وجد الباحثون، في دراسة استمرت 40 شهرا، أن عقارا منخفض التكلفة لعلاج مرض السكر يبطئ الشيخوخة لدى القرود الذكور وهو فعال بشكل خاص في تأخير آثار الشيخوخة على الدماغ.

وتشير النتائج إلى أن الميتفورمين، وهو دواء شائع الاستخدام، قد يؤخر عملية الشيخوخة لدى البشر، وأظهرت القرود التي تتلقى الميتفورمين كل يوم تدهورا أبطأ في الدماغ المرتبط بالعمر مقارنة بتلك التي لم تتناول الدواء.

وعلاوة على ذلك، فإن نشاطها العصبي يشبه نشاط القرود الأصغر سنا بست سنوات (أي ما يعادل نحو 18 عاما من عمر الإنسان)، كما تحسنت قدرة الحيوانات على الإدراك وحافظت على وظائف الكبد.

وذكرت الدراسة التي نشرتها مجلة Cell في 12 سبتمبر، أن الميتفورمين يبطئ وتيرة الشيخوخة عبر أنسجة الرئيسيات الذكور المتنوعة.

وتم استخدام الميتفورمين لأكثر من 60 عاما لتقليل مستويات السكر في الدم لدى المصابين بداء السكري من النوع الثاني، وهو ثاني أكثر الأدوية الموصوفة في الولايات المتحدة.

ومن المعروف منذ فترة طويلة أن الدواء له تأثيرات تتجاوز علاج مرض السكري، ما دفع الباحثين إلى دراسته ضد حالات، مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والشيخوخة.

وتشير البيانات من الديدان والقوارض والذباب والبشر الذين تناولوا عقار السكري إلى أنه قد يكون له تأثيرات مضادة للشيخوخة.

ومع ذلك، لم يتم اختباره بشكل مباشر على الرئيسيات لمعرفة فعاليته ضد الشيخوخة، ومن غير الواضح ما إذا كانت تأثيراته المضادة للشيخوخة المحتملة تتحقق عن طريق خفض نسبة السكر في الدم أو من خلال آلية منفصلة.

وأجرى جوانغوي ليو، عالم الأحياء الذي يبحث في الشيخوخة في الأكاديمية الصينية للعلوم في بكين، وزملاؤه، دراسة لاختبار الدواء على 12 من ذكور قرود المكاك المسنة، فيما تتألف المجموعة الضابطة من 16 قردا مسنا و18 حيوانا صغيرا أو متوسط ​​العمر.

وكل يوم، يتم إعطاء القرود الجرعة القياسية من الميتفورمين المستخدم لعلاج مرض السكري لدى البشر.

وتم إعطاء الحيوانات الدواء لمدة 40 شهرا، أي ما يعادل نحو 13 عاما.

وخلال الدراسة، أخذ ليو وزملاؤه عينات من الأنسجة والأعضاء من 79 نوعا من القرود، وصوروا أدمغة الحيوانات، وأجروا فحوصات بدنية روتينية.

ومن خلال تحليل النشاط الخلوي في العينات، أنشأ الباحثون نموذجا حسابيا لتحديد العمر البيولوجي للأنسجة، والذي قد يختلف عن العمر الزمني للحيوانات.

ولاحظ الباحثون أن الدواء أبطأ عملية الشيخوخة البيولوجية لأنسجة مختلفة، مثل الرئة والكلى والكبد والجلد والفص الجبهي للدماغ. كما اكتشفوا أنه يقلل من الالتهاب المزمن، وهو مؤشر أساسي للشيخوخة.

ولم تكن الدراسة تهدف إلى تحديد ما إذا كان الدواء يطيل عمر الحيوانات. ولم تثبت الأبحاث السابقة تأثيرا على عمر الحيوانات، ولكنها أظهرت أنه يطيل عمر الصحة، أي عدد السنوات التي يعيشها الكائن الحي بصحة جيدة.

وأوضح ليو: "الميتفورمين لديه القدرة على عكس شيخوخة الأعضاء لدى القرود بشكل فعال".

كما حدد الباحثون مسارا محتملا يحمي به الدواء الدماغ، حيث يعمل على تنشيط بروتين يسمى NRF2، والذي يحمي الخلايا من التلف الناتج عن الإصابة والالتهاب.

ورغم أن هذه النتائج مشجعة، يقول ليو إن المزيد من الأبحاث ستكون ضرورية لدراسة العقار قبل التحقق من صحته كمركب مضاد للشيخوخة لدى البشر.

