الصين تدخل مرحلة انكماش الأسعار مع تعثر جهود التعافي الاقتصادي بعد الجائحة
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
بكين - "رويترز": دخل قطاع المستهلكين في الصين مرحلة انكماش للأسعار وواصلت أسعار المنتجين تراجعها في يوليو في الوقت الذي يكافح فيه ثاني أكبر اقتصاد في العالم لإنعاش الطلب ومع تزايد الضغط على بكين لاتخاذ المزيد من إجراءات التحفيز المباشرة. ويتصاعد القلق من أن تكون الصين بصدد مرحلة من التباطؤ الشديد في النمو الاقتصادي تشبه ما تسمى بفترة "العقود الضائعة" في اليابان التي شهدت ركودا في أسعار المستهلكين والأجور على مدى جيل كامل، وهو ما سيتناقض بشكل واضح مع التضخم السريع في باقي دول العالم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أسعار المستهلکین
إقرأ أيضاً:
من تيانجين إلى العالم.. الصين تحذر من تفكك الاقتصاد العالمي وتدعو إلى جبهة موحدة
حذّر رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ من تصاعد “الحمائية والاحتكاكات التجارية” التي تهدد بتقويض أسس النظام الاقتصادي العالمي، مؤكداً أن العالم يمر بتحولات عميقة تتطلب تعزيز التعاون الدولي لا الانغلاق والانعزال، في تصريحات بارزة أطلقها خلال افتتاح منتدى “دافوس الصيفي” في مدينة تيانجين شمال شرق الصين، الأربعاء.
وقال لي أمام جمع من قادة العالم السياسيين ورجال الأعمال: “الإجراءات الحمائية تتزايد بشكل ملحوظ، والاحتكاكات في الاقتصاد والتجارة العالميين تتصاعد حدتها”، محذّراً من أن “الاقتصاد العالمي يشهد تغيرات عميقة”، في إشارة ضمنية إلى السياسات التجارية الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترامب، التي شملت فرض رسوم جمركية واسعة النطاق على المنتجات الصينية وشركاء تجاريين آخرين.
ووصف لي المرحلة الراهنة بأنها واحدة من أكثر فترات الاقتصاد العالمي تقلباً منذ عقود، مشدداً على أن “الاقتصاد العالمي متكامل بشدة، ولا يمكن لأي دولة أن تنمو أو تزدهر بمفردها”.
وتابع: “حين يواجه العالم صعوبات، ما نحتاج إليه ليس قانون الغاب حيث يكون الأضعف فريسة للأقوى، بل التعاون والشراكة”.
دعوة إلى الانفتاح وتوسيع الاستهلاك الداخلي
أكد رئيس الوزراء الصيني التزام بلاده بالمضي في مسار الانفتاح التجاري والتكنولوجي، رغم الضغوط الدولية المتزايدة، وقال: “نعتزم فتح أبواب أوسع أمام التجارة والتكنولوجيا، وسنواصل دعم اقتصاد عالمي منفتح وشامل”.
وفي ما بدا أنه استعراض لمتانة الأداء الاقتصادي رغم التحديات، أشار لي إلى أن الصين تعمل على تعزيز الطلب المحلي وتسعى للتحول إلى “قوة استهلاكية عظمى”، موضحاً أن نمو الاقتصاد الصيني المتواصل “يوفر دعماً قوياً لتعافي الاقتصاد العالمي”.
وتعكس هذه التصريحات مسعى بكين إلى كسر الصورة النمطية التي تربط صعودها الاقتصادي بالتصنيع والتصدير، في وقت بدأت فيه السلطات الصينية التركيز على تحفيز الاستهلاك الداخلي وتعزيز الابتكار.
هذا وتأتي اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي، المعروف باسم “دافوس الصيفي”، في وقت دقيق يشهد تصاعد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، بعد أشهر من تبادل الرسوم الجمركية بين البلدين، ما أدى إلى اضطراب في سلاسل التوريد العالمية وأثار مخاوف من انقسام طويل الأمد في الاقتصاد العالمي.
وكانت واشنطن وبكين قد توصلتا في وقت سابق إلى هدنة تجارية مؤقتة، لكنها لم تنهِ التوترات المتراكمة بين الجانبين، خصوصاً في قطاعات التكنولوجيا، المعادن النادرة، وسلاسل التوريد الاستراتيجية.
المنتدى، الذي يستمر هذا الأسبوع في تيانجين، يشهد مشاركة عدد من القادة السياسيين وكبار المسؤولين الاقتصاديين من مختلف أنحاء العالم، من بينهم رئيس وزراء سنغافورة لورانس وونغ، في مؤشر على الأهمية المتزايدة التي توليها الدول الآسيوية لتعزيز دورها في الاقتصاد العالمي في ظل التحولات الجارية.