هاريس وأفق السلام الفلسطيني الإسرائيلي
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
إذا اتخذت كامالا هاريس، المرشحة «الديمقراطية» لمنصب رئيس الولايات المتحدة، موقفاً حاسماً يطالب إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار الفوري وعدم تقييد وصول المساعدات للفلسطينيين، فإنها ستعزز تقدمها في الانتخابات على منافسها «الجمهوري» دونالد ترامب. هذه واحدة من النتائج الرئيسية لاستطلاع رأي أجراه المعهد العربي الأمريكي مؤخراً بالتعاون مع خبير استطلاعات الرأي «جون زغبي».
ففي الفترة بين مؤتمري الحزبين «الجمهوري» و«الديمقراطي»، أجرى المعهد العربي الأمريكي استطلاعاً للرأي، شمل 2505 من الناخبين الأمريكيين، لتقييم مدى تأثير الحرب في غزة والسياسة الأمريكية تجاه سلوك إسرائيل في هذه الحرب على أصواتهم في نوفمبر.
وتوصل الاستطلاع إلى أن 15% من الناخبين يرون أن الأزمة في غزة ستكون «مهمة للغاية» في تحديد تصويتهم (وقال 33% آخرون إنها «مهمة إلى حد ما»). ولكن في هذه القضية، مثل العديد من القضايا الأخرى في أمريكا اليوم، هناك انقسام حزبي عميق حيث يميل «الجمهوريون» إلى دعم إسرائيل بشكل أكبر، ويميل «الديمقراطيون» إلى تفضيل الفلسطينيين.
وإذا نظرنا عن كثب إلى البيانات، فسنجد أن الانقسام الحزبي ينشأ في واقع الأمر عن اختلافات عميقة في وجهات نظر المجموعات الديموغرافية التي تشكل قاعدة كل حزب حيث نجد الناخبين الأصغر سناً وغير البيض أكثر تعاطفاً مع الفلسطينيين ومنتقدين لإسرائيل، في حين نجد كبار السن من البيض أكثر ميلاً إلى إسرائيل. على سبيل المثال، لا يوافق أغلب الناخبين في كافة الفئات، باستثناء «الجمهوريين»، على الطريقة التي تدير بها إسرائيل الحرب، ويشعرون بأن إسرائيل استخدمت قدراً كبيراً من القوة في غزة، ويريدون وقف إطلاق النار الفوري، ويعارضون الدعم المالي والعسكري غير المقيد لإسرائيل إذا استمرت في العمل بطريقة تُعرّض حياة المدنيين للخطر.
إن أغلبية الناخبين (بنسبة 43%) لا توافق على الطريقة التي تدير بها إسرائيل الحرب، في حين يوافق عليها ثلث الناخبين فقط. ويشمل هؤلاء الرافضون 54% من الديمقراطيين و52% من الناخبين الشباب. وبالإضافة إلى ذلك، يرى 36% من الناخبين المحتملين أن إسرائيل استخدمت قدراً مفرطاً من القوة، بما في ذلك 46% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً.
وأحد المجالات التي تحظى بإجماع شبه كامل هو ما يتعلق بأهمية «وقف إطلاق النار الفوري»، إذ يقول ثلاثة أرباع الناخبين، إن هذا الأمر مهم بالنسبة لهم ويقول نصفهم إنه «مهم للغاية» ويقول ربع آخر إنه «مهم إلى حد ما».
ويقول 11% فقط إنه «ليس مهماً». وتشمل هذه الأغلبية العظمى «الديمقراطيين» و«الجمهوريين» والمستقلين، وأغلبية كل فئة فرعية ديموغرافية. وتأتي الأغلبية الأكبر بطبيعة الحال من الناخبين الشباب وغير البيض. وتقول نسب ضئيلة للغاية في كل الفئات، إن وقف إطلاق النار الفوري ليس مهماً. وهناك مجال آخر يحظى بدعم قوي من أغلب الفئات الفرعية من الناخبين، وهو الرد على سؤال عما إذا كان ينبغي لإسرائيل أن تستمر في تلقي المساعدات الأميركية غير المقيدة أو ما إذا كان ينبغي أن تكون هذه المساعدات مشروطة باستخدام إسرائيل لهذه المساعدات بطريقة تضر بالمدنيين.
