نشرت صحيفة "أتلايار" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن إيران التي تستعد لتصدير صواريخ باليستية قصيرة المدى من طراز "فاتح-360" و"أبابيل" إلى روسيا، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تقليل اعتماد موسكو على الصواريخ الكورية الشمالية في حربها ضد أوكرانيا.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، زعمت عدة تقارير أن إيران تستعد لبيع صواريخ باليستية لروسيا أو زودتها بالفعل، فيما لم يؤكد المسؤولون الأمريكيون أو الأوكرانيون أيا من هذه التقارير، في حين تواصل إيران إنكار قيامها بتسليح روسيا أو التخطيط لها.



وأوردت الصحيفة أن المحللين الذين تحدثوا إلى إذاعة "أوروبا الحرة" لم يكونوا متأكدين من التقرير الأخير، لكنهم أضافوا أنه إذا تم تأكيده، فإنه سيوفر مساعدة كبيرة لجهود الحرب الروسية وسيكون له فوائد ومخاطر على حد سواء بالنسبة لإيران.

وخفف استخدام روسيا للصواريخ الباليستية الكورية الشمالية لفترة وجيزة من المخاوف من أن تلجأ موسكو إلى إيران لتجديد مخزونها.



ومع ذلك، أكدت نيكول غرايفسكي، زميلة مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن "المتطلبات المكثفة في ساحة المعركة ربما تجاوزت قدرات الإمداد لدى كوريا الشمالية".

وأثارت زيارة سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو، الذي شغل سابقًا منصب وزير الدفاع في البلاد، إلى طهران في السادس من آب/أغسطس الشكوك بأن موسكو كانت تحاول الحصول على صواريخ باليستية إيرانية.

وأضافت غرايفسكي أن موسكو قد تحاول الحصول على صواريخ باليستية إيرانية كإستراتيجية "لتقليل اعتمادها على كوريا الشمالية"، وهو ما سيسمح لروسيا بمواجهة بيونغ يانغ وطهران، "مما قد يؤدي إلى تعظيم فوائدها الاستراتيجية".

منذ الأشهر الأولى من حرب أوكرانيا، يشتبه في أن روسيا تستخدم طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد ومهاجر-6، والتي تم العثور على الكثير منها بعد إسقاطها في المدن وساحات القتال الأوكرانية.

ونفت إيران في البداية تسليح روسيا قبل أن تتراجع وتعترف بأنها زودت موسكو "بعدد محدود من الطائرات المسيرة" قبل الحرب.

وعلى الرغم من الأدلة الدامغة التي تشير إلى عكس ذلك، تواصل طهران إنكار استخدام روسيا لطائراتها المسيرة ضد أوكرانيا. لكن هذا لم يمنع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من فرض عقوبات على إيران لمساعدتها موسكو.

وقال غرايفسكي إن الطائرات المسيرة الإيرانية "تتمتع بميزة نسبية مقارنة بالطائرات الروسية من حيث التكنولوجيا والتصنيع والاستخدام العملي"، ولكن فيما يتعلق بالصواريخ الباليستية، فإن "الأمر يتعلق بالكمية وليس بالجودة".

وبعيدا عن تعزيز السمعة الذي قد يأتي من توريد الصواريخ الباليستية إلى روسيا، ستكتسب إيران أيضا معرفة كبيرة حول كيفية أداء صواريخ "فتح-360" و"أبابيل" في المعركة، بالإضافة إلى ذلك، قالت غرايفسكي "إن الاستخدام العملي وأي تعديلات روسية من شأنها أن تساعد إيران في بعض المجالات التي تميل صواريخها إلى النقص فيها".



وأشارت تقارير سابقة إلى أن روسيا كانت تراقب صواريخ  فاتح-110 وذو الفقار الباليستية الإيرانية قصيرة المدى. لكن بهنام بن طالبلو، أحد أكبر زملاء مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها واشنطن، مشيرا إلى أن تصدير هذه الصواريخ إلى روسيا من شأنه أن يضع إيران في انتهاك لحدود المدى والحمولة لنظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ".

ومع ذلك، فإن فاتح-360 وأبابيل أقل من عتبات 300 كيلومتر و500 كيلوغرام التي حددها نظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ.

ويضيف بن طالبلو أنه "مع ذلك، فإن هذا لا يعني أنه ينبغي تجاهل الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، لأنها تساعد روسيا على الحفاظ على أصول الضربات بعيدة المدى التي تنتجها محليا، وهي علامات أخرى على تعميق العلاقات الروسية الإيرانية".

وأوردت الصحيفة أن انتهاك نظام التحكم في تكنولوجيا الصواريخ من شأنه أن يثير غضب الدول الغربية إذا قامت إيران بتزويد روسيا بالصواريخ الباليستية.

