الوطن|متابعات

في ختام أشغال ورشتي عمل متزامنتين نظمتهما بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يومي الاثنين والثلاثاء في تونس، حول تعزيز دور السلطة التشريعية في إصلاح وتطوير قطاع الأمن في ليبيا دعا أعضاء في مجلس النواب ومجلس الدولة إلى التمسك بمدنية الدولة الليبية، ودعم المسار الديمقراطي من خلال إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وإنهاء التواجد العسكري الأجنبي على الأراضي الليبية.

وجمعت ورشة العمل الرئيسية أعضاء من لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب ولجنة الأمن القومي بمجلس الدولة، وعدد من ممثلي المؤسسات الأمنية والادعاء العام العسكري في ليبيا، فيما انخرط ممثلو منظمات المجتمع المدني من مختلف أرجاء ليبيا في ورشة عمل موازية.

ودعا المجتمعون في بيانهم الختامي إلى فصل العمل الأمني عن العمل العسكري، ومراجعة كافة القوانين المنظمة للقطاع الأمني طبقاً للمعايير الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

وطالبت اللجنتان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بإطلاق حوار بين مجلسي النواب والدولة يفضي إلى توحيد السلطة التنفيذية والمناصب السيادية ويمهد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية خلال فترة محددة.

وشدّد المشاركون على التزامهم بالعمل المشترك، وبروح وطنية، لترجمة توصيات هذه الورشة وما سبقها من أعمال حول إصلاح وتطوير قطاع الأمن، بما يكفل الحياة الآمنة والمستقرة لكل الليبيين، ويحمي حقوقهم وحرياتهم في إطار مؤسسات موحدة وشرعية.

وأوضح مدير شعبة المؤسسات الأمنية في البعثة، بدر الدين الحارتي، أن هذه الورشة تأتي استكمالاً لسلسلة الفعاليات التي تنظمها البعثة تنفيذا لولايتها المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2702 لعام 2023، والذي أكد على الحاجة إلى التخطيط لإصلاح قطاع الأمن وإنشاء بنية أمنية شاملة وموحدة وخاضعة للمساءلة بقيادة مدنية لكل ليبيا.

وضمن فعاليات ورشة العمل الموازية، ناقش ممثلو منظمات المجتمع المدني مقترحات تتعلق بعملية إصلاح القطاع الأمني في ظل حكومة موحدة تبسط سيطرتها على كامل التراب الليبي. كما طالبوا المجلسين بتعزيز دور المجتمع المدني في وضع آليات الرقابة الوطنية على القطاع الأمني، وبالإسراع في سن تشريعات تنظم عمل المجتمع المدني تتماشى مع معايير حقوق الإنسان وتراعي الخصوصية الليبية. وأوصى المشاركون كذلك بضرورة وضع سياسات استراتيجية تكاملية تسهم في تعزيز الأمن والاستقرار مع الأخذ في عين الاعتبار الجوانب التنموية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

واختتم الحارتي اللقاء الذي امتد على يومين بأن البعثة ستواصل مساندة ودعم الجهود الوطنية بما يسهم في تنمية وتطوير قطاع الأمن ويعزز الاستقرار في ليبيا على المديين المنظور والبعيد.

الوسوم#المجتمع المدني المسار الديمقراطي بعثة الأمم المتحدة قطاع الأمن ليبيا

المصدر: صحيفة الوطن الليبية

كلمات دلالية: المجتمع المدني المسار الديمقراطي بعثة الأمم المتحدة قطاع الأمن ليبيا بعثة الأمم المتحدة المجتمع المدنی قطاع الأمن فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

زيارة مستشار ترامب.. جديد السياسة الأمريكية تجاه ليبيا

حل مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط وأفريقيا، ضيفا على طرابلس وبنغازي، ومع زياراته تعدد التكهنات حول أسباب الزيارة، ونوايا البيت الأبيض حيال الأزمة الليبية، وظلت تلك التكهنات رهينة القبول والرفض، ذلك أن تصريحات بولس أثناء الزيارة لم تتعد المتعارف عليه من المسائل التي تتقدم أجندة معالجة النزاع الليبي من منع الانزلاق للعنف ودعم المسار السياسي وتوحيد الميزانية...ألخ.

في ظل عدم الإفصاح عن أسباب الزيارة والتعتيم حول ما نقله بولس للساسة الليبيين في الغرب والشرق، فإن تلمس ملامح الموقف الأمريكي تجاه الأزمة الليبية في العهد الثاني من حكم ترامب يمكن أن يستجلى من خلال الرؤية والسياسات والخيارات التي تحكم سلوك ومواقف البيت الأبيض من مختلف القضايا خارج الحدود الامريكية، والتي يمكن أن تستنطق من تصريحات المسؤولين الأمريكين بداية من الرئيس ثم وزارئه ومستشاريه.

