حالة ترقب واهتمام عالمى بمعاناة الأطفال مع إعلان ظهور مرض شلل الأطفال فى غزة، ذلك القطاع المكلوم على كافة الاتجاهات، إذ سجل أول حالة مؤكدة للإصابة، وهى الخطوة التى حذرت منها منظمة الصحة العالمية، مشيرة إلى أنه مع ثبوت الحالة الأولى للمرض فإن أطفال العالم جميعاً سيكونون فى خطر كبير.

أكد الدكتور صالح الهمص، مدير تمريض مستشفى غزة الأوروبى، أن لديه أدلة على أن قوات الاحتلال تتعمد استهداف الأطفال فى قطاع غزة وبشكل مستمر وممنهج، هذا الاستهداف يكون من خلال صور مختلفة، من بينها حرمان أطفال غزة من مقاعد العام الدراسى لمدة سنة على الأقل، إضافة إلى خلق حالة من التكدس تسببت فى ظهور العديد من الأمراض وانتشارها، والتى كان آخرها مرض شلل الأطفال، وأن الأمور تتجاوز ذلك وتمتد إلى الآثار النفسية التى تصيب الأطفال، مثل اضطرابات الفزع وغيرها.

وأضاف «الهمص» لـ«الوطن» أن ما يساوى ثلث إصابات الحرب فى قطاع غزة على الأقل كانت من نصيب الأطفال، موضحاً أن الهدنة المؤقتة ليست آمنة، لأن الاحتلال دوماً ما يواصل عدوانه، لكن جرى الاتفاق أن يكون هناك مناطق آمنة ولو لعدة ساعات تسمح للطواقم الطبية أن تجرى عمليات التطعيم للأطفال، مشيراً إلى أن وصول اللقاحات والأدوية إلى الأطفال فى غزة، لم يكن بالأمر الهين، فالاحتلال استغرق وقتاً كبيراً حتى يوافق على وصول تطعيمات شلل الأطفال، وذلك بعد جهد كبير من منظمة الصحة العالمية واليونيسف وغيرهما من المنظمات الدولية.

يفسر «الهمص» تعمد الاحتلال استهداف الأطفال بصور مختلفة، باعتبارهم الجيل القادم والذين سيواصلون مسيرة الكفاح ضد المحتل، والدليل على ذلك ما حدث للأطفال فى حضانة مستشفى الرنتيسى مثلا حينما توفوا بشكل جماعى، وغير ذلك من الوقائع. وقال كاظم أبوخلف المتحدث باسم «يونيسف»، إن تفشى فيروس شلل الأطفال فى قطاع غزة، دفع المنظمة لتدشين الحملة التى جرى تنظيمها لتطعيم الأطفال، بعد تنسيق لم يكن سهلاً مع الاحتلال، كما أن نجاح هذه الحملة مرهون بعقد هدنة مدتها 7 أيام على الأقل.

يروى «أبوخلف»، أن الحملة التى بدأت مطلع هذا الشهر، تشهد إدخال عدد كبير من صناديق التبريد، والثلاجات، وحاملات التطعيم إلى غزة، مشيراً إلى أن هناك ما يزيد عن مليون جرعة ضد شلل الأطفال ستدخل غزة الفترة المقبلة، مضيفا أن 2700 من العاملين الصحيين، موزعين على 708 فرق طبية فى القطاع، يتسلمون جرعات شلل الأطفال، وستتم عملية التطعيم عن طريق تحرك السكان بأطفالهم إلى المراكز الصحية القريبة من محل وجودهم، وسيتم تطعيم بهذه الطريقة 640 ألف طفل، ومثلهم عن طريق تجول الفرق الطبية فى جميع الأنحاء.

وتابع المتحدث باسم اليونيسف، أن عملية التطعيم ستتم على جولتين الأولى بدأت فى نهاية أغسطس والثانية فى نهاية شهر سبتمبر، ويتم من خلالهما توفير قطرتين من لقاح شلل الأطفال الفموى الجديد من النوع الثانى لأكثر من 640 ألف طفل تحت سن العاشرة.

