الموت يحاصر منطقة بنجر السكر بالإسكندرية
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
تعيش منطقة بنجر السكر التابعة لمدينة برج العرب بغرب الإسكندرية، والتى تضم أكثر من 30 قرية كارثة حقيقية بسبب ندرة مياه الرى، مما أدى إلى تلف المحاصيل الزراعية مثل الذرة والطماطم والفلفل والبطيخ.
أزمة مياه الري بمنطقة بنجر السكر، تكبد صغار الفلاحين بتلك القرى خسارة آلاف الجنيهات، وسط صرخات الفلاحين التي لا يسمعها مسئولى وزارة الزراعة ولا المحافظة ولا حى العجمى، تلك الصرخات التي تؤكد تأخر مياه الري تسبب فى موت الأرض الزراعية من العطش وجفاف البذور التي أكلتها الغربان والطيور قبل الرى والزراعة.
وقال منعم محمد مزراع بقرى بنجر السكر، إن أهالى البنجر يواجهون مشاكل فى الرى خاصة فى فصل الصيف، حيث إن طبيعة الأراضى هناك تحتاج إلى الرى عن طريق الغمر، وهو ما يحتاج إلى منسوب مياه عالٍ، مشيرًا إلى أن وزارة الرى تغلق بوابات الترع التى توصل المياه إليهم حتى تستطيع أن تصل إلى الأراضى تجاه مارينا والساحل الشمالى والحمام.
وأكد محمد القاضى احد اهالى قرية بنجر السكر، أن المنطقة تواجه مشكلة كبيرة لتأخر مياة الرى، فأن مشكلة جفاف خط (8) المغذي لمياه رى الأراضى الزراعية يضرب 4 قرى متاوة من قرى بنجر السكر وهى قرى 14، 18، 19، 20.
وأضاف أن مياه الصرف التى تمر من ترعة النصر اذا أحسنت الوزارة استغلالها يمكن أن تروى 15 ألف فدان بالتنقيط، وخاصة أنه تم وضع مكينة رفع لمياة الصرف الزراعى فى مكان خاطئ فى مدخل قرية 18، وتقوم برى قرية (18) ونصف قرية (14)، وكان من المفترض وضع تلك المكينة عند مدخل قرية (20) وتعميق المصرف لتتمكن من رى 4 قرى كاملة.،و أضاف أن مياة الرى بالمناوبة كانت تصرف للقرى لمدة 7 أيام ثم تتوقف لمدة 10 أيام، أما الان أصبحت مدة توقف صرف مياه الرى تصل إلى 40 يوما، والسبب هو التعديات على الظهير الصحراوى، والرى على تلك التعديات من خلال حفر آبار غير مطابقة للمواصفات التى تقرها وزارة الرى، بالاضافة إلى حصول أحد المستثمرين على أرض بجوار فرع (20) بعرض 2 كيلو يحصل على مياه من ترعة النصر مباشرة مما يؤثر على رى القرى المجاورة وصغار الفلاحين، قائلا :" من قاموا بوضع أيديهم والتعدى على أراضى الدولة حصلت على مياة الرى، ونحن صغار الفلاحين لا نجد المياه لرى أراضينا ".
وأشار إلى أن الفلاحين تقدموا بشكوى إلى وزارة الرى والتى أقرت بفترة مناوبة يتم خلالها صرف المياه لمدة 10 أيام ووقفها لمدة 20 يوم، واضطر الفلاحين إلى القبول بالامر الواقع الا ان ال2 يوم المقررة أصبحت 40 يوم ثم امتدت إلى 60 يوم مما أدى إلى تلف المحاصيل الزراعية، حيث ان انتاجية فدان القمح انخفضت إلى النصف بالاضافة إلى تلف محصول البطيخ والذرة والطماطم
وتابع:" تقدمنا بشكوى إلى وزارة الزراعة وطلبنا لجان معاينة وفوجئنا برد وزارة الزراعة بأن الحياة وردية وأنه لا يوجد مشاكل فى المياه والمحاصيل بحالة جيدة"، مؤكدًا أنهم لا يريدون مسؤولين لا يجلسون فى التكيف ولا يرى الحياة على أرض الواقع.
