واشنطن بوست: هل إسرائيل مستعدة لهجوم إيراني جديد؟
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
قالت صحيفة واشنطن بوست إن إسرائيل تخشى من أن يؤثر أي هجوم من إيران على علاقتها بحلفاء لها في المنطقة ساعدوها على إحباط الهجوم الإيراني الأخير في أبريل / نيسان الماضي، مبرزة أن حكومة بنيامين نتنياهو تستعد لكل السيناريوهات، وسط تحذيرات لها من خطورة الوضع.
وفي تقرير لمراسلتها في تل أبيب، شيرا روبين، أفادت الصحيفة أنه في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لصد هجوم مرتقب من إيران، من خلال خلال تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود، ووضع بطاريات الدفاع الجوي، والتنسيق مع واشنطن بشأن نشر العتاد العسكري الأميركي، هناك مخاوف متزايدة بشأن أحد خطوط دفاعها الأكثر أهمية المتمثل في تحالف إقليمي تقوده الولايات المتحدة.
وأضافت أن هذا التحالف كان قد بدأ سريا، ثم ظهر إلى العلن في 13 أبريل/نيسان عندما ساعد إسرائيل في اعتراض 99% من أكثر من 300 طائرة مسيّرة وصاروخ أُطلقت من إيران في أول ضربة مباشرة من نوعها من طهران بعد عقود من "حرب خفية" مع تل أبيب.
إسرائيل معزولةوعقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل هنية، في طهران، وجدت إسرائيل نفسها معزولة أكثر في المنطقة، وهو ما قد يجعلها أكثر عرضة للخطر، بحسب محللين عسكريين.
وأفادت واشنطن بوست أن هناك مخاوف أخرى من أن تعجز أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية عن صد هجوم هائل ومنسق تماما، حتى مع دعم أميركا لها.
وأشارت إلى أن دولا في المنطقة قللت من أهمية الدور الذي لعبته في إحباط الهجوم الإيراني في أبريل/نيسان، "خوفا من انتقام طهران"، وخشية أن يُنظر إليها على أنها داعمة لإسرائيل في وقت يسود فيه غضب شعبي واسع النطاق بسبب الخسائر البشرية الناجمة عن الحرب على قطاع غزة.
وقد أصبحت هذه المخاوف "أكثر وضوحا الآن"، حيث سعى كثيرون إلى النأي بنفسهم علنا عن أي تورط في الجولة المقبلة من العنف.
ووفقا لسياسي إسرائيلي كبير ساعد في بناء التحالف الإقليمي، تحدث إلى الصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويته، فإن التصريحات العلنية التي تتحدث عن ذلك التحالف "مزعجة للغاية". وقال إن العلاقات التي تربط تلك الدول بإسرائيل ذات طبيعة "حساسة"، ولم تتعرض لاختبار كبير سوى مرة واحدة.
وزعم أن "إسرائيل تعمل بمفردها تماما" في مواجهة احتمال نشوب حرب شاملة.
هجوم مفاجئوتقول مراسلة الصحيفة في تل أبيب، إن المسؤولين يعتقدون أن الهجوم هذه المرة قد يكون مفاجئا وأكبر حجما وأطول مدة، وربما يستمر لعدة أيام بدلا من بضع ساعات. ويمكن أن يكون أيضا في شكل قصف منسق من اتجاهات متعددة، يشمل العراق واليمن وسوريا ولبنان.
وخصت بالذكر حزب الله في لبنان، مشيرة إلى أنه ظل، على مدى الأشهر الــ10 الماضية، يستخدم مسيّرات انتحارية تحلق على ارتفاعات منخفضة وبسرعة عالية لضرب مواقع عسكرية ومنازل خاصة في إسرائيل، وقادرة على تفادي منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.
ويتوقع يوئيل جوزانسكي، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي والذي يعمل الآن باحثا كبيرا في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، أن يبادر حزب الله بالهجوم، ومن المحتمل أن يطلق النار باتجاه تل أبيب ويستخدم صواريخ موجهة.
وقال إن السيناريو الأسوأ سيكون هجوما متعدد الجبهات من حلفاء إيران آخرين مصمما "لتحدي قدرات الأنظمة الإسرائيلية إلى أقصى حد، والتي يمكن سحقها حيث أنها تعتمد، كما رأينا في أبريل/نيسان، على التحالف الإقليمي الذي يوفر لها عمقا استراتيجيا".
وتابع المسؤول الأمني السابق أن إسرائيل أبلغت حزب الله وإيران أن ضرب المراكز السكانية المدنية سيكون خطا أحمر وسيؤدي إلى رد فعل قوي.
وبدوره، حذر وزير الدفاع يوآف غالانت في رسالة باللغة العربية نشرت على موقع إكس (تويتر سابقا)، يوم الخميس، أنه إذا واصل حزب الله هجماته، فإن إسرائيل ستحاربه بكل قوتها، مضيفا أنه "من يلعب بالنار قد يتوقع الدمار".
ضربة وقائية؟وأوردت الصحيفة الأميركية نقلا عن وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل قد تفكر أيضا في شن ضربة وقائية على إيران، إذا خلصت إلى أن الهجوم الإيراني وشيك.
