شولتس يدعو لاستبعاد اليمين المتطرف من ائتلافات حكومات الولايات
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
برلين"أ.ف.ب ": دعا المستشار أولاف شولتس اليوم الاثنين إلى استبعاد اليمين المتطرف من أي ائتلافات حكومية بعد تسجيل حزب البديل من أجل ألمانيا نتائج قياسية في انتخابات نُظمت في مقاطعتين في شرق البلاد، في رسالة تحذير جديدة لائتلافه الحاكم الذي يعاني من ضعف.
وقبل عام من الانتخابات التشريعية، وصف الديموقراطي الاشتراكي نتائج امس بأنها "مريرة"، وهو ما يدلل على تدني شعبية الحكومة التي يقودها منذ نهاية عام 2021.
صار حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD)، وهو حزب مناهض للمهاجرين ومشكك في المشروع الأوروبي ومؤيد لروسيا، القوة السياسية الرائدة في مقاطعة تورينجن ويقترب من المحافظين في ساكسونيا، وهما من مقطعات جمهورية ألمانيا الديموقراطية السابقة.
وفي منشور على فيسبوك، حث شولتس "جميع الأحزاب الديموقراطية على تشكيل حكومات مستقرة من دون اليمين المتطرف".
وأضاف أن "حزب البديل من أجل ألمانيا يلحق الضرر بألمانيا. إنه يضعف الاقتصاد ويقسم المجتمع ويدمر سمعة بلادنا".
وعلى العكس من ذلك، يستمتع الحزب اليميني المتطرف بنجاحه. وقالت الرئيسة المشاركة للحزب أليس فايدل متوجهة لائتلاف شولتس "عليكم أن تحزموا حقائبكم".
يطالب حزب البديل من أجل ألمانيا بقيادة تورينجن حيث حصل على32.8% من الأصوات. وقال زعيمه في المقاطعة، بيورن هوكه، أحد أكثر شخصيات الحزب تطرفا، إنه "مستعد للتعاون"، لكن ما من حزب آخر يريد التحالف معه.
وقالت فايدل إن "هذا الجدار العازل المناهض للديموقراطية لا يمكن أن يدوم طويلا"، مشددة على أن "الناخب قال رأيه بصراحة ويرغب بمشاركة البديل من أجل ألمانيا في الحكومة".
في تورينجن، التي كانت أول مقاطعة فاز فيها النازيون عام 1932، سيحظى حزب البديل من أجل ألمانيا بأقلية معطلة تسمح له على وجه الخصوص بمنع تعيين القضاة.
وهو احتمال يخيف ماريوس غوندر، طالب الصيدلة البالغ من العمر 22 عاماً الذي يقول "نريد أن تكون تورينغن منفتحة على العالم. نريد أن تكون ألمانيا متاحة للجميع".
لكن سيغفريد كولر البالغ من العمر 67 عاماً لا يؤيد هذا الرأي، ويقول "هناك عدد كبير جدًا من المهاجرين. الأجانب يحصلون على المال أما نحن المتقاعدون، فنحتاج إلى زيادة معاشاتنا التقاعدية".
بالإضافة إلى حزب البديل من أجل ألمانيا، تعزز المعسكر المعارض لتسليم الأسلحة إلى أوكرانيا بفضل نجاح حزب BSW الجديد، وهو أيضاً حزب يبدي معارضة شرسة للهجرة. تأسس الحزب قبل الانتخابات حول شخصية يسارية متطرفة، هي ساهرة فاجنكنشت، وحصل على 11.8% في ساكسونيا و15,8% في تورينغن.
وفي ساكسونيا، يستبعد محافظو الاتحاد الديموقراطي المسيحي (31.9%) أيضًا التحالف مع اليمين المتطرف (30.6%) لكنهم سيواجهون صعوبة في العثور على أغلبية في البرلمان الإقليمي في دريسدن.
منيت أحزاب الائتلاف الثلاثة، الديموقراطيون الاشتراكيون والخضر والليبراليون، بهزيمة أمام المعارضة المحافظة واليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية التي جرت في يونيو.
وسجل الحزب الاشتراكي الديموقراطي بزعامة أولاف شولتس أسوأ نتيجة له في الانتخابات الإقليمية في تورينجن بحصوله على 6.1%.
