دواء لمرضى السكر قد يؤخر الإصابة بشيخوخة الدماغ.. دراسة تكشف التفاصيل
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
وجد الباحثون، في دراسة استمرت 40 شهرا، أن عقارا منخفض التكلفة لعلاج مرض السكر يبطئ الشيخوخة لدى القرود الذكور وهو فعال بشكل خاص في تأخير آثار الشيخوخة على الدماغ.
وتشير النتائج إلى أن الميتفورمين، وهو دواء شائع الاستخدام، قد يؤخر عملية الشيخوخة لدى البشر، وأظهرت القرود التي تتلقى الميتفورمين كل يوم تدهورا أبطأ في الدماغ المرتبط بالعمر مقارنة بتلك التي لم تتناول الدواء.
وعلاوة على ذلك، فإن نشاطها العصبي يشبه نشاط القرود الأصغر سنا بست سنوات (أي ما يعادل نحو 18 عاما من عمر الإنسان)، كما تحسنت قدرة الحيوانات على الإدراك وحافظت على وظائف الكبد.
وذكرت الدراسة التي نشرتها مجلة Cell في 12 سبتمبر، أن الميتفورمين يبطئ وتيرة الشيخوخة عبر أنسجة الرئيسيات الذكور المتنوعة.
وتم استخدام الميتفورمين لأكثر من 60 عاما لتقليل مستويات السكر في الدم لدى المصابين بداء السكري من النوع الثاني، وهو ثاني أكثر الأدوية الموصوفة في الولايات المتحدة.
ومن المعروف منذ فترة طويلة أن الدواء له تأثيرات تتجاوز علاج مرض السكري، ما دفع الباحثين إلى دراسته ضد حالات، مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والشيخوخة.
وتشير البيانات من الديدان والقوارض والذباب والبشر الذين تناولوا عقار السكري إلى أنه قد يكون له تأثيرات مضادة للشيخوخة.
ومع ذلك، لم يتم اختباره بشكل مباشر على الرئيسيات لمعرفة فعاليته ضد الشيخوخة، ومن غير الواضح ما إذا كانت تأثيراته المضادة للشيخوخة المحتملة تتحقق عن طريق خفض نسبة السكر في الدم أو من خلال آلية منفصلة.
وأجرى جوانغوي ليو، عالم الأحياء الذي يبحث في الشيخوخة في الأكاديمية الصينية للعلوم في بكين، وزملاؤه، دراسة لاختبار الدواء على 12 من ذكور قرود المكاك المسنة، فيما تتألف المجموعة الضابطة من 16 قردا مسنا و18 حيوانا صغيرا أو متوسط العمر.
وكل يوم، يتم إعطاء القرود الجرعة القياسية من الميتفورمين المستخدم لعلاج مرض السكري لدى البشر.
وتم إعطاء الحيوانات الدواء لمدة 40 شهرا، أي ما يعادل نحو 13 عاما.
وخلال الدراسة، أخذ ليو وزملاؤه عينات من الأنسجة والأعضاء من 79 نوعا من القرود، وصوروا أدمغة الحيوانات، وأجروا فحوصات بدنية روتينية.
ومن خلال تحليل النشاط الخلوي في العينات، أنشأ الباحثون نموذجا حسابيا لتحديد العمر البيولوجي للأنسجة، والذي قد يختلف عن العمر الزمني للحيوانات.
ولاحظ الباحثون أن الدواء أبطأ عملية الشيخوخة البيولوجية لأنسجة مختلفة، مثل الرئة والكلى والكبد والجلد والفص الجبهي للدماغ. كما اكتشفوا أنه يقلل من الالتهاب المزمن، وهو مؤشر أساسي للشيخوخة.
ولم تكن الدراسة تهدف إلى تحديد ما إذا كان الدواء يطيل عمر الحيوانات. ولم تثبت الأبحاث السابقة تأثيرا على عمر الحيوانات، ولكنها أظهرت أنه يطيل عمر الصحة، أي عدد السنوات التي يعيشها الكائن الحي بصحة جيدة.
وأوضح ليو: "الميتفورمين لديه القدرة على عكس شيخوخة الأعضاء لدى القرود بشكل فعال".
كما حدد الباحثون مسارا محتملا يحمي به الدواء الدماغ، حيث يعمل على تنشيط بروتين يسمى NRF2، والذي يحمي الخلايا من التلف الناتج عن الإصابة والالتهاب.
ورغم أن هذه النتائج مشجعة، يقول ليو إن المزيد من الأبحاث ستكون ضرورية لدراسة العقار قبل التحقق من صحته كمركب مضاد للشيخوخة لدى البشر.
