جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-23@22:03:38 GMT

وصمة اسمها: عامل!! (2- 2)

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

وصمة اسمها: عامل!! (2- 2)

 

معاوية الرَّواحي

أوضاع العُمال في عُمان، ووضع العامل العُماني تُمثِّل معضلة فكرية وثقافية في المقام الأوّل، وما لم تحل هذه المعضلة، فلا حلول تشريعية حقيقية ستصنع لها حلًا مُنصِفًا.

ما تبدو وظيفةً في قاع الهرم الاجتماعي بالنسبة للبعض، تبدو وظيفة مناسبة للغاية لطالبٍ يريد أن يحسن وفرته المالية لنفسه أو لعائلته، وما تبدو وظيفة سيئة للغاية بالنسبة لمترف يوزع صكوك الاعتراف الاجتماعي على البشر، هي وظيفة مثالية وذهبية لإنسان لا يريد مغادرة ولايته، ولا يريد أن يقطع مشوار 100 كيلومتر وأكثر ليصل لمدينةٍ تزخر بالوظائف ذات الوجاهة، حقائق كلنا نرددها بحجة أن العمل ليس عيبًا، لكنه في حقيقته عيب، وبه وصمة، من الذي يجرؤ أن يعمل حلاقا! وحتى إن تجرأ أحدهم وقرر أن يعمل في هذه المهنة، سيمتثل اجتماعيا، وسيفتح حلاقا فخمًا للغاية تكلف الحلاقة فيه الشيء الفلاني، هذه هي المدرسة التعويضية التي تفنن البعض في استغلالها، والتي يتحول فيها العامل ذاته إلى رأسمالي يلعب على ثغرات الوصمة الاجتماعية، فينسخ المهنة العمالية ويقدم نسخة مترفةً منها.

عندما يتعلق الأمر بالترف، يستوي في ذلك العامل والخامل، والرأسمالي، ومن يعمل لديه! وكما يوجد الغني البخيل الاستغلالي، يوجد الفقير المختال، وهكذا دواليك، ضمن الظاهرة البشرية العامّة، تأتي ظاهرتنا العمانية بكل معضلاتها ومشاكلها.

ولأكون واضحًا أقصى درجات الوضوح- عزيزي القارئ- فإنَّ المنطق الذي أطرحه يختلف تمامًا عن الذين يقولون: العمل ليس عيبًا، ارم بنفسك في آتون الاستغلال، واعمل بأبخس الأثمان، واسمح لنفسك أن تعيش مُستغَلًا، مهضوم الحق الاجتماعي، تحاصرك الألسن بالانتقاص منك، وينتزع رأسماليٌ جشعٌ سنوات عمرك براتب بخس وبدون أمان وظيفي.

أيضًا المنطق الذي أطرحه يختلف عن الذين يُحدِّدون للآخرين خيارات، بناءً على معايير اجتماعية مُعينة، ما أقوله إن اختيارك لمهنة عُمّالية يفرض عليك أن تتعلم طريقة للدفاع عن حقوقك، وطريقة للدفاع عن حقوق زملائك، وسيُدخلك تلقائيًا في معارك ثقافية، ومعارك انطباعات، وحزازات.

الطريق لواقع عُمالي أفضل في عُمان حكايةٌ طويلة، تحتاج إلى تغييرات تشريعية، وثقافية، وتحتاج إلى رقابة على سوق العمل، وتحتاج إلى سياسة هجرة، وإلى تغيير أنظمة التوظيف، وكل هذا لن يحدث بين ليلة وضحاها. قصص النجاح تملأ عُمان، وهؤلاء الذين عاشوا عُمالا في بداية حياتهم، ونجحوا لاحقًا هُم الذين عليهم الواجب الأوّل في التصدي لهذه الوصمة. على من أقرأ زبوري!

بكل صدق لا أعرف لماذا كتبت هذا المقال، حتى على صعيد التعمين، ثمة مقاومة اجتماعية شديدة وشرسة لتعمين بعض المهن! لأن الحقيقة الضمنية عن توظيف الوافدين هي القاصمة للظهر، استغلال أعمار البشر مُباح، ومُتاح ما دام وافدًا، تعمين مهنة خطوة أولى لإعادة حقوق العمال إلى نصابها، وما المُحزن في المسألة! لا أحد يفكر في حقوق مهنة إلّا بعد تعمينها! يا إلهي! على من أقرأ زبوري!