وكشفت أن رئيس القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل كوريلا، زار إسرائيل للمرة الثانية هذا الأسبوع لبحث التنسيق العسكري بين البلدين.
ولفتت إلى أن واشنطن نشرت عتادا عسكريا حديثا، من بينها سرب من طائرات إف-22 رابتورز، والطرادات البحرية والمدمرات، وحاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن والسفن المرافقة لها، والتي تتجه نحو الشرق الأوسط لتحل محل مجموعة حاملة طائرات أخرى ستغادر المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن إسرائيل زيف، وهو لواء متقاعد شغل منصب رئيس أركان الجيش، أن الولايات المتحدة مهتمة بالتطورات الجارية أكثر مما كانت عليه في أبريل/نيسان، لكنها تدرك كذلك أن حربا في المنطقة ستؤثر على الاقتصاد، ومن مصلحتها وقف التصعيد.
ومع ذلك، فقد حذر زيف إسرائيل من الركون إلى أن الدعم الأميركي أمر مفروغ منه، قائلا إنها قد ترتكب خطأ إذا دخلت في حرب إقليمية اعتقادا منها أنها تملك من العتاد والموارد ما يساعدها على خوض غمارها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات أبریل نیسان فی المنطقة فی أبریل حزب الله تل أبیب إلى أن
إقرأ أيضاً:
"واشنطن بوست": مقربون من ترامب يقولون لإسرائيل سنتخلى عنكم إذا لم توقفوا الحرب
أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، نقلا عن مصادر يوم الاثنين، بأن مقربين من الرئيس دونالد ترامب يقولون لإسرائيل "سنتخلى عنكم إذا لم توقفوا الحرب".
وقالت الصحيفة إن ومن الناحية السياسية كما في الماضي، لدى نتنياهو طريقة للقيام بذلك مع أغلبية كبيرة في الكنيست وفي إسرائيل، لكنه لا يملك الإرادة السياسية اللازمة.
وصرح مصدر مطلع على المناقشات والذي تحدث شريطة عدم الكشف هويته لأنه غير مخول له التحدث إلى الصحافة، بأن نتنياهو "باع فكرة تلخيص المساعدات في اجتماع مجلس الوزراء مساء الأحد بالقول إنها مجرد مسألة فنية".
وأشار إلى أن الضغوط من جانب ترامب تزايدت في الأيام الأخيرة مع استدعاء إسرائيل لعشرات الآلاف من جنود الاحتياط، وتصعيدها لقصف غزة واقترابها من نقطة اللاعودة في الحرب.
وتأتي التصريحات عقب ساعات من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تل أبي تخطط "للسيطرة على قطاع غزة بالكامل" مع استئناف تسليم المساعدات "الحد الأدنى" إلى القطاع، ووصف المجاعة الجماعية المحتملة في غزة بأنها "خط أحمر" قد يكلف إسرائيل دعمها من الولايات المتحدة.
وفي مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي، قال نتنياهو إنه في حين تنشر إسرائيل "قوة هائلة للسيطرة على قطاع غزة بالكامل، فإننا لا نستطيع الوصول إلى نقطة المجاعة، لأسباب عملية ودبلوماسية".
وأضاف نتنياهو أن "أقرب أصدقاء إسرائيل في العالم"، بما في ذلك السياسيون الأمريكيون الذين لم يذكر أسماءهم، أكد أنهم "مؤيدون ثابتون لإسرائيل لعقود من الزمن"، أخبروه أنهم سيسلحون إسرائيل ويدافعون عنها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكنهم لا يستطيعون التعامل مع صور المجاعة الجماعية".
وكان هذا الخطاب هو المرة الأولى التي تعترف فيها إسرائيل بأن الجوع في غزة يقترب من نقطة الأزمة، على الرغم من التحذيرات المتكررة من خبراء الجوع العالميين بأن القطاع يقترب من المجاعة، لكن الفلسطينيين في غزة يقولون إنهم يخشون من أن كمية المساعدات المحدودة التي وعدوا بها لن تكون كافية لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية التي يحاولون البقاء على قيد الحياة.
وأوقفت إسرائيل إدخال المساعدات والأدوية والوقود والغذاء إلى غزة في الثاني من مارس، في أطول حصار تفرضه على الإمدادات الإنسانية إلى غزة منذ بداية الحرب.
هذا، وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، يوم الاثنين، أن السلطات الإسرائيلية اتصلت به "لاستئناف تقديم المساعدات المحدودة" وأن المناقشات جارية حول كيفية استئناف المساعدات في ظل الظروف على الأرض.
والأسبوع الماضي، شددت وكالة الأمم المتحدة على أن "المخزونات نفدت، والمخابز أغلقت، والمطابخ المجتمعية تغلق يوميا".
حدير بالذكر أن الجيش الإسرائيلي أمر بإخلاء خان يونس ثاني أكبر مدينة في قطاع غزة، في أوسع عملية إخلاء منذ استئناف الحرب في منتصف مارس.
وأثارت هذه الخطوة موجة جديدة من النزوح للفلسطينيين بعد 19 شهرا من الحرب، ودعتهم إلى الانتقال إلى منطقة المواصي، استعدادا لـ "هجوم غير مسبوق