ولفت معوض زيدان مزارع قرية 19 بنجر السكر، إلى أن الدولة تفرض علينا 13% فوائد من قيمة تقنين الأرض الزراعية، ولا نجد ما نسد به مبلغ التقنين هذا العام، ومن أين نأتى بالمبلغ المطلوب والزراعة تلفت ، ارجو من الدولة ان تعطى الفلاحين حقهم حتى يتمكنوا من سداد حق الدولة فى المقابل "، مشيرًا إلى أن المياه لم تصرف إلى القرية من عيد الفطر المبارك إلا مرة واحدة فقط ".
تلف المحاصيل الزراعية
وأوضح عبيد حامد مزارع بقرية 10 بنجر السكر، أن المحاصيل الزراعية تعرضت للتلف والمسؤولين قاعدين فى التكييف، متسائلًا:" كيف لمجموعة قرى كاملة أن تعيش وتمارس أعمال الزراعة وتربية الحيوانات بدون مياه لمدة 60 يوم، احنا ادمرنا ولا أحد يشعر بنا والمسئولين لم تشعر بنا و"مش لاقين ناكل ولا قادرين نعيش "، مشيرًا إلى أن المزارعين يعانون من ارتفاع أسعار بيع المبيدات الكيماوية بالجمعيات الزراعية، والتى تصل إلى 100% عن السوق الحر وطالب بمناوبة واضحة للمياه كما كانت فى السابق 10 أيام صرف و20 يوم توقف، متساءلا أين وزير الزراعة ووزير الري من تلك الكارثة
وتسائل على عثمان مزارع قرية 19 بنجر السكر:" لمادا لم نجد احد يشعر بنا"؟، لاننا صغار الفلاحين لا نستطيع الحصول على المياه، ولو كان فى أحد كبار المستثمرين فى القرية لكانت المياة لم تنقطع عنها، المسئولين اهملوا صغار الفلاحين وتركت أراضيهم تموت، وزراعتى دمرت، ولم أستطيع سداد قيمة 300 جنية فواتير كهرباء ومياة هذا الشهر بسبب خسارة المحاصيل الزراعية، "هل نسرق ولا ننهب عشان نقدر نعيش؟"
قال عمرو السيد مزارع، زرعت 6 فدان ذرة، والمحصول تلف تمامًا ولن تصل انتاجية المحصول إلى طن واحد بسبب توقف مياه الري، وإلى الآن لا أستطيع ري المحصول بسبب توقف المياه لمدة 40 يوم متواصلة، مما كبدني خسائر تصل إلى الالاف الجنيهات ".
وأشار إلى أن الذرة زراعة صيفية وتوقف المياة يعنى تلف المحصول خاصة وأن الأمر يتكرر، ونعانى من ضعف المياة منذ عدة سنوات ولا حياة لمن تنادى، مضيفًا:" حاولنا الشكوى أكثر من مرة إلى وزارة الزراعة وكان الرد بأنة لا توجد مشكلة، وكشف اننا لكى نذهب الى محطة المياه التي تبعد عن القرية حوالي 2 كيلو لكي نملأ المياه للمنازل وذلك لان قرى بنجر السكر محرومة من المياه سواء فى المنازل والأراضى نحن نعيش حياة صعبة ولم احد يشعر بنا ، شركة المياه والزراعة والمسئولين بالمحافظة يعلمون تماما بمشكلتنا ورغم دلك لم احد يسال عننا الى متى تستمر اللامبالاة والاستهتار بحياة الفلاحين الدين هم يمثلون امن قومى لآن الزراعة والغذاء أمن قومى يلزم الاهتمام بهم".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية كارثة انتاج بنجر السكر تلف المحاصيل شكاوي المواطنين المحاصیل الزراعیة وزارة الزراعة صغار الفلاحین بنجر السکر تصل إلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
الأهوسة والبوابات فى طى النسيان.. وتطهير ترع الرى «فشنك»
هويس «الفونس» التاريخى على نيل المنصورة... ضحية الإهمال والانهيار
بين فجوة مائية تزداد اتساعاً، ومجاعات مائية محتملة، تطفو إلى السطح تحذيرات متكررة عن تدهور منشآت الرى فى مصر، مع غياب التوزيع العادل للمياه، وعطش مستمر لنهايات الترع، وسوء أعمال التطهير، ورغم أن الأزمة ليست جديدة، لكنها ازدادت حدة فى الربع الأخير من هذا القرن، خاصة مع انتهاء بناء «سد النهضة» والتلويح المتكرر بتقليص حصة مصر من مياه النيل.
