إضافة خدمة الشحن LMX إلى ميناء الجبيل التجاري
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
الرياض
أعلنت الهيئة العامة للموانئ “موانئ” عن إضافة خدمة الشحن الجديدة “LMX” التابعة لشركة “CMA-CGM” إلى ميناء الجبيل التجاري، لدعم الصادرات الوطنية وتعزيز ربط المملكة بالأسواق العالمية.
ويأتي ذلك في إطار جهود “موانئ” لتحسين تصنيف المملكة بمؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، ورفع كفاءة الأداء التشغيلي بالموانئ، بما يُسهم في تحقيق مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية بترسيخ مكانة المملكة بصفتها مركزًا لوجستيًا عالميًا، ومحور ربط القارات الثلاث.
وتسهم الخدمة الجديدة في تعزيز الميزة التنافسية لميناء الجبيل التجاري، وتأكيد حضوره الدولي في قطاع النقل البحري واللوجستي، كونه يمتلك تجهيزات متطورة، قادرة على استقبال مختلف أنواع وأحجام السفن.
وتعمل خدمة الشحن الجديدة على ربط ميناء الجبيل التجاري بموانئ: إسكندرون ومرسين في تركيا، وجبل علي في الإمارات، وبيروت في لبنان، بطاقة استيعابية تصل إلى 3500 حاوية قياسية.
ويشكل ميناء الجبيل التجاري أحد الموانئ الرئيسة الداعمة لحركة الصادرات الوطنية إلى الأسواق العالمية، خاصة المنتَجات الصناعية، ومنتَجات مصانع البتروكيماويات بمدينة الجبيل الصناعية، مما يسهِم في تعزيز القدرة التنافسية للمملكة.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الهيئة العامة للموانئ موانئ ميناء الجبيل التجاري
إقرأ أيضاً:
إدارة الحشود في الحج.. منظومة متكاملة تنهض بها المملكة في خدمة ضيوف الرحمن
البلاد- جدة
تعد إدارة الحشود عنصرًا محوريًا لضمان سلامة ضيوف الرحمن، خلال تأديتهم للشعائر في منطقة محدودة خلال فترة زمنية قصيرة، ويتوافد أكثر من مليوني حاج من مختلف أنحاء العالم إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة خلال موسم الحج، مستهدفة الجهات ذات العلاقة منع التدافع والاختناق وتفادي الحوادث المؤسفة، وتنظيم حركة الحشود بين المشاعر، مع سرعة التعامل مع أي أزمات صحية أو أمنية، في ظل الاستفادة من التقنية لتحسين دقة التوقعات والقرارات على أرض الواقع.
نموذج عالمي
أصبحت تجربة المملكة في إدارة الحشود في الحج نموذجًا عالميًا في التنظيم البشري المتقدم، وإبراز قدرتها على إدارة ملايين الأفراد في وقت واحد بكفاءة واحترافية، مما يتطلب هذا الإنجاز تكاملًا بين التكنولوجيا، والخبرة الميدانية، والوعي الجماعي، وجعل هذه الجهود مثالًا يُحتذى في مناسبات جماهيرية كبرى حول العالم، في حين يرسم التكامل التقني بين وزارة الداخلية والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وتأتي منصتا “سواهر” و”سواهر قيادة” لتوفرا تحليلات ذكية لبث كاميرات متعددة في المشاعر المقدسة والمنافذ المؤدية إليها، مما يُمكّن من المتابعة اللحظية للحالة الميدانية وتحليل البيانات الضخمة لدعم اتخاذ القرار وتعزيز الكفاءة الأمنية.
مركز عمليات ذكي
يعدّ مركز عمليات مكة الذكية “SMART MOC” بمدينة مكة المكرمة أحد أهم الركائز التشغيلية التقنية المتقدمة التي تعزز من قدرات منظومة الحج من الجهات الحكومية العاملة في خدمة ضيوف الرحمن، ويهدف هذا المركز الواقع في مقر “سدايا” بمدينة مكة المكرمة إلى إدارة ومراقبة الأنظمة والمنصات المتقدمة التي تشرف عليها “سدايا”، لرفع مستوى الخدمات الرقمية المقدمة لحجاج بيت الله الحرام.
