تتصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة في غزة، حيث يواجه السكان خطرًا مزدوجًا يتمثل في الجوع والجفاف، وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية واشتداد الحصار على القطاع منذ أشهر. وفيما تنهار أنظمة المياه والصرف الصحي، تتزايد أعداد الضحايا بين المدنيين، خاصةً الذين يحاولون الوصول إلى المساعدات. اعلان

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، الجمعة، إن قطاع غزة يقترب من "مرحلة الموت عطشًا"، بعد تعطل نحو 60% من منشآت إنتاج مياه الشرب وخروج غالبية محطات الصرف والتحلية عن الخدمة.

وصرّح المتحدث باسم المنظمة، جيمس إيلدر، من جنيف، أن "الأطفال سيبدؤون بالموت من العطش"، مضيفًا أن "الوقود اللازم لتشغيل المضخات ومحطات التحلية أوشك على النفاد".

 في مشهد متكرر يعكس حجم المأساة، قتل ما لا يقل عن 24 فلسطينيًا يوم الجمعة وسط قطاع غزة، بينما كانوا ينتظرون استلام مساعدات غذائية، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة في غزة. وقال مروان أبو ناصر، مدير مستشفى العودة في النصيرات، إن المستشفى استقبل 24 جثة و21 مصابًا، مؤكدًا أن "الإصابات كانت شديدة في الرأس والصدر، وبين الضحايا نساء وأطفال وشباب من مختلف الأعمار".

 ويأتي هذا الحادث ضمن سلسلة من الهجمات التي طالت مدنيين حاولوا الاقتراب من نقاط توزيع المساعدات، والتي تديرها مؤخرًا مؤسسة "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF)، وهي منظمة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل. وتشير تقارير وشهادات ميدانية إلى مقتل مئات الفلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات خلال الأسابيع الماضية.

شهادات من الميدان

 خالد العجوري، أحد الناجين من مخيم جباليا، تحدث لـ"الغارديان" عن نجاته بأعجوبة: "ذهبت فجرًا على أمل الحصول على مساعدات، وبقيت على مسافة لأشعر بالأمان. فجأة سمعت انفجارات، وأُصبت في ساقي وصدري". وأضاف: "لم يكن هناك مسلحون. فقط مدنيون يريدون الطعام".

غارات ودمار وأرقام متصاعدة

 وفي سياق متصل، استهدفت غارات إسرائيلية منزلاً لعائلة عياش في دير البلح، ما أدى إلى مقتل 12 شخصًا. وأكد محمد المغير، مدير الإمدادات الطبية في الدفاع المدني لوكالة فرانس برس، أن "43 شخصاً سقطوا منذ فجر الجمعة، بينهم 26 كانوا ينتظرون مساعدات إنسانية".

 وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفّذ نحو 300 غارة خلال الأسبوع الماضي، مستهدفًا "مواقع إرهابية" ومسلحين، من بينهم قيادي ساعد في دفن جثث رهينتين خطفتهما حماس خلال هجوم 7 أكتوبر 2023. كما بررت القوات إطلاقها النار على "مشتبه بهم" بالقول إنهم يشكلون تهديدًا مباشرًا.

أزمة المياه والوقود تهدد الحياة

 يعيش القطاع في شلل شبه كامل على صعيد البنية التحتية للمياه. فقد تم تدمير غالبية محطات المعالجة والخزانات والأنابيب، كما انقطعت الكهرباء عن محطات التحلية منذ مارس الماضي، ما أدى إلى تفاقم أزمة المياه. ومع استمرار منع دخول الوقود، لا تعمل سوى نسبة ضئيلة من المنشآت الحيوية.

ولم يُسمح بدخول أي وقود إلى غزة منذ انهيار وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل في مارس/آذار. وحاولت الأمم المتحدة إدخال المساعدات، لكنها واجهت عقبات كبيرة، منها الطرق المزدحمة بالأنقاض، والقيود العسكرية الإسرائيلية، والغارات الجوية المستمرة، والفوضى المتزايدة. وقد أوقف فلسطينيون عاديون في غزة العديد من الشحنات وأفرغوها.

وتعتمد مؤسسة GHF في نشر معلوماتها حول توزيع المساعدات على صفحات فيسبوك، ما يصعب الوصول إليها في ظل انقطاع الإنترنت شبه الدائم في غزة، ما يفاقم من حالة الفوضى ويزيد من خطر سقوط الضحايا.

