غزة، تلك البقعة الصغيرة المحاصرة من الأرض، تُحكي حكايات قاسيةً تتكرر فصولها هناك، حيث تُصبح شهادةُ الوفاةِ أسرعَ من شهادةِ الميلادِ نتيجةً للصلفِ والإرهاب الصهيونيّ المُستمر منذ عقود. وهناك في غزة تعد الحياةُ صراعاً يومياً من أجل البقاء، وهناك أيضا تُصبحُ آمالُ الأجيالِ المُقبلةِ رهينةَ سياساتٍ لا تُراعي سوى المُصالحِ الضيقة، فَتَتحول غزة من مهدِ الحياةِ إلىَ مقبرةٍ حديثةٍ تُشهد علىَ جرائمِ الاحتلال الصهيوني.


لا يُمكنُ أن يُؤثّرَ صِغَرُ السنِ أو براءةُ الأطفالِ في استهدافهمِ بالرصاصِ الحيّ، والطائرات والصواريخ والمدافع وكل أنواع الأسلحة المُدمّرة، ففي غزة يَحُتّمُ الصراعُ، على الأطفالِ، أن يَشهدوا مشاهدَ القتلِ والإرهابِ، وأن يَخافوا من كلِّ صوتٍ عاليٍ، وأن يَتعلّموا كيفَ يَختبئوا في مُلاجئِهمِ – إذا أوجدت الملاجئ- منَ القصفِ الهمجي. تُصبحُ الألعابُ وألعاب الأطفالِ هيَ رموزُ الموتِ والخوفِ، وَتُحوّلُ الحربُ الطفولةَ إلىَ حياةٍ منَ الظّلمِ والقهرِ.
السلطةُ الصهيونيةُ، بدعمٍ من بعضِ الدولِ العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، تَسْتَخفُّ بِحياةِ الشعبِ الفلسطينيّ، تَصُّبُّ عليها النارَ بِدُونِ رحمة، تُدمّرُ بيُوتهُ، تَحرمُهُ منَ العيشِ الكريمِ، وتَحاصرهُ فيَ قفصِهِ الصغيرِ، فكيفَ تُطالبُ هذا الشعبَ بِالتّهدئةِ والتّسليمِ فيَ وقتٍ محتل أرضه ويَسْتَهدفُ فيهِ الشّعبَ بِدُونِ وجهِ حقٍّ. تَتَحَوّلُ الأرضُ إلىَ مُجَردِ رمادٍ، وَتُصبحُ البيوتُ دُونَ سُكّانٍ، وَتُفقدُ الحياةُ معناها.
ما يَحدُثُ فيَ غزةَ منَ عدوان وظّلمِ وإرهاب ِ يَختفيَ وراءَ أكبرِ مُؤامرةٍ دولية وإعلاميةٍ، فَتُصبحُ الصّورةُ المُغيبةُ للشّعبِ الفلسطينيّ فيَ العالمِ، وَتَتحوّلُ المُقاومةُ إلىَ إرهابٍ، وَيَصِيرُ المُستضعفُ هوَ المُجرّمُ، فَيَصعبُ علىَ العالمِ أن يَرىَ حقيقةَ ما يَحدُثُ فيَ غزةَ، فَيَصِيرُ الأمرُ مُجرّدَ أرقامٍ عن الضحايا دُونَ تَفاصيلَ عنَ معاناة الشعب. تُسكتُ الأصواتُ المُناديّةُ بالعدالةِ، وَتَتَحوّلُ صراخاتُ الشّعبِ المُذَبحِ إلىَ أصداءٍ خافتةٍ لا يُسمعُها العالمُ.
فيَ وجهِ هذا الظّلمِ يَقفُ الشّعبُ الفلسطينيّ مُصمّمًا علىَ الجهاد والمُقاومةِ، بِكلِّ ما يَملكهُ منَ قوةٍ وإرادةٍ، فَتُصبحُ صراخاتهُ الخافتةُ هيَ نَبضاتُ قلبِهِ، وَيَستمرّ فيَ نضالهِ منَ أجلِ الحريةِ والاستقلالِ، وَإنْ كانَت معاناتهُ كبيرةً، فَإِنّ رُوحهُ لا تَزِالُ، وَسَيَظلّ يُقاتلُ منَ أجلِ حُقوقِهِ ومقدساته المَسلوبةِ. رُوحُ المقاومةِ تُسكنُ قلوبَ الشّعبِ الفلسطينيّ، وَتَصِيرُ أُمنيةَ الحياةِ والاستقلالِ هيَ أُمنيةَ الجيلِ والجيلِ الذي يَليِهِ.
عليناَ أن نَستمعَ إلىَ صوتِ الشّعبِ الفلسطينيّ، أن نَرىَ حقيقةَ ما يَحدُثُ فيَ غزةَ، أن نُسلّطَ الضوءَ علىَ الظّلمِ والإرهاب الصّهيونيّ، أن نَدعو لِمُحاسبةِ المُجرمينَ وتَقديمِهم لِلمُحاكمةِ. عليناَ أن نُؤكّدَ علىَ ضرورةِ توفيرِ الحمايةِ لِشعبِ غزةَ وَإنهاءِ العدوان والاحتلال والحصارِ الظّالمِ، ونَعملَ معاً علىَ إيجادِ حلٍّ مرضي وعادلٍ لِمُشكلةِ الصّراعِ الفلسطينيّ الإسرائيليّ. فما أخذ بالقوة لا يستعاد إلا بالقوة، وإنّ الصّمتَ والتّغاضيَ عنَ ما يَحدُثُ فيَ غزةَ يُشجّعُ الظّالمينَ وَيَزيدُ منَ معاناةِ المُظلومينَ.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: ما ی حد ث

