شبكة انباء العراق:
2025-06-27@01:52:27 GMT

قلوب نقية

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

بقلم : كلثوم الجوراني ..

اتمنى لو كنت رسامة لأرسم البراءة التي في وجه هادي
كل ليلة اتفقده قبل أن أذهب إلى السرير لاجده قد صف كفيه تحت خده الناعم ، يغفو وكأنه شقيقة النعمان .

حياة هادي كالفصول الأربعة تبدأ بشتاءٍ قاسٍ حيث أن أباه كان يصاب بالهيستريا عندما يخرج هادي من البيت يظن أنه عار ويجب أن لا يراه أحد من الجيران والاقارب ، فكم مرة أتى به يجره وهو يضغط بشدة على زنده ويرمي به الي وكأنه ليس بشرا ويمطرني بوابل من الكلمات القاسية وكأن هادياً ذنب اقترفته أنا وليس ابننا نحن الاثنين .


الربيع في حياة هادي يزهر عندما أضمه إلى صدري واغدق عليه من حناني ، انا لا اعلم ما تعنيه ابتسامته لي هل هو يعرف أنني أنا الشخص الوحيد في هذا العالم الذي يتمنى بقاءه ؟
ام انها فطرة الاحساس نحوي كأم ؟
ربيع أحضاني لم ينقذ هادياً من صيف يكاد سمومه يذيب قلبي حزنا على ولدي الصغير ، تجسدت حرارة الصيف اللاهبة وجفافه في حياة هادي بموقف لن انساه ، في يوم من الايام دخلت ابنتي خولة لتخبرني بأن زميلها في الجامعة يريد التقدم لخطبتها وينوي زيارتنا هو وأمه ، كان خبرا سارا وبالفعل أتى زميل خولة هو وأمه لزيارتنا والتعرف على عائلتنا وبعد أن قدمنا لهم الضيافة دخل هادي إلى غرفة الاستقبال وهو يتمتم ويصدر حركاته المعتادة وما أن رأته ام الخطيب حتى قامت مسرعة دون أن تستأذن وخرجت من البيت يتبعها ابنها وهو ينادي ماذا حدث يا امي اسمعها تقول له صارخة بوجهه أتخدعني ايها الغبي ؟
في اليوم التالي رن هاتف خولة واخبرها زميلها بأنه غير رأيه متمنياً لها شخصا افضل منه ، أغلقت خولة الهاتف وهي تنظر بحقد لهادي قائلة : انت سبب تعاستي ثم انفجرت باكية .
الشيء الذي أحزنني حد الانهيار والبكاء هو أن هادي كان حزينا لبكاء خولة ودنى منها ليمسح دموعها ويقبلها ، لم يكن يعرف أن خولة كانت تتمنى موته ذلك اليوم .
يتلو الصيف خريف يجرد أشجار هادي من أوراقها متمثلا بأخيه الأكبر غسان إذ أنه كان أشد قسوة من أبي هادي ، فكم من مرة ضرب هادي بقسوة لأنه اقتحم غرفة الاستقبال بينما يجلس غسان مع اصدقائه فيثير سخرية بعضهم مما يغضب غسان حتى يبدأ بدفع هادي إلى الخارج وضربه فتتساقط دموعه كأنها اوراق الخريف .
رغم ما يمر به هادي من تقلبات الحياة ورغم إعاقته الذهنية إلا إنني أشعر بنقاء قلبه وسعادته فهو لا يعلم إن أباه يعتبره عارا وإن اخته تتمنى موته وإن اخاه غسان لا يشعر بمشاعر الإخوة تجاهه ، هو يحبهم جميعا لأن الحقد والكراهية لا طريق لهما إلى قلب هادي .

كلثوم الجوراني

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

غزة تواجه كارثة مائية تهدد حياة أكثر من مليون مدني

صراحة نيوز- تعيش مدينة غزة على وقع أزمة مياه حادة تنذر بكارثة إنسانية تهدد حياة أكثر من 1.2 مليون شخص، في ظل تدمير شبه كامل للبنية التحتية للمياه وانقطاع الكهرباء والوقود، مما تسبب بعجز خطير في إمدادات المياه الأساسية.

وكشف مدير دائرة التخطيط والمياه في بلدية غزة، المهندس ماهر سالم، أن العدوان الإسرائيلي دمّر 63 بئرًا من أصل 85، كانت تُغطي نحو 75% من احتياجات الشبكة، إلى جانب تعطّل 138 آلية مخصصة لقطاع المياه، وانقطاع التيار الكهربائي الذي يشغل المحطات والمضخات.

وأشار سالم إلى أن كميات المياه المتوفرة انخفضت من 120 ألف متر مكعب يوميًا قبل الحرب إلى 20 ألف فقط، أي بعجز يتجاوز 85%، في وقت لا تصل فيه المياه إلا إلى 25% من المناطق المأهولة، ما يترك 3 أرباع سكان المدينة من دون مياه صالحة للشرب.

وأوضحت بلدية غزة أن الاحتلال دمّر نحو 75% من الآبار، وتسبب توقف ضخ المياه من شركة “ميكروت” الإسرائيلية في تفاقم الأزمة، في وقت يزداد فيه الطلب على المياه مع ارتفاع درجات الحرارة.

شهادات من النازحين تحدثت عن فترات انتظار قد تصل إلى 20 يومًا للحصول على مياه غير صالحة للشرب، واضطرار السكان لقطع مسافات طويلة لجلب كميات قليلة. فيما تحدثت إحدى النساء عن تقنين قاسٍ داخل الأسرة، يوزّع خلاله كل فرد كمية محدودة تكاد لا تكفي للاستخدام اليومي.

كما يواجه عمال المياه مخاطر ميدانية جسيمة، إذ تعرّض عدد منهم لإطلاق نار أثناء تنفيذ عمليات صيانة، ما أدى إلى استشهاد عدد منهم خلال أداء واجبهم.

يُذكر أن غزة تشهد منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عدوانًا إسرائيليًا خلف أكثر من 175 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، وسط استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات، ما فاقم أزمة الجوع وأدخل القطاع مرحلة المجاعة.

مقالات مشابهة

  • صُنّاع السعادة.. احتفالية إنسانية تُبهج قلوب 200 طفل على شاطئ جزيرة الدهب بالإسكندرية
  • دارفور.. حياة وسط ثلاثية الحرب والأمطار والأوبئة
  • صاعقة تنهي حياة عريس أمريكي في أول أيام شهر العسل
  • قلوب على الأبواب.. أمهات ينتظرن نبض النجاح أمام لجان الثانوية العامة ببني سويف
  • غزة تواجه كارثة مائية تهدد حياة أكثر من مليون مدني
  • الدكتوراه للباحثة ميمونة أبو هادي في الإرشاد النفسي التربوي من جامعة صنعاء
  • القصيفي نعى الزميل غسان مكحل: لم يعرف الصخب ومتواضع كتواضع السنبلة المليئة
  • 16 ألف وصلة مياه نقية للأسر الأولى بالرعاية بالفيوم بتعاون "الأورمان" و"التضامن"
  • بإطلالة جريئة.. صبا مبارك تخطف قلوب متابعيها في أحدث ظهور لها
  • في عيد ميلاده.. أحمد عبد العزيز فارس الدراما الذي سكن قلوب المشاهدين بأعمال خالدة