وكان أداؤه أسوأ مما كان عليه قبل خمس سنوات في ساكسونيا بحصوله على 7.3%.
ويثير ذلك مخاوف من حصول الأسوأ في الانتخابات الإقليمية التي ستُجرى في 22 سبتمبر في مقاطعة براندنبورغ المحيطة ببرلين ويقودها حاليا الحزب الاشتراكي الديموقراطي.
وتدفع السلطة التنفيذية ثمن استياء جزء من الرأي العام والذي يغذيه التضخم والتحول البيئي الذي تحاول الحكومة تنفيذه بدفع من حزب الخضر. وتزيد المشاحنات المستمرة داخل هذا الائتلاف الثلاثي من حدة الاستياء.
ويضاف إلى الهزيمة التي توقعتها استطلاعات الرأي تأثير الهجوم الذي أودى بحياة ثلاثة أشخاص في زولينجن بغرب ألمانيا في نهاية أغسطس. والمنفذ المزعوم للهجوم هو لاجئ سوري يبلغ 26 عاما، وهو ما أعاد إحياء النقاش بشأن الهجرة.
ويخرج حزب الخضر من البرلمان الإقليمي في تورينغن، بعد أن فشل في اجتياز عتبة الخمسة بالمائة الضرورية. وقد صمد بفارق ضئيل في مقاطعة ساكسونيا.
وقد زاد الاختراق المذهل الذي حققه حزب "بي إس في" من زعزعة المشهد السياسي. وقد تكون للنتيجة التي حققها تداعيات تتجاوز الحدود الإقليمية، إذ إن زعيمته زهرا فاغنكنخت المولودة لأب إيراني، تصرّ قبل تشكيل أي تحالف على شرط يتمثل في رفض النشر المزمع لصواريخ أمريكية متوسطة المدى في ألمانيا.
كما جدد مسؤولو الحزب اليوم الإثنين التأكيد بوجوب دعم "مباحثات السلام" بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: حزب البدیل من أجل ألمانیا الیمین المتطرف فی ساکسونیا
إقرأ أيضاً:
يديعوت أحرونوت: مقاطعة البضائع الإسرائيلية تتوسع أوروبيا وتشمل ألمانيا
تتنامى مقاطعة المنتجات الزراعية الإسرائيلية في أنحاء أوروبا -بما في ذلك ألمانيا التي عادة ما تتجنب المقاطعة العلنية- حسبما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مزارعين ومصدري أغذية إسرائيليين.
وكانت سلاسل متاجر "كو-أوب" في إيطاليا وبريطانيا قررت وقف بيع المنتجات الإسرائيلية، وحسب الصحيفة الإسرائيلية فإن ردود فعل سلبية بدأت تظهر من تجار تجزئة كبار، مثل ويتروز البريطانية، وألدي الألمانية، وحتى في أماكن بعيدة كاليابان.
ونقلت الصحيفة عن أحد مصدري البطاطس الإسرائيليين قوله "خلال الأسبوعين الماضيين، سمعنا أصواتًا أعلى تدعو إلى المقاطعة في ألمانيا، وهذا أمر جديد. فمنذ 6 أسابيع تبذل ألدي قصارى جهدها لتجنب الشراء منا".
وقال مزارع آخر "نبيع لشركات التعبئة والتغليف التي تقوم بدورها بوضع علامات تجارية على منتجاتنا وتوزيعها على المتاجر الكبرى. لقد قال لي أحد عمال التعبئة والتغليف الألمان: أحبكم يا رفاق، أحتاج إلى منتجاتكم، فأنا أعرف المزارعين الإسرائيليين منذ سنوات. لكن المشتري من بائع التجزئة أخبرني أنه من الصعب وضع منتجات إسرائيلية على الرفوف عندما يكون عنوان الصحيفة (إبادة جماعية) إنها تُثقل كاهلنا. أنا أفهمهم. ومع ذلك، التزم الألمان بجداول مشترياتهم حتى الآن".
