قال مايك ميلروي، نائب وزير الدفاع الأمريكي السابق لشؤون الشرق الأوسط، إن المنطقة تعيش أوقاتًا صعبة وأخطر وقت لاندلاع حرب إقليمية كبرى، مضيفًا أن هذا الوقت هو الأفضل لمنع التصعيد ومناقشة المسار الدبلوماسي. 

وأوضح «ميلروي»، في حواره مع «الوطن»، أن مصر لها دور فعال ورئيسي في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة والأحداث الحالية والمستمرة في القطاع، وإلى نص الحوار:

نائب وزير الدفاع الأمريكي السابق: مصر تلعب دورًا أساسيًا في وقف إطلاق النار بغزة

كيف ترى الدور المصرى فى جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة؟

مصر تلعب دوراً أساسياً ومهماً فى قيادة جهود التهدئة بكل حكمة، من خلال العمل على توفير أى فرصة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة، والدور المصرى أساسى ورئيسى فى أى مسار دبلوماسى طويل المدى، للمضى قُدماً فى ملف إعادة إعمار قطاع غزة، الذى أدت الحرب إلى تدميره بشكل شبه كامل.

لماذا لم تعلن إسرائيل مسئوليتها عن اغتيال إسماعيل هنية؟

أعتقد أن سياسة إسرائيل دائماً هى عدم الاعتراف بالعمليات التى يقومون بها فى إيران، مقابل مستوى معين من الإنكار، لكننى أعتقد أنه من الواضح أن إسرائيل هى التى نفّذت عملية اغتيال إسماعيل هنية، أثناء وجوده فى طهران.

فى حالة اندلاع حرب واسعة فى الشرق الأوسط، كيف ستتعامل معها الولايات المتحدة؟

نحن فى أخطر وقت لاندلاع حرب إقليمية منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، واندلاع حرب ستكون مدمرة للمنطقة بأكملها، لكننى على يقين أن الولايات المتحدة على المدى القريب، ستُركز على الدفاع عن إسرائيل من الضربات الانتقامية المتعدّدة المتوقعة، وهذا هو أفضل وسيلة لمنع التصعيد، وستواصل السعى لوقف إطلاق النار فى غزة، ثم مناقشة المسار الدبلوماسى للمُضى قدماً، وتنسيق إعادة إعمار غزة.

المساعدات الأمنية الأمريكية لإسرائيل حالت دون وقوع حربًا إقليمية كبرى

هل يمكن أن تقدم أمريكا على توجيه ضربات لإيران إذا اقتضى الأمر ذلك؟

إذا تسبّبت الضربات الانتقامية فى أضرار جسيمة، أو خسائر فى الأرواح فى إسرائيل، فمن المرجّح أن تضرب إسرائيل إيران، وأعتقد أن الولايات المتحدة والجيش الأمريكى سيعملان فى المقام الأول على الدفاع عن إسرائيل، وليس شن ضربات هجومية ضد إيران، ولولا المساعدات الأمنية الأمريكية، بما فى ذلك قدرات الدفاع الجوى، لكنا الآن نواجه حرباً إقليمية كبرى.

ميلروي: الرصيف البحري ساعد في جلب المساعدات الإنسانية لغزة 

الرصيف العائم فى غزة.. هل كان خياراً خاطئاً من أمريكا؟

رغم المشكلات التى واجهت الرصيف البحرى العائم فى غزة، إلا أنه ساعد فى جلب المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص الذين هم فى أمس الحاجة إليها، وأيضاً البنية التحتية لا تزال قائمة، وينبغى أن يستمر الممر البحرى فى إيصال المساعدات إلى المدنيين فى غزة، ويتعين الآن على المجتمع الدولى أن يبدأ فى الاستعداد لإعادة بناء غزة، ودعم الناس فى استعادة حياتهم الطبيعية، والمساعدة فى إنشاء هيئة حاكمة تعتنى بشعبها وترغب بالعيش فى سلام مع جيرانها، واحترام حقهم فى الوجود بشكل كامل.

كيف ترى قدرات حركة حماس فى غزة؟

لقد تم استنزاف قدرات الحركة إلى حد كبير، خلال العمليات العسكرية المستمرة منذ 7 أكتوبر الماضى، ولكن من المحتمل أن تتمكن الحركة من إعادة بناء قوتها مرة أخرى، مع مجندين جُدد، وهى قادرة بالفعل على القيام بذلك، لكن السؤال الأبرز فى هذا الوقت هو هل يمكنهم إعادة تسليح أنفسهم؟

هل كانت الولايات المتحدة مخطئة فى عدم التحرّك بسرعة فى بداية الحرب؟

أعتقد أن الولايات المتحدة تتمنى أن تتم إدارة الحرب فى غزة بطريقة مختلفة عما كانت عليه من قِبل إسرائيل، نحن نرى تقارير عن نسب الذخائر غير الموجّهة، وما إلى ذلك، وتصريحات الرئيس الأمريكى بأن هذا قصف عشوائى، وأعتقد أننا بحاجة إلى معالجة وتوضيح، لأن هذا الحديث فى حد ذاته يشير إلى أنه لا يتوافق مع القانون الدولى.