ويشعر 28% فقط بأن إسرائيل يجب أن تتلقى دائماً مساعدات غير مقيدة، بينما يقول 51% إنه لا ينبغي أن تكون هناك مساعدات غير مقيدة إذا كانت إسرائيل تعرّض المدنيين للخطر. وفي هذا السؤال، ينقسم الناخبون «الجمهوريون» بالتساوي بنسبة 40%، بينما يعارض «الديمقراطيون» بهامش 59% إلى 20% المساعدات غير المقيدة لإسرائيل.
ويعارضها المستقلون بنسبة 56% إلى 26%. بشكل عام، حصلت إدارة بايدن على درجات منخفضة لتعاملها مع الحرب - 31% إيجابية و50% سلبية - وهي وجهة نظر سلبية يتقاسمها الناخبون في جميع الأحزاب والمجموعات الديموغرافية. ويكشف الاستطلاع أن هذا الاستياء يوفر فرصة لنائبة الرئيس هاريس. فعندما سُئل الناخبون عن كيفية تأثير ذلك على تصويتهم إذا طالبت هاريس إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار الفوري ودخول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى غزة، أيد الناخبون بأغلبية ساحقة مثل هذه الخطوة، بينما عارضها عدد ضئيل فقط. وتُظهر نظرة أعمق للأرقام مكسباً كبيراً ومخاطرة ضئيلة جداً لهاريس من خلال اتخاذ هذا الموقف، بما في ذلك نتائج إيجابية للغاية وقليل من السلبيات بين معظم المجموعات الرئيسية، بما في ذلك أغلبية الناخبين اليهود.
كما سيُكسِبها دعم أغلبية الناخبين «الديمقراطيين» التقليديين الذين يدعمون حالياً مرشحي الأحزاب الثالثة أو الذين ما زالوا غير حاسمين. بشكل عام، إذا اتخذت هاريس هذا الموقف، فإن حصيلة التصويت لصالحها سترتفع من 44% إلى 50%. وتنطبق نفس النتائج الإيجابية إذا دعمت هاريس تعليق شحنات الأسلحة وحجب الدعم الدبلوماسي لإسرائيل حتى يتم وقف إطلاق النار وانسحاب القوات من غزة. ومن شأن مثل هذا الموقف أن يزيد من دعمها من 44% إلى 49%. وكشف الاستطلاع أيضاً أن «الديمقراطيين»، الذين يشعرون بالقلق إزاء عمر الرئيس بايدن وقدرته، كانوا داعمين بشكل كبير لقراره بالتنحي عن منصبه كمرشح. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص بين الناخبين الديمقراطيين.
وكانت سياسة الرئيس تجاه غزة أيضاً عاملاً، خاصة بين الناخبين الشباب وغير البيض. في بداية أغسطس، أحرزت نائبة الرئيس هاريس تقدماً ضئيلاً على الرئيس السابق ترامب في كل من المنافسة المباشرة والمنافسة بين المرشحين المتعددين.
ووجد هذا الاستطلاع أن الأمر نفسه صحيح. لقد عزز كل من هاريس وترامب الدعم بين الناخبين من حزبيهما. وتقييمات هاريس الإيجابية/غير الإيجابية أفضل من تقييمات ترامب، حيث يأتي أقوى دعم لها من الناخبين الشباب وغير البيض.
أما دعم ترامب فهو الأقوى بين الناخبين البيض. ونظراً للانقسامات العميقة بين الناخبين الأمريكيين، فمن المرجح أن تظل المنافسة الرئاسية متقاربة. أحد المجالات التي يمكن أن ينمو فيها الدعم لهاريس هو البناء على تعاطفها المعلن بالفعل مع معاناة الفلسطينيين، ودعوتها إلى وقف إطلاق النار الفوري، وقلقها الضمني بشأن كيفية تصرف إسرائيل في هذه الحرب من خلال توضيح أنه ستكون هناك عواقب إذا استمرت الحرب، وهي الخطوة التي كان الرئيس بايدن متردداً في اتخاذها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه هاريس غزة امريكا غزة الصراع هاريس الاستطلاعات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة تفاعلي سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار الفوری الناخبین الشباب بین الناخبین من الناخبین
إقرأ أيضاً:
تصعيد عسكري واسع يواكب محادثات السلام الروسية الأوكرانية
تبادلت روسيا وأوكرانيا الهجمات العسكرية اليوم قبل اجتماع مسؤولين من البلدين اليوم في مدينة إسطنبول بتركيا لإجراء الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة بينهما.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم أن دفاعاتها الجوية أسقطت 162 مسيرة أوكرانية، كانت في طريقها نحو أهداف مدنية، فوق عدة مقاطعات روسية الليلة الماضية ـمنها 57 مسيرة، تم إسقاطها فوق مقاطعة كورسك، و31 مسيرة أسقطت فوق مقاطعة وبيلغورود.
