عربي21:
2025-06-24@19:10:00 GMT

الضفة الغربية.. خرق سيصعب على نتنياهو رقعه

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

عبر منشور على حسابه في منصة إكس، دعا وزير مالية الكيان المحتل، سموتريتش، في اليوم الأخير من شهر آب/ أغسطس، قوات جيش الاحتلال إلى توسيع العمليات العسكرية في الضفة الغربية، حيث يرى أن الحل الأمثل لمواجهة العمليات ضد الاحتلال هو بسط الاستيطان في كامل الضفة، وتعزيز الوجود الاستيطاني وحمايته.

وفي ظل استمرار الحرب على غزة، استطاع بن غفير، شريك سموتريتش، الاستحصال على ميزانية إضافية لوزارته قدرت بـ637 مليون شيكل، خصصها لتشكيل مئات المجموعات المسلحة في مستوطنات الضفة الغربية، ومدها بالأسلحة والذخائر.

وبحسب تقرير لموقع "كالكلسيت" العبري، فقد أبرمت وزارة بن غفير عقودا مع شركات لتوريد 40 ألف بندقية من طراز M16، وأكثر من 5.5 مليون رصاصة، وتتكون مليشيات بن غفير من آلاف المستوطنين الذين يسكنون في بؤر استيطانية في الضفة الغربية أو في محيطها.

هذا النهج الذي يتزايد في حكومة هي الأكثر تطرفا في تاريخ الكيان المحتل، يجد الرعاية والعناية من رئيس الوزراء، الذي وجد في هذه التشكيلة الحكومية ضالته لتنفيذ ما يجول في خلده منذ أن أفصح عنه في كتابه الصادر منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وحمل اسم "مكان بين الأمم" وجاء فيه: "فإن الفلسطيني الذي اختار العيش في الضفة الغربية؛ عليه الاعتراف بأنه سيكون أقلية في منطقة خاضعة لسلطة الدولة اليهودية، ولا يحق له المطالبة بدولة فلسطينية".

العملية العسكرية الكبرى التي تقوم بها قوات الاحتلال في الضفة، والتي بدأت في السابع والعشرين من آب/ أغسطس، إنما هي ترجمة عملية لما يعتقد نتنياهو وحكومته، التي ترى حالة المقاومة تزايد في الضفة
هذا التصريح يكشف عن موقع الضفة في فكر نتنياهو، وهو ما يتلاقى مع فكر حكومته التي في قرارة نفسها لا تعترف بأوسلو الاتفاقية، وما رشح عنها؟

إن العملية العسكرية الكبرى التي تقوم بها قوات الاحتلال في الضفة، والتي بدأت في السابع والعشرين من آب/ أغسطس، إنما هي ترجمة عملية لما يعتقد نتنياهو وحكومته، التي ترى حالة المقاومة تزايد في الضفة أو تخرج منها إلى قلب تل أبيب، وإن باءت المحاولات الثلاث خلال الشهر الماضي بالفشل، لكنها تركت علامة واضحة، بأن المقاومة تستطيع إن أرادت أن تعود لقلب الكيان المحتل. ومن ثم تهدف العملية العسكرية في الضفة إلى تجفيف منابع المقاومة والقضاء على البنية التحتية لها، حتى لا تكبر وتستنسخ تجربة غزة مرة أخرى.

لقد فهم العاروري، رحمه الله، ما يهدف إليه نتنياهو في الضفة، وقرأ المشهد جيدا لذا، ومن قبل إطلاق عملية طوفان الأقصى، بدأ بتدريب وتسليح شباب المقاومة في الضفة، وبدأت عمليات تهريب السلاح، وإن كان لا يتعدى قوله سبحانه "ما استطعتم" في احتمالية إدخال السلاح النوعي أو الرادع لمدرعات الاحتلال، إلا أن شباب المقاومة استطاعوا أن يوجعوا الاحتلال، رغم التضحيات، ويشغلوه ويأخذوا من قواته ما يخفف به بعض الشيء عن إخوانهم في غزة.