ويعزز المركز من مهام إدارة الحشود والقدرات الأمنية في المشاعر المقدسة من خلال منظومة متكاملة تشمل منصة “بصير” بالتعاون مع وزارة الداخلية، التي تُعالج البيانات بشكل لحظي باستخدام تقنيات وخوارزميات متقدمة لرصد أعداد الحشود وتوزيعها بدقة وكفاءة داخل بيئة الحرمين الشريفين.
وأسهمت “سدايا” ضمن جهودها لهذا العام في تطوير المنصة الرقمية الموحدة لتصاريح الحج “منصة تصريح” التي أطلقتها وزارة الداخلية لإصدار التراخيص والتصاريح التي تخول لحامليها من حجاج الداخل والخارج الدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة من خلال التكامل التقني مع وزارة الحج والعمرة عبر منصة “نسك” التي تخول للعاملين والمتطوعين في أعمال الحج كافة، والمركبات التي تنقلهم، الدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة مع إمكانية استعراض التصاريح عبر التطبيق الوطني الشامل “توكلنا”.
توكلنا
وأُطلقت في هذا السياق خدمة استعراض تصاريح الحج لهذا العام عبر التطبيق الوطني الشامل “توكلنا”، وذلك بالربط مع المنصة الرقمية الموحدة لتصاريح الحج “منصة تصريح”، وتعمل الخدمة على تسهيل استعراض جميع أنواع تصاريح الحج من الجهات الحكومية كافة، التي تشمل بطاقة تصريح الحاج، والتصاريح التي تخول حامليها من حجاج الداخل والخارج الدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بالتكامل التقني مع وزارة الحج والعمرة عبر منصة “نسك”، مثل تصريح العاملين في موسم الحج، وتصريح المتطوعين في أعمال الحج كافة، والمركبات التي تنقلهم.
وتمتدّ باقة الخدمات التي يقدمها التطبيق الوطني الشامل “توكلنا” لتسهيل رحلة ضيوف الرحمن, الذي يمثل أحد المُمكنات الرقمية البارزة التي تسهم بفعالية في تسهيل رحلة ضيوف الرحمن، من خلال ما يقدمه من خدمات متكاملة تلبي مختلف احتياجاتهم اليومية أثناء أداء مناسك الحج، ويُعد التطبيق أداة تقنية موثوقة، تعزز من راحة الحجاج وسلامتهم، بفضل ما يتميز به من تكامل في الخدمات وسرعة في الاستجابة، وبما يجعله رفيقًا رقميًا أساسيًا يسهم في الارتقاء بتنقلات ضيوف الرحمن وفق أعلى المعايير التقنية والتنظيمية.
ويُلبّي “توكلنا” العديد من المتطلبات اليومية واللحظية التي يحتاجه الحاج، ومن أبرزها خدمات أسعفني ونداء الاستغاثة التي تمكن الحاج من تقديم طلب للحالات الطارئة بخطوات سهلة وميسرة، بالإضافة إلى خدمات الطقس التي تمكن الحاج من معرفة توقعات الطقس اليومي، وخلال الأيام الخمس القادمة في المشاعر المقدسة، إضافةً إلى خدمة تحديد تجاه القبلة ومواقيت الصلاة والمصحف الشريف، إلى جانب العديد من الخدمات التي تُعين الحاج خلال حجه من أداء المناسك بكل يسر وأمان.