كما انتهت قيود الأمم المتحدة على واردات وصادرات الصواريخ الإيرانية في تشرين الأول/أكتوبر 2023، لكن الولايات المتحدة ومجموعة الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، وكذلك الاتحاد الأوروبي الأوسع، وسعت العقوبات على الصواريخ الباليستية ضد إيران.

وأضافت غرايفسكي قائلة: "كانت مجموعة الدول الأوروبية الثلاث حازمة في تحذيراتها لإيران. إن تزويد روسيا بالصواريخ الباليستية الإيرانية من شأنه أن يعقد أي حل للبرنامج النووي الإيراني.

وتابع، لقد فشلت المحادثات بشأن استعادة الاتفاق النووي ومن المقرر أن تنتهي في تشرين الأول/أكتوبر 2025، لذلك يمكن لإيران أن تحاول تعزيز علاقاتها مع روسيا إذا تلاشت احتمالات إحياء الاتفاق.



كما شاركت إيران في المعرض العسكري السنوي لروسيا، الذي أقيم في موسكو في الفترة المتراوحة بين 12 إلى 14 آب/أغسطس، وعرضت بعض أحدث تقنياتها العسكرية، بما في ذلك طائرة  "مهاجر-10" للمسيرة، وهي نسخة محدثة من طائرة "مهاجر-6" التي استخدمتها روسيا في أوكرانيا.

في المقابل، تؤكد غرايفسكي أن الأمر الأكثر أهمية كان وجود العميد علي شدماني، نائب قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي المسؤول عن القيادة العملياتية والسيطرة على القوات المسلحة الإيرانية في موسكو.

ومن جهته، قال  طالبلو إن "إيران تلقت مجموعة متنوعة من العناصر لتسليح روسيا بطائرات مسيرة، بما في ذلك الأموال النقدية والذهب، وشدد على أن "هذا الاتجاه نحو التعاون من المرجح أن يتعمق".

وأضاف أن: "إيران عازمة على الانتقال من وضع الشريك الأصغر إلى روسيا، وهذا أحد الأسباب التي تجعل التعاون في مجال الأسلحة بين البلدين فيما يتعلق بأوكرانيا غير مرجح".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية إيران صواريخ باليستية روسيا كوريا الشمالية إيران روسيا اوكرانيا كوريا الشمالية صواريخ باليستية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصواریخ البالیستیة صواریخ بالیستیة إلى روسیا إیران فی

إقرأ أيضاً:

وول ستريت جورنال: إيران آخر من يكتشف أن روسيا تتخلى عن أصدقائها وقت الضيق

قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن روسيا التي وعدت إيران بتقديم مساعدات عسكرية قبل الغارات الجوية الإسرائيلية والأميركية، لم تقدم لها سوى دعم خطابي، تجنبا للتصعيد وحفاظا على علاقاتها مع إسرائيل والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وفي السياق نفسه، رأت صحيفة تايمز أن آمال إيران في أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في صفها قد تصاب بالإحباط بسبب غموضه الإستراتيجي في شؤون الشرق الأوسط، لأنه لن يخاطر بأوراق رهان روسيا على هواجس إيران.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: أما آن لحرب غزة أن تتوقف؟list 2 of 2واشنطن بوست: حملة إسرائيلية سرية لترهيب قادة إيران العسكريينend of list

وقالت الصحيفة -في تقرير بقلم ريتشارد سبنسر- إن بوتين مثل ترامب لديه رؤية ضيقة لمصالح بلاده، وبالتالي لا يمنح الحق للدول الأخرى في معارضة آرائه بشأن مصالحها، وإن كان هذا لا يعني أن كلمات بوتين الداعمة جوفاء تماما، ولكنه يحرص على ألا يطاح بالنظام الإيراني.

وذكرت وول ستريت جورنال -في تقرير لكاتبيها توماس غروف وبويان بانسيفسكي- أن بوتين التقى بداية العام بنظيره الإيراني مسعود بزشكيان في الكرملين لتوقيع شراكة إستراتيجية جديدة لتوطيد التحالف الناشئ بين البلدين، ولكن طهران لم تجد لهذه الشراكة نفعا بعد أكثر من أسبوع من الضربات الجوية العقابية الإسرائيلية والأميركية.

واكتفى بوتين في لقائه كبير الدبلوماسيين الإيرانيين عباس عراقجي أمس الاثنين بتقديم تقييم جامد للضربات الأميركية، ووصفها بأنها غير مبررة، وقال إن روسيا تريد مساعدة الشعب الإيراني، لكنه لم يشر إلى أن ذلك سيشمل أي دعم عسكري، كما اقترح مناقشة مخرج من الصراع، وقال "هذا يمنحنا فرصة للتفكير معا في كيفية الخروج من هذا الوضع".

