إسبانيا وإيطاليا تستفيد من أموال طائلة في طباعة الكتب المدرسية المغربية
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
زنقة20ا الرباط
كشف التقرير السنوي 2023 الذي أصدره مجلس المنافسة أول أمس، أن حجم إنتاج الكتاب المدرسي سنويا، لجميع المستويات الدراسية والمواد التعليمية دون استثناء، يتراوح بين 25 إلى 30 مليون كراسة.
وتتيح هذه الكميات، التي يتم طبعها سنويا وبيعها معظمها، إنجاز رقم معاملات في سوق الكتاب المدرسي بنحو 400 مليون درهم في سوق النشر كلها، بما في ذلك الكتب الموازية والثقافية، برقم معاملات إجمالي بحوالي 800 مليون درهم.
وأوضح ذات التقرير أن عدد مشاريع الكراسات المدرسية، المسلمة تبعا للدعوات إلى المنافسة المطروحة في الفترة الممتدة بين 2002 و 2008، بلغ ما يناهز 1242 مشروعا مقابل 381 طلبا للعروض، تقدم بها 43 ناشرا.
ورست الصفقات على 36 منهم فقط. وأفضت آلية طلبات العروض هذه، التي ظلت معطلة منذ 2008، إلى إغلاق سوق نشر الكتب. وأتاحت لدور النشر ذاتها الاستفادة من وضعية ريع حقيقية لما يفوق عشرين سنة. واصطدم تفعيل تعددية الكتاب بانعدام الرؤية بشأن المعايير الواجب الأخذ بها لاختيار الكراسة المدرسية المراد اعتمادها من قبل مؤسسات التعليم المدرسي.
وفضح التقرير مفارقة عجيبة تهيمن على هذا القطاع، حيث يؤهل المرسوم رقم 2.02.376 بمثابة النظام الأساسي الخاص بمؤسسات التربية والتعليم العمومي المجالس التعليمية المحدثة على صعيد كل مؤسسة من مؤسسات التعليم العمومي (المدارس الابتدائية والثانويات الإعدادية والتأهيلية) لاختيار الكتب المدرسية المراد اعتمادها حسب المواد والمستويات، غير أن تفعيل هذه الصلاحية لم يُجسد على أرض الواقع لغياب مسطرة دقيقة.
ولمواجهة هذه الوضعية، قررت وزارة التربية الوطنية في2003، بموجب مذكرة مصلحية، إسناد هذه المهمة للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين عن طريق النيابات التابعة لها بالعمالات والأقاليم. وفي غياب مشاورات جديدة، تباشر الوزارة، كلما استدعت الضرورة ذلك، تقويمات للكتب المدرسية المصادق عليها بواسطة ملاحق عقود موجهة لناشري هذه الكراسات فقط. وتنص هذه الملاحق على تمديد صلاحية الكتب في كل مناسبة لمدة سنة واحدة.
وأثبت تحليل حصص سوق الناشرين، المحتسبة استنادا إلى العناوين المصادق عليها من طرف الناشرين، صحة ركود سوق الكتاب المدرسي، حيث ظلت حصص المتنافسين مستقرة تقريبا لأزيد من عشرين سنة. وأبانت عن انقسام جديد لسوق النشر، حيث تتوفر دار النشر الأولى على حصة تقارب 11 في المائة، في الوقت الذي تمتلك الغالبية العظمى من دور النشر حصصا تقل عن 3 في المائة. ومراعاة للروابط الرأسمالية والتجارية والعائلية لمسيري دور النشر، تتغير كثيرا صورة بنية سوق الكتاب. بعبارة أخرى، تمكن فرعين أو أكثر من نفس المجموعة من إبرام عقود منفصلة مع الوزارة. في الواقع، تتوفر دور النشر الأربعة الأولى على حصة سوقية تراكمية تبلغ أزيد من 53 في المائة، أي أكثر من نصف حصص السوق. وينضاف إلى هذا التركيز الاقتصادي تركيز جغرافي، لاسيما وأن المقرات الرئيسية لمعظم شركات النشر، المحدثة على شكل شركات مساهمة أو شركات ذات مسؤولية محدودة، تتمركز أساسا بمدينة الدار البيضاء، وبصورة ثانوية بمدينة الرباط.
