محطة تحلية مياه البحر بآسفي تغطي احتياجات المدينة من الماء الشروب بنسبة 100 في المائة
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
تضطلع محطة تحلية مياه البحر بآسفي التي يشرف عليها المكتب الشريف للفوسفاط بدور محوري وحيوي في تزويد المدينة بالماء الصالح للشرب، في ظل وضع مائي حرج بحوض أم الربيع، المزود الرئيسي لحاضرة المحيط بهذه المادة الحيوية.
وأمام حالة الإجهاد المائي التي يشهدها الإقليم، شرعت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط من خلال فرعها « OCP Green Water »، بموجب اتفاقية مع وزارة الداخلية، في تنفيذ مشروع تحلية مياه البحر بآسفي منذ النصف الثاني من عام 2022، مما مكن من توفير 40 مليون متر مكعب من الماء سنويا، منها 15 مليون سنويا لمدينة آسفي.
وقد مكنت هذه السعة من تزويد المدينة بالماء تدريجيا منذ غشت 2023، وتغطية احتياجات المدينة بنسبة 100 في المائة ابتداء من فبراير 2024. ومن المتوقع أن يصل حجم المياه المحلاة بمدينة آسفي، في أفق سنة 2026، إلى 30 مليون متر مكعب سنويا و20 مليون متر مكعب للاستخدام الصناعي، على أن يتم تزويد جهة مراكش آسفي بأكملها في المراحل المقبلة.
وتمثل هذه المبادرة الطموحة، التي تندرج في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لتلبية حاجيات المملكة من الماء، خطوة مهمة في تدبير مندمج وفعال للموارد المائية المتاحة في ظل التحديات المتعلقة بالتغيرات المناخية والبيئية والعدالة المجالية، وهو ما سيمكن من تخفيف الضغط على الموارد المائية بحوض أم الربيع.
كما تشكل محطة تحلية مياه البحر بآسفي، المكونة من وحدتين الأولى مخصصة لتأمين مياه الاستعمال الصناعي والثانية تخص تأمين مياه الشرب، تدبيرا فعالا في السعي للحصول على مصدر مستدام من المياه غير التقليدية بجودة عالية تستجيب للمعايير الدولية من ناحية شروط الصحة والسلامة.
وبموجب عقد الامتياز المبرم بين مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ووزارة الداخلية يمنح حق تحلية مياه البحر لـ « GREEN WATER » التابعة لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط من أجل توفير الماء الصالح للشرب بأسعار تنافسية باعتماد أحدث التكنولوجيات في هذا المجال والطاقة المتجددة، إلى جانب البحث والتطوير.
وتمر عملية تحلية مياه البحر داخل هذه المحطة المنجزة بغلاف مالي إجمالي يقدر بـ 2.8 مليار درهم، عبر عدة مراحل تبدأ بضخ مياه البحر من المصدر مباشرة إلى محطة التحلية، تليها المعالجة القبلية، قبل استخدام تقنية التناضح العكسي من خلال ضغط المياه عبر أغشية خاصة تعمل على فصل الأملاح والمعادن الذائبة، مما ينتج عنه مياه عذبة ملائمة للاستهلاك البشري، وصولا إلى ضخ الماء الصالح للشرب إلى شبكات التوزيع المحلية لتصبح متاحة للساكنة المستفيدة.
وأوضح المسؤول عن عمليات الإنتاج بمحطة التحلية بشركة « GREEN WATER » OCP »، بوسلهام عثمان، أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط تمكنت من إنجاز مشروع محطة تحلية مياه البحر بآسفي في وقت قياسي، وذلك بفضل خبرتها في تنفيذ المشاريع الكبرى وخاصة ما يتعلق بتحلية مياه البحر، وكذا توفرها على مجموعة من البنيات التحتية التي خولتها إنجاز المشروع في أقل من سنة، بمساعدة من شركات مغربية.
وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المحطة تعمل على تزويد الوحدات الصناعية التابعة للمكتب بالمياه، وتلبية احتياجات ساكنة مدينة آسفي من الماء الشروب بنسبة 100 في المائة في ظل تزايد الطلب على هذه المادة الحيوية بفعل التطور العمراني والنمو الديمغرافي الذي تعرفه حاضرة المحيط.
وأشار إلى أن المحطة مزودة بآخر التقنيات المتعلقة بتنقية مياه البحر وتحليتها، وكذا بأحدث معدات إعادة تدوير الطاقة، مما يسمح بخفض التكلفة الطاقية، مضيفا أن عملية الضخ تتم تحت مراقبة مجموعة من الشركاء، ومصلحة خاصة تسهر على مراقبة الجودة ومختبرات معتمدة من الوزارة المعنية.
وأكد السيد بوسلهام، في هذا الصدد، على أن محطة تحلية مياه البحر بآسفي توفر مياها صالحة للشرب ذات جودة عالية وفق المعايير المحلية والدولية، وهو ما أثبتته مجموعة من مكاتب الدراسات والتحاليل.
ودعا الساكنة إلى ضرورة الوعي بالوضع المائي الحرج الذي تشهده المملكة جراء التراجع الكبير لحقينة السدود بفعل توالي فترات الجفاف مما يفرض الترشيد والاستخدام المعقلن لهذه المادة الحيوية، وعدم الإسراف في استعمالها والحفاظ عليها من التبدير.
وللاستجابة للتحديات التي تطرحها إشكالية ندرة المياه تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية، تم إطلاق مجموعة من الأوراش الاستراتيجية في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020 -2027 بغلاف مالي يقدر بـ115 مليار درهم.
