قاعدة روسية في عين العرب.. رسائل إيجابية متبادلة بين تركيا والنظام السوري
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
أبدت وزارة الدفاع التركية ترحيبها بإنشاء روسيا قاعدة عسكرية في عين العرب (كوباني) الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) شمالي حلب بالقرب من الحدود السورية- التركية، معتبرة الخميس أن "الخطوة تهدف إلى إضعاف وجود المنظمة الإرهابية في المنطقة".
الرد التركي الإيجابي على إنشاء القاعدة، جاء بعد تأكيد صحيفة "الوطن" السورية شبه الرسمية، أن "القاعدة الروسية المشتركة مع النظام في عين العرب تهدف إلى ضبط الحدود ومنع التمدد التركي"، وإشارتها إلى أن إقامة القاعدة يسهم في "طمأنة" تركيا بالحيلولة دون تنفيذ أعمال عدائية داخل الأراضي التركية.
وكانت أعلنت روسيا عن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في منطقة عين العرب، وقال نائب مدير المركز الروسي للمصالحة في سوريا، العقيد أوليغ إيغناسيوك، إن "إنشاء القاعدة جاء في إطار الإجراءات المستمرة للرقابة على نظام وقف العمليات القتالية بين الأطراف المتنازعة".
ويمكن بحسب مراقبين تحدثوا لـ"عربي21"، وصف تصريحات تركيا والنظام السوري بـ"الإيجابية"، كما يرى الكاتب والمحلل السياسي التركي عبدالله سليمان أوغلو، في حديثه لـ"عربي21".
ويؤكد أن روسيا تبذل جهدا كبيرا في هذا الإطار، معتبرا أن "تمركز القوات الروسية وقوات النظام في هذه المدينة الهامة، يحقق لتركيا أحد أبرز أهدافها من التطبيع مع النظام السوري، حيث تريد تركيا من النظام أن يشارك في مكافحة حزب "العمال" الكردستاني، وأن يتولى النظام ضبط الحدود في المناطق الخاضعة لسيطرة قسد".
وبذلك، يعتقد سليمان أوغلو، أن القاعدة الروسية في عين العرب، تعطي إشارة بجاهزية النظام في مسألة ضبط الحدود مع تركيا، دون حاجة الأخيرة إلى شن عملية عسكرية".
تطورات قادمة في مسار التطبيع
ولا يستبعد المحلل السياسي التركي أن تكون الخطوة مقدمة للقاءات قريبة بين النظام السوري وتركيا على مستوى وزراء الخارجية، ويقول: "يبدو أن سعي روسيا لجسر الهوة بين تركيا والنظام السوري نجح، بحيث يبدو أن القاعدة تهدف إلى إلغاء شرط النظام انسحاب القوات التركية من سوريا قبل استئناف مسار التطبيع".
وأوضح سليمان أوغلو، أن أنقرة ترفض تماما مطلب الانسحاب بسبب التهديدات الأمنية انطلاقا من سوريا، وهي كانت دائماً تطالب بضمانات"، مستدركاً بقوله: "لكن رغم كل التصريحات الإيجابية، لا يمكن الجزم بأن المحادثات سهلة، في ظل وجود ملفات شائكة كثيرة".
وكانت وسائل إعلام تركية، قد رجحت لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برئيس النظام السوري بشار الأسد في آب/أغسطس الحالي.
في السياق ذاته، أكدت صحيفة أن "قسد" وافقت على إنشاء القاعدة، موضحة نقلاً عن مصادرها، "أنه ما كان يمكن إقامة هذه القاعدة العسكرية، لتهدئة الوضع الميداني في المنطقة، دون موافقة "قسد".
وقالت إن تركيا تطلب من خلال عمليات التفاوض لإعادة العلاقات بين الجانبين، نشر جيش النظام على طول حدود البلدين، التي يسيطر الجيش التركي على جزء منها.
تحضيرات للتطبيع
مدير مركز "رصد للدراسات الاستراتيجية" العميد عبدالله الأسعد، قال لـ"عربي21" إن القاعدة الروسية في عين العرب التي توليها تركيا أهمية كبيرة، تأتي في إطار التحضيرات للتطبيع بين أنقرة والنظام السوري.
وأضاف أن روسيا أشرفت على كل الترتيبات الأمنية للنظام مع الأردن في الجنوب، ومع المعارضة في حمص وغيرها، ما يعني أن روسيا تريد تكرار التجربة ذاتها في الشمال السوري، مع أخذ الوجود التركي في الحسبان.
وبحسب الأسعد، فإن الرسائل المتبادلة التي تصدر عن تركيا والنظام السوري، توضح حجم الضغوط الروسية على الجانبين، في سبيل استئناف المفاوضات.
وتعد عين العرب أبرز معاقل "قسد" في سوريا، وتأتي بالأهمية بعد مدينة القامشلي، ودائما تطالب تركيا بانسحاب "قسد" منها، وتهدد بخيار العمل العسكري في حال عدم الاستجابة لمطلبها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية روسيا سوريا تركيا الأسد سوريا الأسد تركيا روسيا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری فی عین العرب
إقرأ أيضاً:
وصول وفد أوكراني إلى تركيا لعقد محادثات سلام مع روسيا
وصل وفد أوكراني إلى إسطنبول لإجراء محادثات مع مسؤولين روس، ومن المقرر عقد اجتماعهم بعد ظهر اليوم الاثنين، وفقًا لما ذكره المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية.
من المقرر أن يعقد الجانبان الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة منذ عام 2022، لكنهما لا يزالان متباعدين بشأن كيفية إنهاء الحرب، حيث يتصاعد القتال.
قالت أوكرانيا الأحد إنها شنت هجوما "واسع النطاق" لتدمير قاذفات روسية بينما تستعد لإجراء محادثات في إسطنبول مع نظرائها في موسكو لاستكشاف احتمالات وقف إطلاق النار.
ويأتي الادعاء المذهل بأن أوكرانيا ألحقت أضرارا بطائرات روسية بقيمة 2 مليار دولار كانت متوقفة في قواعد جوية على بعد آلاف الكيلومترات في الوقت الذي أعلنت فيه كييف أن ضربة عسكرية روسية قتلت 12 جنديا على الأقل في موقع تدريب للجيش، مما أدى إلى استقالة قائد قواتها البرية.
انهيار جسرينأعلنت روسيا أيضًا أن انهيار جسرين في المناطق الحدودية مع أوكرانيا نجم عن انفجارات.
وتعامل المسؤولون مع الحادث على أنه "أعمال إرهابية"، لكنهم لم يتهموا أوكرانيا فورًا.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب التقدم البري الروسي في الأيام الأخيرة في منطقة سومي الحدودية في أوكرانيا، وقيام كل جانب بشن هجمات جوية عقابية على الجانب الآخر.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، إنه سيرسل وفدا أوكرانيا إلى إسطنبول برئاسة وزير دفاعه رستم عمروف لإجراء محادثات يوم الاثنين مع مسؤولين روس.
وتستضيف تركيا الاجتماع الذي جاء استجابة لجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق سريع لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.