وبدأ ليو وزملاؤه تجربة على 120 شخصا بالشراكة مع شركة "ميرك"، وهي شركة أدوية حيوية في دارمشتات بألمانيا، والتي طورت وأنتجت الميتفورمين. وستحدد التجربة ما إذا كان العقار قادرا على تأخير الشيخوخة لدى البشر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مرض السكر الشيخوخة الميتفورمين وظائف الكبد الولايات المتحدة علاج مرض السكر لدى البشر

إقرأ أيضاً:

دراسة جديدة: الكروموسوم X الثاني لدى النساء.. ما دوره المحتمل في الإصابة بالأمراض؟

أظهرت الدراسات أن الكروموسوم X الثاني عند النساء يمكن أن يسبب فرط نشاط في جهاز المناعة، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض مناعية ذاتية. اعلان

تتزايد الأبحاث في السنوات الأخيرة حول دور الكروموسوم X الثاني لدى النساء، خصوصًا مع التقدم الكبير في تقنيات دراسة الجينات والكروموسومات. وأظهرت دراسات عدة، من بينها أبحاث عالمة الوراثة إديث هيرد التي حصلت على الميدالية الذهبية من المركز الوطني للبحث العلمي عام 2024، أن هذا الكروموسوم يلعب دورًا مهمًا في ظهور أمراض المناعة الذاتية، وقد يكون له تأثير في أمراض أخرى.

أصبح استكشاف دور الكروموسومات أكثر توسعًا بسبب توفر تقنيات وأدوات حديثة تسمح بدراسة هذه البُنى المعقدة داخل جسم الإنسان. والكروموسومات هي الهياكل التي تحمل المعلومات الوراثية في خلايانا.

Related تساؤلات حول قواعد التبرع بالحيوانات المنوية في أوروبا وقلق من انتشار الأمراض الوراثيةقرارات تقشفية وعواقب صحية خطيرة.. مخاوف من انتشار الأمراض المنقولة جنسيًا في أمريكادراسة بريطانية: تعديل الجينات يحمي الأجنة من الأمراض الوراثية

يمتلك الرجال كروموسوم X وكروموسوم Y، بينما تمتلك النساء كروموسومين X. قد يشكل وجود كروموسومين X لدى النساء ميزة في مواجهة بعض الأمراض، إذ إذا تعاطل أحدهما يمكن للآخر أن يعوضه. لكن من جهة أخرى، يمكن أن يتسبب وجود كروموسومين X أحيانًا بمشاكل صحية كبيرة.

في الأساس، خلال تكوين الجنين عند النساء، يتم "إيقاف" أحد هذين الكروموسومين بشكل عشوائي، حيث يضع الجسم أحدهما في حالة خمول. هذا يساوي بين الرجال والنساء من حيث عدد الكروموسومات X النشطة، إذ يكون لدى كل منهما كروموسوم X واحد فقط يعمل.

إعادة تفعيل كروموسوم X تسبب نشاطًا مفرطًا في جهاز المناعة

لكن في بعض الأحيان، لا يكون الكروموسوم الثاني، الذي كان في حالة خمول، نائمًا بشكل كامل، بل تُعاد تنشيط بعض جيناته. وكروموسوم X يحمل العديد من جينات الجهاز المناعي، وهو نظام الدفاع الطبيعي للجسم. مع وجود كروموسومين X نشيطين في الوقت نفسه، يصبح جهاز المناعة مفرط النشاط، فيفرط في الحماية إلى حد أن يهاجم الجسم نفسه، ما يؤدي إلى أمراض مناعية ذاتية. هناك أكثر من 80 مرضًا مناعيًا ذاتيًا، نادرًا ما تكون مميتة لكنها غالبًا ما تسبب إعاقات. من أبرزها الذئبة الحمراء، والتصلب المتعدد، والتهاب المفاصل الروماتويدي. والنتيجة أن 8 من كل 10 مرضى بهذه الأمراض هم من النساء في المتوسط.

فيما يتعلق بالأمراض التي تصيب النساء بشكل رئيسي، كان العلماء يعتقدون لفترة طويلة أن الهرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون هي السبب. لكن بعيدًا عن أمراض المناعة الذاتية، بدأوا يكتشفون تدريجيًا أن الكروموسوم X الثاني له دور مهم يُحتمل أن يكون سببًا في بعض السرطانات، والأمراض الأيضية، والأمراض التنكسية العصبية، وأمراض القلب والأوعية الدموية. وهذه فرضيات وموضوعات بحث مستقبلية مهمة لخبراء علم الوراثة وعلم التخلق (الإيبيجينيتك)، إذ لا يزال هناك الكثير لاكتشافه في هذا المجال.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف هل الشفاة الممتلئة هي الأكثر جاذبية
  • مافيش حقن.. دراسة جديدة تكشف استبدال الإبر بخيط الأسنان | اعرف التفاصيل
  • وكالة أدوية توصي بالموافقة على دواء يبطئ الزهايمر.. تفاصيل
  • كيف تؤثر التغيرات الهرمونية على خطر سرطان الثدي؟.. دراسة توضح
  • دراسة: غذاء رخيص ومتوفر يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بألزهايمر
  • دراسة: شرب القهوة في هذا الوقت يقلل خطر الوفاة
  • بشرى لـ مرضى الزهايمر.. بيضة واحدة أسبوعيا تقي خطر الإصابة
  • دراسة جديدة: التعرض للمواد الكيميائية الدائمة قد يزيد خطر الإصابة بالسكري
  • دراسة جديدة: الكروموسوم X الثاني لدى النساء.. ما دوره المحتمل في الإصابة بالأمراض؟
  • دراسة: المشي 7 آلاف خطوة يوميا يقلل الوفاة المبكرة