إندبندنت: إسرائيل جرّدت أطفال غزة من ملابسهم واستخدمتهم كدروع بشرية
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، تقريرا، أعدّته بيل ترو، قالت فيه إن "فلسطينيين لا تزيد أعمارهم عن 12 عاما، تستخدمهم إسرائيل كدروع بشرية، وترسلهم للتحقّق من الشّوارع والبيوت والأنفاق، وأحيانا تُجبرهم على ارتداء زي المسلحين".
وبحسب التقرير، الذي ترجمته "عربي21" فإن "طفل فلسطيني عمره 12 عاما، كان يشهق ويرتعد كيف أجبره الجنود الإسرائيليون، وأبناء عمّه الجلوس وليس عليهم إلاّ ملابسهم الداخلية، وكيف أجبروا تحت السلاح لأن يكونوا درعا بشريا".
وأوضح: "حدث هذا في حي التفاح بمدينة غزة، في نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2023. وبعدما أصدرت إسرائيل أوامر الإجلاء؛ أخذ الرجال والأولاد للبحث عن ملجأ. أما النساء والأطفال فقد تركوا في البيت، عندما داهم عشرات الجنود الإسرائيليين بنايتهم".
ونقلت صحيفة "إندبندنت"، عن شادي (اسم مُستعار) قوله: "شعرنا بالخوف عندما دخلوا، وكنّا نصرخ وحاولنا الهروب من غرفة إلى أخرى والاختباء"، مضيفا: "أخذوا مجموعة منا، أنا وأولاد عمي وعصّبوا عيوننا وقيّدوا أيدينا، وشعرت بالخوف الشديد وكنت ارتجف وكانت والدتي تصرخ ولكنها لم تستطع عمل أي شيء، وكانوا يقفون فوقنا وأسلحتهم".
وتحدّثت الصحيفة البريطانية، عبر الهاتف مع اثنين من الأطفال الغزّيين، ممّن تتراوح أعمارهم بين 11 إلى 16 عاما، وتحدّثت أيضا مع عائلاتهم، وقالا إنهما تعرضا للضرب وهُدّدوا بالكلاب وجُرّدوا من ملابسهم، إلاّ الداخلية، رغم الأجواء الشديدة البرودة.
ويقول أحمد (اسم مُستعار)، وهو ابن عم شادي البالغ من العمر 16 عاما: "أخذونا ووضعونا على الطريق أمام سياراتهم ثم سألونا إذا كنا نعرف أيا من المسلحين الفلسطينيين". مشيرا إلى أن الأطفال تعرضوا للضرب عدة مرات وهاجمهم الجنود بالكلاب قبل أن يجبروا على السير أمام الجنود، وتفتيش المنازل بحثا عن مسلحين في غزة.
من جهته، تابع شادي: "كنّا معصوبي الأعين وأيدينا مقيدة خلف ظهورنا. كانوا يدفعوننا للذهاب إلى هنا، قائلين: اذهبوا يمينا، اذهبوا يسارا، افتحوا هذا الباب، وادخلوا إلى هناك؛ كنّا خائفين جدا وأننا قد نقتل في أي لحظة. كانوا يضربوننا بأسلحتهم ويطلبون منا الاستمرار في الحركة".
وعندما طُلب من جيش الاحتلال الإسرائيلي، التعليق عن هذه الشهادات، قال: "إن الأوامر والتوجيهات الصادرة عن جيش الدفاع الإسرائيلي تحظر استخدام المدنيين الغزيين الذين يتم أسرهم في الميدان في مهام عسكرية تعرضهم للخطر".
إلى ذلك، قابلت الصحيفة مدنيا ثالثا يبلغ من العمر 20 عاما، ونزح من الشمال، وصف كيف تمّ اعتقاله تعسفيا إلى جانب أكثر من اثني عشر فلسطينياً في حزيران/ يونيو، ويقول إنه "أُجبر على تفتيش المنازل والطرق على مدار 15 "مهمة" خلال فترة أسبوعين".
