لجريدة عمان:
2025-06-24@11:33:32 GMT

نحو تنفيذ استراتيجي أفضل.. فكرة النظام الموازي

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

إن التفكير السائد لدى الكثير من مؤسسات الأعمال بعد تجاوز مرحلة التأسيس، ينصب على التركيز على موضوع الإنتاجية بدلا من الفاعلية الاستراتيجية والتميز. لقد فقدت الكثير من هذه المؤسسات الفرص لتغيير اتجاهها الاستراتيجي لتصبح أكثر فاعلية وكفاءة نتيجة لسببين رئيسين، الأول نتيجة الاتجاه المحافظ لدى قادة بعض هذه المؤسسات والذي لم يسعفهم كثيرا في الإيمان بأهمية التغيير المطلوب للتوجه نحو آفاق مختلفة بشكل ثابت ومنظم.

والثاني استخدام البعض الآخر من هؤلاء القادة أساليب وأدوات قديمة لم تمكنهم من النجاح وتحقيق الأثر المطلوب رغم إيمانهم بالتغيير.

إن التغيير هو السمة الأساسية لهذا العصر وليس من المبالغة أن نقول إن النجاح في عالم الأعمال اليوم مرتبط بقدرة المؤسسات على التكيف بشكل سريع مع التغييرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، بل إن التحدي قد أصبح مضاعفا اليوم فلم يعد الطموح هو التكيف فقط، بل العمل بشكل مخطط لاستباق التغيير. إن الهياكل الهرمية والعمليات المؤسسية التي عاشت في جلبابها العديد من المؤسسات ولعقود طويلة لم تعد أدوات صالحة لتحقيق التميز والتفوق المنشود في هذا العالم السريع التغير الذي يتطلب في الأساس نمطا مختلفا من أساليب القيادة والإدارة المرتكزة على التحفيز والإبداع وإدارة المواهب والتخطيط والمساءلة المرتكزة على النتائج والأهداف.

إن التغيير في (DNA) الفكر الإداري أجبر الكثير من المؤسسات التي كانت نادرا ما تقوم بمراجعة استراتيجياتها على تقييمها بشكل سنوي جنبا إلى جنب مع تقييم ومراجعة الاتجاه الاستراتيجي، إن هذه النظرة الجديدة في عالم الأعمال لم تأتِ من فراغ بل هي محصلة نتاج متراكم لنظريات ونماذج الفكر الإداري والتي أسهمت بعد تطبيقها في مساعدة تلك المؤسسات على بناء وتطوير ميزتها التنافسية من خلال نظام مؤسسي بوصلته الأهداف وقاعدته الترابط بين القيادة والاستراتيجية والتنفيذ. لقد كان أحد نتاجات الفكر الاستراتيجي معالجة مهمة لموضوع التوازن بين الشعارات النظرية للاستراتيجية وصعوبة تنفيذها وذلك من خلال ما يسمى بفكرة النظام الموازي والذي طبقته مؤسسات النخبة التي تقود العالم اليوم حيث بدأت تلك المؤسسات إيجاد نظامي عمل يقوم الأول على إدارة العمل اليومي من خلال الهيكلة والإجراءات الموجودة، أما الثاني فهو نظام لإدارة التنفيذ الاستراتيجي والذي يرتكز على إدارة التغيير المنشود من خلال هيكلة ترتكز على فريق تنفيذي يتكون من كفاءات ومواهب تمثل مختلف القطاعات. والمهمة الأساسية لهذا الفريق القيام بتصميم برنامج لإدارة التغيير لمعالجة قضايا التنفيذ لكل المشاريع الاستراتيجية في مختلف محيط المؤسسة.

إن الغاية من إيجاد هذا الفريق التنفيذي الموازي هي التفرغ والتركيز على الصورة الكبيرة التي تساعد المؤسسة في تعزيز قدراتها التنفيذية لمختلف الخطط الاستراتيجية ودون أن يتعارض ذلك مع متطلبات وزخم العمل اليومي وذلك بالتركيز على مجموعة من المبادئ المهمة ومنها:

- تحديد الدوافع الملحة للتغيير

- تحديد الشركاء الضروريين

- تطوير رؤية التغيير ونشرها

- التمكين اللازم لقائد وفريق التغيير

- الاندماج بين التغيير والثقافة المؤسسية السائدة

- نشر قصص النجاح السريعة لتحفيز الآخرين على التغيير

لقد أثبتت فكرة النظام الموازي نجاحها في العديد من المؤسسات، بل إنها لاقت قبولا ورواجا حتى بين القادة المحافظين الذين لا يميلون إلى العمل الاستراتيجي، حيث أتاح لهم النموذج الجديد إيجاد التوازن الصحيح بين ميلهم إلى التركيز على العمل اليومي ومتابعة المسار الاستراتيجي وذلك بتفويض المهمة إلى شخص آخر ليتولى قيادة فريق التغيير ويشرف على إدارة مسار التنفيذ الاستراتيجي مع الالتزام بإيجاز قيادة المؤسسة بمراحل الإنجار والتقدم في التنفيذ.

