تفاعل أهل السياسة والفن في فرنسا مع وفاة النجم السينمائي آلان ديلون، آخر عمالقة السينما الفرنسية وصاحب الشهرة العالمية الواسعة والذي رحل فجر اليوم الأحد.

وقال أبناء ديلون الثلاثة -في بيان مشترك، واضعين خلافاتهم جانبا بعدما كانوا في نزاع قضائي لأشهر بشأن والدهم الذي أضعفه المرض- إنّ "آلان فابيان وأنوشكا وأنتوني، وكذلك لوبو (كلب ديلون) يعلنون بعميق الحزن رحيل والدهم.

لقد توفي بسلام داخل منزله في دوشي، محاطا بأولاده الثلاثة وعائلته (…) التي تطلب منكم احترام خصوصيته، في لحظة الحداد المؤلمة هذه".

وقال نجله أنتوني إنّ نجم "الظهيرة الأرجوانية" (Purple Noon) و"الساموراي" (Le Samourai) و"The Swimming Pool" (حوض السباحة) توفي قرابة الثالثة صباحا.

ماكرون وداتي ينعيان ديلون

وفي منشور عبر منصة "إكس" علّق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على وفاة ديلون، بالقول "موسيو كلاين أو روكو، لو غيبار أو لو ساموراي، آلان ديلون أدى أدوارا أسطورية، وجعل العالم يحلم. لقد منح وجهه الذي لا يُنسى ليقلب حياتنا رأسا على عقب".

Monsieur Klein ou Rocco, le Guépard ou le Samouraï, Alain Delon a incarné des rôles légendaires, et fait rêver le monde. Prêtant son visage inoubliable pour bouleverser nos vies.

Mélancolique, populaire, secret, il était plus qu’une star : un monument français. pic.twitter.com/1JTqPfVo5n

— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) August 18, 2024

أما وزيرة الثقافة المستقيلة رشيدة داتي فكتبت عبر منصة التواصل الاجتماعي نفسها "آلان ديلون لم يعد موجودا. كنّا نعتقد أنه لا يرحل لأنّه عاش حيوات عدة" معتبرة أنه "يترك بوفاته فرنسا يتيمة من أجمل أدوار على الشاشة".

Alain Delon n’est plus. On le croyait immortel d’avoir eu plusieurs vies, d’avoir joué tous les rôles – flic, voyou, inoubliable Tancrède, bouleversant Monsieur Klein… -, d’avoir tourné pour les plus grands, de Visconti à Godard, de Losey à Melville, d’être devenu lui-même l’un… pic.twitter.com/2ckFJanMEm

— Rachida Dati ن (@datirachida) August 18, 2024

خلافات بين الأبناء

وتصدر ديلون عناوين الأخبار صيف 2023 عندما رفع أبناؤه الثلاثة دعوى ضد المعاونة المنزلية للنجم هيرومي رولان، متّهمين إياها بـ"استغلال ضعف" والدهم. وقد رُدت الشكاوى وأُغلق الملف.

ثم خاض أولاده سنة 2024 معارك في ما بينهم عبر الإعلام والقضاء. واتهم الابنان أختهما بالتلاعب بوالدهما الذي كان يعاني سرطان الغدد الليمفاوية وأصيب بجلطة دماغية عام 2019، وإخفاء حقيقة وضعه الصحي عنهما.

وفي مايو/أيار 2019، عاد ديلون إلى السجادة الحمراء ضمن مهرجان كان السينمائي ليتسلم سعفة ذهبية فخرية. وقال حينها دامعاً وبلهجة مؤثرة "إنه كتكريم بعد الوفاة، ولكن في حياتي".

نجوم الفن يرثون ديلون

وصباح اليوم، حضر عدد من محبيه لوضع بعض الزهور أمام منزله.

أما الممثلة كلوديا كاردينالي التي تشاركت مع ديلون بطولة فيلم "الفهد" (The Leopard) فقالت في رسالة "لقد انتهت الحفلة الراقصة. ذهب للرقص مع النجوم…".

تصدر ديلون عناوين الأخبار صيف 2023 عندما رفع أبناؤه دعوى ضد معاونته المنزلية متّهمين إياها بـ"استغلال ضعفه" (رويترز)

وعام 2015، قالت شريكته السابقة ميراي دارك، قبل أن يبلغ النجم الثمانين "إنّ آلان يعيش في عزلة عميقة، اختارها، في عالم آخر، في الماضي مع كائنات يحبها كثيرا (…) إن ضعف وضعه كان دائما حاضرا".

وقالت بريجيت باردو عندما بلغ ديلون الثمانين "إنه نسر برأسين… الأفضل والأسوأ".

وكان ديلون يفتخر بأنّه اعتمد على الكاريزما التي كان يتمتع بها.

