حزب الله ارجأ رده على ضربة الضاحية لهذه العوامل
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
كتب ابراهيم بيرم في" النهار":الرد آت وحتمي، ولكن اتركوا لنا مسألة التوقيت تحديدا أو تقريبا"، ذلك هو الجواب القاطع الذي تقدمه قيادة الحزب لأبناء بيئتها، خصوصا أن الأعداء والخصوم دأبوا على استغلال "فجوة التأجيل والإرجاء" ليعتبروها وصفة عجز عن الرد والفعل والأخذ بالثأر، بعدما فرض الإسرائيلون على الحزب ومحوره معادلة ترهيب وردع لا فكاك منها ولا قدرة على التملص من موجباتها عندما أطاحوا معادلة كان الحزب بدأ السعي لتكريسها، فقصفوا الضاحية الجنوبية على أنها امتداد للعاصمة وقتلوا القائد العسكري للحزب في وضح النهار.
يقول أحد النواب الجنوبيين حسن عزالدين لـ"النهار" في معرض التوضيح واستيعاب موجة التساؤلات: "إن ردنا آت ولا ريب، ولا نبالغ إذا قلنا إنه رد حتمي لا يمكن إلغاؤه في أي شكل، وهو خارج أي حسابات أو مساومات، لذا فإن كل ما يشاع عن أن تأجيل الرد قد تقرر في انتظار ما يمكن أن يؤول اليه الحديث المرتفع أخيرا عن مفاوضات تهدئة يفترض أن تبدأ بعد يومين (15 آب الجاري) في ضوء البيان الثلاثي، تحت عنوان إطلاق المفاوضات المجمدة حول مستقبل الوضع في غزة، كل ذلك عبارة عن لغو لا قيمة له في قاموسنا، بناء على اعتبارين:
الأول أننا لا نعقد أي رهانات على أي مفاوضات مع نتنياهو الذي اسقط
خمسة عروض متتالية للتهدئة والحل، بعضها وضعه الجانب الأميركي نفسه. والمعلوم أن نتنياهو نفسه هو من سارع إلى ارتكاب مجزرة شنيعة عندما قصفت قواته مدرسة التابعين في غزة لتقتل أكثر من مئة وخمسين مدنيا فلسطينيا، وقد صار واضحا عندنا أن القذائف التي انهالت على مدرسة اللاجئين كانت تقصد قصف المبادرة الثلاثية ووأدها في مهدها قبل أن تولد".
وهل من رابط بين تأجيل الرد من جانب الحزب وانتظار الرد الإيراني على اغتيال قائد حركة "حماس" اسماعيل هنية في طهران؟ يجيب عزالدين: "في إطلالتيه الأخيرتين أسقط سماحة الأمين العام فرضية الرد المشترك، موضحا أنه ليس أمرا حتميا، وبالتالي فإنه فتح الباب على احتمال الرد المنفرد من جانب الحزب، رابطا إياه بتقديرات الميدان وحساباته انطلاقا من الحرص على أن يكون ردا معتبرا ومدويا".
ويستطرد: "صار الرد على همة القيادة الميدانية وفي عهدتها، ويعود لها وحدها أمر التنفيذ وقتا واختيارا للهدف، وهي التي تواجه منذ عشرة أشهر الهجمات العدوانية الإسرائيلية".
ولاينكر عزالدين أن "ثمة موجة اتصالات ووساطات غير مسبوقة من حيث الحجم والجهة، مع قيادة الحزب تحت عنوان الرد المنخفض الوتيرة الذي يمكن تل أبيب أن تتحمله ولا يستدرج مخزون غضبها. ووفق معلوماتنا، فإن قيادتنا استقبلت الموفدين والرسل واستمعت إلى ما يحملونه من عروض وأفكار، ورفضت إعطاء أي تعهد لأي جهة كما رفضت الخوض معهم في أي نوع من أنواع المساومات".
ويضيف: "نعود ونؤكد أن الرد على جريمتي إسرائيل الأخيرتين آت، سواء من جهتنا في الحزب أو من جهة الأخوة في قيادة الجمهورية الإسلامية. الأخوة في طهران أخذوا وقتهم لكي يبرزوا للعالم أن ردهم مشرع وليس خارج القوانين الدولية التي شرعت الرد لكل من تنتهك سيادته ويعتدى على ضيوفه، لكننا نحن والاخوة في طهران قررنا أن نعتمد سياسة إرجاء الرد لكي نجعل العدو يعيش تحت وطاة الخوف والخشية والرهاب، وهذا ما تحقق، بدليل الأصوات التي نسمعها تعلو من داخل الكيان وتفصح عن مخاوف من تعطل أوجه الحياة هناك".