واعتبرت الوزارة أن الهجمات الأوكرانية على المنشآت المدنية في روسيا "محاولة صرف الانتباه عن فشل ما تسميه بـالهجوم المض، الذي كانت قد أعلنت عنه في يونيو/ حزيران 2023"
وأضافت أن القوات المسلحة الأوكرانية" تستهدف بشكل شبه يومي، المناطق الحدودية الروسية في جمهورية القرم ومقاطعات بيلغورود وبريانسك وكورسك وفورونيج، بالمسيرات والصواريخ، بهدف زرع الرعب في صفوف المدنيين".
هجوم غير مسبوق
وشنت أوكرانيا أمس الأحد هجوما منسقا واسع النطاق وغير مسبوق بواسطة مسيرات على مطارات عسكرية في روسيا وصولا إلى سيبيريا. وقالت إنها استهدفت قاذفات روسية بعيدة المدى ذات قدرة نووية في سيبيريا وقواعد عسكرية أخرى.
وقال أندريه كوفالينكو المسؤول في مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني اليوم الاثنين إن أوكرانيا دمرت 13 طائرة على الأقل خلال هجوم على قواعد جوية روسية.
وذكر كوفالينكو، وهو رئيس مركز مكافحة التضليل الإعلامي في المجلس، في منشور على تطبيق تيليغرام أن أضرارا لحقت أيضا ببعض الطائرات الأخرى خلال الهجوم.
في حين قال سلاح الجو الأوكراني إن الكرملين أطلق 472 طائرة مسيرة على أوكرانيا، وهو أكبر عدد تطلقه روسيا في ليلة واحدة خلال الحرب.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن عمليات قصف وهجمات جوية روسية أسفرت عن مقتل 5 أشخاص بالقرب من مدينة زابوريجيا في جنوب شرق أوكرانيا أوكرانيا.
إعلانبينما أدى هجوم بطائرات مسيرة على منطقة سومي بشمال شرق البلاد في وقت مبكر من اليوم الاثنين إلى إصابة 6 على الأقل بينهم طفلان.
وذكر إيفان فيدوروف حاكم منطقة زابوريجيا عبر تطبيق تيليغرام أن3 نساء قُتلن في سلسلة من عمليات القصف الروسي على قرية ترنوفات شرقي مدينة زابوريجيا في وقت متأخر من أمس ولحقت أيضا أضرار بالغة بمتجر وعدة منازل.
وقال فيدوروف إن رجلا لقي حتفه في منطقة مجاورة في ضربة روسية بقنبلة جوية موجهة. وأصيب تسعة أشخاص في الهجمات الروسية التي دمرت منزلا خاصا.
وذكر أوليه سينيهوبوف حاكم منطقة سومي اليوم عبر تيليغرام إن طفلين من بين المصابين في هجوم روسي بطائرة مسيرة على المنطقة. وقال إن طفلا عمره 7 أعوام من بين الضحايا وأن مبان عديدة في أنحاء المنطقة تضررت.
على الجانب الآخر قال مسؤولون روس اليوم إن هجمات أوكرانية بالمسيرات على منطقتي كورسك وفورونيج الروسيتين تسببت في إشعال حرائق في مناطق سكنية وعطّلت حركة المرور على طريق سريع رئيسي.
وقال ألكسندر خينشتاين القائم بأعمال حاكم كورسك إن الحطام المتساقط من الطائرات المسيرة المدمرة في كورسك تسبب في إشعال حرائق في عدة منازل وإلحاق أضرار بوحدات سكنية.
مسيرة أوكرانية، قال حاكم المنطقة ألكسندر جوسيف، إن حطام الطائرات المسيرة قطع خطوط الكهرباء التي سقطت على الطريق السريع الرئيسي إم-4.