وتبدأ الحملة فى وسط غزة أولا حيث تم تلقى 1.2 مليون جرعة من جرعات لقاح شلل الأطفال من النوع الثانى كما أكد الدكتور ديباك كومار، المسئول الفنى فى منظمة الصحة العالمية، والذى كان يتفقد مع فريق من المنظمة قوارير اللقاح المخزنة فى ثلاجات التخزين فى مستودع تابع لمنظمة اليونيسف فى دير البلح، وسط غزة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شلل الأطفال غزة الاحتلال أونروا شلل الأطفال الأطفال فى

إقرأ أيضاً:

"تحالف القوى الفلسطينية" يرفض محاولة عباس فرض انتخابات إقصائية

غزة - صفا

أكد "تحالف القوى الفلسطينية"، مساء يوم السبت، أن الدعوة لانتخابات مشروطة لا تشمل جميع مكونات الشعب الفلسطيني، وتُشترط بقبول برنامج سياسي فاشل قائم على التنسيق الأمني والتفاوض العبثي، هو محاولة مكشوفة لتصفية التعددية الوطنية، ونسف لمبدأ الشراكة، وانقلاب جديد على تفاهمات المصالحة في القاهرة والجزائر وموسكو وبكين.

وأعرب التحالف في بيان عن رفضه القاطع لأي محاولة لفرض انتخابات إقصائية وغير توافقية، تُستخدم فيها المؤسسات الوطنية لتكريس التفرد بالقرار الفلسطيني، وإقصاء قوى المقاومة وفصائلها الأساسية تحت ذرائع "الشرعية الدولية" و"برنامج منظمة التحرير" كما تفصله قيادة السلطة.

وكان الرئيس محمود عباس أكد في تصريحات نقلتها وكالة "وفا" "الاستعداد للذهاب للانتخابات العامة في فلسطين"، التي قال إنها "لن تشمل القوى السياسية والأفراد الذين لا يلتزمون ببرنامج والتزامات منظمة التحرير الفلسطينية والشرعية الدولية"، مضيفًا أننا "نريد دولة فلسطين غير مسلحة، بما في ذلك في قطاع غزة".

وقال تحالف القوى إن إعلان رئيس السلطة عن السعي لإقامة دولة فلسطينية "غير مسلحة"، هو إقرار صريح بنزع سلاح المقاومة، وتفكيك أدوات الدفاع عن شعبنا، وخدمة مجانية للاحتلال الإسرائيلي في ظل عدوانه المتواصل على غزة والضفة والقدس، وتكريس لفكرة الحكم الذاتي تحت الاحتلال وليس دولة ذات سيادة.

واعتبر البيان أن "المجلس الوطني الفلسطيني هو الإطار التمثيلي الأعلى لشعبنا في الداخل والشتات، ولا يجوز لأي جهة التفرد بتشكيله أو حصره في تيار سياسي دون سواه. ويجب إعادة بنائه وتفعيله على أسس وطنية وديمقراطية وتوافقية، وبمشاركة كل الفصائل والقوى الفلسطينية دون استثناء".

وشدد على أن المقاومة هي حق مشروع لشعبنا كفلته كل القوانين والشرائع، ولا يمكن لأي جهة، مهما كانت، أن تجرّد شعبنا من هذا الحق. وأن "سلاح المقاومة" في فلسطين المحتلة، هو خط الدفاع الأول عن شعبنا وحقوقه الوطنية.

ودعا تجمع القوى جماهير شعبنا وفصائله وقواه الحية إلى التصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية من بوابة الانتخابات الشكلية والمسارات الانفصالية التي تريد تحويل المشروع الوطني إلى سلطة منزوعة السيادة والكرامة.

مقالات مشابهة

  • اللجنة الأفروآسيوية تدين الحملة ضد مصر: «تستهدف تشويه دورها بالقضية الفلسطينية»
  • "تحالف القوى الفلسطينية" يرفض محاولة عباس فرض انتخابات إقصائية
  • المقاومة الفلسطينية: زيارة “ويتكوف” لغزة مسرحية وتضليل إعلامي
  • "حماس": لا يمكن التخلي عن السلاح قبل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس
  • التنسيق الأمني ورفض المقاومة لم يمنعا واشنطن معاقبة السلطة الفلسطينية
  • الخارجية الفلسطينية تحذر: مخطط خطير يستهدف المسجد الأقصي
  • الفصائل الفلسطينية تطالب باعترافٍ دولي غير مشروط بالدولة المستقلة
  • الفصائل الفلسطينية تطالب بوقف الإبادة والتجويع بغزة
  • القيادات الدينية الفلسطينية يتضامنون مع مصر في وجه الحملة المغرضة
  • أطباء بلا حدود: 25 حالة سوء تغذية حادة تُسجل يوميًا بين أطفال غزة