مسرحية “رسالة السلام” وعودة أمجاد المسرح المدرسي المندثر منذ عقود بأبين
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
شمسان بوست / عبدالرب راوح:
يحظى “المسرح المدرسي”، بمكانة عالية لدى معظم دول العالم، لمٓ يمتلكه من أدوات حسية متعددة، تمنحه القدرة الفائقة على التأثير الإيجابي، كالأرتقاء بسلوك النشئ وغرس المفاهيم والمُثل العليا في نفوس الأجيال الصاعدة وغيرها الكثير من الوظائف الإنسانية المرتبطة بالمسرح الذي يُكنى بـ”أبو الفنون”، وبالنسبة لبلادنا يعد المسرح المدرسي بـ”مدينة عدن” هو البداية الحقيقية لظهور المسرح كمنتج فني له جمهوره ومتابعيه، وذلك عندما خاض فريق من طلبة مدرسة المدينة التجربة بتقديم مسرحية “يوليوس قيصر” كأول عمل مسرحي في العام 1910، تم عرضها بأحد ميادين “كريتر” بحسب ماهو موثق.
توالت بعد ذلك أعمال المسرح في عدن، ثم زحفت ببطئ باتجاه المحميات، التي نمت فيها تجربة المسارح عقب الأستقلال وما تبعه من إنشاء المسرح الوطني وفروعه في المحافظات، وإعتماد قسم خاص بالمسرح المدرسي بوزارة التربية والتعليم، وحتى مطلع ثمانينيات القرن الماضي كان للمسرح عموماً والمسرح المدرسي خصوصاً، حضوراً طاغياً في نفوس الطلاب، حيث يؤكد التربوي والباحث فيصل السعيدي بأن مسرح ثانوية “زنجبار” كان يجتذب بأعماله جمهوراً عريضاً من طلبة مدارس المدينة _ الذين كانت تكتض بهم الأقسام الداخلية لمدارس ثانوية زنجبار – البدو الرحل – دار المعلمين _ وجاءت العقود الأربعة الأخيرة لتحط من مكأنة المسرح المدرسي في جنوب اليمن، إذ تكثفت خلال هذه الفترة العوامل التي أدت إلى إندثاره بمحافظة أبين على وجه التحديد بحسب قول السعيدي.
اليوم وبعد مرور زمن طويل على إندثاره ، وأفول نجمه في محافظة أبين _ بإستثناء تقديم بعض المشاهد التمثيلية في بعض المناسبات _ نجد المسرح المدرسي يعاود الظهور مجدداً عبر مسرحية “أوبريت السلام” التي قدمها على خشبة مسرح اللؤلؤة _ يوم الخميس 5 تشرين الأول سبتمبر الجاري _ فريق من طلاب وطالبات مدارس النهضة الأهلية بمدينة جعار، أنتجتها مدارس النهضة وأخرجتها بتقنية التصوير الرفمي منصة “حمير” الإعلامية، كأول عمل “مسرحي متكامل” يتم تسجيله على مستوى المحافظة.
وتقوم مسرحية “أوبريت السلام” التي كتبها وأخرجها مسرحياً الممثل المسرحي “ضياء مطلق” على مشاهد حوارية متعددة تتخللها عدد من الأغنيات الأبينية الراقصة المرتبطة بالارض والإنسان، تحمل في مجملها رسالة عاجلة على لسان أبطال العمل لإحلال السلام في أبين الجريحة، وعموم الوطن المثخن بجروح وآلام الحروب.
وكانت مدارس النهضة الأهلية بحسب ماقاله المدير الأستاذ فهد الحمزة : “منذ إنطلاقتها في العام 2017 قد أولت المسرح إهتماماً كبيراً، شُكلت فرقة المسرح المدرسي، التي كانت بعد ذلك تشارك وبفعالية في كافة الأنشطة التي تنظمها المدارس على خشبة مسرحها عبر تقديم المشاهد التمثيلية ذات المضامين الإرشادية والتوعوية، عن الأم ووجوب برها وطاعتها، والمخدرات وأثرها المدمر على الشباب والمجتمع، والأثار السلبية لعمالة الأطفال”.
ويظل المسرح المدرسي بمحافظة أبين وأن بدأ يخطو أولى خطواته على طريق العودة، بحاجة إلى مزيد من إهتمام ودعم السلطات والجهات المختصة، لمٓ له من أهمية في تثقيف وتحصين الأجيال الصاعدة التي تتناوشها مخاطر أكبر بكثير من تلك التي كان تواجهها الأجيال السابقة.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: المسرح المدرسی
إقرأ أيضاً:
“أبناء كورش العظيم أنا معكم”.. رئيس الوزراء الإسرائيلي يوجه رسالة للشعب الإيراني
إسرائيل – وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة مصورة للمواطنين الإيرانيين باللغة الإنجليزية، منتقدا السلطة ومتحدثا عن أزمة نقص المياه في الجمهورية الإسلامية.