ومع أن الضربات الإسرائيلية استهدفت البرنامج النووي الإيراني وصناعة الصواريخ وكبار الشخصيات العسكرية، وانضمت إليها الولايات المتحدة باستخدام أقوى قنابلها الخارقة للتحصينات، فإن إيران لم تتلق سوى دعم خطابي من أقوى داعميها، روسيا والصين، وفقا للكاتبين.

إعلان

وذكرت وول ستريت جورنال أن الشراكة بين موسكو وطهران ظلت شوكة في خاصرة المصالح الغربية في أوروبا والشرق الأوسط، وأشارت إلى تعاونهما في سوريا، وأوضحت أن إيران عززت المجهود الحربي الروسي بالذخيرة وقذائف المدفعية وآلاف الطائرات المسيرة بعد أن أخفقت موسكو في المراحل الأولى من غزوها لأوكرانيا.

التعاون بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يسار) ونظيره الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي كان مقلقا للغرب (رويترز) شراكة مخيبة للآمال

ورجح محللون للصحيفة ألا ترد موسكو الجميل لطهران لأن الشراكة الإستراتيجية بين البلدين لم تتضمن اتفاقية دفاع مشترك، بل اكتفت بتعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية وامتناع كل من الدولتين عن مساعدة أعداء الأخرى في الحروب.

وقال الخبير في العلاقات الروسية الإيرانية والأستاذ في جامعة قطر نيكولاي كوزانوف إن "إيران يمكن أن تطلب دعما من روسيا، لكن موسكو لن تقبل ذلك أبدا"، لأن بوتين يريد تجنب التصعيد والحفاظ على علاقة مع إسرائيل وعلى علاقاته مع ترامب، وذلك ما لن يرضي أو يفاجئ إيران، التي خيبت روسيا أملها من قبل.

وذكرت الصحيفة أن الحكومة الإيرانية أتمت صفقة مع موسكو بعد طوفان الأقصى عام 2023، لتزويدها بمقاتلات سوخوي 35 النفاثة وطائرات مروحية هجومية من طراز مي-28 وأنظمة الدفاع الجوي إس-400 وطائرات تدريب ياك-130، ولم تتلق حتى الآن سوى طائرات التدريب.

روسيا ليست صديقا جيدا. وغالبا ما يدير بوتين ظهره لأصدقائه عندما يحتاجون إليه

بواسطة فابريس بوتييه

ونقل الكاتبان عن نيكول غرايفسكي، الباحثة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ومؤلفة كتاب عن إيران وروسيا، قولها إن مشاكل الإنتاج والضغوط الدبلوماسية من قبل دول الخليج دفعت روسيا إلى حجب تقنيات أكثر حساسية وقوة.

ونسبت الصحيفة لشخص مطلع على المحادثات أن عراقجي طلب من بوتين أنظمة دفاع جوي جديدة، والمساعدة في استعادة شبكة الطاقة النووية، ولكن بوتين قال، عندما سأله الصحفيون عن سبب عدم تزويد روسيا إيران بالأسلحة، إن اهتمام طهران بالمعدات الروسية قد تراجع، وإن إيران لم تقدم أي طلبات جديدة محددة، وأضاف "لا يوجد شيء للحديث عنه حقا".

وخلصت الصحيفة الأميركية إلى أن إيران هي أحدث شريك روسي يتعرض لتجاهل موسكو في وقت الحاجة، وذكرت بتخلي موسكو عن أرمينيا التي تربطها بها معاهدة دفاع مشترك، وباكتفائها بمنح اللجوء لحليفها السوري المخلوع بشار الأسد، وقال فابريس بوتييه كبير المستشارين السابقين لقيادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) إن "روسيا ليست صديقا جيدا. وغالبا ما يدير بوتين ظهره لأصدقائه عندما يحتاجون إليه".

مقالات مشابهة

  • لماذا تخلت روسيا عن إيران في حربها مع إسرائيل؟
  • ترامب: إسرائيل ضُربت بشكل كبير ولا سيما بالصواريخ الباليستية
  • مراسل سانا: أصوات الانفجارات التي سُمعت وأعمدة الدخان التي شوهدت في ريف جبلة ناتجة عن اندلاع حريق في موقع عسكري سابق ما أدى إلى انفجار عدد من الصواريخ الموجودة داخله
  • روسيا تساند إيران: اسرائيل ارتكبت جرائم الاغتيال السياسي
  • تضارب الروايات حول الصواريخ التي أطلقتها إيران على قطر.. كم عددها وهل أصابت قاعدة العديد؟
  • هل تستفيد غزة من نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟
  • وول ستريت جورنال: إيران آخر من يكتشف أن روسيا تتخلى عن أصدقائها وقت الضيق
  • إيران تطلق "موجة رابعة" من الصواريخ باتجاه إسرائيل
  • تقارير إعلامية: الصواريخ الأخيرة التي أطلقتها إيران استهدفت الجليل
  • روسيا تدين الضربات الأمريكية على طهران.. بوتين: غير مبررة وسنساعد شعب إيران