الفلسطينية
الأمر الآخر في هذا الصدد، هو أن هنية كان يجسر كثيرا من الفجوات بين الداخل في غزة وقيادة الحركة السياسية في الخارج. فهو الآتي من قلب غزة ويفهم تعقيدات المشهد الداخلي، وربما ساهم هذا في توحيد رؤى الحركة خلال الفترات الماضية تجاه كثير من القضايا. ومن غير المستبعد أن يكون أحد أهداف إسرائيل من هذا الاغتيال هو قطع هذا الجسر، في محاولة لعزل القيادة في الداخل وكتم صوت لها في المكتب السياسي في الخارج.

لقد كان الشهيد إسماعيل هنية صوتا لفلسطين في الخارج وعنوانا للقضية، يشرحها دبلوماسيا وإعلاميا. وقد ساعده على ذلك طبيعته الشخصية الودودة وخلفيته الشرعية الدينية والنضالية، وهي عوامل يصعب أن تجتمع في شخص واحد على الساحة الدبلوماسية الفلسطينية. دعونا نتذكر أنه يوما ما استطاع الشهيد هنية أن يكون ضيفا على مثل المذيع عمرو أديب عام2017، بعد كل الشيطنة التي تعرضت لها الحركة في الإعلام المصري على مدار سنوا. وعرَض الرؤية الفلسطينية الوطنية وأنها لا تتعارض مع المصالح المصرية بكل هدوء، بل حتى أرسل رسالة للبرنامج ذاته ردا على خبر بحق أسرته وعرضها عمرو أديب كاملة.

هذا مجرد مثال بسيط يوضح أن الشهيد هنية ترك فراغا كبيرا في الدبلوماسية الفلسطينية.

x.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الدبلوماسية الفلسطينية حماس إسماعيل هنية الاغتيال فلسطين حماس اغتيال إسماعيل هنية الدبلوماسية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدبلوماسیة الفلسطینیة الدبلوماسی الذی إسماعیل هنیة فی الخارج من الدول کثیر من

إقرأ أيضاً:

تمديد اعتقال زوجة الشهيد الأسير وليد دقة حتى الثلاثاء المقبل

مدّدت "محكمة الصلح" الإسرائيلية في مدينة حيفا، اليوم الجمعة 30 مايو 2025، اعتقال سناء سلامة دقة من مدينة باقة الغربية داخل أراضي الـ48، زوجة الشهيد الأسير وليد دقة، حتى يوم الثلاثاء المقبل، وذلك بعد اعتقالها أمس الخميس في مدينة القدس المحتلة.

وقبل صدور الحكم، كانت جلسة المحكمة قد انطلقت بمشاركة من قبل متضامنين وناشطين وأهال، انتظر الكثير منهم خارج قاعة المحكمة، حتى قبل بدء مجرياتها.

وظهرت سناء في قاعة المحكمة، وسرعان ما بادرت إلى السؤال عن ابنتها ميلاد، وقالت: "هل كانت تبكي؟ وهل سألت عني؟"، فيما طمأنها أهال بأن الأمور بخير.

واعتقلت شرطة الاحتلال سلامة، مساء الخميس، أثناء تواجدها وابنتها ميلاد في مدينة القدس المحتلة، عقب مطالبة ما يسمى "وزير الأمن القومي" في حكومة الاحتلال، المتطرّف إيتمار بن غفير، بترحيلها، وبادعاء "منشورات تحريضية".

واستُشهد دقة في السابع من نيسان/ أبريل 2024 بعد صراع مع المرض ونتيجة سياسة الإهمال الطبي داخل معتقلات الاحتلال، وما زال جثمانه محتجزا، علما أنه أمضى 38 عاما في المعتقل.

وكانت حكومة الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت، الأربعاء، بدء تنفيذ "إجراءات ترحيل" ضد مواطنين من المجتمع الفلسطيني داخل أراضي الـ48، "في تصعيد غير مسبوق وخطير، وضمن حملة إسرائيلية مستشرية لممارسة الاضطهاد العنصري بحق الفلسطينيين"، بحسب مركز "عدالة" الحقوقي، الذي أشار إلى أن الحديث يدور عن "أربع حالات وصلت بالفعل إلى مراحل متقدمة من سحب الجنسية والترحيل، فيما يجري استهداف مئات آخرين ضمن سياسة سحب المواطنة الجديدة".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين غزة: جمعية النقل تصدر بياناً بشأن الاعتداءات على شاحنات نقل المساعدات إصابة مواطنة حامل برضوض في هجوم للمستوطنين على مسافر يطا كاتس يرد على ماكرون بشأن الدعوة للاعتراف بالدولة الفلسطينية الأكثر قراءة "الهجرة الدولية": نزوح أكثر من 172 ألف شخص في غزة خلال 7 أيام الرئيس عباس يلتقي لجنة إقليم حركة فتح في لبنان الجيش الإسرائيلي يعلن مهاجمة مكتب صرافة بغزة الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من شمال قطاع غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • مصر وقطر :لابديل عن المساعي الدبلوماسية لوقف إطلاق النار في غزة
  • أبو الغيط: اجتماع اللجنة العربية مع القيادة الفلسطينية كشف مواقف جديدة وإيجابية
  • الخير عن الشهيد كرامي: رجل دولة وقرار
  • بيان عربي يندد بإجهاض إسرائيل زيارة وفد وزاري رفيع للأراضي الفلسطينية
  • رثاء وحزن على الشيخ الشهيد.. من هو الداعية الفلسطيني نائل مصران؟
  • اختتام الدورات الصيفية بمدرسة الشهيد الصماد بالسخنة في الحديدة
  • حركة أمل وكشافة الرسالة الإسلامية شيّعتا الشهيد المسعف خضر فقيه في النبطية
  • برلماني: مصر كانت و لا زالت في طليعة الدول الداعمة للقضية الفلسطينية
  • الشهيد اللواء الركن ايهاب محمد يوسف
  • تمديد اعتقال زوجة الشهيد الأسير وليد دقة حتى الثلاثاء المقبل