نظام بديل مثير للجدل

وتسعى إسرائيل إلى استبدال آلية توزيع المساعدات الأممية بنظام تديره مؤسسة GHF، متهمة الأمم المتحدة بالسماح لحماس بسرقة المساعدات وبيعها. غير أن وكالات الإغاثة الدولية رفضت هذا الطرح، واعتبرته "غير عملي وغير أخلاقي"، مؤكدة أن ادعاءات سرقة المساعدات لا تستند إلى وقائع موثقة.

رغم ذلك، قالت GHF في بيان إنها وزّعت أكثر من 30 مليون وجبة "بأمان ودون حوادث" منذ انطلاق عملها الشهر الماضي.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران البرنامج الايراني النووي الحرس الثوري الإيراني دونالد ترامب إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران البرنامج الايراني النووي الحرس الثوري الإيراني دونالد ترامب حصار قطاع غزة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران البرنامج الايراني النووي الحرس الثوري الإيراني دونالد ترامب سوريا تلفزيون صواريخ باليستية باكستان الاتحاد الأوروبي فی غزة

إقرأ أيضاً:

كأس العالم للأندية.. الوداد ينهي أزمة تأشيرة عمر السومة إلى الولايات المتحدة

كشفت تقارير صحفية مغربية عن نجاح نادي الوداد المغربي في إنهاء أزمة تأشيرة دخول مهاجمه السوري عمر السومة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليكون جاهزًا للالتحاق ببعثة الفريق المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية 2025.

ووفقا لما أوردته التقارير الصحفية المغربية ، فإن السومة حصل أخيرا على تأشيرة الدخول، بعد تأخر الإجراءات، ما حال دون سفره مع الفريق في وقت سابق، ويتواجد اللاعب حاليا في سويسرا، ومن المنتظر أن ينضم إلى بعثة الوداد مساء الأربعاء اليوم.

ورغم حل الأزمة الإدارية، إلا أن مشاركة السومة في مباراة اليوم أمام مانشستر سيتي الإنجليزي لم تتم ، بسبب توقيت وصوله وعدم الجاهزية الفنية، فيما يتوقع ظهوره في المواجهتين القادمتين للفريق ضمن المجموعة السابعة.

ويخوض الوداد تحديا صعبا في مجموعته التي تضم أندية مانشستر سيتي، العين الإماراتي، ويوفنتوس الإيطالي، ضمن منافسات النسخة الموسعة من بطولة كأس العالم للأندية، والتي تقام لأول مرة بمشاركة 32 فريقا.

وكان عمر السومة انضم مؤخرا إلى الوداد، بعد فسخ عقده مع نادي العروبة السعودي، عقب هبوط الفريق لدوري الدرجة الثانية، رغم عدم صدور إعلان رسمي من جانب النادي المغربي بشأن الصفقة حتى الان.

وتعول جماهير الوداد على خبرة السومة الهجومية، لما يتمتع به من سجل تهديفي بارز في الملاعب العربية، لا سيما مع الأهلي السعودي سابقا، على أمل أن يشكل إضافة قوية للفريق في البطولة العالمية الجارية.

طباعة شارك الوداد المغربي الوداد عمر السومة كأس العالم للأندية 2025 كأس العالم للأندية كأس العالم العروبة السعودي

مقالات مشابهة

  • 70 شهيدا وغارات تستهدف المجوعين بغزة والموت عطشا يترصّد أطفالها
  • أزمة الجوع في السودان تصل ذروتها.. هل ينقذ المجتمع الدولي الوضع؟
  • الدفاع المدني في القطاع يعلن إستشهاد 43 فلسطينيا بنيران قوات الإحتلال
  • تقليص المساعدات يفاقم أزمة اليمن الإنسانية
  • كأس العالم للأندية.. الوداد ينهي أزمة تأشيرة عمر السومة إلى الولايات المتحدة
  • إستشهاد 140 فلسطينيا في قطاع غزة .. والأممُ المتحدة تدين إطلاق النار على الباحثين عن الطعام
  • نجوع، ثم نُقتل.. لم يعد هناك أمل للفلسطينيين
  • بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع بعد قصف إسرائيلي
  • في غزة.. الإذلال والموت من أجل ما يسد الرمق