جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-12@05:07:27 GMT

أسرة مُستقرة في عالم مُتغيِّر

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

أسرة مُستقرة في عالم مُتغيِّر

 

د. خالد بن علي الخوالدي

احتضنت مُحافظة شمال الباطنة المحاضرة الجماهيرية "أسرة مُستقرة في عالم مُتغير"، والتي نظمتها مشكورة المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بالمُحافظة، وحاضر فيها الخبير الأسري والتربوي الدكتور جاسم المطوع.

ولعمري إنَّ مثل هذه المحاضرات والندوات تمثل جانبًا مُهمًّا في التوعية والإرشاد والتوجيه والنصح في زمن طغت عليه التطورات التكنولوجية المُتسارعة، لدرجة أصبح الوصول إليها يُعد من الصعوبات والتحديات؛ إذ إن عالم التكنولوجيا يتطور بينما فكرنا وثقافتنا الأسرية تتراجع أو تقف عند فهمنا السابق إلّا من رحم ربي!

وإذا لم نُحاول مجاراة الواقع الأسري الجديد الذي نعيشه والتأقلم معه وتحديث وتطوير مكامن القوة التي نمتلكها، سنعيش بعد سنوات متاهات خطيرة على المستوى الوطني والمجتمعي؛ فالأسرة هي المحرك الأول والحاضنة الأساسية في تنشئة أجيال المستقبل إلى جانب حاضنات أخرى أقل أهمية.

وإذا لم نتدارك الوضع الأسري خلال السنوات المُقبلة، ونُعيد لها هيبتها ومكانتها وإيمانها المتمسك بالدين الإسلامي والقيم والأخلاق الحميدة، فلا غرابة إذا رأينا انسلاخًا لكثير من القيم وانتشار الكثير من السلوكيات المتنافية مع ديننا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا.

إنَّ الحفاظ على استقرار الأسرة في مثل هذه الظروف ليس مُهمة سهلة؛ بل تعيش الأسر تحديًا كبيرًا ومستمرًا يتطلب التكيف والابتكار والمرونة؛ فالتغيرات السريعة التي يشهدها العالم سواءً على الصعيد التكنولوجي أو الثقافي، تترك أثرها المباشر على حياة الأسرة؛ فالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أخذت الكثير من أوقاتنا وأوقات أولادنا، وغيَّرت طريقة تواصلنا وتفاعلنا، وبدّلت الأولويات لدينا، وجعلتنا تحت أخطار كثيرة في إدارة الوقت وتغيير نظام الأسرة وروابطها، مع الأخذ في الاعتبار الأخطار الأخرى التي علينا التصدي لها وحسابها كالحاجة إلى كسب الرزق وتوفير الحياة المادية المناسبة للأسرة.

الأسرة المُستقرة اليوم هي تلك المستعدة للتعلم المستمر والتعايش مع الواقع بروح متقدة ومتسلحة بالإيمان الحقيقي والصادق؛ فالأسر التي يكون أساسها الإيماني قويًّا تستطيع الاستفادة من التطورات التقنية في تحقيق المزيد من الفوائد المادية والمعنوية مع الحفاظ على القيم والمبادئ والأخلاق السليمة، وتستطيع النمو والتطور بروح الوحدة والترابط بين أفرادها. وفي الواقع العُماني، نستطيع تجاوز الكثير من التحديات، فنحن لا نزال نحافظ على قدر كبير من التماسك، وكثير من العائلات تحافظ على التجمع العائلي والأسري بشكل مستمر؛ وهو ما يمثل حماية للأولاد ويعزز لديهم الكثير من الروابط والشعور بالانتماء ويكسبهم العادات والتقاليد الحميدة.

إنَّ الاستقرار الأسري يبدأ من اختيار الزوج لزوجته والعكس صحيح، ومن خلال المعطيات الإيمانية وعدم الانجرار وراء الشكليات، وبعد الزواج تأتي مُعطيات أخرى مهمة تقوم على التفاهم والحوار والتعاون والمحبة والمودة، وفَهْم كل طرف للآخر من حيث الاحتياجات والرغبات والتعبير عن المشاعر، والإيمان التام بأنَّه لا توجد حياة بدون تحديات ومطبات ومشكلات، وأن كل ذلك يَهُون عندما يتصدر الحب الموقف ويكون هو المحرك الأساسي للأسرة. وفي نهاية المطاف، لا يتعلق الاستقرار الأسري بالسعي وراء الكمال؛ بل بالقدرة على العيش بوعي وحب، واحتضان الفوضى والتغير بروح منفتحة ومتجددة.

ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بحث سبل تحسين الواقع الخدمي في اللاذقية

اللاذقية-سانا

بحث محافظ اللاذقية محمد عثمان، مع رئيس الوحدات الإدارية ومدير الكوارث والطوارئ في المحافظة عبد الكافي كيال، وممثلين عن مؤسسة البيئة النظيفة (E_Clean ) سبل تحسين الواقع الخدمي في اللاذقية.

وركز المشاركون في اللقاء الذي حضره عدد من المسؤولين في المؤسسات الخدمية، على ضرورة تحسين مستوى النظافة بشكل خاص، وتعزيز كفاءة الخدمات العامة المقدمة للمواطنين.

وأكد المحافظ خلال الاجتماع، أهمية التنسيق بين الجهات المعنية وتكثيف الجهود لضمان توفير بيئة نظيفة ومستدامة، لافتاً إلى أن هذه الجهود ستنعكس إيجاباً على الصحة العامة والمظهر الجمالي للمدينة، بما يسهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين.

تابعوا أخبار سانا على

مقالات مشابهة

  • وزارة النقل تحتفل بالأعياد الوطنية
  • بحث سبل تحسين الواقع الخدمي في اللاذقية
  • ملحمة العطاء في موسم الحج.. الأمن والصحة والتطوع في خدمة ضيوف الرحمن
  • نور الدين البابا: بعض الأسماء التي يسلط عليها الضوء اليوم وحولها الكثير من إشارات التعجب والاستفهام، ساعدت خلال معركة ردع العدوان على تحييد الكثير من القطع العسكرية التابعة للنظام البائد وهذا ما عجل النصر وتحرير سوريا
  • شوبير :الأهلي عمل أكبر ميركاتو في تاريخ النادي وقادر على تحقيق الكثير في كأس العالم
  • بعد ثلاثة قرون: مسجد الجبيل يُفتح من جديد بروح العيد وعبق التراث.. فيديو وصور
  • عالم يوضح كيف يخلق الدماغ وهم الأحلام التنبؤية
  • إيناس جوهر: العيد الحقيقي هو إسعاد الآخرين.. والرئيس يقدم نموذجًا إنسانيًا رائعًا
  • الشورى في عهد عمر بن عبد العزيز.. تجديد الخلافة بروح النبوة ومشورة العلماء
  • ياسمين صبري: لا ألتفت للمنافسة.. و"ضل حيطة" قصة تمس واقع الكثير من الفتيات