فقد دفع الاحتلال بثلاثة ألوية تعمل في عدة مواقع في وقت واحد في الضفة، وذلك بعد أن استطاعت المقاومة في الضفة شن 245 هجمة خلال العام الماضي، ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، قُتل أربعة وعشرون إسرائيليا في هذه الهجمات، وفقا لأرقام جهاز الأمن الإسرائيلي، بل وبدأت عمليات اختراق لعمق مدن الكيان المحتل، كما حدث في الثامن عشر من الشهر الماضي والثلاثين من نفس الشهر. وبحسب تقديرات جهاز الأمن في الكيان المحتل، فإن الفصائل المقاومة العاملة في الضفة الغربية، أصبحت لها القدرة على شن هجمات أكثر تعقيدا وجرأة، بفضل الخطة التي بدأها العاروري، ويكمل تنفيذها الآن زاهر جبارين.

ما يقلق قادة الاحتلال أن المقاومة في الضفة الغربية تحظى بدعم شعبي متنام، فإن كانت عملية طوفان الأقصى، وما تبعها من مجازر ضد فلسطينيي غزة، لها دور في تنامي هذا الدعم، إلا أن الانتهاكات التي تتصدر مشهد الضفة الغربية وعمليات الاقتحام والاعتقال اليومية، وما يكشف عنه جنود الاحتلال من أن عمليات الدهم الليلية هدفها إثبات الوجود الأمني لدى الفلسطينيين في الضفة، ثم تصريحات قادة الاحتلال بأن ضم الضفة للكيان المحتل إنما هي مسألة وقت، ثم التضييق على من يقبل بالعمل داخل الكيان من الفلسطينيين ومضايقتهم، إنما عوامل تُدخل المزيد من الشرائح التي صدقت في مخرجات "أوسلو" إلى صفوف من لم يؤمن بها، فتزيد من حجم الحاضنة الشعبية للمقاومة.

إن الموقف الباهت الذي تتخذه السلطة الفلسطينية بعد سنوات من التنسيق الأمني، جعلها تفقد دعمها الشعبي ورصيدها في الشارع الفلسطيني، وهي من منّت الفلسطينيين بالاستقرار وفرص العمل والرفاه، أصبحت لا تمثل إلا بضع عشرات من العاملين أو المستفيدين منها، وهو ما يصعب الأمر على الاحتلال، إذ إنَّ ذلك يترجم بالنتيجة، كرصيد لصالح المقاومة، لا سيما وأن السلطة لم تعد قادرة حتى على السيطرة على المنطقة الأمنية (أ)، وهو ما يزيد الشعور لدى المواطن بأنه مهدد من قوات أمن الاحتلال من دون غطاء يحميه من السلطة.

فكرة التواجد الأمني للاحتلال في الضفة ستكلفه مزيدا من النزيف الاقتصادي والعسكري، وسيكون ثمنه السياسي أيضا باهظا
الأيام الماضية كانت كفيلة بأن تكشف لكل من له عينان، أن العملية العسكرية التي تشنها قوات الاحتلال في الضفة الغربية، تحمل في عناصرها الفشل، حتى لو أعلن الاحتلال عن اكتشافه لأنفاق أو كميات من الأسلحة والذخائر، أو حتى نجح في اغتيال بعض قادة المقاومة في الضفة، إذ أن وتيرة الغضب الشعبي تتزايد وحاضنة المقاومة الشعبية تتسع، ووتيرة تطوع شباب الضفة في فصائل المقاومة تنمو، وعمليات التبرع للمقاومة تتكاثر، وهو ما يعني أن فكرة التواجد الأمني للاحتلال في الضفة ستكلفه مزيدا من النزيف الاقتصادي والعسكري، وسيكون ثمنه السياسي أيضا باهظا.

فعلى مستوى السياسة الخارجية، إعادة احتلال الضفة يعني خرق الاحتلال للاتفاقات والقوانين الدولية، ومن ثم مزيد من العزلة الرسمية بعد أن عُزل شعبيا على مستوى العالم، كما أنه سيحمل الاقتصاد فاتورة دعم الأردن لسد منافذ تهريب السلاح بعد أن ينشط العمل المقاوم على نحو أكبر، وهذا أيضا حمل على الاقتصاد المتراجع بالأساس منذ عملية طوفان الأقصى، وعلى المستوى الداخلي، فإن حكومة نتنياهو إما أن تستمر في دعم المستوطنين الذين سلحتهم، وهو ما سيحمل على الاقتصاد، أو أن تمنع المستوطنين المسلحين من عمليات محتملة في الضفة ضد الفلسطينيين، ومن ثم سيتحول السلاح في الاتجاه المقابل، كما حدث مع رابين، وبين هذا وذاك فإن من أشار بعملية واسعة في الضفة وسّع على نفسه الخرق، ولن يستطيع أن يرقعه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال الضفة الغربية الفلسطيني نتنياهو المقاومة فلسطين نتنياهو الضفة الغربية الاحتلال المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد سياسة صحافة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة فی الضفة العملیة العسکریة فی الضفة الغربیة الکیان المحتل وهو ما

إقرأ أيضاً:

كمائن غزة.. المقاومة تربك الاحتلال بتكتيكات ميدانية جديدة

غزة- بثت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، قبل أيام، مشاهد لكمين مركب هاجمت فيه قوة من جيش الاحتلال في منطقة الزنة شرق مدينة خان يونس، مما أدى لمقتل ضابط وجندي إسرائيليين.

