علماء يبتكرون نموذج للكشف المبكر عن مرض التوحد
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
كشفت دراسة جديدة، أجراها معهد كارولينسكا في السويد، عن نموذج جديد للتنبؤ بالتوحد لدى الأطفال الصغار من معلومات محدودة نسبيا، واستخدم فريق البحث قاعدة بيانات أمريكية كبيرة (SPARK)، تحتوي على معلومات عن حوالي 30 ألف فرد مصاب وغير مصاب باضطرابات طيف التوحد.
وطوّر الباحثون 4 نماذج مميزة للتعلم الآلي، من خلال تحليل معلومات حول الأطفال يمكن الحصول عليها دون الحاجة إلى تقييمات طبية مكثفة واختبارات طبية قبل بلوغهم 24 شهرا من العمر.
وأطلق على النموذج الأفضل أداء اسم "AutMedAI"، حيث تمكن من تحديد حوالي 80٪ من الأطفال المصابين بالتوحد، من بين نحو 12 ألف فرد.
وكانت الجملة القصيرة الأولى في حياة الطفل، مع وجود صعوبات في الأكل بالاشتراك مع معايير أخرى، من المؤشرات القوية على التوحد.
وأظهر الذكاء الاصطناعي نتائج جيدة في تحديد الأطفال الذين يعانون من صعوبات أكثر شمولا في التواصل الاجتماعي والقدرة الإدراكية، والذين يعانون من تأخيرات نمو أكثر عمومية.
وتقول كريستينا تاميميز، الأستاذة المساعدة في KIND، قسم صحة المرأة والطفل في معهد كارولينسكا، والمعدة المشاركة في الدراسة: "نأمل أن تكون هذه أداة قيمة للرعاية الصحية".
وقال المعد الأول للدراسة، شيام راجاغوبالان: "نتائج الدراسة مهمة، لأنها تظهر أنه من الممكن تحديد الأفراد الذين من المرجح أن يصابوا بالتوحد من معلومات محدودة نسبيا ومتاحة بسهولة".
ويقول الباحثون إن التشخيص المبكر أمر بالغ الأهمية للبدء بالتدخلات العلاجية الفعالة، التي يمكن أن تساعد الأطفال المصابين بالتوحد على التطور بشكل مثالي.
ويضيف راجاغوبالان: "يمكن أن يؤدي هذا إلى تغيير جذري في ظروف التشخيص المبكر والتدخلات العلاجية، وتحسين نوعية الحياة في نهاية المطاف للعديد من الأفراد وأسرهم".
ويخطط فريق البحث للتحقق من صحة النموذج في البيئات السريرية، كما يجري العمل على تضمين المعلومات الجينية في النموذج، ما قد يؤدي إلى تنبؤات أكثر تحديدا ودقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السويد طيف التوحد صحة المرأة والطفل
إقرأ أيضاً:
منظمة الصحة العالمية: لا علاقة بين اللقاحات واضطرابات التوحد
أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبرييسوس، الخميس، أن لجنة الخبراء العالمية المعنية بسلامة اللقاحات أكدت بصورة قاطعة عدم وجود أي علاقة سببية بين اللقاحات واضطرابات التوحد، وذلك استنادا إلى مراجعة شاملة لـ31 دراسة أجريت على مدى 15 عاما في عدة دول.
وقال غيبرييسوس، خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر المنظمة بجنيف، إن النتائج الجديدة تعزز ما خلصت إليه المنظمة منذ سنوات، موضحا أن لقاحات الطفولة، بما في ذلك اللقاحات المخصصة للنساء الحوامل، واللقاحات التي تحتوي على الألمنيوم أو مادة الثيميروسال، “لا تسبب التوحد”.
وأضاف غيبرييسوس أن اللقاحات تعد من أهم الابتكارات في تاريخ الطب الحديث، مشيرا إلى دورها الكبير في خفض وفيات الأطفال دون سن الخامسة من 11 مليون وفاة سنويا إلى 8.4 ملايين خلال ربع قرن.
كما لفت إلى أن اللقاحات ساهمت في الحد من انتشار فيروس كورونا، كاشفا أن المنظمة صنفت خلال الأسبوع الماضي متحوّرا جديدًا للفيروس ضمن قائمة المتحورات الخاضعة للمراقبة.
وفي سياق متصل، أعلن المدير العام إطلاق منظمة الصحة العالمية خطة استراتيجية موحدة لمواجهة التهديدات الحالية والمحتملة لفيروسات كورونا، وتشمل كوفيد-19 ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (المعروفة بـ"أنفلونزا الإبل") وأمراضا جديدة قد تنجم عن فيروسات كورونا المختلفة. وأوضح غيبرييسوس أن الخطة الجديدة تشكل “نقطة تحول” في الانتقال من مرحلة الاستجابة الطارئة لجائحة كورونا إلى إدارة مستدامة وطويلة الأمد قائمة على التكامل والاستعداد.
وجاءت هذه التصريحات في ظل تجدد الجدل داخل الولايات المتحدة حول علاقة اللقاحات بالتوحد، بعدما أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مطلع العام، ادعاءات بشأن وجود ارتباط بين تلقي الأطفال للقاحات وبين ارتفاع انتشار اضطرابات التوحد، إلى جانب حديثه عن تأثير تناول النساء الحوامل لمسكن الباراسيتامول.
وتفاقم الجدل الشهر الماضي عقب تصريحات لوزير الصحة الأمريكي روبرت كينيدي جونيور، قال فيها إنه وجه المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها لتغيير موقفها التاريخي الذي ينفي وجود علاقة بين اللقاحات والتوحد.
وأثارت تصريحاته غضب أربع ولايات ديمقراطية—كاليفورنيا وأوريغون وهاواي وواشنطن—التي وصفتها بأنها "مضللة وخطيرة"، مؤكدة أنها "تهدد الأمن الصحي" في البلاد، ومشددة على استمرارها في نصح العائلات الأمريكية بضرورة تلقيح أطفالهم.
جذور الادعاء الخاطئ
تعود النظرية المضلّلة التي تربط بين لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) وازدياد حالات التوحد إلى دراسة نشرت عام 1998 قبل أن تسحب لاحقا، بعدما أثبتت الأبحاث العلمية المتتابعة أن نتائجها مزورة وتفتقر إلى الأساس العلمي.
ورغم إسقاطها من المجتمع الطبي، لا تزال تلك الادعاءات تعود للواجهة من حين لآخر، ما يدفع منظمة الصحة العالمية إلى تجديد تأكيدها على سلامة اللقاحات وفاعليتها.