الوطن:
2025-06-21@21:52:49 GMT

د. منجي علي بدر يكتب: رسائل قمتَي «المستقبل والبريكس»

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

د. منجي علي بدر يكتب: رسائل قمتَي «المستقبل والبريكس»

لم يعد ميثاق الأمم المتحدة لعام 1945 مناسباً للحاضر، وجاء اقتراح عقد مؤتمر قمة معنى بالمستقبل فى التقرير المعنون «خطتنا المشتركة»، وذلك استجابة من الأمين العام للأمم المتحدة لدعوة من الدول الأعضاء لتقديم أفكار عن أفضل السبل للتصدى للتحديات الحالية والمستقبلية.

ونتعشم أن تجد اجتماعات قمة المستقبل على هامش اجتماعات الدورة الـ79 للأمم المتحدة يومى 22 و23 سبتمبر الجارى حلولاً للمشاكل الراهنة، خاصة فى ظل بروز قوى منافسة يمثلها تجمُّع البريكس الذى يعقد اجتماعاته خلال الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر 2024 بمدينة قازان الروسية، وأيضاً ظهور بوادر تململ الدول الناشئة من الغطرسة والهيمنة الغربية.

وألقى الرئيس السيسى، منذ أيام، كلمة افتراضية لقمة المستقبل التى تمثل حركة تصحيحية للنظام العالمى ومؤسساته بما يتماشى مع المتغيرات الدولية الراهنة، وشملت الكلمة عدداً من النقاط، أهمها إرساء مبادئ القانون الدولى، وإصلاح هيكل النظام المالى العالمى، وتعزيز جهود القضاء على الفقر والجوع، وحماية الأمن المائى لجميع الدول.

وقمة المستقبل حدث رفيع المستوى يجمع قادة العالم للتوصل إلى إجماع دولى جديد حول كيفية تقديم حاضر أفضل وحماية المستقبل، ويسبق القمة يومان للعمل بمقر الأمم المتحدة، حيث سيحظى ممثلو المجتمع المدنى والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والسلطات المحلية والإقليمية والشباب والدول الأعضاء والعديد غيرهم بفرصة المشاركة فى الموضوعات الرئيسية لقمة المستقبل.

وتتألف فعاليات القمة من جلسات تركز على خمسة مسارات رئيسية، التنمية المستدامة والتمويل، والسلام والأمن، ومستقبل رقمى للجميع، والشباب والأجيال القادمة، والحوكمة العالمية، وموضوعات أخرى تتقاطع مع أعمال الأمم المتحدة، بما فى ذلك حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين وأزمة المناخ.

وستكون النتيجة المباشرة للقمة هى نسخة نهائية من ميثاق المستقبل، وميثاق رقمى عالمى، وإعلان بشأن الأجيال القادمة، ومن المتوقع أن تعتمدها الدول الأعضاء جميعاً خلال قمة المستقبل.

ولا بد أن يكون ميثاق المستقبل وثيقة حية، وإطاراً ديناميكياً يتكيف مع متطلبات القرن الواحد والعشرين، وتعزيز المبادئ الأساسية للأمم المتحدة التى تم تحديدها عند إنشاء المنظمة عام 1945، ومواءمتها مع التحديات والفرص المعاصرة فى عالم يمر بتحولات جذرية، مما يجعل القدرة على التكيف والاستجابة أمراً حتمياً. وبعد انتهاء أعمال قمة المستقبل، سيتحول التركيز إلى تنفيذ التوصيات والتعهدات الواردة فى ميثاق المستقبل، حيث تقرر أن تستضيف أذربيجان مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP29) فى نوفمبر 2024، وسيكون تمويل المناخ على رأس جدول الأعمال.

كما سيشهد شهر ديسمبر 2024 اجتماع مؤتمر الأمم المتحدة بشأن البلدان النامية غير الساحلية فى بوتسوانا، حيث سيتم البحث عن حلول للتنمية المستدامة. وفى يونيو 2025 فى إسبانيا اجتماع المؤتمر الدولى لتمويل التنمية، وسيتم تكثيف الجهود الرامية إلى إصلاح الهيكل المالى الدولى، بما فى ذلك مؤسسات تمويلية مثل البنك الدولى وصندوق النقد الدولى، والتى تقرر من جانب واحد كيف، وتحت أى شروط، تقدم القروض والمنح والمساعدة الفنية للدول النامية.