وأضاف بأنه أُجبر على ارتداء زي عسكري إسرائيلي، وكاميرا على صدره، وبالتالي نجا بأعجوبة من إطلاق النار عليه من قبل الجانب الفلسطيني. ووصف كيف طلب من مجموعات فلسطينيين مكوّنة من اثنين أو ثلاثة أشخاص لتنظيف المنازل والطرق بحثا عن أنفاق على مسافة 100 متر أمام الجنود الذين كانوا يوجهونهم عبر ميكروفونات طائرات عسكرية رباعية المراوح.
وأشارت الصحيفة إلى أن ميثاق جنيف يحظر استخدام المدنيين كدروع بشرية. فيما تقول بلقيس ويلي، من منظّمة "هيومان رايتس ووتش": "إن استخدام المدنيين كدروع بشرية يشير إلى استخدام وجود المدنيين عمدا لتحصين القوات أو المناطق العسكرية ضد الهجمات".
وأضافت: "تحظر قوانين الحرب استخدام المدنيين لحماية الأهداف العسكرية، بما في ذلك المقاتلين الأفراد، من الهجمات".
وفي رد على أسئلة الصحيفة، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، حوّل مزاعم استخدام الدروع البشرية إلى السلطات المختصة لفحصها، دون تقديم أي تفاصيل أخرى. فيما رفض الجيش التعليق على ما إذا كان سوف يتم إجراء تحقيق محدّد في استخدام الأطفال.
وبحسب الأمم المتحدة، فقد احتجزت دولة الاحتلال الإسرائيلي بشكل تعسّفي آلاف الفلسطينيين، بما في ذلك الطاقم الطبي والمرضى والسكان الفارين من الصراع، فضلا عن المقاتلين الأسرى. وتعرّض العديد منهم للتعذيب وسوء المعاملة. وتتطابق المقابلات التي أجرتها "الإندبندنت" مع شهادات قدامى المحاربين الذين قدموا إلى منظمة "كسر الصمت"، وهي منظمة غير حكومية إسرائيلية تضمّ جنودا سابقين وتوثّق الانتهاكات العسكرية.
وكشفت منظمة "كسر الصمت"، أن "استخدام الدروع البشرية لا يقتصر على حوادث معزولة قليلة أو قائد يتصرف وفقا لنزواته". فيما جاء في بيان، صدر خلال الأيام الأخيرة: "تؤكد الشهادات أن هذا الاستخدام منهجي ومنهجي في طريقة قتال الجيش الإسرائيلي في غزة".
ويقول نداف فيمان فايمان، وهو جندي إسرائيلي سابق ونائب مدير منظمة "كسر الصمت": "أفاد شاهدنا الأول أنهم استخدموا وسيلة الدروع البشرية في كانون الأول/ ديسمبر؛ وكان آخرها قبل أسبوعين، وهذا يحدث في كل مكان بين وحدات المشاة العادية، وليس فقط بين القوات الخاصة".
ووصف بأنه "إجراء واسع الاستخدام"، قائلا إن الشهادات التي لديهم تشير إلى نمط يقوم على تجميع الفلسطينيين عند نقاط التفتيش في الممرات الإنسانية أو أثناء تنقلهم هربا من المناطق"، مضيفا: "منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، لم يعد هناك ضوابط. والطريقة التي يعمل بها الجيش الإسرائيلي داخل غزة، بأوامر لم نكن نعتقد أننا سنسمعها على الإطلاق، أصبحت أكثر صرامة وقوة".
وأبرزت الصحيفة البريطانية، أن "هذا جزء من نزع الإنسانية عن الفلسطينيين والمستمرة منذ عدة سنين، ووراءها اعتقاد أن حياة الجندي أهم من حياة المدني العدو. ففي تموز/ يوليو بثّت قناة الجزيرة القطرية، صورة لفلسطينيين بعضهم في زي عسكري، يتم إرسالهم إلى مبان مدمرة. كما وثقت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نفس الممارسة، حتى أن الجنود أطلقوا على الفلسطينيين الذين أجبروا على القيام بذلك لقب "الشاويش"، وهو مصطلح عامي يعني الرقيب".
ويقول محمد، ذو 20 عاما، الذي أجبر على الفرار من مخيم جباليا في شمال غزة، لصحيفة "إندبندنت" إنه احتجز تعسّفيا من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي في حزيران/ يونيو، لمدة سبعة أسابيع، وخلال تلك الفترة تم استخدامه كدرع بشري في 15 مناسبة منفصلة.