حيثما فكرت فيها سترى طاعون الترف في العصر الحديث وهو يفتك بالمُسلَّمات، أن الذي يعمل يجد، وأنّ فكرة أن يعمل اثنين في اقتصاد واحد وهذا يجد ضِعْف ما يجده الثاني هي ليست أكثر من فكرة مُدمِّرة لأي نمو في أي اقتصاد! ولكن لا بأس، دعنا نعلك الترف، ودعنا نفترض كل الافتراضات اليوتوبيَّة، ودعنا نحاصر المكافحين والمجتهدين والمناضلين من أجل لقمة العيش باستعلائنا الاجتماعي. لا يبدو أن لهذه المشكلة حلًا على المدى القريب، ولا يبدو أن أحدًا من الأساس يُريد الانتباه إلى تلك الحقيقة الضمنية المخيفة، إنَّنا عندما نتكلم عن وصمة "العامل" فنحن نقبل ضمنيًا أن استغلاله مباح، ولا أحد يناقش هذه الحقيقة، لا أحد يتصدى لها، نعتبر استغلال العامل حقًا مُكتسبًا، ولذلك لا نريد أن يتم استغلال بني جلدتنا!

فعلًا أتساءل: لماذا قليل جدًا من يتكلم عن إصلاح واقع العمال، وتوسعة دائرة حقوقهم! لماذا القبول التلقائي بهذه الحقيقة وكأنه حكم قدري! ولماذا نستمر في دفع ثمن أزمنة النشأة النفطية وكأننا يجب أن نتقبل أخطاءها للأبد! بكل صدق لا أعرف! لا أعرف لماذا كتبت هذا المقال، الحقيقة تقلع العين، العمل ليس عيبًا، استغلال العمّال هو العيب الكبير، مع ذلك، نُفضِّل أن نُحاصر العامل في اختياراته، ولا نُفضِّل أن نفتح ربع باب للتساؤل عن الذين يستغلون العمال، وثغرات القانون، وثغرات التشريع، والتحيُّزات الاجتماعية لمواصلة النجاح بهذا القطاع الخاص الذي بُني على باطل عُمالي كبير، باطل لا يتحرك أحد لإصلاحه بقدر ما يتحرك لصناعة تنظيرات الترف الاجتماعي، والتحدث نيابة عن خيارات الآخرين!

سأدع عني جنوني الرومانسي وسأخرس وأقفل هذا المقال، وأنا أعلم جيدًا أنها قضية سيحين وقتها فقط، بعد أن تتفاقم الأزمات التي سوف تسببها، وربما سأكون في الستين من العُمر عندما سأقول: يا إلهي! الجميع كان يعلم بهذه المشكلة، والآن فقط يريدون حلًا لها!

فلا نامت أعين المُترَفين! فلا نامت أعين المُترَفين!!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وصمة في تاريخ الأمم المتحدة..إيران تتهم أمريكا وإسرائيل بمجلس الأمن وتتوعد بالرد

أطلق أمير سعيد إيرواني، مندوب إيران في مجلس الأمن الدولي سلسلة من التصريحات النارية خلال الجلسة الطارئة التي انعقدت مساء الأحد، معتبراً أن الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية يمثل "وصمة تلطخ تاريخ الأمم المتحدة"، موجهاً اتهامات مباشرة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، ومتوعداً برد عسكري "مناسب في التوقيت والطبيعة والحجم".

وخلال كلمته أمام المجلس، قال المندوب الإيراني إن بلاده تثمّن مواقف الدول التي اختارت الوقوف في "الجانب الصحيح من التاريخ"، مشيداً بالمواقف التي أدانت ما وصفه بـ"العدوان الأمريكي"، ومشيراً إلى أن ما حدث يكشف عن "فشل إسرائيل في تنفيذ ما سماه بالأجندة الدنيئة للغرب"، ما اضطر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التدخل بنفسه.

