الزنايدي: هيئة الانتخابات تعبث بمستقبل تونس.. ولن نتسامح مع هؤلاء (شاهد)
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
أكد مرشح الرئاسيات التونسية منذر الزنايدي مجددا رفضه لقرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات القاضي بإقصائه من المنافسة في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، واعتبر أن ما جرى كان جريمة في حق تونس ونظامها الجمهوري.
وقال الزنايدي في كلمة مصورة نشرها في صفحته على منصة "فيسبوك" في ساعة متأخرة يوم أمس الأربعاء: "ما جرى هذه الأيام كان جريمة خطيرة في حق بلادنا وفي حق النظام الجمهوري.
وأضاف: "إن إقصاء منذر الزنايدي هو إقصاء لإرادة جزء من الشعب الذي منحه ثقته.. وهنا أؤكد بقوة القانون وبالثقة بالله أنني اليوم مترشح للانتخابات الرئاسية وتم التصريح بترشحي من المحكمة الإدارية، وهي أعلى سلطة مؤتمنة على المسار الانتخابي بالقانون وبالدستور".
وجدد الزنايدي رفضه لقرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات واتهمها بعدم النزاهة، وقال: "أؤكد من جديد عدم اعترافي بقرار هيئة غير مستقلة للانتخابات وغير نزيهة، معتبرا قرارها باطلا ومعدوما، لأنه ببساطة ليس دستوريا وليس قانونيا علاوة على أنه ليس أخلاقيا وليس ديمقراطيا".
وأضاف: "أنبه هنا كل السلطات الشرعية والمؤسسات الرسمية إلى أن عدم تنفيذ قرار المحكمة الإدارية قد يفتح على بلادنا بابا خطيرا للتشكيك في شرعية الانتخابات وشرعية نتائجها وشرعية من نظم عملية الانفراد بالحكم، وأنبه في نفس الوقت كل شخص شارك في هذه الجريمة بأن يد القانون ستطاله عاجلا أم آجلا، والتونسيون لن يتسامحوا في جريمة تزوير إرادتهم والتلاعب بمستقبل بلادهم وتقويض نظامها الجمهوري".
وخاطب الزنايدي أنصاره خاصة والتونسيين عامة قائلا: "لن نسلم في مصير بلادنا ولن نسلم كغيرنا من التونسيين الذين عاد لهم الأمل بإمكانية إنقاذ بلادهم من الانهيار والتخلص من كابوس الشعبوية، ولن نخون ثقة أبناء الشعب الذين فوضوني عبر التزكيات الشعبية والنيابية لأقود الانتخابات الرئاسية".
وأضاف: "صحيح أننا نشاهد مستوى غير مسبوق من العبثية واللامسوؤلية في أعلى مستوى، ووصلت الأوضاع أعلى مستوى من الخطورة، ولكن أريد طمأنتكم في نفس الوقت أن قطار الإنقاذ انطلق وبحول الله لن يتوقف بحكم تجربتي في خدمة الدولة ومعايشتي لكثير من الأزمات.. تونس هي هي لن تتغير تمرض وتتعب لكنها لا تموت.. وتتحمل وتصبر ثم تسترجع إرادتها وتقول كلمتها الأخيرة، تونس هي هي قوية وصامدة على مدى التاريخ وستظل أرضا طيبة منيعة تقوم على سواعد أبنائها وبناتها، وأنا واثق أننا مع بعضنا البعض سنقود تونس إلى بر الأمان، وبحول الله نعيدها أفضل مما هي عليه.. اليوم إنقاذ وغدا إصلاح".
ومن بين 17 ملف ترشح لانتخابات الرئاسة، قررت هيئة الانتخابات، في أغسطس/ آب، قبول ملفات ثلاثة مرشحين بصورة أولية، هم الرئيس الحالي قيس سعيد، وأمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي، ورئيس حركة "عازمون" عياشي زمال؛ الأمر الذي دفع 6 من المرفوض ملفات ترشحهم للطعن أمام الدوائر الاستئنافية بالمحكمة الإدارية (أولى درجات التقاضي)، والتي بدورها أيدت قرار الهيئة.
ولاحقا طعن المرفوض ملفات ترشحهم على تلك الأحكام أمام الجلسة العامة للمحكمة ذاتها، والتي قضت في أحكام نهائية بقبول طعون ثلاثة مرشحين؛ ما يعني إعادتهم إلى السباق الانتخابي، وهم عبد اللطيف المكي وعماد الدايمي ومنذر الزنايدي.
ورغم أحكام الجلسة العامة للمحكمة الإدارية، فقد صادقت هيئة الانتخابات على القائمة الأولية للمترشحين كمرشحين نهائيين دون إضافة الثلاثة المحكوم لهم قضائيا بالعودة إلى السباق، الاثنين، مبررة قرارها بعدم إعلامها من قبل المحكمة بهذه الأحكام -طبقا للقانون- في أجل 48 ساعة من تاريخ صدروها.
ويوم الاثنين، ألقت الشرطة القبض قبيل ساعات من إعلان هيئة الانتخابات القائمة النهائية للمرشحين المقبولين لخوض الانتخابات المقررة الشهر المقبل.
