أخبارنا المغربية- بدر هيكل

عرفت قضية الصحراء في السنوات الأخيرة تأييدا واضحا ومتزايدا، واعترافا من عدة دول بمغربيتها وبنجاعة وجدية الحل المغربي، بعد جهود دبلوماسية مشهودة، طبعتها الحكمة الملكية.

ويأتي ذلك بعد تبني الدبلوماسية المغربية لعقيدة راسخة، تنطلق من كون قضية الصحراء المغربية "منظارا يرى به المغرب العالم".

 

الملك محمد السادس ورفض التموقع في المنطقة الرمادية 

سبق للعاهل المغربي الملك محمد السادس أن عبّر عن رفضه لمواقف الدول المتموقعة في المنطقة الرمادية، من قضية الصحراء.

وشكل هذا الخطاب الملكي تحولا في الدبلوماسية المغربية، مما دعم قضية الصحراء، وجعلها محط اعتراف متنام. 

تقارير أمريكية تتوقع حسم النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية 

نشر الخبير توماس هيل من معهد الولايات المتحدة للسلام، الذي كان قد أنشأه الكونغرس الأمريكي، على موقع المركز، مقالا عنوانه “النزاع في الصحراء الغربية انتهى… التفاوض على الشروط هو الخطوة التالية”، واعتبر الخبير القرار الفرنسي بتأييد السيادة المغربية على الصحراء الغربية، عبر الحكم الذاتي، خطوة لحسم النزاع.

كما لفت الانتباه إلى تزايد الاعتراف الدولي بالسيادة المغربية على الصحراء.

ولم تفت "توماس هيل" لحظة أعلان الرئيس الأمريكي اعتراف بلاده بالسيادة المغربية على الصحراء، هاته اللحظة التي عززت الإجماع الدولي المتنامي الداعم للمغرب. 

الاعتراف الفرنسي خطوة لحسم النزاع 

على خلفية عيد العرش، الموافق ل30 يوليو 2024، كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد عبر في رسالة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس عن أن فرنسا تعترف بالمقترح المغربي بخصوص الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء المغربية، في إطار السيادة المغربية، كأساس وحيد لحل دائم للقضية، مؤكدًا على دعم فرنسا الواضح والثابت لخطة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب في عام 2007.

وأضاف ماكرون في رسالته أن الخطة المذكورة ستكون، من الآن فصاعدًا، الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي عادل مستدام ومتفاوض بشأنه، طبقًا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ويرى محمد سالم السالمي، رئيس قطاع البحوث بمؤسسة تريندز للبحوث والاستشارات، أن هذه الخطوة المحورية لم تكن مفاجئة؛ إذْ سبقها تَفَهُّم فرنسي في فبراير الماضي، عندما أفصحت فرنسا على لسان وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه إبان زيارته للمغرب عن أن فرنسا تعلن عن دعمها “الواضح والمستمر” لمقترح الحكم الذاتي، وهو التصريح الذي ساهم في تحسين العلاقات بين فرنسا والمغرب بصورة معتبرة في أعقاب التصريح به.

مؤكدا أنه في النهاية، تبقى العلاقات الفرنسية المغربية علاقات استراتيجية ومتعددة الأبعاد، والإقدام الفرنسي الأخير على الاعتراف بالسيادة المغربية قد انتقل بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق غير محدودة للتعاون سوف يكون مفيدًا لفرنسا في إعادة ترتيب مصالحها الاستراتيجية. 

دعم بريطاني متواصل وتوقعات باعتراف وشيك 

أقرت الحكومة البريطانية مؤخرا بقانونية الأنشطة التجارية في الصحراء المغربية، حيث جاء هذا الإعلان في أعقاب مباحثات جمعت وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، ونظيره البريطاني ديفيد لامي.

وكانت الحكومة البريطانية، في رد رسمي نشر على الموقع الإلكتروني للبرلمان، أكدت دعمها للجهود الأممية وعمل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة "دي ميستورا".

ويأتي هذا الموقف البريطاني تعزيزا العلاقات الثنائية بين البلدين لما يجمعهما من علاقات تاريخية وجيواستراتجية.

 

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الصحراء المغربیة قضیة الصحراء الحکم الذاتی

إقرأ أيضاً:

«أطيافنا أطيافكم».. يجعل الصحراء بطل الشاشة

تُمثّل الصحراء عنصرًا بصريًا ورمزيًا مهمًا في السينما العالمية والعربية، إذ تتجاوز كونها مجرد خلفية طبيعية لتتحوّل إلى فضاء درامي يعكس العزلة، والتحول، والصراع مع الذات والآخر. 

في السينما العالمية، حضرت الصحراء بقوة في أفلام مثل لورانس العرب 1962، حيث أصبحت الصحراء رمزًا للتحول السياسي والنفسي، أما في السينما العربية، فالصحراء ظلت حاضرة في أفلام ذات عمق ثقافي وتاريخي أبرزها فيلم الرسالة لمصطفى العقاد الذي أبرز الصحراء كبيئة دعوة وتحول، ومنها أيضا « تمبوكتو» لعبد الرحمن سيساكو الذي جسّد الصراع بين الجمال الطبيعي والتطرف الديني.
وتبقى الصحراء أحد أكثر الفضاءات السينمائية غنى، بما توفره من جمال بصري، وعمق رمزي، ودراما داخلية تعيد تشكيل الإنسان والعالم من حوله، وهذا ما يقدمه معرض أطيافكم في المتحف العربي للفن الحديث، المتواصل حتى 9 أغسطس المقبل.
يفتح المعرض نوافذه على سلسلة أفلام عربية وعالمية أعادت صياغة علاقتها بالصحراء لا كخلفية طبيعية، بل ككيان حي، وراوٍ سردي، وشخصية تتشكل مع كل مشهد.
من السودان إلى الجزائر، ومن المغرب إلى مالي، ومن أمريكا إلى إيران، تلتقي في هذا المعرض أفلام تنتصر للصحراء بوصفها مساحة للتأمل، والتمرد، والانكسار، والتحول. إنها أكثر من مجرد فراغ؛ إنها مسرح داخلي يعكس هشاشة البشر وسط امتداد الطبيعة الصامتة.