ونقلت الصحيفة عن عوفر ليفين، وهو مُصدّر زراعي آخر "شهدنا تحولاً كبيراً في المشاعر ضدنا في ألمانيا الأسابيع الأخيرة، مدفوعًا بالرأي العام حول حرب غزة. نقترب من نهاية موسم مبيعاتنا هناك، وقد أُبلغنا بشكل غير مباشر أن ألدي لن تشتري منتجاتنا بعد الآن. رسمياً، يقولون إن السبب هو وجود منتجات محلية طازجة الآن، ولكن بمزيد من البحث يتضح أن السبب سياسي. ألدي قررت التوقف عن بيع البضائع الإسرائيلية على رفوفها".
نقلت الصحيفة الإسرائيلية عن ليفين قوله إن المقاطعة بدأت في بلجيكا، وتُلزم لوائح الاتحاد الأوروبي تجار التجزئة بوضع علامة توضح بلد المنشأ على الرفوف، مما دفع المستهلكين إلى رفض المنتجات الإسرائيلية. ومع ذلك، لا تزال البطاطس الصغيرة المعبأة بطريقة تتجاوز متطلبات وضع علامات بلد المنشأ تُشترى بكميات كبيرة. مضيفًا "هذا يُظهر أن الأمر سياسي بحت".
إعلانوعند سؤاله عما إذا كانت دول أخرى تنضم إلى المقاطعة، قال ليفين "في السويد، لم تشترِ جمعية (آي سي إيه) المنتجات الإسرائيلية منذ 5 سنوات تقريبًا. النرويج لم تعد تشتري من إسرائيل على الإطلاق. ومنذ العام الماضي، أُغلقت المنافذ فعليًا أمام بضائعنا، وهذا التوجه آخذ في الازدياد في جميع أنحاء أوروبا".
وأضاف "أكبر زبون لبطاطسنا هو ألمانيا. لقد أخبروني بالفعل: إذا استمر هذا الوضع حتى العام المقبل، فقد لا نتمكن من بدء الموسم القادم معكم. وهذه ألمانيا إحدى أكثر الدول دعمًا لإسرائيل".
ويُصدّر ليفن منتجات زراعية لسلسلة متاجر السوبر ماركت الألمانية "كوفلاند" التي تمنحه مساحة عرض حصرية لمدة شهرين سنويًا، وقال للصحيفة "أشك في أنهم سيتوقفون عن العمل منتصف الموسم، لكن إذا استمر الوضع، فقد يقررون بسهولة فتح الباب أمام المنتجات المصرية. الأمر لا يتعلق بالجودة بل بالسياسة".
وأضاف "في فرنسا، ألغت شركة ليدل برنامجي بسبب الوضع. فرنسا سوق صغيرة بالنسبة لنا، لكن الضغط السياسي حقيقي. الرأي العام مهم".
اليابان
وقال مُصدّر فواكه يُورّد الأفوكادو والحمضيات والفلفل، بما في ذلك فروع "كو-أوب" بأوروبا الغربية "نسمع منذ عام أن الأمور تزداد تعقيدًا. بدأ الأمر سرًا، لكنه أصبح أكثر وضوحًا مع استمرار ظهور عناوين الأخبار المتعلقة بغزة".
وأضاف "أوروبا الغربية والوسطى والشرقية، بما في ذلك روسيا. أوروبا الشرقية أقل تأثرًا، ونُصدّر أيضًا إلى الولايات المتحدة وكندا وحتى اليابان."
وتابع "أخبرنا أحد الزبائن اليابانيين بضرورة توخي الحذر بشأن شحن المنتجات الإسرائيلية إلى هناك، فصورة البضائع الإسرائيلية في المجتمع الياباني أصبحت إشكالية".
قال يانيف يابلونكا الرئيس التنفيذي لشركة يابرو -التي تُصدر حوالي 50 ألف طن بطاطس سنويًا إلى 11 دولة أوروبية- إن كو-أوب هي السلسلة الوحيدة التي تُعلن مقاطعتها علنًا، مضيفا "معظم تجار التجزئة يُخبرون شركات التعبئة والتغليف سرًا: لا تُحضروا لنا بضائع إسرائيلية، لا نريد مشاكل أو احتجاجات من حركة المقاطعة. فقط احصلوا عليها من المغرب أو مصر. لكن كو-أوب هي الوحيدة التي تُعلن ذلك علنًا".
وتبيع يابرو منتجات نيئة وغير مغسولة لمُعبئين يقومون بعد ذلك بتنظيفها وفرزها ووضع علامات تجارية عليها للمتاجر.