سدايا
وتعمل “سدايا” خلال موسم حج هذا العام على تسهيل دخول الحجاج عبر المنافذ الجوية والبحرية والبرية في المملكة من خلال توفير خدمات رقمية متقدمة تسهم في سرعة إنجاز دخول الحجاج بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية بالحج، وتعمل في (12) مطارًا بثمان دول ضمن مبادرة طريق مكة التي تنفذها وزارة الداخلية بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية على ضمان استمرارية الأعمال وانسيابية العمليات، إضافة إلى تقديم الدعم الفني والتقني المتواصل لعمل المحطات على مدار الساعة، بما يضمن تحقيق أعلى مستويات الأداء والتكامل.
وأنهت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، منظومة خدماتها التقنية والرقمية في إدارة الحشود التي تعد عنصرًا محوريًا لضمان سلامة ضيوف الرحمن، خلال تأديتهم مناسك الحج خلال موسم الحج، من خلال ببنية تحتية متطورة، تسهم من خلالها الهيئة في تسهيل إدارة الحشود، عبر زيادة أعداد أبراج الاتصالات ومنها أبراج الجيل الخامس “5G” بزيادة نسبية مقارنة بالعام السابق.
وعملت الهيئة على توسيع شبكة الواي فاي “Wi-Fi” لنقاط وصول مختلفة في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمشاعر المقدسة، مما يتيح للحجاج الاتصال بالإنترنت بسهولة، واستخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة الحشود، من خلال تحليل البيانات وتحسين تدفق الحشود، مما يسهم في اتخاذ قرارات فعّالة خلال عمليات التفويج.
وتوظف الهيئة استخدام تقنيات مثل الدرونز وإنترنت الأشياء في مراقبة حركة الحشود وتوجيه المركبات، الذي يعزز من كفاءة النقل داخل المشاعر المقدسة، وإجراء المسح الشامل للترددات المستخدمة من قبل الجهات الحكومية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، للتأكد من عدم وجود تداخلات تؤثر في جودة الخدمة، وتوفير فرق فنية متخصصة تعمل على مدار الساعة لمتابعة أداء الشبكات ومعالجة أي مشكلات قد تطرأ في الحج.
وتوفر الهيئة أنظمة اتصالات فورية بين فرق العمل المختلفة، مما يضمن تنسيقًا فعالًا وسرعة في الاستجابة في أثناء إدارة الحشود، وذلك وسط توقعات في ارتفاع حجم استهلاك البيانات، لمشاهدة أعداد ساعات كبيرة من المقاطع المرئية بدقة “1080p HD”، وتحديد رقم قياسي من إجراء الحجاج للمكالمات الصوتية، مما يؤكد كفاءة الشبكات وجودة الخدمة المقدمة.
تقنيات ذكية
تقوم وزارة الحج والعمرة بدورها في تنظيم وإدارة الحشود باستخدام أحدث التقنيات والأنظمة الذكية خلال موسم الحج، التي ظهرت من خلال مواصلة مركز الرصد والتحكم أعماله في متابعة وإدارة العمليات التشغيلية لموسم حج هذا العام 1446هـ، ضمن إطار متكامل من التنسيق المستمر وتوحيد الجهود، لضمان الفاعلية والكفاءة في الأداء، ورفع جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
ويعد المركز خطوة إستراتيجية في تحسين الأداء في قطاع الحج والعمرة، من خلال توحيد الجهود والربط الأمثل للبيانات وجميع المعلومات التي تخص رحلة ضيف الرحمن، من بلد القدوم حتى الوصول تشمل معلومات السكن في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويهدف المركز إلى رفع مستوى الامتثال والتأكد من تقديم جميع الخدمات المتفق عليها، ويعمل المركز بالتعاون مع جميع الشركاء، على رصد الأداء الميداني، ومتابعة حركة توافد ضيوف الرحمن، عبر أنظمة ذكية ومتطورة، إضافةً إلى شاشات تفاعلية ترصد البيانات في الوقت الفعلي، لضمان سير العمليات بسلاسة وكفاءة، دمج البيانات والأنظمة الخاصة بعالم الطيران والهدف منها تتبع رحلات الطيران الخاصة بضيوف الرحمن، لتحسين جودة الاستعداد المسبق لتقليل مدة الانتظار في المنافذ الجوية، وأسهم المركز في تقليلها إلى أقل من (40) دقيقة.