إقرأ أيضاً:

جثة متعفنة داخل منزله.. لغز وفاة عامل في المنيا

عثر أهالي قرية عزبة رسلان التابعة لمركز المنيا، صباح اليوم الإثنين، على جثة عامل في العقد السادس من عمره، متوفاة في ظروف غامضة داخل منزله، حيث وجدت الجثة في حالة تعفن متقدمة، مما يشير إلى وفاته منذ عدة أيام.

تفاصيل الواقعة

تلقت الأجهزة الأمنية بالمنيا بلاغًا عبر غرفة عمليات النجدة يفيد بالعثور على الجثة، وعلى الفور انتقلت قوات الشرطة وسيارات الإسعاف إلى الموقع، حيث تبين أن الجثة تعود لـ "ع. ع. أ." (50 عامًا)، عامل مقيم بالقرية. وأشارت التحقيقات الأولية إلى عدم وجود شهود على الحادث، مما زاد من غموض الظروف المحيطة بالوفاة.

الإجراءات الأمنية والطبية

قامت النيابة العامة بمركز المنيا بانتقال فريق للوقوف على ملابسات الواقعة، وتمت معاينة الجثة ونقلها إلى مشرحة مستشفى صدر المنيا، فيما انتُدب الطب الشرعي لتشريح الجثة وتحديد سبب الوفاة بدقة، خاصة مع وجود علامات تعفن تشير إلى مرور وقت على الوفاة.

وتم تحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحفظ على الجثة لحين الانتهاء من التحقيقات والتشريح، الذي من المتوقع أن يكشف تفاصيل أكثر وضوحًا حول سبب الوفاة، سواء كانت طبيعية أو جنائية.

تحقيقات مستمرة

أكدت مصادر أمنية أن التحقيقات لا تزال جارية لاستجواب الجيران والأقارب لمعرفة آخر مرة شوهد فيها المتوفى، وما إذا كان يعاني من أي أمراض أو ظروف صحية قد تكون أدت إلى وفاته، كما يجري البحث عن أي شواهد تدل على وجود شبهة جنائية.

وفي انتظار تقرير الطب الشرعي، تبقى أسباب الوفاة غير مؤكدة، بينما يواصل الأهالي في القرية التكهن بظروف الحادث، وسط مطالبات بالإسراع في كشف الحقائق.

مقالات مشابهة

  • الهيكل البنائي في حكايات فهرس الملوك
  • إنجاز سعودي في أمن البيانات: تطوير أسرع مولّد كمي للأرقام العشوائية
  • كيف يحدد الطب الشرعي أسباب الوفاة قتل أم انتحار؟.. أستاذ بجامعة القاهرة تشرح
  • جثة متعفنة داخل منزله.. لغز وفاة عامل في المنيا
  • ترامب: أخبار سارة بشأن غزة ونحاول وقف القـتال في أسرع وقت
  • “إكسبو” يرصد حكايات البحر بين السعودية واليابان
  • تعرف على 9 دول تمنح أسرع مواعيد وموافقات «شنجن» للمقيمين في الإمارات
  • «إكسبو 2025» يرصد «حكايات البحر» بين المملكة واليابان
  • مفكرة عابر حدود.. حكايات مأساوية وسخرية سوداء من واقع الهجرة
  • ‏الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي أسرع من الصوت