وردا على سؤال آخر، يذكر عزالدين بأن الأمين العام "رسخ في إطلالتيه الأخيرتين الغموض البناء عندما دعا العدو إلى أن يعيش القلق الفعلي لأن ردنا آت لا محالة، لكن التنفيذ بيد القيادة الميدانية التي تعرف تماما مكامن الضعف عند العدو، واستتباعا تعرف كيف توجه الضربة الموجعة له. وضعنا نصب أعيننا خطة ممنهجة لكي لا يذهب العدو بعيدا في نشوة النصر وجنون العظمة وفائض القوة، أردناه أن يعيش تحت وطاة القلق والتوتر إلى وقت معين قبل أن تنزل على رأسه صاعقة ضربتنا. أليس أمرا ممتعا حين نرى كل سكان الشمال مهجرين، أو يقيمون في الملاجئ أو على مقربة منها، وأن مصالحهم معطلة تماما واقتصادهم في حكم المشلول؟ أليس في هذا المشهد الذي يسهب الإعلام العبري أكثر من سواه في توصيفه والإفصاح عنه، نوع من العقاب المنشود، إذ في هذا المشهد نعثر على صورة عكسية للمجتمع الذي كان في العقود السابقة يرتكب بكل دم بارد جرائمه خارج حدود كيانه، فيما سكانه يمضون حياتهم بهدوء وطمانينة وكأن شيئا لم يكن؟".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
جورج عبد الله.. الثائر الذي عاد بروح لم تنكسر رغم سنوات سجنة الـ41
عاد الناشط اللبناني المؤيد للقضية الفلسطينية جورج عبدالله، الجمعة، إلى مسقط رأسه بلدة القبيات بقضاء عكار، بعد الإفراج عنه من السجون الفرنسية، حيث أمضى 41 سنة على خلفية قضية اغتيال دبلوماسيين إسرائيلي وأمريكي.
وقبيل وصوله الى بلدته، احتشد عند المدخل الجنوبي لمدينة طرابلس، عشرات المواطنين عند جسر شارع القدس، تلبيةً لدعوة من الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، رافعين الأعلام اللبنانية والفلسطينية.
وفي 17 يوليو/ تموز الحالي، أمرت محكمة الاستئناف بباريس بالإفراج عن جورج عبد الله، في خطوة اعتبرتها عائلة الناشط اللبناني انتصارا غير متوقع للقضاء الفرنسي و"تحديا واضحا" للضغوط الأمريكية والإسرائيلية على باريس.
"روح ثائرة"
ولم تهدأ روح الثورة في جورج عبد الله رغم سنوات حبسة الطويلة جدا، حيث بادر في أول تصريح له إلى استنكار الصمت العربي تجاه حرب الإبادة في قطاع غزة، داعية إلى الوحدة ورص الصفوف لمواجهة مخططات "إسرائيل" في المنطقة.
عبد الله الذي حيا في كلمته الأولى شهداء المقاومة، اعتبر أن "إسرائيل" تعيش آخر فصول نفوذها ويجب على المقاومة أن تستمر حتى دحرها عن فلسطين.
كلمات مهينة لكل العرب والفلسطينيين المتفرجين على الإبادة المستمرة، خرجت من فم المناضل جورج عبد الله بعد 41 عامًا من السجن، خرج منها بهذا النفس الإنساني المقاوم، خرج منها بضمير حي، والملايين من الأحرار ضمائرهم مغيبة في غيابت الجب ومنطقة الراحة والخذلان والخوف من التضحية pic.twitter.com/9enmY0c3n9 — مصطفى البنا (@mostfa_1994) July 25, 2025
وشدد على أنه "طالما هناك مقاومة هناك عودة للوطن وهي قوية بشهدائها الذين صنعوا شلال الدم المقاوم".
تفاصيل اعتقال جورج عبد الله
واعتقل جورج إبراهيم عبد الله، الذي ينتمي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من طرف السلطات الفرنسية عام 1984 بتهمة تورطه في اغتيال دبلوماسيين من الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي في الثمانينيات.
وحُكم عليه بالسجن المؤبد عام 1987، وعلى الرغم من أن فترة سجنه القانونية انتهت في عام 1999، إلا أن التدخلات السياسية، خاصة من جانب الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي، حالت دون الإفراج عنه، مما أثار الجدل حول العدالة ومدى استقلالية القضاء الفرنسي.
الضغوط السياسية والحقوقية
طوال سنوات سجنه، واجهت القضية ضغوطات كبيرة من قبل الحكومات والمنظمات الحقوقية، واستمرت الإدارات الأمريكية والإسرائيلية في ممارسة الضغط على الحكومة الفرنسية لمنع الإفراج عنه، ما جعل القضية تُعتبر مثالًا على تسييس القرارات القضائية، وهذا التدخل دفع منظمات حقوقية عديدة إلى انتقاد الوضع ووصفه بانتهاك للحقوق الإنسانية.
من هو جورج عبد الله
ويعد جورج إبراهيم عبد الله لبنانيا معروفا بنشاطه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ولد في قرية القبيات، قضاء عكار، في شمال لبنان في الثاني من نيسان/ أبريل عام 1951.
نشأ في بيئة متأثرة بالاحتلال الإسرائيلي وأحداث الحرب الأهلية اللبنانية، مما ساهم في تشكيل توجهاته السياسية.
درس عبد الله في الجامعة اللبنانية حيث تأثر بالأفكار اليسارية والثورية، مما قاده إلى الانضمام إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. عمل في البداية كمدرس قبل أن يتوجه إلى العمل النضالي.
في أوائل الثمانينيات، أصبح معروفًا بنشاطه المناهض للسياسات الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة، وقد ارتبط اسمه بعدة عمليات ضد دبلوماسيين أجانب.
في عام 1984، اعتقلته السلطات الفرنسية بتهمة حيازة أوراق مزورة ثم وجهت له لاحقًا تهما بالضلوع في عمليات اغتيال لدبلوماسي أمريكي وإسرائيلي في باريس. في عام 1987، أصدرت محكمة فرنسية حكمًا بسجنه بالمؤبد.