وتمنح الأنظمة رؤية شاملة لرحلة الضيف عبر لوحات متقدمة، وتتيح التقنيات المتوفرة تتبع الحافلات بالشراكة مع عدة جهات، لمعرفة مواقعها بشكل مباشر، ويعـد المركز حلقة وصل مع أكثر من 400 جهة في الداخل والخارج، ويوفر حلولًا للتحديات ويعزز الاستجابة السريعة، من خلال فريق متخصص في موسم الحج.
ويعكس مركز الرصد والتحكم، التحول الذي تشهده منظومة الحج، معززًا سرعة الاستجابة لأي طارئ، وتحسين تجربة الحجاج من خلال التدخل المبكر وتوفير حلول ميدانية آنية، ويأتي هذا الجهد ضمن التزامها بتحقيق أعلى مستويات الجاهزية التشغيلية والتنظيمية، الرامية لتمكين ملايين الحجاج من أداء مناسكهم بيسر وطمأنينة، ويشمل هذا المركز عدة قنوات من أهمها أنظمة خاصة بالدخول للمملكة، والطيران، والتفويج، وتحليل أدوات الرأي العام على منصات التواصل.
خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة
يضطلع معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى بدورٍ رئيس في إدارة الحشود بموسم الحج لهذا العام 1446هـ، من خلال تطوير بعض نماذج التعلم آلي التي تساعد في تحليل كثافة الحشود في عدة أماكن خلال مناسك الحج، وعمل الباحثون على تطوير هذه النماذج واستخدام تقنيات التعلم الآلي لتحليل مقاطع الفيديو من موسم الحج، وتصنيف كثافة الحشود إلى مستويات مختلفة؛ مما يساعد ذلك في تحديد المناطق ذات الكثافة العالية وتنبيه الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة، والمساعدة في اتخاذ القرارات الفورية، فقد تم اقتراح إطار عمل يعتمد على رؤية الحاسوب لتحليل مقاطع الفيديو؛ مما يتيح قياس كثافة الحشود وتحديد الأنماط السائدة واكتشاف المناطق المزدحمة في عدة مناطق في المشاعر المقدسة.
وأنهى المعهد (17) دراسة بحثية نوعية ضمن برنامجه الموسمي المنفذ في حج 1446هـ؛ بهدف دعم اتخاذ القرار، وتطوير منظومة الحج والعمرة والزيارة، من خلال دراسات علمية دقيقة، وتوصيات مبنية على نتائج ميدانية، تسهم في تطوير الخدمات واستدامتها، وتسهم تطويع هذه التقنيات في تحسين إستراتيجيات إدارة الحشود وتوفير بيئة أكثر أمانًا للحجاج، وذلك بمعرفة مناطق الزحام وتحسين حركة المشاة مع الحفاظ على سلامتهم، وتكمن مهام وحدة الذكاء الاصطناعي في المعهد؛ في إعداد الأبحاث وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والروبوتات في الحج والعمرة، مما يعكس التزام المملكة بتقديم أفضل الخدمات للحجاج.
الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي
تسهم الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بدور داعم وممكن للجهات المختصة بإدارة الحشود، من خلال توفير تقنيات وأدوات مساندة تساعد متخذ القرار في أداء مهامه، مثل حساسات التعداد التي توفر بيانات لحظية عن الكثافة الحركية، إلى جانب شاشات ولوحات توجيهية تسهم في تعزيز التوعية والتوجيه داخل المسجد الحرام وساحاته.
وتشارك الهيئة في جهود التنظيم المكاني والزماني لحركة الحشود بالتعاون مع الجهات المعنية، من خلال تحديد مداخل مخصصة لدخول الحجاج بما يسهم في توزيع الكثافة بشكل فعّال، إلى جانب توجيه المصلين والطائفين عبر مسارات مخصصة للطواف والسعي، وتنظيم مناطق الصلاة وفق الطاقة الاستيعابية المتاحة, وتقوم الهيئة بتفعيل دور المتطوعين في دعم حركة الحشود وتقديم خدمات بلغات متعددة.