ميلروي: إدارة كامالا هاريس ستكون مشابهة لإدارة بايدن

كيف تغيرت مواقف كامالا هاريس تجاه الحرب على غزة؟

أعتقد أن إدارة كامالا هاريس، فى حال فازت بالانتخابات الرئاسية الأمريكية ستكون مُشابهة جداً فى السياسة الخارجية لإدارة جو بايدن، لكن يمكن أن تركز أكثر على إنهاء الحرب والضغط على الإسرائيليين.

كيف تضغط إدارة بايدن على نتنياهو لاستكمال المفاوضات؟

من الواضح أن الولايات المتحدة تريد وقف إطلاق النار، لكنه لم يكن لها التأثير على رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، كما كانت تريد، وذلك ظهر بشكل واضح منذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نائب وزير الدفاع الأمريكي السابق البنتاجون إسرائيل غزة أن الولایات المتحدة وقف إطلاق النار قطاع غزة أعتقد أن فى غزة

إقرأ أيضاً:

اعتراف بخطأ قديم.. كيف تغير أميركا تعاملها مع الشرق الأوسط؟

طرحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رؤية مغايرة لنهج الولايات المتحدة في التعاطي مع قضايا الشرق الأوسط، وذلك في إطار استراتيجية الأمن القومي الجديدة الصادرة عن البيت الأبيض، والتي جاءت في وثيقة مؤلفة من 33 صفحة، لتشكل تفسيرًا رسميًا ومتكاملاً للرؤية العالمية التي تنطلق منها سياسة ترامب الخارجية.

وخصصت استراتيجية الأمن القومي الجديدة فصلًا كاملاً لرؤية واشنطن تجاه الشرق الأوسط، والتي شهدت تحولا واضحا عن النهج الأميركي التقليدي الذي هيمن على السياسة الخارجية لعقود.

كيف ينظر ترامب للشرق الأوسط؟

أشارت الاستراتيجية إلى أن الشرق الأوسط ظل، طوال ما لا يقل عن نصف قرن، في مقدمة أولويات الولايات المتحدة، باعتباره المزود الأهم للطاقة عالميا، ومسرحا رئيسيا للحرب الباردة، ومصدرًا لصراعات كانت تهدد بالامتداد إلى خارج الإقليم.
لكن الوثيقة لفتت إلى أن اثنين من هذه العوامل لم يعودا قائمين اليوم، مع تنوع مصادر الطاقة عالميًا وعودة الولايات المتحدة كمصدر صافي للطاقة، إضافة إلى تحول التنافس الدولي من صراع القطبين إلى منافسة بين القوى الكبرى، وهي منافسة تقول الإدارة إنها تحتفظ فيها بـ"أفضل موقع ممكن" بعد إعادة إحياء تحالفاتها في الخليج ومع شركائها العرب وإسرائيل.

وأبرزت الاستراتيجية أن الصراع يبقى السمة الأكثر تعقيدًا في المنطقة، لكن حجم التهديد -وفق الوثيقة- بات أقل مما تعكسه العناوين.

واعتبرت أن إيران، التي تصفها الإدارة بأنها "القوة الأكثر زعزعة للاستقرار"، تعرضت لضعف كبير نتيجة العمليات الإسرائيلية بعد هجمات 7 أكتوبر 2023، ونتيجة عملية "مطرقة منتصف الليل" التي أطلقها ترامب في يونيو 2025، والتي سببت "تدهورًا واسعًا" في برنامج طهران النووي.

كما أشارت إلى تحقيق "تقدم ملموس" على مسار الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي بفضل اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن الذي توسطت فيه واشنطن، مشيرة إلى تراجع داعمي حماس.

وفي السياق نفسه، تحدثت الاستراتيجية عن موقف سوريا، قائلة: "تبقى سوريا مصدرا محتملا للمشكلات، لكنها قد تستقر وتستعيد دورها الطبيعي كفاعل إيجابي وأساسي في المنطقة، بدعم أميركي وعربي وإسرائيلي وتركي".

وتؤكد الاستراتيجية الجديدة أن الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة تاريخيًا إلى إعطاء الأولوية للمنطقة تتراجع مع توسع الإنتاج الأميركي من الطاقة، وبدلاً من ذلك، تتوقع واشنطن أن يتحول الشرق الأوسط إلى مركز جاذب للاستثمارات الدولية في قطاعات تتجاوز النفط والغاز، لتشمل الطاقة النووية والذكاء الاصطناعي والصناعات الدفاعية.

كما تربط الاستراتيجية بين التعاون مع دول المنطقة وتأمين سلاسل الإمداد وتعزيز أسواق "صديقة ومفتوحة" في مناطق أخرى مثل إفريقيا.