وقاطعت المعارضة كل الاستحقاقات التي تضمنتها إجراءات استثنائية بدأها سعيد في 25 يوليو/ تموز 2021، وشملت: حلّ مجلسي القضاء والنواب، وإصدار تشريعات بأوامر رئاسية، وإقرار دستور جديد عبر استفتاء شعبي، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
وتعتبر قوى تونسية هذه الإجراءات "انقلابا على دستور الثورة (دستور 2014) وتكريسا لحكم فردي مطلق"، بينما تراها قوى أخرى مؤيدة لسعيد "تصحيحا لمسار ثورة 2011"، التي أطاحت بالرئيس آنذاك زين العابدين بن علي (1987- 2011).
اقرأ أيضا: القضاء التونسي يقضي بسجن المرشح الرئاسي العياشي الزمال
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية التونسية الانتخابات تونس انتخابات سياسة جدل المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هیئة الانتخابات
إقرأ أيضاً:
الما عارف يقول لساتك
بقلم: الريح عبد القادر
مِن أخشى ما أخشاه يوم نقف أمام ربنا سبحانه وتعالى أن يسألنا كيف تركنا أهل الجهالة يمارسون القتل وسفك الدماء وتشريد الأبرياء، ثم يمجدون ذلك الفعل الشائن، ممثلاً في البندقية، أداة القتل والدمار، التي لا يوجهونها نحو صدور الأعداء، بل نحو صدور أبناء شعبهم وبلدهم؟
بماذا سوف تنفعنا، يومئذٍ، صلاتنا وصيامنا وسائر عباداتنا وقد ضيعنا بلدنا وشعبنا؟!
فهل سنترك رجال البنادق والمشانق يُضيّعون علينا وعلى شعبنا دنيانا وآخرتنا؟
كلا. سنفعل كل ما في وسعنا للوقوف في وجه الجهالة، والجهلاء، وفي وجه حب البندقية، وتمجيد البندقية، لأننا نؤمن إيماناً قاطعاً بأن البندقية لا تبنى الأوطان، بل تحرسها!
ولا آخرةَ لمن أضاع أهله وبلده!
ومن خاف نار الله الموقدة لا يخشى نار البندقية الخاسئة!
ونؤمن كذلك أنّ من أراد صالحَ أهلِه نالَهُ من أذاهم ما لا ينال من أراد ضرَّهم!
ومن أراد صالح أهله لا يُبالي بأذاهم.
سيمضي غير هيّاب ولو نبحته كلابُ الأرضِ جميعاً.
****
كتبتُ بالأمس ألتمس مقاضاة الجنرال البرهان في المحافل القانونية الدولية بسبب تصريحه الذي مجد فيه البندقية وحقّر فيه اللساتك.
فهاجمني رجال فضلاء ونساء فضليات. غافلون وغافلات.
البندقية معروفة. لكن اللساتك في هذا السياق لا تعني أعيان الإطارات التي تحرق في المظاهرات. بل هي ترمز للعمل السلمي المطالب بالحق في الحرية والعدالة والسلام.
اللساتك، أيها الغافلون والغافلات، هي نقيض البندقية عندما توجه البندقية نحو صدور الشباب العُزّل، فتقصّر أيامهم، وتحرق أحلامهم، مثلما تحرق قلوب أمهاتهم!
ما أخف دخان اللساتك المحروقة مقارنةً بدخان البنادق!
إنّ تمجيد البندقية مسؤول عن كل الحروب التي شهدتها بلادنا.
لقد تركنا الحوار والعمل السلمي ورفعنا البندقية.
وأطلقنا الأعيرة على أقدامنا، فقعدت بلادنا.
تمجيد البندقية مسؤول عن فساد نظام الحكم في بلادنا.
فهاهم العسكر يتغوّلون، بسبب تسلطهم على البنادق المخصصة لحماية الوطن والشعب، على الدولة ومواردها ويحتكرون السلطة عنوةً.
فتسبّب هذا التظالم بين فئات أبناء الوطن في أن تحوّل المدنيون "الملكية" إلى ضباط وجنود في الحركات المسلحة والمليسشيات والكتائب.
وظهر جنرالات "الخلا"!
وتحوّل البقارة والأبّالة والغنّامة..إلى دعّامة!
ومن شدة غفلتنا ظننا أن مشكلتنا في البقارة وبقية القائمة.
كلا! أيها الغافلون! إن مشكلتنا الجديّة في تمجيد البندقية!
وإذا كانت البندقية تؤدي إلى السلطة والثورة فما أسهل الحصول عليها!
الحصول على البندقية أسهل من الحصول على الشهادات الجامعية، وبراءات الاختراع.
إنه أسهل من السهر في المكتبات والمعامل ومن العمل في المصانع والحقول!
فأي ذنب جنينا حين قلنا لا للبندقية! ولا للحرب! ولا لحكم العسكر!
سنقول ذلك حتى ينتهي مجد البندقية، وحتى تنتهي آخر الحروب، وحتى يعود العسكر للثكنات والجنجويد ينحل.
****
سنقول لأبناء وبنات شعبنا إنّ الأوطان لا تبنى بالبندقية. بل تُحرس بالبندقية.
لكن البندقية نفسها تحتاج إلى حراسة.
إنها تُحرس بالعمل وبالعلم وبالحرية!
وتُحرس بالقلوب الكبيرة والعقول الكبيرة.
--------------------------------ـ
*الرسم مع التحية للفنان التشكيلي السوداني العالمي حسن موسى***
alrayyah@hotmail.com