عاد بولس إلى واشنطن محملا بتقييمه النهائي واستشاراته إلى ترامب والمسؤولين الأمريكيين حيال النزاع، وإذا كانت مواقف ترامب ومساعديه على ما هي عليه فإن البصمة الأمريكية ستظهر بشكل جلي في خارطة الطريق التي ستعلن عنها المبعوثة الخاصة للأمين العام لليبيا الشهر القادم، وهذا يعني أن تطورات مهمة في الأزمة الليبية قد تطفوا على السطح قريبا.في تصريح للرئيس الأمريكي حول زياره بولس لليبيا ذكر بشكل صريح أنه لا يقبل بالوضع الراهن في البلاد، وأن هناك ضرورة للتقدم في المسار السياسي باتجاه التغيير على أسس ديمقراطية، وأن قادة جدد ينبغي أن يكونوا في مقدمة هذا التغيير.

بولس نفسه في كلام له عن تقييم الحالة الليبية سبق الزيارة بفترة أشار بوضوح إلى الحاجة لتغيير شامل يقلب المشهد الراهن رأسا على عقب، بداية من عدم قبول الطبقة السياسية الراهنة، مرورا بألية فعالة لدفع المسار السياسي إلى الامام، وصولا إلى تصدر قيادات مستقلة ليست متورطة في عبث السنوات الماضية للمشهد.

وتبدوا تصريحات الساسة الأمريكان جانحة لمصلحة ليبيا والليبية، غير أن هذا لا يلغي حقيقة دامغة وهي أن أي مقاربة لواشنطن لتسوية أزمة أو تفكيك نزاع تحركها أولا المصالح الأمريكية، والساسة الأمريكيون لا يسوسون بدافع إنساني بحت، فالولايات المتحدة متورطة في الكارثة التي تواجهها غزة، وتجويع سكان غزة هو ضمن خطة تقرها واشنطن.

في لقاء متلفز عقب زيارة مسعد بولس لخمس دول في القارة الأفريقية، وبالتركيز على النزاع بين الكنغو وروندا، والدور الذي لعبته الإدارة الأمريكية في التوصل إلى إعلان مبادئ بين الطرفين والدفع باتجاه اتفاقية سلام شامل، عرج بولس على المعادن التي تمتلك منها الكونغو مخزونا كبيرا، وحاجة الولايات المتحدة لهذه الثروة المعدنية، وكيف أنها تنافس الصين المستفيد الأكبر من خيرات القارة السمراء.

بولس في حديثه الحماسي حول ما تمتلكه أفريقيا من ثروات هائلة، إنما يعكس المنطق والتفكير الذي يؤطر عقل ترامب ونزوعاته، الرجل الذي يندفع في اختياراته بدافع مصلحي اقتصادي بحت، ولا يجد حرجا في التصريح بذلك، وبالتالي فإن الاقتراب من ليبيا لن يخلو من مصالح لا تخرج عن البعدين الاقتصادي والأمني.

بولس أشار في أكثر من مناسبة إلى ثنائية القوة والشراكات الاقتصادية لمعالجة الأزمات في المناطق التي تعتبرها الولايات المتحدة حيوية بالنسبة لها، فالقوة تفرض الحل وتبعد كل العراقيل أمامه، والشراكات تعززه وتكون أداة قطف الثمار بالنسبة لواشنطن، وهذا سيكون المسار ذاته في حال استمرت الولايات المتحدة في الدفع باتجاه تحريك المسار السياسي في ليبيا الذي أصابه الموات، واتجهت إلى تنفيذ خطتها للتغيير في البلاد، ذلك أن أي تطورات خطيرة تتعلق بقضايا كبرى كالحرب الروسية الأوكرانية والمواجهة المبطنة مع الصين والحرب على غزة قد تدفع البيت الأبيض إلى صرف النظر عن المسألة الليبية.

عاد بولس إلى واشنطن محملا بتقييمه النهائي واستشاراته إلى ترامب والمسؤولين الأمريكيين حيال النزاع، وإذا كانت مواقف ترامب ومساعديه على ما هي عليه فإن البصمة الأمريكية ستظهر بشكل جلي في خارطة الطريق التي ستعلن عنها المبعوثة الخاصة للأمين العام لليبيا الشهر القادم، وهذا يعني أن تطورات مهمة في الأزمة الليبية قد تطفوا على السطح قريبا.

مقالات مشابهة

  • اتحاد الجمعيات الخيرية في إربد يستضيف حزب الاتحاد الوطني الأردني في لقاء وطني لدعم وتمكين العمل الخيري
  • مسؤول أممي: لا مكان آمناً في أوكرانيا
  • زيارة مستشار ترامب.. جديد السياسة الأمريكية تجاه ليبيا
  • وزير الخارجية يؤكد دعم الحكومة لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة
  • الدفاع المدني بغزة يحذر من توقف كامل لمركباتها مع اقتراب نفاذ الوقود
  • الجيش الإسرائيلي يتلف مساعدات تكفي ألف شاحنة.. «أسطول الصمود المغاربي» يدعو المتطوعين لدعم غزة
  • الانقسام السياسي والأزمة الأمنية على طاولة تيتيه وبولس
  • الحكومة اليمنية تقدم لمجلس الأمن مذكرة احتجاج على تدخلات إيران السافرة
  • 21 شهيدا بغزة ومقررة أممية تدعو لمعاقبة وحشية إسرائيل
  • «خوري» تزور ترهونة لدعم العملية السياسية في ليبيا