وبدأ ليو وزملاؤه تجربة على 120 شخصا بالشراكة مع شركة "ميرك"، وهي شركة أدوية حيوية في دارمشتات بألمانيا، والتي طورت وأنتجت الميتفورمين. وستحدد التجربة ما إذا كان العقار قادرا على تأخير الشيخوخة لدى البشر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مرض السكر الشيخوخة الميتفورمين وظائف الكبد الولايات المتحدة علاج مرض السكر لدى البشر
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف أرقام ضخمة لعدد القتلى والجرحى في الحرب الروسية الأوكرانية
كشفت دراسة جديدة مقتل أو إصابة ما يقرب من مليون جندي روسي في الغزو الكامل لأوكرانيا، وهو مقياس مروع للتكلفة البشرية للهجوم الذي شنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن على جارته لمدة ثلاث سنوات.
وذكرت الدراسة، التي نشرها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، وهو مركز أبحاث في واشنطن العاصمة، أن روسيا ستصل على الأرجح إلى مليون ضحية هذا الصيف، وقالت إن هذا "الإنجاز المذهل كان دليلًا على استخفاف بوتين الصارخ بجنوده".
ووفقًا للدراسة، من بين الضحايا الروس الذين يُقدر عددهم بـ 950 ألفًا حتى الآن، لقي ما يصل إلى 250 ألفًا حتفهم، بحسب ما نقلت شبكة "سي إن إن".
وأضافت الدراسة "لم تقترب أي حرب سوفيتية أو روسية منذ الحرب العالمية الثانية حتى من أوكرانيا من حيث معدل الوفيات". وأضافت أن أوكرانيا تكبدت ما يقرب من 400 ألف ضحية، مع ما بين 60 ألفًا و100 ألف حالة وفاة.
وعلى الرغم من أن كييف لا تكشف عن خسائرها القتالية بأي تفاصيل، ويُعتقد أن موسكو تُقلل بشكل كبير من تقدير خسائرها، إلا أن أرقام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية تتوافق مع تقييمات الاستخبارات البريطانية والأمريكية.
وفي آذار/ مارس الماضي، قدرت وزارة الدفاع البريطانية أن روسيا تكبدت حوالي 900 ألف إصابة منذ عام 2022. ولعدة أشهر، قدرت أن روسيا تخسر حوالي 1000 جندي يوميًا، سواءً قتلى أو جرحى. وبناءً على هذا التوجه، يُتوقع أن تتجاوز روسيا عتبة المليون جندي في الأسابيع المقبلة.
لادعاءات بعض المشرعين الغربيين بأن روسيا تُمسك "بكل الأوراق" في الحرب في أوكرانيا، استخدمت دراسة مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أرقام الخسائر الروسية - بالإضافة إلى تقديرات خسائرها في المعدات الثقيلة ومكاسبها الإقليمية البطيئة - كدليل على أن الجيش الروسي "كان أداؤه ضعيفًا نسبيًا في ساحة المعركة" وفشل في تحقيق أهدافه الحربية الرئيسية.
وبعد أن صدت أوكرانيا الهجوم الروسي الأولي "الخاطف" عام 2022، أصبحت الحرب منذ ذلك الحين استنزافية، فبينما عززت كييف صفوفها بالخنادق والألغام، ضخت موسكو المزيد والمزيد من القوات فيما أصبح يُعرف بهجمات "مفرمة اللحم"، مُزجّت بالجنود في حملات لتحقيق مكاسب إقليمية هامشية فقط، وفقًا للدراسة.
وفي منطقة خاركيف الشمالية الشرقية، تقدمت القوات الروسية بمعدل 50 مترًا فقط يوميًا، وفقًا للدراسة. وهذا أبطأ من التقدم البريطاني والفرنسي في معركة السوم خلال حرب الخنادق في الحرب العالمية الأولى.
وبسبب بطء وتيرة التقدم، لم تستولِ روسيا سوى على 1 بالمئة من الأراضي الأوكرانية منذ كانون الثاني/ يناير 2024، وهو ما وصفه المؤلفون بأنه "كمية ضئيلة".
وتحتل روسيا الآن حوالي 20 بالمئة من أراضي أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
لكن تراجع مكاسب روسيا الإقليمية لم يُحدث تغييرًا في استراتيجيتها. وللحفاظ على معدل الخسائر الهائل في صفوف روسيا، جنّد الكرملين مدانين من سجونه، واستقبل أكثر من 10,000 جندي من حليفته كوريا الشمالية، لكنه ترك أبناء النخبة في موسكو وسانت بطرسبرغ سالمين إلى حد كبير.