وحرصًا على التوعية، تقوم الهيئة بنشر كتيبات إرشادية بأكثر من (25) لغة، وبث تعليمات توجيهية وتحذيرية عبر الشاشات المنتشرة في المسجد الحرام وساحاته، بهدف الحد من التجمعات غير الضرورية، ومنع الوقوف العشوائي أو السير بعكس المسارات، وتُولي اهتمامًا خاصًا بكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة, من خلال تجهيز مصليات بخدمات مخصصة لهم، وتوفير مسارات خاصة تسهل وصولهم وتنقلهم بأمان.
وعملت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على تهيئة الساحات بوسائل التهوية والفرش والخدمات الأساسية لتكون مناطق مهيأة لتوزيع الحشود، وتستمر الهيئة في تطوير أدواتها وممكناتها الداعمة، في إطار سعيها لتمكين متخذي القرار في الجهات المختصة، عبر توفير بيئة مجهّزة تساعد على تقديم تجربة آمنة ومنظمة لضيوف الرحمن، تجمع بين الكفاءة الميدانية والدعم التشغيلي المتكامل.
الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي
من جهتها، تقدم الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة منظومة تشغيلية متكاملة ترتكز على الجاهزية المكانية والتحليل اللحظي في حج هذا العام 1446هـ، ضمن إطار تكاملي مرن مع منظومة الحج كاملة، يقوم على تقييم مستمر وتحسين متدرج، ويرتكز على شراكات تنفيذية وتكامل وظيفي، والعمل على تطوير أدوات التخطيط والتنفيذ من خلال الربط بين المعلومة والقرار، ورفع كفاءة البنية التحتية والخدمات التشغيلية، بما يحقق الاستجابة السريعة ويعزز التكامل الوظيفي، مستهدفة توفير بيئة تشغيلية تُمكّن الجهات وتُيسر للحجاج، ضمن رؤية وطنية تستند إلى التخطيط والتحليل وتكامل الأدوار، مما يعكس تحولًا واضحًا في أسلوب إدارة الحج، من معالجة ظرفية إلى نموذج تشغيلي متكامل، يقوم على الجاهزية المكانية الدقيقة، والتحليل اللحظي للبيانات، والتنسيق المؤسسي بين الجهات ذات العلاقة.
وحرصت الهيئة على ربط هذه الخطة بغرف تشغيل ميدانية ومرجعية واحدة، مع تخصيص حافلات احتياطية، وتطبيق أدوات تحليل بيانات التدفق البشري لتوجيه الموارد وتنظيم حركة الحشود، إلى جانب تشغيل خدمات السكوتر الكهربائي وتفعيل خدمة أجرة مكة ضمن نطاقات مخطط لها بعناية، والإشراف من خلال المركز العام للنقل، على تنفيذ خطة تشغيلية متقدمة لمنظومة النقل خلال موسم الحج، تستهدف نقل أكثر من (2.1) مليون حاج خلال أيام معدودة، عبر أنماط متعددة تشمل النقل بالرد الواحد الذي خُطط له أن يخدم (427,433) حاجًا باستخدام (9,094) حافلة، والردين الذي يستوعب (209,656) حاجًا عبر (2,230) حافلة.
النقل الترددي
تشرف الهيئة على النقل الترددي لنحو (702,251) حاجًا باستخدام (4,980) حافلة، إلى جانب قطار المشاعر الذي يخدم (423) ألف حاج، مع نقل أكثر من أربعة ملايين راكب من المسجد الحرام وإليه باستخدام (2,060) حافلة خلال أيام التشريق، وتُجدول مراحل النقل وفق خطة زمنية دقيقة تغطي التروية والتصعيد والإفاضة الأولى والثانية والنفرة، بالتنسيق المؤسسي مع أكثر من (10) جهات ذات علاقة، وتخصيص (8,800) موقف للحافلات في عرفات، وتفعيل أربع محطات مركزية داخل شبكة النقل، وتشغيل (400) حافلة عامة عبر (12) مسارًا تغطي (431) محطة توقف.