وقال نتنياهو: “أنتم أبناء كورش العظيم.. حان الوقت للنضال من أجل الحرية.. إذا أردتم فإن إيران الحرة ليست مجرد حلم.. أنتم لستم وحدكم.. أنا معكم”.
وانتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي رأس السلطة في طهران قائلا: “قادتكم فرضوا علينا حربا استمرت 12 يوما وتلقوا هزيمة ساحقة.. إنهم دائما يكذبون ونادرا ما يقولون الحقيقة”.
وتطرق نتنياهو في الرسالة المصورة إلى كلمات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان حول وجود مشاكل في المياه والكهرباء والمال والتضخم، حيث قال “كل شيء ينهار.. في هذا الصيف القائظ لا يوجد حتى مياه نظيفة وباردة لأطفالكم.. هذه هي قمة النفاق وعدم الاحترام لشعب إيران.. أنتم لا تستحقون هذا الوضع”.
وتابع نتنياهو قائلا: “لكن لدي أخبار سارة جدا.. إسرائيل رائدة عالميا في إعادة تدوير المياه فنحن نعيد تدوير 90% من مياه الصرف الصحي لدينا.. كما أننا رواد في تحلية المياه.. نحن نعرف تماما ما يجب فعله حتى تحصل إيران أيضا على وفرة من المياه”.
وأردف بالقول: “قبل نحو عقد من الزمان، أطلقت قناة على تلغرام باللغة الفارسية لتثقيف الإيرانيين حول إدارة المياه.. وانضم إلينا 100 ألف إيراني على الفور تقريبا.. لا يضاهي عطش إيران للمياه إلا عطشها للحرية.. لذا، إليكم الخبر السار سنساعد إيران على إعادة تدوير المياه وسنساعدها على تحلية المياه.. كيف سيكون ذلك؟ تخيلوا التزلج على الماء مجددا عند سد كرخه مع عائلاتكم.. تخيلوا المشي جنبا إلى جنب مع زوجاتكم على ضفاف نهر فرحزاد الغزير الذي جف تماما الآن.. تخيلوا الأشجار العطشى في نافران ودربند تستقبل مياها غزيرة.. مثل الأشجار في معاقل الحرس الثوري.. تخيلوا بحيرة أرومية في شمال غرب إيران تعود إلى روعة ما كانت عليه”.
وأفاد في رسالته: “كل هذا ليس حلما.. قد يكون واقعكم.. ولكن بدلا من تحقيقه، يفرض عليكم ديكتاتوريوكم الاستبداد والفقر، كما يفرضون علينا الحرب.. حرمتم من أبسط حقوقكم الإنسانية على مدى 46 عاما، ألا وهي الحق في التعبير عن أنفسكم بحرية، والكتابة والتحدث والغناء كما يحلو لكم.. هنا لدي كتب لإيرانيين شجعان، معارضين مؤثرين، يكتبون الحقيقة وينطقون بها، لكن كتبهم لا تنشر إلا خارج إيران.. هذا هو القمع.. هذه هي القسوة”.
وأشار رئيس الوزراء: “أنتم أحفاد كورش الكبير، تستحقون أكثر من ذلك بكثير.. أنتم لا تستحقون قادة يفرون من البلاد ويتركونكم تواجهونها وحدكم في حرب ضارية.. الأموال أحرقت في الجحيم أرسلت مئات المليارات من الدولارات ليس لمرضاكم ولا للمدارس ولا للطرق بل لحماس وحزب الله والحوثيين”.
واستطرد قائلا: “ليس بالضرورة أن يكون الأمر كذلك.. أحثكم على التحلي بالجرأة والشجاعة.. أن تجرؤوا على الحلم.. أن تخاطروا من أجل حريتكم ومستقبلكم وعائلاتكم.. الأمر يستحق ذلك.. انزلوا إلى الشوارع.. طالبوا بالعدالة.. طالبوا بالمساءلة.. تظاهروا ضد الاستبداد.. ابنوا مستقبلا أفضل لعائلاتكم ولجميع مواطني إيران.. لا تدعوا المتعصبين يدمرون حياتكم ولو لدقيقة واحدة.. اعلموا هذا.. لستم وحدكم أنا معكم. إسرائيل معكم العالم الحر بأكمله معكم”.
واختتم نتنياهو حديثه قائلا: “قريبا ستتحرر بلادكم.. وستتوفر المياه.. وسيتعافى اقتصادكم ويزدهر.. وسيعود أطفالكم سعداء مطمئنين.. وكما قال صاحب رؤية الدولة بنيامين زئيف هرتزل “إن شئتم، فالأمر ليس خيالا.. إن شئتم، فإيران الحرة ليست حلما.. الآن هو وقت العمل.. الآن هو وقت النضال من أجل الحرية.. إيران للإيرانيين!”.
المصدر: RT