كل هذه التحديات دفعت وزارة الموارد المائية للتحرك ووضع خطة استراتيجية لتحسين إدارة الموارد المائية، وسد الفجوة بين المتاح من المياه واحتياجات المواطنين، وتوفير الكميات المطلوبة لكل ترعة حسب الاحتياجات الفعلية.
فى عام 2022 أعلنت وزراة الموارد المائية والرى، عن خطة شاملة لإحلال وصيانة منشآت الرى فى مختلف المحافظات، بإجمالى يصل إلى 47 ألف منشأة تشمل: قناطر، أهوسة، بوابات، سحارات، هدارات، كبارى، وغيرها على الترع والرياحات وفرعى النيل، مع التركيز على أعمال التطهير والتوسعة، وخصص مبلغ 10 مليارات جنيه للبدء الفورى فى صيانة وإحلال 3 آلاف منشأة ذات خطورة داهمة.
وبسبب أهمية البوابات التى يبلغ عددها 9700 بوابة، والتى تلعب دوراً محورياً فى الحفاظ على منسوب المياه وتحسين التوزيع داخل الترع، والسيطرة على المياه المنصرفة نحو المصارف، أعلن الدكتور هانى سويلم، وزير الموارد المائية، فى مايو الماضى، بدء تنفيذ خطة لإحلال وصيانة بوابات أفمام الترع، وإنشاء مصبّات نهايات الترع بالمحافظات المختلفة، بجانب صيانة الأهوسة الملاحية القائمة على فرعى النيل والترع الرئيسية.
ورغم هذه الجهود، فما زالت بعض منشآت الرى تعانى من إهمال بالغ، كما هى الحال فى محافظة الدقهلية، التى شهدت كارثة غرق 3 آلاف فدان فى التسعينيات نتيجة ارتفاع مناسيب المياه وتدهور المنشآت المائية آنذاك.
وتُعد محافظة الدقهلية من المحافظات الكبرى الواقعة على فرع دمياط، والتى تمر بها ترع رئيسية متفرعة من الرياح التوفيقى، ويعتمد نحو 100 ألف فدان من أصل 563 ألف فدان مزروعة بالمحافظة على مياه النيل.
وبحسب الإدارة المركزية للرى، تم تنفيذ مشروعات إحلال وصيانة على مستوى المحافظة فى عام 2019 بتكلفة 370 مليون جنيه، شملت بدالات، كبارى، أفمام ترع، وقناطر، ورغم هذه الجهود، لا تزال مناطق عديدة تطالب بالتعجيل فى إحلال وصيانة بوابات وبدالات تعرضت للإهمال والتخريب، وتُهدد بأزمات زراعية ومائية كبيرة.
ويعتبر هويس قولنجيل (المعروف بـ«هويس الفونس») بمدينة المنصورة، والذى تم إنشاؤه قبل أكثر من نصف قرن. يمتاز بتصميم هندسى فريد، ويربط بين ترعة المنصورية الكبرى المستمدة من الرياح التوفيقى، ونهر النيل (فرع دمياط)، يتكون من بوابتين أماميتين وخلفيتين، وقنوات جانبية لملء الحوض، بالإضافة إلى كوبرى علوى، لكن هذا المعلم التاريخى سقط من حسابات الوزارة لسنوات، ولم يتم الالتفات إليه إلا بطلاء بعض الأجزاء المعدنية وترميم الكوبرى العلوى فقط!