وفي هذا السياق، تم إحداث 9 محطات جديدة لتحلية مياه البحر بقدرة إجمالية تصل إلى 202 مليون متر مكعب في السنة لضمان تزويد ساكنة مدن أكادير وأسفي والجديدة والحسيمة والعيون بالماء الصالح للشرب، وإطلاق أشغال 6 محطات للتحلية بقدرة إجمالية 360 مليون متر مكعب لتأمين التزويد بالماء الشروب بالأساس على مستوى الدار البيضاء ومراكش وسيدي إفني والداخلة وسطات وبرشيد وخريبكة وبنجرير واليوسفية.
وبالإضافة إلى ذلك سيتم إطلاق برنامج يشمل 8 محطات لتحلية مياه البحر بقدرة إجمالية بأزيد من 1130 مليون متر مكعب لضمان التزويد بالماء الصالح للشرب ومياه السقي وخاصة على مستوى جهات وأقاليم الشرق، وسوس ماسة، وطنجة -تطوان، وكلميم، وطانطان، وبوجدور وطرفاية.
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الماء الصالح للشرب ملیون متر مکعب الماء الشروب مجموعة من من الماء
إقرأ أيضاً:
سرب ضخم من قناديل البحر يغلق أكبر محطة نووية في فرنسا
تسبب سرب ضخم من قناديل البحر، في إغلاق محطة جرافلينز النووية في فرنسا، بعد انسداد أنظمة تبريد المفاعلات، ما أدى إلى توقف إنتاج الكهرباء لملايين المنازل، ووقع الحادث قبل يومين، حيث توقفت 3 مفاعلات بشكل تلقائي، ثم توقف مفاعل رابع بعد فترة قصيرة، أما المفاعلان الآخران فكانا خارج الخدمة مسبقا بسبب الصيانة الصيفية.
وتعد محطة جرافلينز النووية في فرنسا الأكبر فى البلاد وتوفر الكهرباء لنحو 5 ملايين منزل.
و وصفت شركة الكهرباء الفرنسية المملوكة للدولة EDF ما حدث بأنه غزو هائل وغير متوقع، مؤكدة أن الواقعة لم تؤثر على سلامة المنشآت أو الموظفين أو البيئة، كما لم تتأثر صادرات الكهرباء نحو المملكة المتحدة.
وأوضحت شركة EDF أن محطة جرافلينز ستظل متوقفة حتى إزالة القناديل وإصلاح أنظمة التبريد، ومع بقاء مياه بحر الشمال دافئة فى الصيف، يراقب القائمون على المحطة وعلماء البحار أى موجات جديدة غير متوقعة لهذه الكائنات المزعجة.
محطة جرافلينز النوويةتعتمد محطة جرافلينز على مياه التبريد من قناة مرتبطة ببحر الشمال، وهو موطن طبيعى لأنواع متعددة من قناديل البحر التى تتكاثر فى المياه الدافئة بالصيف، وصول الأسراب بكميات كبيرة يؤدى إلى سد مرشحات محطات الضخ، ما يمنع تدفق المياه الضرورية للحفاظ على درجات حرارة المفاعلات مستقرة، بحسب interesting engineering.
سبب حدوث ظاهرة ازدهار قناديل البحرتحدث ظاهرة ازدهار قناديل البحر طبيعيا نتيجة ارتفاع درجات حرارة المياه أو تغير تيارات المحيط، ورغم أن هذه الكائنات لا تشكل خطرا مباشرا على البشر من مسافة آمنة، فإنها تتسبب فى تعطيل محطات الطاقة الساحلية التي تعتمد على كميات ضخمة من مياه البحر الباردة لتشغيلها بأمان.
ودفعت هذه الظاهرة علماء من جامعة بريستول إلى تطوير نظام إنذار مبكر للتنبؤ بوصول أسراب قناديل البحر التي قد تهدد توليد الطاقة.
وفي عام 2021 أُغلقت محطة تورنيس النووية فى اسكتلندا لأسبوع كامل بسبب انسداد مرشحات الأعشاب البحرية بقناديل البحر، وهي واقعة تكررت عام 2011، كما سجلت حوادث فى السويد والولايات المتحدة واليابان، حيث تسببت هذه الكائنات فى إيقاف محطات نووية ومحطات فحم مؤقتا، وفى 1999 توقفت محطة كهرباء فى الفلبين عن العمل بسبب انتشار هائل لقناديل البحر، ما أثار مخاوف من ارتباطه بمشكلة الألفية أو بمحاولة انقلاب.
في سبتمبر من العام الماضى، واجه عمال أكبر محطة كهرباء تعمل بالفحم في شرق الصين موجة مفاجئة من قناديل البحر، واضطروا لإزالة أكثر من 150 طنا منها خلال 10 أيام بعد أن غمرت أنظمة التبريد.
يحذر العلماء من أن تغير المناخ والصيد الجائر وتغير النظم البيئية البحرية يمكن أن يؤدى إلى تكاثر قناديل البحر بكثافة أكبر، كما أن تراجع أعداد مفترسيها الطبيعيين، مثل السلاحف البحرية، يخلق ظروفا مثالية لازدهارها وانجرافها نحو السواحل.
اقرأ أيضاًباحث بالمعهد القومي للعلوم والبحار يوضح أسباب ظهور قناديل البحر ونصائح للتعامل معه
«الحر يوقف الحياة في فرنسا».. إغلاق برج إيفل ومحطة نووية ومدارس