ورغم أن الجيش الإسرائيلي يحاول حصر تحركاته في مناطق حدودية مدمرة بعدما أجبر سكانها على إخلائها، لتجنب الاحتكاك المباشر مع المقاتلين الفلسطينيين، فإن الكمين الأخير وما سبقه من عمليات مشابهة شرقي غزة وجباليا وبيت حانون، يكشف عن تخطيط ورصد ميداني دقيق من قبل المقاومة الفلسطينية لتحركات الجيش الإسرائيلي في أماكن وجوده داخل قطاع غزة.

وتشير عمليات المقاومة الأخيرة إلى اعتماد الفصائل الفلسطينية بغزة على تكتيكات جديدة تمكنهم من الاستمرار في المواجهة، بعد مرور 21 شهرا على الحرب، وبما يضمن إيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف جنود الاحتلال.

مراقبة الجيش

تركزت العمليات الأخيرة التي نفذتها عناصر المقاومة في مناطق ملاصقة للشريط الحدودي الشرقي لقطاع غزة، والتي تعتبرها قوات الاحتلال خاضعة لسيطرتها بشكل كامل، بعدما اعتقدت أن عملياتها المتواصلة منذ بداية الحرب أزالت أي تهديد تشكله عليها.

وتقع منطقة الزنة التي نفذت فيها كتائب القسام الكمين الذي يعود تاريخه إلى 14 يونيو/حزيران الجاري ضمن بلدة بني سهيلا شرق محافظة خان يونس، والتي معظم أراضيها مخصصة للزراعة، وتم تدميرها بشكل كامل وتهجير سكانها منذ بداية الحرب.

ونفذ المقاتلون في الزنة عدة كمائن ضد قوات الاحتلال، وأوقعوا في صفوفها خسائر محققة، كان أبرزها "كمين الأبرار" الذي نفذته كتائب القسام في رمضان الماضي، وذلك ضمن سجل طويل من المواجهة مع الجيش الإسرائيلي في هذه المنطقة بحكم موقعها الحدودي، حيث سبق تدميرها أكثر من مرة كما جرى خلال عدوان عام 2014.

ويكشف قيادي ميداني في المقاومة الفلسطينية عن مراقبة المقاتلين لتحركات وسلوك الجيش الإسرائيلي بدقة منذ عودته للعدوان في 19 مارس/آذار الماضي، بحيث يعمد لتدمير المناطق بشكل كامل وتفجير مبانيها قبل الدخول إليها، وذلك في محاولة منه لتجنب المواجهة المباشرة مع عناصر المقاومة على الأرض، ومنعا لتكبده أي خسارة.

إعلان

وأكد القيادي الميداني، في حديث خاص للجزيرة نت، أن جيش الاحتلال يتحرك ببطء داخل المناطق خاصة الشرقية لقطاع غزة، في الوقت الذي يسيطر فيه بالنار على معظم المساحات التي حددها بالحمراء وطالب بإخلائها، والتي تصل إلى ما يزيد على 70% من مساحة قطاع غزة.

ويفسر القيادي تصرف جيش الاحتلال بأنه فقد دافعية القتال لديه، لأنه كرر دخول معظم المناطق أكثر من مرة، ولم يعد يحتمل أي خسائر في صفوفه، ويريد فقط تشكيل ضغط على المواطنين لتنفيذ أجندة سياسية لدى الحكومة الإسرائيلية.

وبناء على الخلاصات التي وصلت إليها فصائل المقاومة الفلسطينية، فقد أعادت الوحدات المقاتلة تشكيل تكتيكاتها بما يتلاءم مع تحرك جيش الاحتلال على الأرض.

