مساع دولية لتوفير لقاحات جدري القرود لمواجهة تفشي المرض بأفريقيا
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
أعلنت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها -أمس الثلاثاء- حالة طوارئ صحية عامة بشأن انتشار مرض جدري القرود، مما أثار قلقا قاريا للمرة الأولى على الإطلاق، واليوم الأربعاء، تجتمع لجنة بقيادة منظمة الصحة العالمية لتحديد إذا ما كان المرض يمثل تهديدا عالميا.
وتقول جهات ذات صلة بالموضوع إن اللقاحات اللازمة للمساعدة في الحد من تفشي المرض المتصاعد في جمهورية الكونغو الديمقراطية والدول المجاورة قد تتأخر لعدة أشهر حتى في الوقت الذي تدرس فيه منظمة الصحة العالمية إعلان انتشار المرض مثلما فعلت أكبر وكالة للصحة العامة في أفريقيا.
وبينما كان الخبراء يأملون أن تحفز الاجتماعات العمل في جميع أنحاء العالم، فلا تزال هناك عديد من العقبات، بما في ذلك محدودية إمدادات اللقاح والتمويل وتفشي الأمراض. وقال جان جاك مويمبي تامفوم، رئيس المعهد الوطني للبحوث الطبية الحيوية في الكونغو "من المهم إعلان حالة الطوارئ، لأن المرض ينتشر".
وأعرب تامفوم عن أمله في أن يساعد أي إعلان في توفير مزيد من التمويل للمراقبة، وكذلك دعم الوصول إلى اللقاحات في الكونغو. لكنه أقر بأن الطريق لم تكن سهلة في بلد ضخم تعاني فيه المرافق الصحية والتمويل الإنساني بالفعل من ضغوط شديدة بسبب الصراع وتفشي أمراض، مثل الحصبة والكوليرا.
من جانبه، قال إيمانويل ناكوني، خبير مرض الجدري في معهد باستور دي بانغي في جمهورية أفريقيا الوسطى، "إذا ظلت التصريحات الكبيرة مجرد كلمات، فلن يحدث ذلك أي فرق على الأرض".
وقالت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا الأسبوع الماضي إنها حصلت على تمويل طارئ بقيمة 10.4 ملايين دولار من الاتحاد الأفريقي لمواجهة جدري القرود، وقال المدير العام جان كاسيا أمس الثلاثاء إن هناك خطة واضحة لتأمين 3 ملايين جرعة من اللقاح هذا العام، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
ومع ذلك، قالت مصادر مشاركة في التخطيط لإطلاق التطعيم في الكونغو، إنه من المرجح أن تتوفر 65 ألف جرعة فقط على المدى القصير، ومن غير المرجح أن تبدأ الحملات قبل أكتوبر/تشرين الأول المقبل على أقرب تقدير.
وبشأن انتشار الوباء، فقد تم تسجيل أكثر من 15 ألف حالة يشتبه في إصابتها بالجدري في أفريقيا هذا العام و461 حالة وفاة، معظمها بين الأطفال في الكونغو، وفقا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا.
(رويترز)
عادة ما تكون عدوى المرض الفيروسية خفيفة ولكنها يمكن أن تقتل، وتسبب أعراضا تشبه أعراض الإنفلونزا. وتسببت سلالة جديدة من الفيروس في تفشي المرض في مخيمات اللاجئين في شرق الكونغو هذا العام، وانتشر إلى أوغندا وبوروندي ورواندا وكينيا للمرة الأولى. وتشهد ساحل العاج وجنوب أفريقيا أيضا حالات تفش مرتبطة بسلالة مختلفة من الفيروس -انتشرت عالميا عام 2022- إلى حد كبير نتيجة العلاقات الجنسية الشاذة.
ودفع هذا التفشي منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة الطوارئ العالمية قبل إنهائها بعد 10 أشهر. وبعد ذلك، تم استخدام لقاحين جينيوس من شركة بافاريا نورديك، و"إل سي 16″ من إنتاج شركة كيه إم بيولوجيكس.
وبعيدا عن التجارب السريرية، لم يكن أي من اللقاحين متاحا على الإطلاق في الكونغو أو في جميع أنحاء أفريقيا، حيث كان المرض متوطنا منذ عقود. تمت الموافقة على استخدام "إل سي 16" فقط لدى الأطفال. ووافقت الجهات التنظيمية في الكونغو على استخدام اللقاحات محليا في يونيو/حزيران الماضي، لكن الحكومة لم تطلب رسميا أي شيء من الشركات المصنعة أو الحكومات مثل الولايات المتحدة التي تتطلع إلى تقديم تبرعات من خلال مجموعة اللقاحات العالمية "جافي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی أفریقیا فی الکونغو
إقرأ أيضاً:
قمة آسيان والخليج والصين.. مساعٍ لبناء نظام متعدد الأقطاب
كوالالمبورـ تستضيف العاصمة الماليزية كوالالمبور، غدا الثلاثاء، قمة ثلاثية غير مسبوقة تجمع قادة من دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ودول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب مشاركة فاعلة من الصين، في مشهد يعكس التوجه المتصاعد نحو تعزيز الشراكات الإقليمية وبناء نظام عالمي متعدد الأقطاب.
ووصف رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم هذه القمة المرتقبة بأنها "فرصة تاريخية" لتوثيق الروابط الاقتصادية بين الشرق والغرب، وبناء علاقات مستقرة ومزدهرة قادرة على مواجهة التحديات العالمية المتصاعدة، مشددا على أهمية أن يكون هذا اللقاء نقطة انطلاق نحو شراكة إستراتيجية مستدامة بين المكونات الثلاثة.