وأضاف جوسيف أنه تم إغلاق جزء صغير من الطريق السريع، الذي يربط مدن موسكو وفورونيج وروستوف أون دون وكراسنودار. وأضاف عبر تيليغرام أن حطام المسيرات المتساقط ألحق أضرارا بواجهات عدة منازل. وأكد حكام المنطقتين عدم وقوع إصابات.
وتسبق هجمات اليوم الاثنين الإعلان لقاء وفدي البلدين مجددا في مدينة اسطنبول بغية التحرك باتجاه إنهاء النزاع الذي بدأ مع حرب روسيا على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
إعلانومن المقرر أن يعقد الجانبان الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة بينهما لكنهما لا يزالان متباعدين بشأن كيفية إنهاء الحرب مع احتدام القتال.
وذكر كيث كيلوغ مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الجانبين سيقدمان في تركيا وثائقهما التي تحدد أفكارهما بشأن شروط السلام، على الرغم من أن من الواضح أن موسكو وكييف لا تزالان متباعدتين بعد ثلاث سنوات من الحرب.
وأشار كيلوج إلى أن الولايات المتحدة ستشارك في المحادثات، بل إن ممثلين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا سيشاركون أيضا على الرغم من أنه لم يتضح على أي مستوى ستكون الولايات المتحدة ممثلة.
مطالب أوكرانياوقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية إن وفد كييف وصل إلى إسطنبول، ومن المقرر عقد اجتماع بين الجانبين بعد ظهر اليوم الاثنين.
وورد في أمر تنفيذي أصدره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأحد أن وفد أوكرانيا سيضم أيضا نائب وزير الخارجية، بالإضافة إلى عدة مسؤولين عسكريين ومسؤولي مخابرات.
وأظهرت نسخة من وثيقة أوكرانية اطلعت عليها رويترز أن المفاوضين الأوكرانيين "سيقدمون في اسطنبول للجانب الروسي خارطة طريق مقترحة للتوصل إلى حل سلمي دائم".
ووفقا للوثيقة فإن كييف "تهدف إلى عدم وجود أي قيود على القوة العسكرية الأوكرانية بعد إبرام اتفاق سلام، وعدم وجود أي اعتراف دولي بالسيادة الروسية على أجزاء من أوكرانيا استولت عليها قوات موسكو، وكذلك تقديم تعويضات لأوكرانيا.
وأضافت الوثيقة أن الموقع الحالي لخط المواجهة سيكون نقطة البداية للمفاوضات حول الأراضي.
وسيترأس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي، وهو مساعد للرئيس فلاديمير بوتين استشهد بعد الجولة الأولى بما حدث مع الجنرال ورجل الدولة الفرنسي نابليون بونابرت في الماضي ليؤكد أن الحرب والمفاوضات يجب أن تتم دائما في الوقت نفسه.
إعلانوقال ميدينسكي، كبير مفاوضي الكرملين، أمس إن موسكو تلقت مسودة المذكرة الأوكرانية وصرح لوكالة الإعلام الروسية بأن الكرملين سيرد عليها اليوم.
وكان بوتين قد اقترح فكرة المحادثات المباشرة لأول مرة بعد أن طالبته أوكرانيا وقوى أوروبية بالموافقة على وقف إطلاق النار الذي رفضه الكرملين.
وقال بوتين إن روسيا ستضع مسودة مذكرة تحدد الخطوط العريضة لاتفاق سلام محتمل وبعدها فقط ستناقش وقف إطلاق النار.
وطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب روسيا وأوكرانيا بإحلال السلام، لكنهما لم تتوصلا حتى الآن إلى اتفاق، وحذر البيت الأبيض مرارا من أن الولايات المتحدة "ستنسحب" من جهود إنهاء الحرب إذا حال عناد الجانبين دون التوصل إلى اتفاق سلام.
يذكر أن الجولة الأولى من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا جرت في 16مايو/ أيار أسفرت عن أكبر عملية تبادل للأسرى في الحرب، لكنها لم تسفر عن أي بادرة سلام، أو حتى وقف لإطلاق النار، إذ اكتفى الطرفان بتحديد موقفيهما التفاوضيين المبدئيين.