مندوب إيران بالأمم المتحدة: واشنطن “ابتكرت ذرائع” لتبرير ضرب المنشآت النوويةالمندوبة الأمريكية بالأمم المتحدة تدعو إيران للعودة للتفاوضإيران تفعل الدفاعات الجوية في يزد وسط البلادضربة فوردو النووية .. تقييمات أولية: ضرر شديد دون تدمير كامل.. إيران نقلت المعدات الحساسة قبل الهجومنائب الرئيس الأمريكي: لسنا في حالة حرب مع إيرانعريضة شعبية داخل إيران تُطالب حكومة طهران بالانسحاب من «معاهدة النووي»رئيس أركان الاحتلال: رفع وتيرة الضربات الإسرائيلية ضد إيران .. ومستعدون للاستمرارنائبة أمريكية تدعو لعزل ترامب بسبب الهجوم على إيران المخالف للدستور الأمريكينائب الرئيس الأمريكي يُحذر إيران: الرد سيكون "ساحقا" إذا تم التصعيدالولايات المتحدة تحذر من "مستوى تهديد مرتفع" بعد الضربات الأمريكية ضد إيران

واتهم المندوب الإيراني واشنطن بأنها "تهورت مجدداً واختارت التضحية بأمنها لمجرد حماية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"، واصفاً الأخير بأنه "مجرم حرب نجح في جر الولايات المتحدة إلى حرب باهظة التكاليف"، في إشارة إلى العمليات العسكرية الواسعة التي نفذتها القوات الأمريكية ضد مواقع نووية إيرانية رئيسية.

تهديدات مباشرة بالرد الإيراني

في لهجة تهديدية واضحة، أعلن المندوب الإيراني أن "القوات المسلحة الإيرانية هي من ستحدد توقيت وطبيعة وحجم الرد المناسب"، مؤكداً أن الرد قادم لا محالة، لكنه لم يكشف تفاصيل إضافية عن ماهيته أو نطاقه.

وواصل مندوب إيران هجومه، قائلاً إن ما وصفه بـ"سلوك وكالة الطاقة الذرية الدولية المزدوج المعايير يمثل فضيحة أخلاقية وسياسية"، منتقداً ما اعتبره تواطؤاً ضمنياً من الوكالة مع الهجمات الأمريكية على مواقع تخضع للتفتيش الأممي في إطار معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية .

مندوب إيران بالأمم المتحدة: واشنطن “ابتكرت ذرائع” لتبرير ضرب المنشآت النوويةالمندوبة الأمريكية بالأمم المتحدة تدعو إيران للعودة للتفاوضإيران تفعل الدفاعات الجوية في يزد وسط البلادضربة فوردو النووية .. تقييمات أولية: ضرر شديد دون تدمير كامل.. إيران نقلت المعدات الحساسة قبل الهجومنائب الرئيس الأمريكي: لسنا في حالة حرب مع إيرانعريضة شعبية داخل إيران تُطالب حكومة طهران بالانسحاب من «معاهدة النووي»رئيس أركان الاحتلال: رفع وتيرة الضربات الإسرائيلية ضد إيران .. ومستعدون للاستمرارنائبة أمريكية تدعو لعزل ترامب بسبب الهجوم على إيران المخالف للدستور الأمريكينائب الرئيس الأمريكي يُحذر إيران: الرد سيكون "ساحقا" إذا تم التصعيدالولايات المتحدة تحذر من "مستوى تهديد مرتفع" بعد الضربات الأمريكية ضد إيران

وفي ختام كلمته، طالب المندوب الإيراني مجلس الأمن بالتصرف بشكل "حاسم"، داعياً إلى إدانة واضحة للهجوم الأمريكي على بلاده، محذراً من أن تقاعس المجلس عن ذلك "سيُعتبر تواطؤاً مباشراً في العدوان"، بحسب تعبيره.

تحذيرات دولية ودعوات للدبلوماسية

في المقابل، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قلقاً بالغاً من التصعيد، محذراً مجلس الأمن من "الانزلاق إلى دوامة لا تنتهي من الردود المتبادلة". واعتبر جوتيريش أن الضربة الأمريكية تمثل "منعطفاً خطيراً في منطقة تعاني بالفعل من تداعيات خطيرة"، داعياً إلى وقف فوري للعمليات العسكرية والعودة إلى المفاوضات الجادة بشأن البرنامج النووي الإيراني.