وعلى الجانب الآخر، هناك اجتماعات تجمُّع البريكس فى أكتوبر 2024 فى مدينة قازان فى روسيا الاتحادية، حيث تترأس روسيا الاتحادية تجمُّع البريكس عام 2024 وقد صممت ونفذت عدداً من الفعاليات بلغت 200 فعالية خلال عام واحد، وقمة البريكس تأتى بعد قمة المستقبل، مما يضع عليها تحديات كبيرة حتى تكون بصدق قمة للشراكة مع دول الجنوب.

وقد بدأ «البريكس» فى توسيع عضويته فى إطار سعيه لمنافسة النظام العالمى الذى تهيمن عليه الدول الغربية، وذلك بدعوة السعودية وإيران وإثيوبيا ومصر والأرجنتين والإمارات للانضمام إليه، حيث انضمت بالفعل 4 دول للتجمع هى مصر وإيران والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا فى يناير 2024، فيما أبدت أكثر من 40 دولة رغبتها بالانضمام.

وتمثل مجموعة بريكس أكثر من 30% من الأراضى الزراعية العالمية وأكثر من 40% من الإنتاج العالمى للحبوب واللحوم، وما يقرب من 40% من منتجات الألبان وأكثر من 50% من إجمالى إنتاج الأسماك والمأكولات البحرية، وأكثر من 35% من الناتج الإجمالى العالمى.

هذا، وظهرت بوادر نظام عالمى، وسنعود للثنائية القطبية، مما يتيح فرصاً للدول الناشئة للاختيار والتوازن النفعى بين الكتلتين، ويحتاج ذلك توافر مهارات وسياسات واستراتيجيات مرنة لدى الدول الناشئة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: البريكس الهيمنة الغربية الأمم المتحدة قمة المستقبل

إقرأ أيضاً:

إطلاق تقرير الاستثمار العالمي لمنظمة «أونكتاد».. مصر التاسعة عالميًا بين الدول الأكثر جذبًا للاستثمارات الأجنبية المباشرة في 2024

عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا، بمقر الهيئة العامة للاستثمار، لإطلاق تقرير الاستثمار العالمي الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية والتجارة «أونكتاد»، والذي يرصُد أبرز اتجاهات الاستثمار الأجنبي المباشر على مستوى العالم في عام 2024 وموقع مصر بين أكثر الدول جذبًا للاستثمارات في ضوء الإصلاحات التي نفذتها الحكومة المصرية.

وكشف التقرير أن جمهورية مصر العربية جاءت في المرتبة التاسعة عالميًا بين أكثر الدول جذبًا للاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال عام 2024 بحجم استثمارات 47 مليار دولار، مُتقدمة من المركز 32 عالميًا في عام 2023 والذي سجل 10 مليارات دولار، وذلك بدعم مشروع رأس الحكمة والصفقات التي أبرمتها الدولة في العام الماضي، وجاءت مصر في المرتبة التاسعة، بعد الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة المركز الأول، وسنغافورة، وهونج كونج، والصين ولوكسمبورج، وكندا، والبرازيل، وأستراليا.

ويُشير التقرير إلى ارتفاع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في أفريقيا بنسبة 75% خلال العام الماضي، ليرتفع من 55 مليار دولار في 2023 إلى 97 مليار دولار في عام 2024، وقد تصدرت مصر الدول الأكثر نموًا والأكثر جذبًا للاستثمارات في القارة بنسبة نمو بلغت 373%، تليها أثيوبيا، وكوت ديفوار، وموزامبيق، وأوغندا.

