31 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة: يشهد العراق أزمة مستمرة ومتصاعدة فيما يتعلق بظاهرة الاختفاء القسري، التي تزايدت حدتها منذ الغزو الأمريكي في عام 2003 وحتى اليوم. تشير التقديرات إلى أن أعداد الضحايا قد تصل إلى مليون شخص، وهو ما يجعل العراق من بين الدول التي تضم أكبر عدد من المفقودين في العالم.

دعوات للإصلاح التشريعي

في هذا السياق، دعت الولايات المتحدة الجهات المعنية في العراق إلى إجراء تعديلات تشريعية لتعزيز الحماية لضحايا الاختفاء القسري، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري.

جاء ذلك على لسان السفيرة الأميركية إلينا رومانوسكي، التي شددت على ضرورة أن يشعر المواطنون بالأمان والكرامة دون الخوف من الاختطاف.

وتصريحاتها أثارت ردود فعل متباينة، حيث انتقدتها بعض القوى الشيعية بتهمة التدخل في الشؤون الداخلية العراقية، خاصة بعد موقفها الرافض لتعديلات قانون الأحوال الشخصية.

التحديات التشريعية والتطبيقية

ورغم محاولات البرلمان العراقي لإقرار قانون “حماية الأشخاص من الاختفاء القسري” منذ عام 2019، إلا أن مشروع القانون لم يتم إقراره بعد بسبب معارضة بعض الأطراف السياسية. وفي منتصف عام 2023، أحالت الحكومة مشروع قانون جديد لمكافحة التغييب القسري، لكنه لم يدخل حيز التنفيذ بعد.

الأبعاد القانونية

من الناحية القانونية، يشير الخبراء إلى أن العراق لا يملك حتى الآن تشريعًا واضحًا وصريحًا يعتبر الاختفاء القسري جريمة مستقلة. ورغم أن قانون العقوبات العراقي الحالي يعاقب على جريمة الخطف بالإعدام، فإن هذا الإطار القانوني يعتبر غير كافٍ للتعامل مع حجم وتعقيد ظاهرة الاختفاء القسري.

الموجات المتتالية من الاختفاء

شهد العراق منذ عام 2003 عدة موجات من الاختفاء القسري، بدأت مع احتجاز آلاف العراقيين من قبل الجيش الأمريكي، ثم توسعت مع سيطرة تنظيم “داعش” على مناطق واسعة، حيث ارتكب التنظيم جرائم قتل واختطاف جماعي.

التحديات المستقبلية

مع استمرار هذه الأزمة، تظل مئات العائلات تبحث عن أحبائها في ظل انعدام الاتصالات مع من يُعتقد أنهم محتجزون في مخيمات خارج العراق. وقد طالبت الأمم المتحدة مرارًا وتكرارًا بضرورة إنشاء قاعدة بيانات وطنية لهؤلاء الضحايا لمساعدة ذويهم في معرفة مصيرهم.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الاختفاء القسری

إقرأ أيضاً:

أمريكا تشيد بجهود العراق في حماية السفارات

25 يونيو، 2025

بغداد/المسلة: أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء، عن إشادتها بالدور الفعال للحكومة العراقية في حماية السفارات والبعثات الدبلوماسية، معربةً عن تقديرها للجهود الأمنية العراقية ومهنيتها العالية في تأمين الحماية اللازمة.

وذكر بيان لمستشارية الأمن القومي، أن “مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي استقبل القائم بالأعمال الأمريكي في بغداد ستيفن فاجن لاستعراض الأوضاع والتطورات الإقليمية والترحيب بالتهدئة الأخيرة في المنطقة”.

وأشاد فاجن، “بدور الحكومة العراقية وبالإجراءات المتخذة من قبل الأجهزة الأمنية لحماية السفارات والبعثات الدبلوماسية ، مثمنا دور الأجهزة الأمنية العراقية ومهنيتها العالية

وكما أشاد فاجن، “بدور الحكومة العراقية في إعادة مواطنيها من مخيم الهول وإعادة تأهيلهم رغم الظروف التي تمر بها المنطقة”.

ومن جانبه أكد الأعرجي أن “الحكومة العراقية تؤمن بالحوار وحل المشاكل العالقة من خلال الحوار والدبلوماسية ، معربا عن ترحيب الحكومة العراقية بوقف اطلاق النار ، لعودة الاستقرار في المنطقة والعالم”.

وأشار الأعرجي، إلى أن “العراق لديه علاقات جيدة ومتوازنة مع جميع الدول ولديه مشتركات مع دول الجوار، معربا عن أمله بإرساء السلام وو قف الحرب ورفع الحصار عن غزة”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • لماذا التزمت المليشيات العراقية الصمت إزاء الضربة الأميركية لإيران؟
  • العراق يودّع الاقتصاد الشعبي.. والدنانير تسقط في ثقوب الغلاء
  • العراق و الصراع: دبلوماسية النأي تتحدى زوابع الحرب
  • دعوات الى حشد مدني يركز على غرف الرصد.. ويحارب الاختراق
  • أمريكا تشيد بجهود العراق في حماية السفارات
  • الهيئة الوطنية للانتخابات تواصل تنقية قاعدة بيانات الناخبين
  • لماذا لم ترتفع أسعار النفط؟
  • هجوم "غامض" على قاعدة عسكرية جنوبي العراق
  • عين الأسد تتنفس الحذر.. وفيكتوريا تتهيأ للصدى البعيد.. وبغداد تحذر من جمر الاتساع
  • أين توجد القواعد العسكرية الأمريكية الرئيسية في الشرق الأوسط؟