ويقول محمد إنه اعتقل على يد جنود إسرائيليين من جنوب غزة، حيث ذهب لشراء بعض الأشياء من أجل بيعها وإعالة أسرته. وفي ذلك اليوم، يقول إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام باعتقال أكثر من عشرة رجال فلسطينيين، من بينهم محمد. وقد تمّ تقييدهم بالقيود وتعصيب أعينهم، كما يقول، ومُنعوا من الطعام المناسب لمدة ثلاثة أيام.
"بعد التحقيق، أخذونا إلى معسكر كبير للجيش في محور فيلادلفيا، تحت التهديد والضرب، لمدة أسبوعين" تابع المتحدّث، مبرزا أنه في إحدى المرات قام الجنود بالتبول عليهم، كما قال. ثم طلب منهم العمل حيث أجبروا على ارتداء كاميرات وزي عسكري وتابعت حركتهم مروحية عسكرية من أربع مراوح قامت بتوجيههم عبر مكبر الصوت.
ويقول إنهم كانوا يتناولون الخبز فقط، ولكن في "أيام المهمات" كانوا يحصلون على علبة تونة. وكانت "مهمته" الأخيرة في بداية آب/ أغسطس عندما قال إن الجنود أيقظوه في الخامسة صباحا وضربوه ثم أجبروه على تصوير دبّابة هجرها الجيش.
ويقول إنه قد رفض في البداية، لكنه أجبر تحت تهديد السلاح على المضي قدما، وعندما تردّد قال إنه أصيب برصاصة في صدره، ممّا أدى إلى إصابته بإصابة خطيرة في الرئة وكسور في الضلوع. وقد أغمي عليه واستيقظ في مستشفى عسكري في جنوب الاحتلال الإسرائيلي. وبعد فترة وجيزة تم إطلاق سراحه، وأعيد إلى غزة.
يقول: "الأولاد في مدينة غزة، استخدموا لمدة نصف يوم، ثم ألقوا بهم في نهاية المطاف في جزء آخر من مدينة غزة، عندما انتهى الجنود منهم. وساروا في وسط القتال إلى مستشفى الشفاء، وهو أكبر منشأة طبية في مدينة غزة، وطلبوا المساعدة. وتمت إعادتهم إلى أسرهم المرعوبة في النهاية".
ويتابع أحمد: "كان والداي خائفين للغاية عندما تم أخذنا ولم يسمعوا شيئا وكانت والدتي سعيدة للغاية عندما عدت". فيما يقول شادي إنه استغرق شهرا كاملا "لفهم ما حدث لي". ويقول والده، الذي تحدث أيضا إلى صحيفة "الإندبندنت" عبر الهاتف، إن ابنه يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة.
ويقول شادي: "كنت أذهب إلى الحمام طوال الوقت، كنت خائفا جدا من الذهاب بمفردي. أحلم أن يأتي الجنود ليأخذوني ويضربوني"، مضيفا أنّ كل ما يمكنه فعله الآن هو الدعاء لوقف إطلاق النار. ورسالتي هي: "آمل أن تنتهي الحرب، حتى أتمكن من أن أكون سعيدا وحرا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة غزة قطاع غزة أطفال غزة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال الإسرائیلی استخدام المدنیین کدروع بشریة یقول إن
إقرأ أيضاً:
إندبندنت: أب هندي مسلم يطالب بالعدالة بعد تبرئة 12 متهما بقتل ابنيه
قال تقرير نشرته صحيفة إندبندنت إن محكمة في دلهي برّأت 12 رجلا من تهمة قتل شقيقين مسلمين خلال أعمال الشغب عام 2020، التي نتج عنها مقتل 53 آخرين.
