كمائن للمقاومة ومعارك بخان يونس والاحتلال يقر بخسائره
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
تتواصل المعارك الضارية منذ أمس الخميس في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي عنيف خلف عشرات الشهداء والمصابين.
وفي حين نصبت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) كمينا لقوات الاحتلال في رفح، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بإصابة 12 جنديا في معارك غزة خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن قوات الجيش الإسرائيلي عادت الليلة الماضية إلى خان يونس جنوبي قطاع غزة للمرة الثالثة منذ بدء الحرب.
وقال متحدث الجيش أفيخاي أدرعي، في بيان على منصة إكس، إن "قوات من الفرقة 98 بدأت عملية هجومية في منطقة خان يونس"، وزعم تلقي الجيش "معلومات استخبارية عن وجود بنى إرهابية في المنطقة"، على حد قوله.
وشنت المدفعية الإسرائيلية قصفًا متقطعا خلف مدارس بلدة عبسان الجديدة شرق خان يونس، لإجبار سكان تلك المنطقة على النزوح تحت النيران والغارات الإسرائيلية.
وسبق أن نفذ الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عدة هجمات مدمرة على خان يونس، منها مناطق زعم سابقا أنها "آمنة" بالمدينة، ما خلف مئات الشهداء والجرحى ودمارا واسعا.
أما في رفح (أقصى جنوب)؛ فقد نسف الجيش الإسرائيلي مباني سكنية في محيط مدرسة الفردوس بحي تل السلطان غرب المدينة.
وفي الأثناء، قال الجيش الإسرائيلي إنه يواصل عملياته في محور نتساريم جنوب مدينة غزة وفي مدينة رفح.
أما في مدينة غزة؛ شهدت المناطق الجنوبية من حي الزيتون جنوب شرق المدينة، قصفا مدفعيا إسرائيليا تركز في محيط مسجد علي بن أبي طالب.
كذلك أطلقت الآليات العسكرية الإسرائيلية المتمركزة في محيط محور نيتساريم نيران أسلحتها الرشاشة تجاه المنازل والأراضي الزراعية شمال مخيم النصيرات، تزامنا مع إطلاق البوارج الحربية قذائفها.
وذكر شهود عيان للأناضول بأن المروحيات الإسرائيلية وطائرات "الكواد كابتر" المسيرة تطلق النار بشكل مكثف وسط وشرق دير البلح (وسط)، مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في عموم أجواء المدينة".
هجمات المقاومةفي المقابل، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنها قصفت بصواريخ "107" مقر قيادة وسيطرة لقوات الاحتلال في محور نتساريم.
وقد دوت صفارات الإنذار في عسقلان وزيكيم، كما أكد الجيش الاسرائيلي بأن منظومات الدفاع الجوي اعترضت صاروخا أطلق باتجاه غلاف غزة.
وفي مدينة رفح، قالت كتائب القسام إن مقاتليها في حي تل السلطان غرب المدينة، استهدفوا مبنى تحصنت به قوة إسرائيلية من 9 جنود بقذيفت مضادة للتحصينات من ظراز "تي بي جي" وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح ورصد هبوط مروحيات للإجلاء.
ومساء الخميس، حصلت الجزيرة على مشاهد توثق كمين "الفراحين 2" الذي قالت كتائب القسام إنها نفذته يوم الاثنين الماضي حيث فجرت عبوة في قوة إسرائيلية راجلة وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح.
مجازر متواصلة
وبالتزامن مع المعارك الضارية، أفادت مصادر طبية للجزيرة باسشتهاد 23 وإصابة العشرات اليوم الجمعة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على مناطق في وسط وجنوب قطاع غزة.
وأفاد مراسل الجزيرة باسشتهاد 14 مواطن بينهم نساء وأطفال في قصف إسرائيلي استهدف منطقتي المواصي والتحلية بخان يونس.