وقالت الاستراتيجية: "يُظهر شركاء الشرق الأوسط التزامًا واضحًا بمكافحة التطرف، وهي اتجاهات ينبغي للسياسة الأميركية أن تواصل تشجيعها، غير أن تحقيق ذلك يتطلب التخلي عن التجربة الأميركية الخاطئة للتعامل مع هذه الدول (...) إذ يجب أن نشجع الإصلاح ونرحب به عندما يظهر بشكل طبيعي من الداخل، دون محاولة فرضه من الخارج"، مؤكدة أن "مفتاح العلاقات الناجحة مع الشرق الأوسط هو قبول المنطقة وقادتها ودولها كما هي، والعمل معًا في مجالات المصالح المشتركة".

وتحدد الوثيقة مجموعة من المصالح الدائمة للولايات المتحدة، أبرزها ضمان عدم وقوع إمدادات الطاقة في أيدي خصوم واشنطن، وحماية حرية الملاحة في مضيق هرمز والبحر الأحمر، ومنع تحول المنطقة إلى منصة تهدد المصالح أو الأراضي الأميركية، إضافة إلى ضمان أمن إسرائيل، كما دعت إلى توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية لتشمل مزيدًا من دول المنطقة والعالم الإسلامي.

واختتمت الوثيقة النظر لمنطقة الشرق الأوسط بالقول إن "الأيام التي كان فيها الشرق الأوسط يهيمن على السياسة الخارجية الأميركية، سواء في التخطيط الطويل المدى أو في التنفيذ اليومي، قد ولت، ليس لأن الشرق الأوسط لم يعد مهمًا، بل لأنه لم يعد مصدرًا دائمًا للمنغصات أو سببًا محتملاً لكارثة وشيكة كما كان في السابق، بل إنه يبرز اليوم كمكان للشراكة والصداقة والاستثمار وهو اتجاه ينبغي الترحيب به وتشجيعه".

أولويات أمريكية.. واعتراف بـ"خطأ"
قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة موراي ستيت الأميركية وعضو الحزب الجمهوري، إحسان الخطيب، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن ما تطرحه استراتيجية الأمن القومي الجديدة يمثل "وصفًا واقعيًا ودقيقًا لطبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط كما تراها إدارة ترامب".

وأوضح أن "جوهر المقاربة الأميركية لم يعد قائمًا على النفط وحده كما كان في العقود الماضية، بل انتقل إلى تشابك اقتصادي أوسع يقوم على المنفعة المتبادلة بين واشنطن ودول المنطقة".

وأضاف "الخطيب" أن "الاستراتيجية تتضمّن اعترافًا واضحًا بأن الإدارات الأميركية السابقة أخطأت حين لم تُبد احترامًا كافيًا للثقافة المحلية في الشرق الأوسط، وتدخلت في شؤون دوله الداخلية كما حدث خلال فترة الرئيس الأسبق باراك أوباما".

وأشار عضو الحزب الجمهوري إلى أن "إدارة ترامب ترى أن المنطقة أصبحت أكثر استقرارًا بعد الضربات التي وجهت إلى إيران وأذرعها، وتؤمن بأن السلام الإبراهيمي هو المسار الأكثر قابلية لمستقبل الشرق الأوسط"، مشددا على أن الولايات المتحدة لا تعتبر الصين أو روسيا منافسين حقيقيين لها في الشرق الأوسط، والمشهد أقرب إلى "مناورات" بين الأطراف الكبرى".

وشدد الخطيب على أن "ارتباط الولايات المتحدة بالمنطقة لم يعد محصورًا في اعتبارات الطاقة، بل أصبح ارتباطًا اقتصاديًا واستثماريًا في المقام الأول، وتعامل الإدارة مع الشرق الأوسط، سيتركز على منع وقوع النفط في أيدي قوى معادية، وتأمين حرية الملاحة في مضيق هرمز والبحر الأحمر، وضمان ألا تشكل المنطقة مصدر تهديد إرهابي للمصالح أو الأراضي الأميركية، إلى جانب الحفاظ على أمن إسرائيل".

مقالات مشابهة

  • قبل عام 2026.. ملامح الشرق الأوسط في ثوبة الجديد
  • هجمات إسرائيل تتمدد في الشرق الأوسط
  • وزير الدفاع الفلبيني يشكر مصر: «أنقذتم مواطنينا في أخطر مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا»
  • هل ينجح تخفيف عبء الشرق الأوسط في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي؟
  • وزير خارجية مصر: المرحلة الثانية من اتفاق غزة مهمة لارتباطها بانسحاب "إسرائيل"
  • لهذا تتعثر استراتيجية الولايات المتحدة تجاه لبنان
  • السفير الأمريكي يبدأ جولة في إسرائيل والأردن لبحث تنفيذ خطة النقاط العشرين
  • سفك الدمــ.اء لا يتوقف.. جارديان: غزة تعيش مأساة الموت والفقر والبؤس
  • ماذا يريد ترامب من الشرق الأوسط؟ إستراتيجيته للأمن القومي تجيب
  • اعتراف بخطأ قديم.. كيف تغير أميركا تعاملها مع الشرق الأوسط؟