يقول محمد خطاب، أحد أهالى مدينة المنصورة، إن الهويس كان واجهة حضارية وتاريخية لعقود طويلة، قبل أن يطاله الإهمال، وتنهار السلالم والجسور، ويتدهور الطريق الممتد بطول النيل (طريق الخيارية)، بفعل ضغط المياه والتعديات، مشيراً إلى أن الشاطئ تحول إلى مكب للمخالفات والقمامة، فى ظل غياب تام للرقابة، وسط ظلام دامس يخيم على المنطقة، وسوء حالة البوابات التى تتحكم فى منسوب المياه بترعة المنصورية، والتى تصل فى بعض الأوقات إلى 4 أمتار.
وقد توقفت حركة الملاحة عبر الهويس منذ أكثر من 10 سنوات، رغم أنها كانت تُستخدم لنقل البضائع. ويؤكد الأهالى وجود غرف متهالكة وأجزاء مفتوحة تشكل خطراً على السلامة العامة، إضافة إلى أن تطهير المجرى المائى لا يتم إلا «حين ميسرة».
ويطالب أهالى مدينة المنصورة وزارة الموارد المائية بسرعة إنقاذ الهويس التاريخى وإعادة تطويره بما يليق بمكانته، أسوة بما تم فى منشآت مشابهة بمحافظات أخرى.
ويشير عباس راغب الشربيني- أحد الأهالي- إلى أن بوابات ترع فرعية، مثل ترعتى الروضة والشعشاعية (المتفرعة من ترعة ميت طاهر العمومية)، تهالكت تماماً، ولم تعد قادرة على أداء دورها، مطالباً بسرعة تنفيذ بوابات بديلة لضمان توصيل المياه لأكثر من 5 آلاف فدان بمناطق ميت طاهر والبجلات.
كما يطالب بإحلال وصيانة بدالات الأستاذ ونظلة القريعى والسبع أسفل ترعة الروضة، إضافة إلى هدار الروضة على مصرف الخطَرية، وكذلك إصلاح جسور الترع المنهارة، وإزالة الردم الذى تسبب فى دفن هدارات الشعشاعية والروضة تحت الأرض، ما أدى لهدر نحو 90% من مياه الرى وضياعها فى مصرفى منية النصر والحدود.
ويؤكد خالد أحمد هجرس، أحد المواطنين، ضرورة صيانة بدال مصرف السرو العمومى، الذى يُغذى ترعة كفر تقى ديموه (المتفرعة من ترعة بساط بالدقهلية). هذه الترعة تعتمد على مياه ترعة الشرقية – المنصورية الرئيسية، لافتاً إلى أن تراكم الطين والمخلفات والقمامة عند بدال مصرف السرو أدى إلى انسداده، ما أعاق حركة المياه وحرم نهايات الترع من احتياجاتها، مشيراً إلى أن أعمال التطهير الحالية لا تتم إلا بشكل «غير فنى»، وتُنفذ فقط من باب سد الخانة!
وهذا ما تلاحظ أثناء زيارة الدكتور هانى سويلم، وزير الموارد المائية، برفقة المحافظ اللواء طارق مرزوق، عدداً من منشآت الرى فى مايو الماضى لمتابعة حالتها، خاصة خلال موسم الاحتياج المائى، شملت الزيارة: فم ترعة المنصورية بميت غمر، كوبرى ترعة البزرارى بكفر عوض، بحر طناح، بحر أبو الأخضر، البحر الصغير، ميت سويد، الزوات، بمراكز منية النصر، دكرنس، بنى عبيد، والمنزلة، تبين سوء حالة بعض المنشآت، وأعمال التطهير المنفذة بها.