لغة السينما
ويقدم المعرض مجموعة من الأفلام التي تتناول الصحراء في أبعادها الثقافية المختلفة و ما فيها من مآس وتحديات أحيانا.
ففي فيلم «السد» (2022) للمخرج اللبناني علي شري، نتابع ماهر، العامل السوداني الذي يبني نصبًا طينيًا سريًا في الصحراء، بينما يهتز العالم حوله بثورة ضد الظلم. هنا، لا تعود الصحراء مكانًا هامشيًا، بل تتحول إلى مسرح داخلي لحلم صغير يبنى ببطء. بيد ماهر المتربة، تنهض الصحراء شاهدًا على الأمل.
أما في فيلم «تمبكتو» (2014) للموريتاني عبد الرحمن سيساكو، فالصحراء تتكلم بلغة الفجيعة، مدينةٌ تاريخية تجتاحها جماعات متطرفة، وساكنو الكثبان يصبحون في مرمى العنف، فالصحراء في هذا الفيلم ليست صامتة، بل تئن.
وفي «أبو ليلى» (2019) للجزائري أمين سيدي بومدين، تصبح الصحراء مسافة للهرب من العنف نحو عنف آخر. ضابطان يبحثان عن إرهابي وسط صحراء تزداد كثافة مع كل خطوة. الطريق الموحل بالرمال يقود إلى عمق النفس لا إلى نهاية الجريمة.
 
الصحراء متاهة رمزية
وفي فيلم «صحة» (2023) للمغربي فوزي بنسعيدي، يخرج موظفان لتحصيل ديون متعثرة في رحلة عبثية نحو الجنوب الصحراوي. ولكن الصحراء، بدلا من أن تمنحهم الوضوح، ترميهم في حضن الغموض. يظهر رجل مكبّل إلى سقف السيارة، ويبدأ الواقع بالتصدّع. لتسخر الرمال هنا من منطق المدينة وتفضح هشاشته.
وفي «أرض الأحلام» (2021)، للمخرجَين الإيرانيين شيرين نشأت وشجاع أزاري، ننتقل إلى صحراء أمريكية مستقبلية، حيث تعمل «سيمين» في جهاز لجمع أحلام الناس. في هذه الأرض القاحلة، يتقاطع الخيال العلمي بالمنفى، وتصبح الرمال أرشيفًا لأحلام من لا وطن لهم.
 إن ما يجمع هذه الأعمال، رغم اختلاف بلدانها وأزمنتها، هو إيمانها العميق بأن الصحراء لا تصوَّر، بل تُصغى إليها. في صمتها معنى، وفي قسوتها حكمة. الصحراء التي صوّرها لورنس العرب في سينما الستينيات كأرض فارغة تغري المستعمر، تعود اليوم كصوت للهوية، ولحكايات الأفراد المهمّشين، ولأحلام مكسورة تُبنى مجددًا.
ولأن كل فيلم في معرض أطيافكم يكتب سيرة مختلفة للرمال، فإن اللقاء بينها يشبه ندوة بصرية عن معنى البقاء وسط القسوة، وعن إمكانية الجمال في وجه الجفاف.
في معرض اطيافنا أطيافكم، تنكشف الصحراء لا كفضاء موحش، بل كأرض أسئلة. من نصب طيني سري، إلى صحراء تحتضن اللاجئين، ومن مدينة تئن تحت الشريعة، إلى رحلة عبثية في الجنوب، نجد في كل فيلم سينمائي أطيافًا متشابكة من الحلم، والعنف، والبحث عن معنى، فالصحراء ليست فقط رمالاً تمتد، بل مرآة واسعة للإنسان حين يُجرّد من كل شيء إلا ذاته.

قطر معرض أطيافنا أطيافكم

مقالات مشابهة

  • فقة مالاحتلال يفرج عن الصحافي المغربي محمد البقالي ويقرر ترحيله إلى فرنسا
  • رئيس الاتحاد المغربي يرد على أنباء منح مدريد استضافة نهائي مونديال 2030
  • فرنسا تؤكد أن دولًا أوروبية ستتعهد قريبًا بالاعتراف بدولة فلسطين
  • جدل سعودي إماراتي حول الاعتراف الفرنسي بفلسطين.. والشيخة جواهر: تنافس غبي
  • قراءة إسرائيلية غاضبة من الإعلان الفرنسي عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • الخارجية الفلسطينية ترحب بقرار الرئيس الفرنسي الاعتراف بدولة فلسطين وتشكر جهود المملكة
  • أمين مجلس التعاون يُشيد بإعلان الرئيس الفرنسي عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين
  • فرنسا تؤكد استعدادها لمواصلة دعم مفوضية الانتخابات فنيًا واستشاريًا
  • المغرب يحقق فائضا تجاريا مع فرنسا بـ15,9 مليار درهم
  • «أطيافنا أطيافكم».. يجعل الصحراء بطل الشاشة