وفي تعليقها أوضحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أنه في عام 2024 شهدنا تحولات في أنماط الاستثمار العالمي، بينما كان الحضور المصري قوي على صعيد جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة كما جاء في تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد»، مشيرة إلى الجهود التي تقوم بها الحكومة المصرية من خلال تنفيذ أجندة إصلاحات طموحة تضع الصناعة والصادرات والاستثمارات المباشرة على رأس أولوياتها من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية. وأوضحت أن تلك الجهود تقوم بشكل رئيسي تمكين القطاع الخاص من خلال الإصلاحات الهيكلية التي تُعزز النمو المستدامة والمرونة في مواجهة المتغيرات، وتعمل على تحفيز خلق فرص العمل، وتعزيز الإنتاجية، وزيادة القيمة المضافة.

وقال المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية- في كلمته - إن إطلاق تقرير الاستثمار العالمي 2025 في مصر يؤكد التقدم الكبير الذي أحرزته الدولة في مجالات استثمارات القطاع الخاص والبنية التحتية والرقمنة، مشيرا إلى أن رؤية الدولة المصرية تتضمن بناء اقتصاد تنافسي ومنفتح ومتكامل عالميا، يكون فيه القطاع الخاص المحرك الرئيسي للنمو المستدام.

ونوه الوزير إلى أن عام 2024 شهد تحولات جذرية فيما يتعلق بالاستثمار الأجنبي المباشر تضمنت زيادة ثقة المستثمر وشراكات استراتيجية، لافتا إلى أن حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر علم 2024 سجل أعلى معدل للزيادة الاستثمارية للدولة خلال عام واحد، حيث ساهم اتفاق تطوير رأس الحكمة في هذه الزيادة الكبيرة.

من جانبه أكد السيد ريتشارد بولوين، مدير فرع أبحاث الاستثمار في «الأونكتاد»، على ضرورة التعاون الدولي لمساعدة الدول النامية على تجاوز تقلبات بيئة الاستثمار، قائلاً: "تدعو نتائج هذا العام إلى تجديد الجهود لحشد الاستثمارات الخاصة لتحقيق التنمية المستدامة، لا سيما في الاقتصادات التي تواجه قيودًا هيكلية.

وأشار تقرير الاستثمار العالمي 2024، أن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر العالمية انخفضت بنسبة 11% في عام 2024 لتصل إلى 1.5 تريليون دولار، مقابل 1.67 تريليون دولار في عام 2023، بينما شهدت المشروعات الجديدة التي تم تأسيسها زيادة طفيفة بنسبة 3% لتصل إلى 19356 مشروعًا، وقد شهدت الاقتصادات المتقدمة انخفاضًا بنسبة 22%، بينما استقر مستوى الاستثمار في البلدان النامية، وارتفعت التدفقات في البلدان الأقل نموًا بنسبة 9%.

وتعتزم الحكومة المصرية الاستمرار في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، والبرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية من أجل تعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، وتحسين بيئة الاستثمار، ودفع التحول إلى الاقتصاد الأخضر، وتحقيق نمو اقتصادي يقوده القطاع الخاص، رغم التوترات الجيوسياسية المحيطة والتحديات الاقتصادية العالمية.

مقالات مشابهة

  • حكومة الوحدة الوطنية تؤكد تمسكها بالانتخابات كحل للأزمة الليبية
  • جامعة الدول العربية تدين العدوان الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهدئة
  • برلين تحتضن اجتماعاً دولياً حاسماً لدعم حل سياسي شامل في ليبيا
  • المغرب في المرتبة العاشرة لطالبي اللجوء إلى أوروبا عام 2024
  • عراقجي: واشنطن تطلب محادثات وطهران ترفض في ظل العدوان الإسرائيلي
  • إيران توجه رسائل سياسية وعسكرية وتتوعد بـ”مفاجأة إستراتيجية”
  • إيران توجه رسائل سياسية وعسكرية وتتوعد بـمفاجأة إستراتيجية
  • إطلاق تقرير الاستثمار العالمي لمنظمة «أونكتاد».. مصر التاسعة عالميًا بين الدول الأكثر جذبًا للاستثمارات الأجنبية المباشرة في 2024
  • أفريقيا تخسر 120 مليار دولار سنويا بسبب الفساد
  • بـ 9.5 مليار دولار.. ارتفاع قيمة صادرات مصر لـ «الدول الصناعية السبع» نهاية 2024