وفيما يتعلق بالمشاريع الميدانية على أرض المشاعر المقدسة، نفذت شركة كدانة للتنمية والتطوير الذراع التنفيذي للهيئة الملكية نفذت حزمة من المشاريع ضمن استعدادات موسم حج 1446هـ، شملت تجهيز مستشفى ميداني بسعة (200) سرير في مشعر منى، وتوزيع (71) نقطة تدخل سريع، وتهيئة (15) وحدة إسعاف، وتنفيذ مسار مشاة مطاطي في مزدلفة بمساحة (170) ألف متر مربع، مع زراعة (10) آلاف شجرة على امتداده لتقليل الحرارة وتحسين المشهد البيئي, وتضمنت المشاريع تظليل أكثر من (170) ألف متر مربع من مسارات المشاة، وإنشاء (64) مجمعًا لدورات المياه بطابقين، وتركيب (400) برادة مياه حديثة، إلى جانب تطبيق نظام الخيام متعددة الطوابق بما أسهم في رفع الكفاءة التشغيلية وتحسين توزيع الحجاج داخل المخيمات.
تطوير المواقيت
شملت أعمال الاستعداد تطوير المواقيت ومساجد الحل بوصفها نقطة الانطلاق الحقيقي للحاج، وحُسنت البنية التحتية، إضافة إلى توسعة المسارات، وتنظيم الدخول والخروج، ورفع كفاءة المرافق في ميقات السيل الكبير، ووادي محرم، والجحفة، وقرن المنازل، ويلملم، إلى جانب مساجد التنعيم والجعرانة, وتضمنت أعمال الهيئة في المنطقة المركزية توسعة الأرصفة بمساحة تفوق (235) ألف متر مربع، وتوفير أكثر من (30) ألف متر مربع من المساحات المظللة، وتوسعة ساحات الصلاة بما يستوعب ما يزيد عن (60) ألف مصلٍّ إضافي، بهدف تحقيق الانسيابية وتعزيز الترابط بين المنطقة المركزية ومسارات النقل والحشود.
وفيما يتعلق بالبنية التحتية، تعمل الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة على استكمال أجزاء من الطريق الدائري الثاني بطول (1.7) كم تشمل جسورًا بطول (208) أمتار وطرق خدمة بطول (3.35) كم، إضافة إلى تنفيذ مرحلتين من الطريق الدائري الثالث بطول إجمالي يفوق (8) كم، مما يُسهم في تقليل زمن التنقل ورفع كفاءة الربط بين مكة والمشاعر.
الهدي والأضاحي
تتولى الهيئة الإشراف الكامل على مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي “أضاحي”، وذلك بناءً على قرار مجلس الوزراء بتاريخ 30 / 4 / 1445هـ، الذي منح الهيئة صلاحية تنظيم المشروع وقيادته بما يحقق أهدافه الشرعية والتنظيمية، إضافة إلى أن الهيئة شرعت منذ توليها المهمة في إعداد إستراتيجية شاملة للمشروع، تضمنت فرصًا واعدة للشراكة بين القطاعين العام والخاص، ونتج عنها تحديد أكثر من ثلاث مبادرات نوعية، من أبرزها إنشاء مرافق تحويلية للصناعات المشتقة من مخلفات الأضاحي، وتطوير مسلخ مخصص يعمل على مدار العام.