في كلمته خلال افتتاح أعمال قمة آسيان الـ46، التي تسبق القمة الثلاثية بيوم واحد، دعا أنور إبراهيم إلى تحويل هذه المبادرة إلى نموذج للتعاون في عالم بات يتشكل على أساس التعددية القطبية، وقال "أمامنا فرصة غير مسبوقة لرسم مسار جديد للتعاون الاقتصادي والسياسي بين منطقتين حيويتين من العالم".
وتأتي القمة الثلاثية في ظل تحولات جيوسياسية واقتصادية عالمية متسارعة، دفعت قوى إقليمية، مثل آسيان ومجلس التعاون الخليجي، إلى البحث عن شراكات متعددة بعيدا عن الاستقطاب الدولي التقليدي.
وبحسب تصريحات نقلها المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء الماليزي، فإن القمة المقررة ستشهد مشاركة قادة ورؤساء حكومات من الجانبين، إلى جانب رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، في أول مشاركة مباشرة له في قمة ثلاثية تضم الكتل الثلاث.
وأوضح نشرول عبيدة، المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الماليزي، أن القمة تهدف إلى "تعزيز العلاقات الاقتصادية وضمان استدامة النمو في الإقليم"، لافتا إلى أن حجم التبادل التجاري بين مجلس التعاون وآسيان يبلغ نحو 130 مليار دولار سنويا، وهو ما يعد قاعدة واعدة للتوسع المستقبلي في مجالات التجارة والاستثمار.
إعلانوأشار عبيدة إلى أن مجالات التعاون المرتقبة تشمل البنية التحتية، والتجارة الإلكترونية، وسلاسل الإمداد، خاصة في ظل بلوغ الناتج المحلي لمجموعة آسيان نحو 3.8 تريليونات دولار، فضلا عن الشراكة الحيوية مع الصين، القوة الاقتصادية الثانية عالميا.
#قنا_فيديو |
رئيس أمانة الشؤون اللوجستية الرئيسية لآسيان 2025 لـ #قنا: دولة #قطر قادرة على تحقيق التنمية التي تحتاج إليها منطقة آسيان #ماليزيا #AseanMalaysia2025 pic.twitter.com/e2Ca9nAGbC
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) May 23, 2025
الصين على الخطمشاركة الصين في القمة تأتي في وقت تسعى فيه بكين إلى توطيد علاقاتها مع كل من دول آسيان والخليج، في ظل تصاعد التوترات مع الغرب وخصوصا الولايات المتحدة.
ويرى مراقبون أن الحضور الصيني يعزز التوجه الآسيوي نحو شراكة توازن بين القوى الدولية، خصوصا في ظل اهتمام الصين المتزايد بالطاقة الخليجية وبالأسواق الآسيوية الناشئة.
ورغم الطابع الاقتصادي للقمة، لم تغب القضايا السياسية عن مداولات قادة آسيان، وعلى رأسها الأزمة المستعصية في ميانمار.
وأعرب أنور إبراهيم عن أمله في أن تتوج جهوده بوقف شامل لأعمال العنف في هذه البلاد، والدفع نحو حوار وطني يضع حدا للأزمة المستمرة منذ انقلاب 2021، وذلك عقب سلسلة لقاءات أجراها هذا الشهر في بانكوك مع ممثلين عن النظام العسكري والمعارضة السياسية.
غير أن رئيس الوزراء الماليزي بدا متحفظا حيال توقع نتائج فورية، قائلا "ربما تكون خطواتنا صغيرة، وقد لا تكون الجسور ثابتة، لكنها موجودة ومفيدة، فالجسور المتشققة للسلام، خير من اتساع رقعة العنف".
#الكويت تدعو لتعزيز الأمن والاستقرار والتعاون الاقتصادي مع رابطة #الآسيان
– اليحيا: قمة #مجلس_التعاون والآسيان تجسد شراكة استراتيجية شاملة
– أكد أهمية الانتقال من التخطيط إلى تنفيذ المشاريع المشتركة مع الآسيان
– 130 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين الخليج والآسيان في 2023
-… pic.twitter.com/4fNDVUNqpV
— الوطن الإلكترونية (@WatanNews) May 25, 2025
إعلان رسائل إلى المجتمع الدوليوفي ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية، ينظر محللون إلى قمة كوالالمبور بوصفها محاولة آسيوية لتعزيز "الدبلوماسية المتوازنة"، خصوصا أن الشراكات التي ستُبحث لا تقتصر على التبادل التجاري، بل تشمل الأمن الغذائي، وتغير المناخ، والتحول الرقمي، وهي قضايا تزداد مركزيتها في النظام العالمي الجديد.
ويجمع خبراء في شؤون جنوب شرق آسيا على أن ماليزيا تسعى إلى استثمار رئاستها الدورية لآسيان هذا العام، للعب دور الوسيط النشط في تعزيز التواصل بين الكتل الاقتصادية الكبرى، لا سيما في ظل الروابط التاريخية والثقافية التي تجمعها بدول الخليج، وعلاقاتها الإستراتيجية بالصين.
وفي حين تتجه الأنظار إلى مخرجات القمة، يرى مراقبون أن الحدث سيفتح الباب أمام خارطة جديدة للتعاون الثلاثي في آسيا، قد تضع اللّبنات الأولى لتحالفات سياسية واقتصادية أكثر توازنا وفعالية، في مواجهة نظام عالمي يتجه نحو إعادة التشكل بعيدا عن الأحادية القطبية.