سواليف:
2025-12-15@07:08:09 GMT

مكاننا من الإعراب

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

#مكاننا_من_الإعراب

د. #هاشم_غرايبه

بينما كنت أحضّر مقالة عن لغتنا الجميلة غلبني النعاس، فرأيت فيما يراه النائم “سيبويه” شيخ النحاة وإمام العربية، بادرني بالسؤال: كيف الحال؟
ظننت سؤاله امتحانا في النحو فأجبته: الحال يأتي منصوبا في الغالب، قال: ليس ذاك ما سألتك عنه بل عن حال الأمة في هذه الأيام، فقلت: أما أمتنا فمنصوب عليها، قال: هذا ليس محلا من الإعراب، أم أنكم غيرتم قواعد اللغة بعدي؟!، قلت: المعذرة منك يا شيخنا، فلم نغير في ما وضعته لنا، لكن هذه صفة حالتنا بعد إذ أمسينا ولا مكان لنا من الإعراب بين الأمم.


اكفهر وجهه وصاح بي: ما الذي أوصلكم الى ذاك، لقد غادرت دنياكم وأنتم الفاعل المرفوع القامة بين كل الناس، وتقول أنكم غدوتم مفعولا به يقع عليه الفعل ولا يملك له رداً!؟؟.
أجبته منكسرا: بل أكثر من ذلك يا سيدي، فقد أصبحنا في وضع المضاف إليه مجرورين نلهث وراء من يسبقنا غير آملين في مجاراته ناهيك عن سبقه.
سألني: من الفاعل الذي أوصلكم الى ذلك؟؟، قلت: مبني للمجهول، قال: ألا تعلم أننا لا نقبل التجهيل في لغتنا، فالبلاغة تتأتى بالتعريف وأقله التلميح، قلت: الجميع يعرف الفاعل لكن في فمي ماء، قال: فهمت مرادك، فطالما كانت مصيبة الأمة في أولي أمرها، ولكني لا أقبل لكم عذرا بعد إذ اعتبركم الخالق العليم خير أمة أخرجت للناس.
قلت: لقد فقدنا هذه الصفة بعد أن تخلينا عن أسباب تحققها، فقال: ما بال أقوام كنا نعدهم من الصالحين، أين هم ممن ذكرت؟؟.
قلت: أظنك تعني العلماء والمصلحين والدعاة، مصيبتنا في هؤلاء أعظم، فقد انخرطوا في واو المعية مع السلطة، واستمرأوا دورهم كمعطوف على التوالي بدلا من كونهم جملة معترضة، واستخدموا لا النافية لظلم السلطان لتسويغ فعله، بديلا عن لا الناهية للمنكر لدى السلطان الجائر لردعه، واقتصر دور المفتي على توكيد احكامه، أما الدعاة فانصب همهم على البحث عن مفاسد جمع المذكر والمؤنث، واختصوا تاء التأنيث بالمعاصي والشرور، وانشغلوا بنواقض الوضوء عن نواقض الإيمان، في حين أن العلماء المصلحين غيبتهم السجون والمنافي، فيما استفرد المنافقون منهم بالمناصب والجاه.
قال: آه يا بني، قد أوجعت قلبي، فلا تحدثني بعد في قواعد اللغة، يبدو أنكم تمسكتم بالعربية وتركتم الدين.
خشيت أن أزيد غمه إن بينت له الحقيقة وهي أننا ضيعنا الإثنين، فقلت: اطمئن يا شيخنا فما زال الدين عامرا نفوسنا إلا من قلة لا يضرنا ضلالهم.
قال : فما خطبكم إذن؟ ألم تعلموا أن الدين روح الأمة وسر فلاحها.
قلت : تغير المراد من المصطلحات في عصرنا، فقد منعوا تدخل الدين بشؤون الناس، وجعلوه مجرد تأدية الشعائر وطاعة ولي الأمر الفاسق، أما من يعتقد بدور الدين في تنظيم حياة الناس فيطلقون عليه مسمى (الإسلامي) ويحاربونه، وأما الذي يطالب بتطبيق منهج الله فيسمونه متطرفاً ويلاحقونه، أما إذا أحسوا به ساعيا لذلك مصرا عليه فيعدونه إرهابيا، وعندها تتعاون كل استخبارات العالم على البحث عنه وقتله من غير محاكمة ولا توجيه تهم.
قال: لقد أحبطتني يابني فما انتهيتم إليه قد بات مؤلما، ليتني لم أعرف عن حالكم ما عرفت، لكنني أوصيك بأن تبلغ قومك بأنني لم أكن عربي النسب، لكنني أحببت العربية وخدمتها أكثر من العروبيين، ليس إعجابا بشجاعة عنترة ولا بكرم حاتم، بل لأن انتمائي الى منهج الأمة كان مقدما على أي انتماء آخر، وقل لهم: قدر أمتنا أنه من ابتغى العزة بغير ما أمر الله ذل..وظل يردد العبارة الأخيرة، فيما طيفه يتلاشى وأنا أناديه: أرجوك يا سيدي ما العمل؟، لكنه توارى غير مصغ لتوسلاتي، وأفقت من النوم منهكا جاف الريق، وألغيت ما كنت كتبته سابقا، مستبدلا به هذه.