موقف إسرائيلي: أهداف قريبة التحقق

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده "اقتربت للغاية من تحقيق أهدافها" في الحملة العسكرية ضد إيران، مشيراً إلى أن العملية تركز على القضاء على "التهديدين الرئيسيين" وهما البرنامج النووي الإيراني وقدرات طهران الصاروخية.

وأوضح نتنياهو أن الغارات التي شاركت فيها الولايات المتحدة، خصوصاً تلك التي استهدفت موقع فوردو المحصن، أسفرت عن "أضرار بالغة"، لكنه أشار إلى أن التقييم الدقيق لحجم الدمار ما زال جارياً. وتعهد باستمرار العمليات العسكرية حتى تحقيق الأهداف، قائلاً: "لن نطيل العملية أكثر مما يجب، لكننا أيضاً لن ننهيها قبل الأوان".

مندوب إيران بالأمم المتحدة: واشنطن “ابتكرت ذرائع” لتبرير ضرب المنشآت النوويةالمندوبة الأمريكية بالأمم المتحدة تدعو إيران للعودة للتفاوضإيران تفعل الدفاعات الجوية في يزد وسط البلادضربة فوردو النووية .. تقييمات أولية: ضرر شديد دون تدمير كامل.. إيران نقلت المعدات الحساسة قبل الهجومنائب الرئيس الأمريكي: لسنا في حالة حرب مع إيرانعريضة شعبية داخل إيران تُطالب حكومة طهران بالانسحاب من «معاهدة النووي»رئيس أركان الاحتلال: رفع وتيرة الضربات الإسرائيلية ضد إيران .. ومستعدون للاستمرارنائبة أمريكية تدعو لعزل ترامب بسبب الهجوم على إيران المخالف للدستور الأمريكينائب الرئيس الأمريكي يُحذر إيران: الرد سيكون "ساحقا" إذا تم التصعيدالولايات المتحدة تحذر من "مستوى تهديد مرتفع" بعد الضربات الأمريكية ضد إيرانمخزون اليورانيوم

فيما يتعلق بتطورات البرنامج النووي الإيراني، أوضح نتنياهو أن إسرائيل تراقب بشكل مكثف مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60% لدى إيران، وهو ما اعتبره "عنصراً مهماً في المشروع النووي الإيراني"، لكنه أشار إلى أن تفاصيل هذه المعلومات ستظل سرية في الوقت الحالي.

يُذكر أن تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 60% كان أحد أسباب التصعيد، خاصة وأنه يمثل خطوة كبيرة نحو درجة 90% اللازمة لصنع سلاح نووي. وبحسب تقارير الأمم المتحدة، كانت إيران تواصل هذا التخصيب حتى وقت قريب من بدء الغارات الإسرائيلية في 13 يونيو الجاري، وهي النسبة التي تجاوزت بكثير الحد المسموح به في الاتفاق النووي لعام 2015.

طباعة شارك إيران أمريكا مجلس الأمن ترامب قصف إيران طهران

مقالات مشابهة

  • هل تم تدمير النووي الإيراني.. البيت الأبيض يكشف الحقيقة أخيرا
  • إيران تعدم جاسوسا يعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية
  • ضجيج الأقلام .. و صمت الحقيقة
  • ترامب يعلن عودة قاذفات بي-2 إلى قواعدها بعد تنفيذ هجمات على منشآت إيرانية
  • مندوب إيران في مجلس الأمن: الهجوم الأمريكي على منشآتنا "وصمة في تاريخ الأمم المتحدة"
  • وصمة في تاريخ الأمم المتحدة..إيران تتهم أمريكا وإسرائيل بمجلس الأمن وتتوعد بالرد
  • أين الحقيقة في خطاب صمود؟
  • لأول مرة | إدراج إجازة وضع للرجال بقانون العمل الجديد .. تفاصيل مهمة
  • مختلة عقليًا تعتدي على عامل نظافة بوحشية في سلا
  • "القبة الحديدية".. درع إسرائيل كيف يعمل وما هي نقطة ضعفه؟