وكانت وسامة ديلون نقطة مهمة لمخرجي الأفلام، بينما طبع عدد كبير من أفلامه المجال السينمائي، من بينها "الظهيرة الأرجوانية" لرينيه كليمان سنة 1960 الذي حقق بفضله شهرة عالمية، و"روكو وإخوته" (Rocco and His Brothers) عام 1960 و"الفهد" عام 1963 للإيطالي لوتشينو فيسكونتي، و"حوض السباحة" سنة 1969 لجاك ديراي.

وفي هذا الفيلم، يؤدي ديلون دور البطولة إلى جانب رومي شنايدر التي شكل معها ثنائيا مذهلا.

انتقاد وسخرية

كان أهم مخرج سينمائي في مسيرته جان بيار ملفيل الذي عمل معه في فيلمين هما "الساموراي" سنة 1967، و"الدائرة الحمراء" (The Red Circle) سنة 1970، قبل "شرطي" (A Cop) عام 1972.

وبفضل هذه الأدوار، تحول ديلون إلى اسم بارز في السينما، وعزز شهرته من خلال أفلام إثارة كثيرة أخرى.

خاض أولاد آلان ديلون سنة 2024 معارك في ما بينهم عبر الإعلام والقضاء (رويترز)

وقد ألهمت شخصية ديلون مخرجين من مختلف أنحاء العالم، منهم جون وو من هونغ كونغ، والأميركي كوينتن تارانتينو، على الرغم من أن ديلون لم يصل مطلقا إلى هوليود.

ومن التنافس إلى التعاون النادر في "بورسالينو" (Borsalino) عام 1970 و"نصف فرصة" (Half a Chance) عام 1998، سارت مسيرة ديلون المهنية جنباً إلى جنب مع نجم آخر هو صديقه جان بول بلموندو الذي كتب عام 2016 "هو وأنا كالليل والنهار".

وكتب بول نجل بلموندو عبر إنستغرام "أخبرتني يا آلان ذات مرة أنك تفتقد والدي، اليوم أنت من سنفتقده كثيرا".

ومع أنّ ديلون كان يحظى بإعجاب جارف، فإنه كثيرا ما تعرض للانتقاد على خلفية شخصيته التي كانت توصف أحيانا بأنها غير ودية.

وقد انتقده البعض بسبب مواقفه المؤيدة لصديقه زعيم اليمين المتطرف جان-ماري لوبن.

تمتع آلان ديلون بعلاقة صداقة قوية مع زعيم اليمين الفرنسي المتطرف جان-ماري لوبن (رويترز)

وقبل ظهوره في مهرجان كان في أيار/مايو 2019، أثارت ناشطات نسويات جدلا بشأن تكريمه.

وتعّرض ديلون للسخرية بسبب غروره، إذ عُرف بتحدثه عن نفسه بصيغة الغائب.

وقال الرئيس السابق لمهرجان كان جيل جاكوب إن السينما الفرنسية فقدت "أسدا" و"ممثلا ذا نظرة فولاذية" معتبرا أن ديلون "صمم وسيطر على كل شيء باستثناء نهايته".

كما قالت المغنية والممثلة أماندا لير إن "فرنسا فقدت نجمها".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات آلان دیلون

إقرأ أيضاً:

ماكرون يُكثِّف ضغوطه على ستارمر للاعتراف بدولة فلسطين خلال زيارته المرتقبة إلى بريطانيا

كشفت صحيفة تلغراف البريطانية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يمارس ضغوطًا مباشرة على رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لدفعه إلى اتخاذ خطوة رسمية نحو الاعتراف بدولة فلسطين خلال مرحلة مبكرة من ولايته، في مؤشر جديد على تباين الرؤى بين باريس ولندن حيال الملف الفلسطيني.

مصادر دبلوماسية تؤكد إدراج القضية الفلسطينية على جدول زيارة ماكرون

أفادت مصادر بريطانية وفرنسية للصحيفة أن ستارمر وماكرون سيناقشان الاعتراف بالدولة الفلسطينية وسبل وقف التصعيد في غزة أثناء زيارة دولة تستمر ثلاثة أيام للرئيس الفرنسي إلى المملكة المتحدة الأسبوع المقبل، وهي الزيارة الأولى لماكرون منذ فوز حزب العمال في الانتخابات العامة الأخيرة.

ماكرون يكشف ما قاله لـ "نتنياهو" بشأن غزة ومنع إيران من امتلاك النووي ماكرون: سأبحث مع الرئيس الإيراني تهم التجسس الموجهة ضد مواطنينا المعتقلين في إيران باريس ترى الاعتراف حافزًا لحل الدولتين.. ولندن تخشى “رمزية دون مكاسب”

اعتبر مسؤولون في قصر الإليزيه أن تحركًا بريطانيًا للاعتراف بفلسطين قد يشكّل حافزًا فعليًا لإحياء مسار الدولتين وإنقاذ العملية السلمية، فيما حذَّر مسؤولون في داونينغ ستريت من أن الخطوة قد تبقى رمزية لا تُحقق مكاسب ملموسة ما لم تُرفق بضمانات أمنية وشروط واضحة تجاه حركة حماس.

