«السنوار» الروائى الفنان يستكمل المشوار
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
«هذه ليست قصتى الشخصية، وليست قصة شخص بعينه، رغم أن كل أحداثها حقيقية .. الخيال فى هذا العمل فقط فى تحويله إلى رواية» هذا المقطع من راوية «الشوك القرنفل» لـ«يحيى السنوار» رجل الأنفاق الذى اصبح زعيما لحركة المقاومة الفلسطينية.
ليخبرنا بهذا أنه قد اختار الرواية، كنوع أدبي، لسرد تاريخ المجتمع الفلسطينى الذى عاشه منذ أن وَعِى على الدنيا وحتى ختام روايته، وهى فترة تمتد من حرب 1967 وحتى انتفاضة الأقصى 2000، وتغوص أحيانًا، على سبيل الاستدعاء والاستشهاد والتأصيل، أبعد فى الزمن حتى النكبة فى 1948.
جاء اختيار «السنوار» خلفا لرئيس المكتب السياسى لحركة حماس الشهيد المغدور به فى ايران «اسماعيل هنية» كرسالة تحدٍ لجميع الاطراف، ورسالة ايضا بان جميع قيادة الحركة هى مع طوفان الأقصى الذى جرى فى السابع من اكتوبر الماضي.
كما يؤكد هذا الاختيار بأن الحركة مستمرة فى المقاومة ولن تتراجع عن مواقفها، لأنه لو تم اختيار أحد غيره قد يفهم أنه تخلى عنه، اضافة الى انه كان ينوى الترشح لرئاسة الحركة.
وخالف تولى «السنوار» كل التوقعات خلال الأيام الماضية وبعد شد وجذب بين قيادات حماس، ومثل فرحة وصدمة للمتابعين ولإسرائيل؛ فى نفس الوقت لأنه إن أراد رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» أن يتفاوض بعد ذلك فعليه أن يتفاوض مع رجل يقيم تحت الأرض.
ويوصف السنوار بأنه «رجل الأنفاق» فى قطاع غزة، والذى يعيش داخلها منذ 10 أشهر حين اندلعت شرارة الحرب بين حماس والاحتلال كما بات على رأس الأهداف التى تسعى تل أبيب للوصول إليها منذ هجوم السابع من أكتوبر الماضي.
وجاء الاختيار كأبلغ رد على تعنت «نتيناهو» الذى اغتال إسماعيل هنية رغم المرونة التى قدمها بشكل كبير خلال مفاوضات وقف الحرب فى القطاع وصفقة الأسرى المعلقة حتى الآن وكان هنية يطرح أفكارا جديدة ويسعى للوصول إلى اتفاق.
ويرى بعض المراقبين ان هذا الاختيار سيعقد أى ملفات متعلقة بالتفاوض؛ إذ إن عملية الاتصال ذاتها معه أمر صعب، وحينما تحتاج لرسالة سيكون مطلوبا الانتظار لعدة أيام، ومن ثم بات الأمر صعبا على الوسطاء أنفسهم.
وكانت حماس قد أعلنت، السبت، الماضى عن إجرائها مشاورات واسعة لاختيار رئيس جديد للمكتب السياسى بعد اغتيال هنية، فى حين كانت الترشيحات تدور فى فلك عدد من قادتها على رأسهم خالد مشعل الذى سبق أن شغل المنصب عقب اغتيال عبدالعزيز الرنتيسي، وخليل الحية نائب رئيس الحركة فى غزة، وموسى أبومرزوق، وهو أحد كبار مسئولى المكتب السياسي، وزاهر جبارين الذى يتولى منذ فترة طويلة إدارة الشؤون المالية للحركة، إضافة للقيادى محمد إسماعيل درويش.
وولد يحيى إبراهيم حسن السنوار «أبو إبراهيم» فى التاسع عشر من أكتوبر عام 1962 فى مخيم خان يونس للاجئين هجّر الصهاينة أهله من مدينة مجدل عسقلان عام 1948.
وبعد الإفراج عنه من السجون الصهيونية فى صفقة وفاء الأحرار عام 2011م، تزوج عام 2012م، وأنجب ثلاثة أطفال، اثنين من الذكور، وبنتًا (إبراهيم، وعبد الله، ورضا) ودرس فى مدارس خان يونس حتى أنهى دراسته الثانوية فى مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، والتحق بالجامعة الإسلامية بغزة، وحصل على شهادة البكالوريوس فى اللغة العربية.
وعمل فى مجلس طلاب الجامعة الإسلامية خمس سنوات، فكان أمينًا للجنة الفنية، ثم اللجنة الرياضية، ونائبًا للرئيس، ثم رئيسًا للمجلس، ثم نائبًا للرئيس مرة أخرى 1982-1987.
وبرز فى ساحات النقاش الطلابية العامة بين الكتل، وكان من أبرز منظرى الكتلة الإسلامية وعلى رأسها أسس فرقة (العائدون للفن الإسلامي) بمباركة من الشيخ المؤسس الإمام أحمد ياسين وشارك فى تأسيس جهاز الأمن الحركى الأول (أمن الدعوة) برئاسة الشيخ أحمد ياسين عام 1983 وكُلف وآخرون فى عام 1986م من الشيخ أحمد ياسين بتشكيل منظمة الجهاد والدعوة (مجد)، وكان من أبرز قادة المنظمة وخلال وجّه وقاد العديد من المواجهات الشعبية مع العدو الصهيونى (1982-1988).