مقالات ذات صلة الإرتباط الجدلي 2024/08/10

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

أسرة صلاح تاج الدين بالبحيرة تحصد مركزًا عالميًا مشرفًا

في نموذج مشرف يُجسد مكانة القرآن الكريم في بناء الإنسان والأسرة، سطرت أسرة الحاج صلاح تاج الدين من قرية إدفينا التابعة لمركز رشيد بمحافظة البحيرة، صفحة مضيئة في سجل التفوق القرآني، بعدما حصدت المركز الثاني في فرع «الأسرة القرآنية» بالمسابقة العالمية للقرآن الكريم، مؤكدة أن حب كتاب الله يمكن أن يكون نهج حياة تنتقل بركته من جيل إلى جيل.

 

وتتكون الأسرة القرآنية الفائزة من الأشقاء: محمد صلاح عبد القادر تاج الدين، البالغ من العمر 37 عامًا، ويعمل مراجعًا أول بالجهاز المركزي للمحاسبات، ومتزوج ولديه طفلان مريم وعمر، وعبد القادر صلاح عبد القادر تاج الدين، 32 عامًا، مدرس مساعد بجامعة الأزهر قسم الحديث، ومتزوج ولديه طفل صلاح، بالإضافة إلى شقيقتهم أسماء صلاح عبد القادر تاج الدين، 42 عاما، خبيرة نفسية بمحكمة الأسرة، ومتزوجة ولديها طفلان أحمد وسما.

 

وقد جمعت الأسرة القرآنية بينهم رابطة الدم ورابطة القرآن، حيث حفظ الأشقاء الثلاثة القرآن الكريم في سن مبكرة، وأتموا ختمه في سن الرابعة عشرة، في بيئة أسرية كان القرآن فيها حاضرًا في تفاصيل الحياة اليومية.

 

وأكد محمد صلاح تاج الدين لـ«الوفد»، أن جدهم  رحمه الله كان له الفضل الأكبر في تشجيعهم على الحفظ، ثم واصل الوالدان هذا الدور، فكانت الأسرة كلها حاضنة ومحفزة على التمسك بكتاب الله.

 

ورغم أن محمد صلاح وأخته أسماء لم يدرسا دراسة أزهرية، فإن ذلك لم يكن عائقا أمام إتقان حفظ القرآن وفهم معانيه، وهو ما يعكس وعي الأسرة بأهمية الجمع بين التعليم الدنيوي والعلوم الشرعية.

 

وأشاروا إلى أن حفظ القرآن لم يكن هدفا مرحليا، بل أسلوب حياة انعكس على تربية أبنائهم، الذين يسعون لغرس حب القرآن في قلوبهم منذ الصغر.

 

ولمحمد صلاح تاج الدين سجل حافل بالمشاركات الدولية، حيث شارك في المسابقة العالمية بتونس عام 2015، ومسابقة شيخ المقارئ المصرية عام 2013، وحصل خلالها على المركز الثالث، كما تم إيفاده من قبل وزارة الأوقاف إلى دولة البرازيل عام 2022 لإمامة المصلين خلال شهر رمضان المبارك، في رسالة تعكس ثقة الدولة في حفظة كتاب الله.

 

وكانت الأسرة القرآنية قد شاركت في المسابقة العالمية العام الماضي في فرع «الأسرة القرآنية» وحصلت على المركز الثالث، قبل أن تحصد هذا العام المركز الثاني، في الفرع السابع المخصص لحفظ القرآن الكريم بروايات حفص عن عاصم أو ورش عن نافع أو الجمع بينهما، مع إتقان فهم المعاني ووجوه الإعراب، وهو فرع يمنح فيه مركزان فقط بجوائز مالية كبرى.

 

وأكد محمد صلاح تاج الدين أن أمنيتهم الكبرى هي حج الوالد والوالدة، وهو الهدف الذي يسعون لتحقيقه وفاء لمن كان لهم الفضل في هذا النجاح.


وأعربت الأسرة القرآنية عن خالص شكرها وتقديرها لمشايخها الأجلاء ولكل من كان له فضل عليهم بعد الله عز وجل، مؤكدين أن ما تحقق من نجاح هو ثمرة توجيههم ودعمهم المستمر.

 

كما أعربت الأسرة عن خالص شكرها وتقديرها لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، على دعمهم المتواصل لأهل القرآن في ربوع مصر، مؤكدين أن لقاء رئيس الجمهورية شرف عظيم لهم ولكل مصري.


 

كما أعربت الأسرة القرآنية عن أمنيتها في لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، مؤكدين بأن اللقاء هيكون شرف عظيم لهم ولكل مصري.

 

وتختتم الأسرة القرآنية رسالتها بالدعاء أن يحفظ الله أبناءهم وأبناء المسلمين جميعا بالقرآن، وأن تظل مصر منارة لأهل القرآن والعلم، بنماذج مشرفة تعكس أصالة المجتمع المصري وقيمه الراسخة.

1000239819 1000239816 1000239815 1000239845 1000239833 1000239836

مقالات مشابهة

  • تقدم أمام محكمة الخبت المدعي محمد شرف الدين بدعوى انحصار وراثة
  • غزّة.. ويستمر الامتحان العسير!!
  • هل يكون فصل الدين عن الدولة سببا في نجاحها؟
  • عرض شعبي لـ 2400 خريج من الدورات العسكرية المفتوحة في عمران
  • الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة.. «فَظَلِلْتُ أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً»
  • النقلات النوعية السبع في مشروع النهوض الحضاري
  • تعلن محكمة التعزية أن على المدعى عليه نجم الدين أحمد قائد الحضور إلى المحكمة
  • تعلن محكمة جنوب شرق الأمانة أن على المدين علاء بهرم بسداد الدين
  • أسرة صلاح تاج الدين بالبحيرة تحصد مركزًا عالميًا مشرفًا
  • حكم تعويض المماطلة في سداد الدين