ليس كل الرقص عيبا فهو أحد الفنون الراقية وله نجومه ومريدوه، فى المكان والزمان المناسبين، ولكن عندما يتحول الى إسفاف للفت الأنظار يصبح العيب بعينه، على غرار ما حدث ويحدث فى رحلات المدرسين والطلاب، وكذلك خلال حفلات التخرج ببعض الجامعات التى كانت ساحاتها من قبل، أشبه بالأماكن المقدسة يلتقى فيها الطلاب بالأساتذة لينهلوا من علمهم كرسل للمعرفة.
حامت تلك الأفكار برأسى وأنا أتابع فيديو (الخريج الراقص) بإحدى جامعاتنا ذات الشهرة الواسعة، التى تخرج فيها رواد فى شتى مجالات المعرفة، ولم أتصور للحظة أن يصل بها الحال حتى يجرى التخرج بالرقص على (واحدة ونص)، حيث قام الخريج باداء وصلة رقص هابطة، خلال صعوده الى منصة التكريم لاستلام شهادته على أنغام صاخبة لأغانى المهرجانات المسيئة، كما تتداولت ذلك السوشيال ميديا.
وقبل أن نلوم الخريج بمفرده فإننى أدين بشدة الأسرة التى تربى فيها والمحيط الذى نشأ به، حتى اكتسب هذه السلوكيات المعيبة التى سوف تحكمه مستقبلا، لأن ذلك من صميم دور الأسرة ثم المدرسة التى تربى قبل أن تعلم بحكم تبعيتها لوزارة اسمها التربية قبل التعليم.
كنا نأمل من الخريج نصيحة لزملائه قبل تخرجه، او كلمة عرفان لاساتذته قبل حصوله على شهادته، ولكن ما رأيناه سقطة فى صورة (رقصة) تعبيرا عن فرحته بهز الوسط فهز دون ان يدرى هيبة الحرم الجامعى!!
ورغم ان الجامعة قد احالت (الخريج الراقص) الى التحقيق قبل أيام، إلا أن ذلك لا يسقط عنها الوزر، فكيف صمت اعضاء المنصة، حتى انتهت وصلة الرقص التى ختموها بالتصفيق الحاد واستقبال الراقص ببشاشة وترحاب، بدلا من نهره وإلغاء حفل التخرج الى حين، والأغرب كيف سمحت إدارة الجامعة بدخول (الدى جى) ومعدات الموسيقى الصاخبة داخل القاعة التى رقص فيها الخريج ، ثم أليست بعض الجامعات تدعو مطربى المهرجانات لإقامة الحفلات داخل أسوارها بدلا من التوسع فى إقامة المنتديات الثقافية والندوات الفكرية!! باختصار ما حدث سقطة كبيرة، والمسئولية الأكبر تقع على عاتق كل أسرة ومدرسة وناد وإعلام وثقافة ودين، لمد جسور الحوار بين الكبار والصغار، بدلا من تركهم فريسة للسوشيال ميديا، التى أصبحت حلم كل شاب وفتاة ان يركب يوما (الترند) على صفحاتها، بعدما ساد (حوار الطرشان) فى كل بيت، لذلك فليس غريبا أن نرى (الخريج الراقص) مرة أخرى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الترند عبدالعظيم الباسل السوشيال ميديا
إقرأ أيضاً:
مختص يوضح طريقة مواجهة «اكتئاب ما بعد التخرج»
قال الدكتور إبراهيم القبلان، مدرب التطوير المهني، إن «اكتئاب ما بعد التخرج» هو حالة نفسية تصيب بعض الخريجين.
وأضاف القبلان، خلال لقائه ببرنامج «سيدتي» المذاع عبر قناة روتانا خليجية، أن تلك الحالة تتصف بحزن وقلق من المستقبل وعدم وضوح الرؤية، وتعد اكتئابا حال استمرت أكثر من أسبوعين أو كانت مصحوبة بنوم عميق وشعور بعزلة اجتماعية مع سلوك مختلف وسهر بدون ممارسة رياضة.
وواصل مدرب التطوير المهني، أن حديث التخرج يشعر بنوع من الفراغ بعد التخرج لأن فترة الدراسة مليئة بالأحداث أربعة سنوات، مشيرا إلى أهمية تحفيز حديثي التخرج حتى لا يخاف الخريج من المستقبل أو يدخل في مرحلة المجهول.
اكتئاب ما بعد التخرج عبارة عن حالة نفسية تصيب حديثي التخرج بسبب الانتقال من حالة لحالة أخرى بشكل مفاجئ
د. إبراهيم القبلان - مدرب تطوير مهني@Mas_91_#برنامج_سيدتي#روتانا_خليجية pic.twitter.com/2wByOfGsvz