وأكد التقرير أن جثتي عامر وهاشم علي عُثر عليهما في مجرى بمنطقة بهاجيراثي فيهار يوم 27 فبراير/ شباط 2020، بعد أن انقطعت أخبارهما عقب مكالمة هاتفية من عامر لأبيه قال فيها "نحن قريبون وسنعود قريبا".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رئيس تحرير هآرتس: هل تعيش إسرائيل حتى عام 2040؟list 2 of 2موقع إيطالي: إسرائيل تدخل على خط النار وتزود أوكرانيا بأنظمة باتريوتend of listيشار إلى أن أعمال عنف طائفي شهدها شمال شرق دلهي قبل 5 سنوات، وحاصرت خلالها عصابات هندوسية المجتمعات المسلمة، فأحرقوا المنازل والمتاجر والمساجد فيما وصفه الناجون والجماعات الحقوقية منذ ذلك الحين بالمذبحة.
(الصحافة البريطانية) الحكم
وأوضح التقرير أن المحكمة أسقطت التهم عن الرجال الـ12 بسبب "غياب الأدلة القاطعة"، رغم اعتماد الشرطة على رسائل واتساب كدليل، بما في ذلك رسالة نُسبت إلى المتهم لوكيش كومار سولانكي، جاء فيها باللغة الهندية أن "أخاك (في إشارة لنفسه) قتل اثنين من المسلمين قرب بهاجيراثي فيهار حوالي الساعة التاسعة مساء، وألقى بهما في المجرى".
وأصر القاضي بلاستيا براماشالا على أن "الرسائل أبدت تباهيا لا اعترافا"، وأنها "تفتقر للدعم بأدلة مادية أو شهود موثوقين"، وأدين سولانكي بالتحريض على الكراهية وليس القتل.
وكتب القاضي في حكمه أن "محتوى المحادثات الرقمية لا يثبت المشاركة المباشرة في القتل، بل يدل على إثارة الفتنة فقط".
إعلانوذكر التقرير أن المحكمة اعتبرت عدم قدرة الشهود على التعرف على المتهمين سببا رئيسيا في تبرئتهم، وقال القاضي: "لا بد من سلسلة متصلة من الوقائع تستبعد كل تفسير آخر".
وأشار التقرير إلى أن عائلة القتيلين تعيش في منزل ضيق بمصطفى آباد وتكسب أحيانا 500 روبية فقط في اليوم، وهو ما يصعب المعركة القضائية.
وأضاف أن المحكمة برّأت أيضاً متهمين في قضية مقتل شاب مسلم آخر يدعى شهباز أحرقته مجموعة هندوسية حتى تفحمت عظام جثته، وأسقطت التهم بسبب عدم مقدرة الشهود على تأكيد هوية الجناة.
"مات جزء مني معهما"واستعرض التقرير تداعيات جريمة القتل "الوحشية" على والد الشابين بابو خان، الذي قال بصوت مكسور إنه بحث "عنهما طوال الليل، وفي صباح اليوم التالي توجهنا إلى مركز الشرطة، فقد استدعونا للتعرف على 3 جثث، وهناك رأيت ولديّ".
وكشف تقرير الطب الشرعي أن عامر تعرّض لـ25 إصابة، من بينها حروق مروعة، وأن وفاته كانت بسبب صدمة ناتجة عن ضربة مميتة في الرأس.
ونقلت الصحيفة أن خان توقف عن الحديث للحظة وهو يروي قصته، وحدق في الجدار وكأن الزمن توقف، ثم أكمل أن حياته انقلبت إلى جحيم منذ تلك الليلة، وأنه يصارع الموت كل يوم، "فلمن أشتكي؟ وما الجدوى أصلا؟ لا نملك سوى الأمل، والله يرى كل شيء"، على حد تعبيره.
وكان عامر -حسب التقرير- يعمل سائقا مع تطبيقات التوصيل بينما كان هاشم يبيع الملابس، وعلق خان قائلا: "ولداي لم يؤذيا أحدا، لقد كانا طيبين يساعدان الناس، لا أفهم كيف يمكن أن يجد البعض متعة في القتل، لقد مات جزء مني معهما".
وترك عامر خلفه 3 بنات، كانت أصغرهن لا تزال في رحم أمها حين قُتل، وتساءل خان بصوت مخنوق "ماذا نقول لهن؟ لقد حاولنا مواساتهن لفترة طويلة، ولكنهن الآن يعرفن الحقيقة…والدهن قُتل بوحشية".
إعلان