وأضاف المراسل أن 18 فلسطينيا أصيبوا بجروح في قصف إسرائيلي استهدف فجر اليوم البلوك رقم 4 شرقَ مخيم جباليا شمالَ قطاع غزة، مؤكدا أن من بين الجرحى طفلا رضيعا يبلغ من العمر أربعة أشهر أصيب بجروج بليغة نتيجة القصف.
ومن جانب آخر، تواصل قوات الاحتلال قصفها المدفعي على بيت لاهيا شمالي القطاع.
وقد شُيعت من مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح جثامين 4 شهداء سقطوا في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
إصابات إسرائيلية
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 12 عسكريا في معارك غزة خلال الساعات الـ24 الأخيرة، بينهم ضابط من لواء نحال أصيب بجراح خطيرة.
وتشير حصيلة الجيش الإسرائيلي إلى أن عدد قتلاه منذ بداية الحرب بلغ 689 ضابطا وجنديا، أما عدد الجرحى فارتفع إلى 4284 ضابطا وجنديا منذ بداية الحرب. فيما يزال 213 ضابطا وجنديا من جيش الاحتلال يتلقون العلاج في المستشفيات.
وبدعم أميركي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 131 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الإسرائیلی فی مدینة خان یونس قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
بين إعادة الإعمار والاحتلال الكامل.. نتنياهو يصعد ويدفع غزة نحو سيناريو العزل التام
في الوقت الذي تسعى فيه مصر، بالتنسيق مع الأمم المتحدة وعدد من القوى الدولية، إلى التمهيد لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة ووضع حد للكارثة الإنسانية المتفاقمة هناك، يصعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من خطابه العسكري، معلنًا اتخاذ قرارات باحتلال كامل للقطاع، في موقف يزيد من تعقيد المشهد السياسي والإنساني ويقوض أي أفق للتسوية.
وفي هذا السياق، أشار أستاذ العلوم السياسية، الدكتور طارق فهمي، إلى المفارقة بين ما تبذله الدولة المصرية من جهود بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول الفاعلة من أجل تنظيم مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة، وبين ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم، من قرارات تتعلق باحتلال كامل للقطاع.
وأضاف في تصريحات لـ "صدى البلد"، "أن ما صدر من تصريحات إسرائيلية بتوسيع العمليات ومحاولة توسيع نطاق المنطقة العازلة وإعادة احتلال القطاع، هي تصريحات لا بد أن تؤخذ من زاويتين".
وأوضح أن الزاوية الأولى تتعلق بوجود مزايدات كبيرة داخل إسرائيل على المستوى العسكري بشأن طبيعة العملية العسكرية الجارية في غزة، مضيفًا أن هناك تجاذبًا واضحًا بين المستويين العسكري والسياسي داخل الحكومة الإسرائيلية حول أهداف هذه العملية، سواء كانت تهدف إلى احتلال كامل للقطاع أو توسيع النطاق العسكري فقط، مشيرًا إلى أن "إسرائيل موجودة الآن على أكثر من 40% من قطاع غزة، ووسّعت المنطقة العازلة إلى هذه المسافة".
أما الزاوية الثانية، وفقًا لفهمي، فتتعلق بتقدير الفوائد التي يمكن أن تجنيها إسرائيل من توسيع عملياتها العسكرية أو التوجه نحو احتلال القطاع بالكامل، قائلًا إن هذا المسار يرتبط بتصور سياسي واضح مفاده أن إسرائيل لا تملك مقاربة سياسية للتعامل مع القطاع، حيث تسود حالة من التضارب في التصريحات والمواقف بين القيادتين السياسية والعسكرية، ولا يوجد توافق حقيقي بينهما.
ولفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول، ببراعة سياسية، أن يُصدر للجمهور الإسرائيلي صورة بأنه يتفاوض من أجل إطلاق سراح المحتجزين، في حين أن الموقف الإسرائيلي الرسمي لا يزال متعنتًا في التعامل مع المقترحات الخاصة بوقف إطلاق النار.