وشهد هذا المشروع مؤخرًا تطويرًا تشغيليًا ملحوظًا، شمل تجهيز سبعة مجمعات تشغيلية بمساحة تتجاوز مليون متر مربع، ومعالجة أكثر من (1.1) مليون رأس من الأغنام، وتلبية أكثر من مليون نسك، وتوسع نطاق التوزيع ليشمل أكثر من ثلاثين دولة بالتعاون مع منظمات دولية معتمدة، إضافة إلى عقد شراكات إستراتيجية مع جهات حكومية وأهلية لتيسير الشراء عبر منصات معتمدة مثل منصة إحسان والبريد السعودي، وأطلقت الهيئة منظومة رقمية متكاملة لمراقبة تنفيذ النسك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب توزيع اللحوم على المستحقين داخل المملكة وخارجها عبر الجمعيات الخيرية، بما يرفع كفاءة التوزيع ويعزز الأثر الاجتماعي والاقتصادي للمشروع.
وفي محور التحليل والمراقبة اللحظية، فعلت الهيئة مركز ذكاء الأعمال لتقديم مؤشرات لحظية تدعم اتخاذ القرار، إلى جانب المرصد الحضري لمكة المكرمة الذي يرصد التحولات السكانية والمكانية ويغذي خطط التشغيل والتخطيط العمراني, ويجري هذا الموسم توسيع نطاق الحلول التقنية في إدارة الحشود، وتشغيل المرافق، والتنقل الخفيف، بما يتلاءم مع متطلبات كثافة الأعداد.
الهلال الأحمر
بدورها، أنهت هيئة الهلال الأحمر السعودي تجهيز أكثر من (7500) صندوق من مستهلكات التموين والأدوية الطبية، موزعة على ثلاث فئات رئيسية، تحتوي على أكثر من مليوني قطعة طبية، لتزويد مركبات الإسعاف والآليات والحقائب الإسعافية المشاركة في الحج، ضمن استعداداتها الميدانية لموسم حج 1446هـ، وتسلم وحدة الإمداد والتجهيز الطبي هذه الصناديق للفرق الإسعافية لتفريغها مباشرة في سيارات الإسعاف، بما يضمن الجاهزية العالية لتقديم الرعاية الإسعافية لضيوف الرحمن.
وشملت التجهيزات أكثر من (2700) صندوق مستهلكات طبية مخصصة لمركبات الإسعاف، وأكثر من (1000) صندوق أدوية طبية، إلى جانب تجهيز الحقائب الطبية بأكثر من صندوق مستهلك طبي ومثله أدوية طبية، داعية الهيئة مواقع الحرم المكي والمشاعر المقدسة بثلاث آليات متنقلة للتموين الطبي “سند” تحتوي على أكثر من (30) ألف قطعة طبية، لتعزيز الاستجابة الإسعافية الميدانية.
ولتلبية احتياجات الحج، وزعت الهيئة مواقع للخزن الإستراتيجي في مشعري منى ومزدلفة بأكثر من (200) ألف قطعة طبية، ويبلغ الاحتياطي الطبي للهيئة خلال موسم الحج أكثر من (12.5) مليون قطعة طبية ودواء، موزعة على ثلاثة مواقع إستراتيجية في مكة المكرمة، من بينها أكثر من (500) ألف دواء طبي.
ويستطيع نظام صناديق المستهلكات الطبية بفئاته الثلاث تقديم الرعاية الطبية الطارئة لعدد يتراوح بين (20) إلى (30) حالة طارئة عادية وما بين (15) إلى (20) حالة حادة وحرجة، إضافة إلى تجهيز سيارات الإسعاف بالأجهزة الأساسية مثل جهاز الصدمات، وأسطوانات الأوكسجين، وأجهزة قراءة العلامات الحيوية، وأجهزة شفط السوائل الألواح الخشبية، والجبائر العنقية، وأدوات تثبيت الأطراف.
وتعد وحدة الإمداد والتجهيز الطبي الذراع الأساسي الطبي للهيئة في المشاعر المقدسة، وتقوم بتحديد كميات الأدوية واللوازم الطبية المطلوبة، والعمل على تأمينها بكفاءة عالية، بما يعكس التزام الهيئة بتوفير أعلى مستويات الجاهزية والإمداد الطبي لضيوف الرحمن.