وقال يابلونكا "بعد عملية الدرع الواقي في الضفة الغربية عام 2004، ذهبنا إلى السفارة الإسرائيلية في لندن وأثارنا ضجة حول المقاطعة، فتراجعت كو-أوب. اليوم، لا يحتاجون إلينا. لديهم بدائل. لذا من السهل عليهم الانقلاب علينا".
تجدد التركيز على المقاطعة بعد إعلان كو-أوب البريطانية والإيطالية وقف بيع المنتجات الإسرائيلية، حتى أن كو-أوب الإيطالية بدأت تسويق غزة كولا، وهو مشروب صودا يحمل العلم الفلسطيني.
ورغم أن الحرب في غزة هي السبب الرئيسي حاليًا، فإن يابلونكا يوضح أن المقاطعة بدأت مسبقًا، قائلا "التقيتُ بمشتري كو-أوب النرويجية في 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وفي غضون أسبوعين من 7 أكتوبر/تشرين الأول، ألغوا اتفاقيتنا. هذا ليس جديدًا. لم يأتِ الأمر فجأةً".
إعلانوأضاف أن كو-أوب سويسرا توقفت عن شراء البضائع الإسرائيلية قبل 5 أو 6 سنوات و"كل مرة تُشن فيها عملية في غزة (الرصاص المصبوب، عمود الدفاع، الجرف الصامد) نواجه مشاكل. ويحدث هذا في النرويج والمملكة المتحدة وسويسرا، وبدرجة أقل في إيطاليا، حيث أعمل أقل".
أسوأ الأسواققال يابلونكا "ألغيتُ جميع طلبياتي من البذور لبلجيكا والنرويج وأيرلندا في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023. كنتُ أعلم أن الصفقات ستفشل. في النرويج وبلجيكا، كانت هذه عقودًا ضخمة. أما أيرلندا فكانت أقل حجمًا، ربما 500-600 طن من أصل 50 ألف طن لدينا، لكنني أعرف مُصدّرين آخرين تضرروا في أيرلندا، وخاصةً في مجال الحمضيات والفجل".
بريطانيانقلت الصحيفة عن يابلونكا قوله "شهدنا هدوءًا نسبيًا عامي 2024 و2025 في بريطانيا، حتى الشهر الماضي. لكن في أيرلندا، شهدنا حوادث حركة مقاطعة وسحب استثمارات، مثل إغراق المتاجر بالبضائع الإسرائيلية. وفي النرويج العام الماضي، لم نبع كيلوغرامًا واحدًا، على الرغم من حاجتهم للمنتج وطلبهم إياه. قال لنا مُغلّفو المنتجات: نريد منتجاتكم لكن سلاسل التوريد لن تسمح بذلك. في بلجيكا، يكمن الخوف في قانون وضع العلامات التجارية في الاتحاد الأوروبي".
وأضاف "حتى المنتجات المزروعة جنوب إسرائيل، بعيدًا عن الضفة الغربية أو مرتفعات الجولان، لا تُجدي نفعًا دائمًا. أحتفظ بملف جاهز للاستخدام يحتوي على خرائط الأمم المتحدة، وإحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" (GPS) ووثائق تُثبت أن بضائعنا من إسرائيل ذات السيادة، لكن هذا يُساعد أحيانًا فقط".
إسبانيا وهولنداقال الرئيس التنفيذي لشركة يابرو "هولندا لديها مشاكل أيضًا، لكنها أكثر تركيزًا على الأعمال التجارية. عندما تكون هناك فجوة في العرض، تتراجع السياسة. إسبانيا أكبر سوق لي منذ عامين. عروض رائعة للمزارعين. لكنني أخشى أننا نعيش وقتًا ضائعًا".
وأضاف "المنتج جيد، وسلسلة التوريد راضية، ولكن قد يستيقظ المشتري يومًا ما ويقول لشركة التعبئة: لا مزيد من البضائع الإسرائيلية. الأمر في مهب الريح. ربما يكون السبب الوحيد لسلامتنا هو أننا نبيع بالجملة، من دون تحديد المنشأ، بذلك أزلنا المشكلة. لكنها تُخيم على أوروبا بأكملها".