باريس تواصل التصعيد الدبلوماسي لصالح حل الدولتين

واصل ماكرون، منذ مطلع العام، إطلاق مبادرات متعددة لدعم الاعتراف الدولي بفلسطين، أبرزها الدعوة إلى مؤتمر دولي في نيويورك بالتنسيق مع السعودية لإحياء مفاوضات السلام وتعزيز مسار “حل الدولتين” مع ضمانات متبادلة للأمن بين الطرفين، وفق تصريحات سابقة للرئيس الفرنسي في أواخر مايو الماضي. 

لندن تُلوِّح بتوقيت “مناسب”.. وترفض الضغوط العلنية

أكد متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية للصحيفة أن المملكة المتحدة تؤيد حل الدولتين “عندما يخدم التوقيت عملية السلام”، مشددًا على أن قرار الاعتراف سيُتخذ “في اللحظة التي تُحقق تقدُّمًا حقيقيًا”. ويأتي هذا الموقف في ظل حسابات داخلية معقدة يواجهها ستارمر، بين مطالب يسار حزبه والداعمين التقليديين لإسرائيل في البرلمان.

خلاف حول المنهجية: “اعتراف أوّلي” أم “خطة مشروطة”؟

ترى باريس أن الاعتراف المبدئي يمهّد الطريق للمفاوضات، بينما يشترط فريق ستارمر رزمة خطوات من السلطة الفلسطينية تشمل إصلاحات مؤسسية وضمانات أمنية في غزة والضفة، ما يضع البلدين على مسارين متباينين قد يُلقي بظلاله على التعاون الثنائي في ملفات أخرى، مثل الدفاع والطاقة النووية المدنية.

ملفات أخرى على طاولة الزعيمين خلال الزيارة

تنوي الحكومتان، حسب التقرير، التوقيع على اتفاق “واحد بواحد” لتبادل المهاجرين، والتوسّع في التعاون النووي المدني، إضافة إلى بحث نشر قوة أوروبية لحفظ السلام في أوكرانيا عقب أي وقف لإطلاق النار، وهو ما يؤكد رغبة الطرفين في ترسيخ شراكة أمنية أوسع رغم تباين الرؤى حيال الشرق الأوسط.

قراءة في موقف ستارمر: بين ضغط الحلفاء وتوقعات الداخل البريطاني

يسعى ستارمر إلى الحفاظ على توازن دقيق:

استرضاء الجناح التقدمي داخل حزب العمال الذي يطالب بالاعتراف الفوري بفلسطين.

طمأنة الحليف الأميركي الذي حذّر، في مناسبات سابقة، من خطوات أحادية قد تُضعف جهود الوساطة في غزة.

احتواء المخاوف الأمنية المرتبطة بإمكان تصاعد العنف أو تقويض مفاوضات وقف إطلاق النار.

الدبلوماسية الفرنسية تراهن على اللحظة السياسية

يعتقد دبلوماسيون فرنسيون أن “زخم التغيير” في لندن بعد فوز العمال قد يفتح نافذة تاريخية لدفع أوروبا نحو موقف موحَّد بشأن الدولة الفلسطينية، بينما يحاول ماكرون تعويض تراجع شعبيته داخليًا بإحراز اختراق على الساحة الدولية، لا سيما بعد الانتقادات التي طالت سياسته الشرق أوسطية. 

مقالات مشابهة

  • برشلونة يعلن إعارة آلان جودوي إلى الدوري البرتغالي
  • صدمة في عالم الكرة.. وفاة جوتا وشقيقه بحادث مأساوي
  • ماكرون يُكثِّف ضغوطه على ستارمر للاعتراف بدولة فلسطين خلال زيارته المرتقبة إلى بريطانيا
  • بريطانيا تسعى لتوظيف الذكاء الاصطناعي في المسار العسكري
  • كريم عبد العزيز و ماجد الكدواني ونجوم الفن بحفل زفاف حفيد عادل إمام | صور
  • براءة اختراع من أبل تقرب آيفون من عين الإنسان وكاميرات السينما
  • مواهب إماراتية في السينما العالمية
  • عبد النباوي يُنتخب رئيسًا لجمعية المحاكم العليا التي تتقاسم ‏استعمال اللغة الفرنسية
  • أكرم حسني ووفاء عامر ونجوم الفن في العرض المسرحي يلا مسرح
  • زفيريف يعاني من مشاكل نفسية ونجوم التنس يتضامنون معه