منطقة الزنة جنوب قطاع غزة شهدت مجموعة من كمائن المقاومة أبرزها كمين الأبرار (مواقع التواصل) صيد ثمين

وتكشف التفاصيل التي حصلت عليها الجزيرة نت أن قيادة فصائل المقاومة ارتأت اعتماد سياسة الانتظار والنفَس الطويل ضد قوات الجيش المتوغلة على الأرض، بحيث تتم مراقبتها ورصدها لأيام طويلة، حتى تعتقد أنها باتت في مأمن وتطمئن بعدم وجود أي مقاتلين لمواجهتهم، ومن ثم تبدأ بمباغتتها.

وبحسب القيادي الميداني في فصائل المقاومة الفلسطينية فإن المجموعات المقاتلة على الأرض تراقب خطوط إمداد الجيش الإسرائيلي بشكل مكثف، وتتوقع مسارات تحركه داخل المناطق، وبناء على ذلك تضع خططها المحكمة لتنفيذ الكمائن.

وتشير المعلومات إلى أن هناك توجها لدى فصائل المقاومة بتوفير الذخيرة التي تمتلكها المجموعات العنقودية الكامنة في أماكن توغل الجيش الإسرائيلي، من خلال استبعاد استهداف الآليات بشكل منفرد، والتي غالبا ما يكون بداخلها عدد محدود من الجنود، والانتظار حتى وقوع مجموعة جنود في الكمين، مما يحقق خسائر أكبر في صفوف الاحتلال.

وخلال الأشهر الطويلة من الحرب، باتت لدى المقاتلين جرأة عالية في الاقتراب من جنود الاحتلال والاشتباك معهم من نقطة صفر، وهو ما أظهره كمين الزنة الأخير حينما لاحقت عناصر المقاومة بأسلحة خفيفة دبابة إسرائيلية، واضطرتها للهروب من المكان.

من بين الركام

ولا تزال فصائل المقاومة الفلسطينية تحتفظ بالأنفاق الموجودة على مسافة قريبة من الحدود الشرقية لقطاع غزة، وهو ما بدا واضحا من مقاطع فيديو العمليات الأخيرة في خان يونس، وقبلها في بيت حانون، رغم أن جيش الاحتلال ادعى أنه دمر معظم هذه الأنفاق.

وبحسب المؤشرات الميدانية، فإن المقاومة أعادت ترميم الكثير من الأنفاق وأوجدت لها مسارات بديلة عن تلك التي قال الاحتلال إنه دمرها، واستبعد أي تهديد قد تشكله عليه.

وطوّعت المجموعات الميدانية المقاتلة الدمار الذي أحدثه الجيش الإسرائيلي في المناطق لصالح تحركهم على الأرض، بالاختباء والتخفي بعيدا عن أعينهم، وهو ما أظهرته المقاطع التي تبثها فصائل المقاومة وتظهر خروج المقاتلين من بين ركام المنازل، حيث أتاح الدمار للمقاتلين هامشا جديدا للمناورة، فباتت كأنها كهوف ومخابئ، واتخذوها أماكن للتمركز داخلها دون أن يتم اكتشافهم.

وبينما تستبعد قوات الاحتلال انطلاق المقاتلين من بين الركام، بعدما دمرت مساحات سكنية واسعة كما جرى في رفح وشمال غزة، وجميع المناطق الشرقية للقطاع، تستفيد المجموعات المقاتلة من معرفتها تفاصيل الأرض بشكل جيد، بما يوفر بيئة مثالية للتخفي والكمون لفترات طويلة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • 3 قتلى و7 جرحى من جيش الاحتلال في كمين بغزة
  • آي صاغة : هدنة الكيان المحتل وإيران تضعف الطلب على الذهب
  • ماذا حقق الكيان من حربه على إيران‎؟
  • حماس تعلق علي مجـ.ازر الاحتلال بحق الفلسطينين في نقاط توزيع المساعدات
  • "التربية" تُصدر بيانا مُحدّثا عمّا حل بقطاع التعليم في غزة جرّاء الحرب
  • قوات العدو تشن اعتقالات واسعة في الضفة الغربية
  • كمائن غزة.. المقاومة تربك الاحتلال بتكتيكات ميدانية جديدة
  • استشهاد 3 فلسطينيين خلال قصف لشمال وجنوب غزة واعتقال 26 آخرين من الضفة الغربية
  • الموسوي: ايران الدولة الأولى التي تقف على خط الجهاد لتمثل قلعة المقاومة
  • الخارجية الفلسطينية تحذر من الاستغلال الإسرائيلي للحرب لتعميق جرائم الاحتلال