اعتقل فى عام 1982 ستة أشهر فى سجن الفارعة على خلفية نشاطه المقاوم
اعتقل عام 1988، وحكم عليه بالسجن أربعة مؤبدات، قضى منها 23 عامًا متواصلة فى سجون العدو، ما يقارب أربع سنوات منها فى العزل الانفرادي
تولى قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس فى السجون دورات عدة
يجيد اللغة العبرية، وله العديد من المؤلفات والترجمات السياسية والأمنية، من أبرزها ترجمة كتابى الشاباك بين الأشلاء والأحزاب الإسرائيلية عام 1992 وألف كتابى حماس التجربة والخطأ و«المجد» الذى يرصد عمل جهاز «الشاباك»، وأفرج عنه عام 2011 ضمن صفقة وفاء الأحرار بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والعدو الصهيوني.
كانت له بصمة واضحة فى محددات الصفقة وشروطها، وعلى إثرها عزله العدو الصهيونى قبل إنجاز الصفقة وانتخب عضواً فى المكتب السياسى للحركة فى قطاع غزة، وتولى مسؤولية الملف الأمنى فى 2012، ثم انتخب عضوًا فى المكتب السياسى العام، وتولى مسؤولية الملف العسكرى فى عام 2013 وأدرجته امريكا فى سبتمبر 2015 على لائحتها السوداء «للإرهابيين الدوليين وكلفته حركة حماس فى عام 2015 مسؤولًا عن ملف الأسرى الصهاينة لدى كتائب القسام وانتخب رئيسًا للمكتب السياسى لحركة حماس فى قطاع غزة، فى فبراير عام 2017، ولدورة ثانية عام 2021.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حركة المقاومة رئیس ا فى عام
إقرأ أيضاً:
رئيس “حماس” في غزة: نحيي إخوان الصدق في اليمن الذين يواصلون إطلاق الصواريخ رغم ما يتعرضون له
الثورة نت/..
حيا رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، الدكتور خليل الحية، الدور اليمني في إسناد غزة.
وقال: “نحيي إخوان الصدق في اليمن الذين، الذين ما زالوا يوجّهون صواريخهم ضد العدو الصهيوني رغم ما يتعرضون له من استهداف صهيوني غادر”.
وأعلن، في خطاب مساء اليوم الخميس بمناسبة عيد الأضحى، استعداد الحركة للانخراط في جولة مفاوضات جديدة وجادّة من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق نار دائم، خاصّةً وأنّ الاتصالات مع الوسطاء وغيرهم لا تزال مستمرّة لتحقيق ذلك.
وقال إن الحركة تسعى “لاتفاق لإطلاق سراح الأسرى ووافقنا على معظم المقترحات التي قدمت لنا لكن نتنياهو رفضها”.
وأكد: “نقوم بجهد متواصل مع كل الأطراف للوصول إلى اتفاق يؤدي لوقف الحرب وانسحاب الاحتلال من كامل قطاع غزة”.
وقال: “قبل أسبوعين قدم لنا مقترح أمريكي لكن العدو رفضه”، مردفًا: “نتنياهو أعلن أنه سيأخذ الأسرى وبعد ذلك يجدد العدوان على غزة”.
وأوضح ان الحركة لم ترفض مقترح “ويتكوف” الأخير، بل قدّمت بعض الملاحظات والتحسينات عليه، من أجل ضمان إنهاء هذه الحرب، وعدم عودة العدو إلى الغدر والقتل والاجتياح وفرض النزوح، وضمان دخول المساعدات والإغاثة لشعبنا بشكل كريم.
وقال الدكتور خليل الحية: نحن نخوض غمار محطات متتالية من المفاوضات المكثفة، ونقوم بجهد متواصل مع الأطراف كافة للوصول إلى اتفاق يستند إلى موقف قوي متمسّكٍ بالحقوق والمطالب الأساسية لشعبنا، ويؤدّي إلى إنهاء هذه الحرب، ووقف إطلاق نار دائم، وانسحاب قوات الاحتلال من كامل قطاع غزة، إضافةً إلى الإغاثة الفورية لشعبنا، وإنهاء الحصار، وكذلك الوصول إلى صفقة تبادل مشرفة”.
وأكد أن حماس مستعدة لتسليم الحكومة في غزة فورًا لأيّ جسم فلسطيني وطني مهني يُتوافق عليه.
واستهجن “اكتفاء الدول فقط بالبيانات الاستنكارية في ظل استمرار جرائم الاحتلال”.
وقال إن “الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن ضد مشروع قانون لوقف الحرب بغزة مستنكر”.
وأوضح أن “نتنياهو يعمل على عسكرة المساعدات الإنسانية”.
وقال رئيس حركة حماس في غزة: العدو يُصرّ على أن تبقى المساعدات الإنسانية تحت سيطرته بالكامل، وبالآلية التي صمّمها لعسكرة المساعدات، والتي رفضتها كل المؤسسات الدولية باعتبارها تنتهك القانون الدولي. كما يرفض الانسحاب والعودة إلى ما كان عليه الوضع قبل 2/3.
وأكد “أن المؤامرات تحاك ضد القدس والمسجد الأقصى وكل فلسطين”، مشيرًا إلى ما يعانيه “أهلنا في الضفة الغربية من إجرام العدو ومن مشاريعه الاستيطانية والتهويدية”، مؤكدُا أن “الاحتلال يسعى إلى اقتلاع شعبنا من أرضه ويمارس التطهير العرقي في كل فلسطين”.
وقال إن “المعركة اليوم هي معركة ثبات وصمود وعلينا مقاومة مخططات الاحتلال بكل الوسائل”.