إن محصلة التجارب للمؤسسات الناجحة تؤكد على إمكانية إدارة العمل الاستراتيجي بشكل مواز للعمل اليومي وبدون أن يكون هناك أي تعارض أو ازدواجية بين الجانبين، وقد أثبتت تلك التجارب أن المؤسسات التي ركزت على العمل اليومي لم تستطع أن تنضج استراتيجيا أو تخطط لمستقبلها بعيدا عن اليوم وقصص إنجازات الماضي. إن العمل الاستراتيجي يعتبر قوة دافعة للمؤسسات لمساعدتها على تصميم وتطوير الأدوات الضرورية للاستفادة من الفرص الاستراتيجية التي تمكنها من التميز على مستوى الخدمات والمنتجات والعلاقة مع الجمهور، فالفكر الاستراتيجي ليس وصفة معقدة بل عقيدة يمكن تلخيصها في أنه قوة دافعة تحفز على البحث، الأداء، التعلم، والتغيير، وفي عالم اليوم تعتبر هذه الجوانب مرتكزات أساسية لنجاح المؤسسات وتميزها، بالإضافة إلى إنه يتيح الفرصة لإيجاد جيل من الاستراتيجيين الذين يمكنهم أن يكونوا نواة صالحة لقيادات المستقبل.

الدكتور خالد الحمداني كاتب عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العمل الیومی من خلال

إقرأ أيضاً:

مصر تشارك في إطلاق مبادرة “أبطال NBA من أجل التغيير”

يشارك محمد عبد المطلب رئيس مكتب NBA مصر ونائب رئيس NBA Africa، في مبادرة "أبطال من أجل التغيير" وكتاب "سنقود أفريقيا الرياضية"، الذي أُطلق رسميًا في جوهانسبرج خلال أمسية مُلهمة تزامنت مع نهائيات دوري أفريقيا لكرة السلة "BAL".

وتجمع هذه المبادرة القوية أصواتًا من جميع أنحاء القارة لتسليط الضوء على كيفية مساهمة الرياضة في بناء مستقبل أكثر إشراقًا لأفريقيا، ليس فقط في الميدان، بل أيضًا من خلال القيادة والتوجيه والعمل المُؤثر.

وكان حفل الإطلاق مفعمًا بالحيوية والطاقة، حيث تضمن كلمات مُلهمة من كلير أكامانزي، وأمادو جالو فال، وفيكتور ويليامز، وغيرهم الكثير ممن ذكروا الحاضرين بالتأثير العميق للرياضة على حياة الناس والمجتمعات.

وقال عبد المطلب: "إن مشاركتي بين هؤلاء المبدعين المتحمسين كمساهم في هذا الكتاب إنجازٌ سيظل دائمًا محل فخر واعتزاز، هذا المشروع ليس مجرد كتاب؛ إنه يُمثل بداية حركة".

وأضاف: "مع انطلاق كتاب أبطال التغيير، نُرسي أسس الجيل القادم من قادة الرياضة الأفارقة ليس فقط الرياضيين، بل أصحاب الرؤى في مختلف مجالات هذه الصناعة".

وأتم عبد المطلب: "أود أن أعرب عن خالص امتناني للدكتورة ميمونة ويليامز الحاصلة على دكتوراه في إدارة الأعمال، لضمي إلى هذه المجموعة المتميزة من القادة".

وتم تعيين محمد عبد المطلب رئيسًا لمكتب NBA مصر في ديسمبر من عام 2022.

يشار إلى أن محمد عبد المطلب قائد المنتخب المصري لكرة السلة للرجال سابقا قد فاز بدورة الألعاب الإفريقية عام 1995 في زيمبابوي، ودورة الألعاب الإفريقية لعام 1999 في جنوب إفريقيا، ودورة الألعاب العربية لعام 1999 في الأردن. كما مثل مصر في دورة الألعاب الأولمبية لعام 1988 في سيول، وفي نهائيات كأس العالم لكرة السلة في الأرجنتين (1990) وكندا (1994)، وفي بطولة أمم أفريقيا لكرة السلة في أعوام 1987 و1989 و1991 و1993 و1999.

وحصل على جائزة أفضل لاعب ثلاث مرات في الدوري المصري الممتاز لكرة السلة (1993 و1995 و1998) وتم اختياره كأفضل لاعب في الاتحاد العربي لكرة السلة في عام 1995.

وبعد مسيرته في اللعب، أمضى عبد المطلب أكثر من 20 عامًا في قيادة عدد من شركات السلع الاستهلاكية سريعة الحركة والتصنيع في مصر، وعُيّن نائبًا لرئيس الاتحاد المصري لكرة السلة عام 2012، وعضو لجنة مسابقات الاتحاد الدولي لكرة السلة عام 2014، ونائبًا للأمين العام للجنة الأولمبية المصرية عام 2022، عبد المطلب حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الإسكندرية وماجستير إدارة الأعمال من كلية ماستريخت للإدارة في هولندا.

طباعة شارك محمد عبد المطلب محمد عبد المطلب رئيس مكتب NBA مصر دوري أفريقيا لكرة السلة BAL المنتخب المصري لكرة السلة للرجال

مقالات مشابهة

  • «إيدج» تفوز بجائزة «أفضل شركة للعمل»
  • مصر تشارك في إطلاق مبادرة “أبطال NBA من أجل التغيير”
  • وزارة الأشغال: بدء تنفيذ مشروع إعادة تأهيل جزء من الطريق الصحراوي
  • نقابة UMT في المالية ترفض اختيارات المؤسسات المالية الدولية التي فاقمت الفوارق الاجتماعية
  • حلقة التخطيط الاستراتيجي للفرق الأهلية بنادي بهلا
  • ترامب يطرح فكرة تغيير النظام الإيراني
  • إيران وإسرائيل: ملامح صراع استراتيجي عند حافة الهاوية
  • استشاري يوضح أبرز الأساليب التي تساعد الأفراد على التكيف مع ضغوط العمل اليومية .. فيديو
  • ضربة إسرائيل القوية التي وحّدت إيران
  • ساعر: الحرس الثوري حاول تنفيذ عملية ضد إسرائيليين في قبرص