وقد أسفر تعدد الكتب المدرسية، المنبثق عن الإصلاح الذي أدخله الميثاق الوطني للتربية والتكوين الصادر في 2000، عن انفجار حقيقي في الطلب على هذه الكتب. ويتعلق الأمر بطلب هائل ومنتظم وموسمي يعبر عنه بمناسبة الدخول المدرسي، ويتعلق بفترة معينة لا تتعدى أسبوعين من شهر شتنبر كل سنة. ويرتهن هذا الطلب بقوة بعدد التلاميذ المتمدرسين في الأسلاك الابتدائية والإعدادية والثانوية بمؤسسات التعليم المدرسي العمومي والخصوصي على السواء.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: فی المائة
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة يستقبل ولي عهد الفجيرة لبحث آليات التعاون الثقافي وصون التراث ويصطحبه في جولة بدار الكتب بباب الخلق
استقبل الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد إمارة الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي بين الجانبين، وبحث سبل الشراكة في مجالات صون التراث والحفظ الرقمي، وتنظيم الفعاليات الفنية والمعارض المتخصصة التي تُبرز ثراء التراث العربي المشترك.
جولة وزير الثقافة وولي عهد إمارة الفجيرة بمبنى دار الكتب
واصطحب وزير الثقافة ولي عهد الفجيرة في جولة بمبنى دار الكتب بباب الخلق، أحد أعرق المؤسسات الثقافية في مصر والعالم العربي، حيث اطلع على مجموعة من أندر المخطوطات والمقتنيات التراثية التي تُجسد مراحل تطور الفكر الإنساني في مختلف الحقول المعرفية.
وأكد الدكتور أحمد فؤاد هَنو، خلال اللقاء، عمق ومتانة العلاقات المصرية الإماراتية على المستويين الشعبي والرسمي، مشددًا على أهمية تعزيز الشراكات الثقافية باعتبارها جسرًا للتقارب وتبادل الخبرات، وبوابة لانفتاح المجتمعات على آفاق أرحب من الإبداع والمعرفة.
وأضاف أن التعاون بين وزارة الثقافة وإمارة الفجيرة يمكن أن يشكل نموذجًا فاعلًا للتعاون العربي المشترك، وبناء مستقبل ثقافي عربي أكثر إشراقًا، من خلال الابتكار والاحتفاء بالموروث الحضاري المشترك.
ومن جانبه، أعرب الشيخ محمد بن حمد الشرقي عن سعادته بهذه الزيارة، مؤكدًا أن التعاون مع مصر في مجالات الإبداع والمخطوطات والوثائق التاريخية يُعد من المحاور الأساسية لصون الذاكرة الثقافية العربية، ويُسهم في نقل هذا الإرث للأجيال القادمة.
وأشار إلى أن دار الكتب تُعد منارات فكرية مهمة تحتضن كنوزًا معرفية نادرة، تُبرز التنوع الثقافي وثراء الحضارة الإسلامية، وتمثل مرجعًا أساسيًا لفهم تطور الفكر العربي والإنساني عبر العصور.
وأشاد ولي العهد بالدور الرائد الذي تضطلع به دار الكتب في إتاحة هذا التراث للباحثين والجمهور، مشددًا على أهمية دعم المبادرات التي تدمج بين حماية التراث وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في تقديمه وصيانته، بما يُواكب تطورات العصر ويُسهّل الوصول إليه عالميًا.
تاريخ دار الكتب ونشأتها
وخلال الجولة، قدّم الدكتور أسامة طلعت، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، عرضًا موجزًا عن تاريخ الدار ونشأتها، وما تضمه من مقتنيات نادرة تشمل نحو 60 ألف مخطوط مكتوب بالعربية والتركية والفارسية، تغطي طيفًا واسعًا من المعارف مثل العلوم الدينية والطبيعية، الرياضيات، الأدب، اللغة، التاريخ، والاجتماع. كما تضم مجموعات من أوراق البردي، الخرائط، المسكوكات، ألبومات الخط، وأوائل المطبوعات، إضافة إلى دوريات علمية وأغلفة كتب منفصلة.
وأشار طلعت إلى أن متحف دار الكتب بباب الخلق يضم مجموعة مختارة من هذه المقتنيات تُعرض بأسلوب يراعي المعايير البيئية، حفاظًا على سلامة المواد الأصلية، وإتاحة تجربة متجددة للزائرين.