كريم وزيري يكتب:: تكنولوجيا الأدوات الذكية والأسلحة الخفية
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
شهد لبنان حادثة هزّت الرأي العام وأعادت تسليط الضوء على مخاطر التكنولوجيا المستخدمة كسلاح في عمليات الاغتيال، حيث انفجرت أجهزة بيجر التي كانت تُستخدم من قبل أعضاء حزب الله، مخلّفة ما لا يقل عن تسعة قتلى ومئات الجرحى، والتحقيقات الأولية أشارت إلى أن هذه الأجهزة قد تم تزويدها بمتفجرات دقيقة تم تفجيرها عن بعد باستخدام إشارات إلكترونية.
هذا الهجوم المروّع أثار تساؤلات حول قدرة التكنولوجيا على التحوّل من وسيلة للاتصال إلى أداة قتل، مما يعيد إلى الأذهان العديد من حوادث الاغتيال التي لعبت فيها التكنولوجيا دورًا حاسمًا.
لا يمكن إنكار أن التكنولوجيا قد غيّرت حياة الإنسان بشكل إيجابي بفضل الهواتف الذكية، السيارات الذكية، والطائرات دون طيار، أصبح لدينا حياة أسهل وأكثر راحة ولكن في ظل هذا التطور، ظهرت قدرات خفية وخطيرة يمكن استغلالها لأغراض خبيثة، بما في ذلك الاغتيالات، التكنولوجيا التي تم تصميمها لتسهيل الحياة يمكن أن تتحول، إذا وُضعت في الأيدي الخاطئة، إلى أدوات مميتة.
واحدة من أبرز الأمثلة على استخدام التكنولوجيا في الاغتيال هو حادثة اغتيال الصحفي الأمريكي مايكل هاستينغز في عام 2013 وتوفي هاستينغز في حادث سيارة مفاجئ وغامض، حيث انحرفت سيارته عن الطريق بسرعة فائقة واصطدمت بحاجز قبل أن تنفجر.
وأثيرت شائعات لاحقًا أن سيارته، التي كانت مزودة بأنظمة إلكترونية حديثة، قد تم اختراقها، مما أدى إلى فقدانه السيطرة عليها، التحقيقات لم تثبت هذا الادعاء رسميًا، ولكن هذا الحادث فتح الأعين على إمكانية استخدام الهجمات الإلكترونية لاختراق أنظمة التحكم في السيارات الذكية وتنفيذ عمليات اغتيال سرية.
وتعتبر الطائرات دون طيار الدرونز ليست فقط أداة للرصد والتصوير، بل أصبحت سلاحًا فعالًا في تنفيذ عمليات الاغتيال الدقيقة، يمكن تزويد الطائرات دون طيار بتقنيات تحديد المواقع والذخائر القاتلة، مما يسمح بتنفيذ ضربات قاتلة ضد أهداف بعيدة دون الحاجة إلى وجود ميداني للمنفذين.
وكان اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، في يناير 2020 عبر ضربة بطائرة دون طيار، هو مثال بارز على هذا النوع من الاغتيالات حيث تم تنفيذ العملية باستخدام طائرة مسيّرة كانت تتبع تحركات سليماني بدقة فائقة عبر التكنولوجيا المتقدمة، الحادثة أعادت تسليط الضوء على إمكانية استغلال التكنولوجيا لقتل شخصيات بارزة من دون تدخل بشري مباشر.
الهواتف الذكية، التي نستخدمها يوميًا، قد تتحول أيضًا إلى سلاح قاتل فتكنولوجيا التجسس والاختراق تجعل من السهل على الحكومات أو الجماعات المسلحة اختراق الهواتف الذكية لمراقبة وتحديد مواقع الأهداف، في بعض الحالات، يمكن استخدام هذه المعلومات لتسهيل اغتيالات دقيقة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: استخدام التكنولوجيا اغتيال الجماعات المسلحة الهواتف الذكي الهواتف الذكية الطائرات بدون طيار دون طیار
إقرأ أيضاً:
قرية تكنولوجيا المعلومات ببئر السبع.. منشآت إسرائيلية متطورة قصفتها إيران
قرية تضم مقرات عسكرية ووزارات وشركات تكنولوجيا وجامعة. تقع شمال بئر السبع جنوبي إسرائيل، شيّدتها إسرائيل لتكون "قاعدة ذكية" فيها بنى تحتية متطورة، ولكي تكون المحور الأساسي لنظام تكنولوجي متكامل لمشروع "متروبولين بئر السبع" لتطوير المدينة. وتروج لها الحكومة باعتبارها القاعدة العسكرية الأكثر تطورا في إسرائيل.
الموقع والمساحةتقع القرية في منطقة بئر السبع ضمن مجمع هايتك "غب-يام" التكنولوجي القريب من جامعة بن غورين، وتمتد على مساحة 180 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع)، وتبلغ مساحة المباني فيها 180 ألف متر مربع.
تدير المشروع "مديرية الانتقال إلى الجنوب"، التابعة لوزارة الأمن الإسرائيلية، بالتعاون مع شعبة الاتصالات والدفاع السيبراني وقسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي.
النشأة والتأسيسوقعت وزارة الأمن الإسرائيلية في نوفمبر/تشرين الأول 2018، اتفاق امتياز مع شركتي "أفريكا إسرائيل" و"شيكون وبينو" بنظام "بي إف آي" (مبادرة التمويل الخاص)، أي أن التمويل والتخطيط والإنشاء والتمويل ستتكفل به شركات من القطاع الخاص.
وأنشئ المشروع ضمن خطة نقل قواعد الجيش إلى الجنوب، بتكلفة قدرت بأكثر من 5 مليارات شيكل، وانتهت أعمال البناء عام 2023.
وفي 18 مايو/أيار 2025 أعلنت العقيدة في الجيش الإسرائيلي دانا أفني عن بداية افتتاح القرية، موضحة أن نحو 8 آلاف جندي وضابط سينتقلون للخدمة هناك في المرحلة الأولى.
المرافقتضم القرية مقر القيادة الجنوبية وقسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والوحدات التكنولوجية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي ومدرسة تعليم الدفاع السيبراني.
وتضم أيضا وحدة "أوفيك 324" المسؤولة عن هندسة وتطوير البرمجيات العسكرية، ومساكن تابعة لوزارة الدفاع سعتها تبلغ من 6300 إلى 8000 جندي.
قصف إيرانياستهدفت إيران قرية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات جنوبي إسرائيل بصاروخ تسبب في عشرات الإصابات وأضرار جسيمة في المباني، في إطار عمليتها "الوعد الصادق 3″، التي جاءت ردا على الهجوم الإسرائيلي على منشآتها النووية واغتيال عدد من قادتها في 13 يونيو/حزيران 2025.
وأقر جيش الاحتلال بأن الصاروخ الإيراني سقط بشكل مباشر في بئر السبع ولم يتم اعتراضه، في حين نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش يجري تحقيقا بشأن سقوط الصاروخ دون اعتراضه.
إعلانونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصدر قوله إن الصاروخ كان يحمل رأسا متفجرا وزنه أكثر من 300 كيلوغرام.
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت نقلا عن مصادر، فإن الصاروخ أصاب مرآبا للسيارات، مما تسبب في حدوث حفرة واشتعال النيران بعدد من المركبات، في حين أعلنت شركة القطارات الإسرائيلية إغلاق محطة بئر السبع نتيجة تعرضها لأضرار.
وفي إيران، قالت وكالة الأنباء الإيرانية إن الهجوم الصاروخي على بئر السبع استهدف مركز "غاف يام نيغيف التكنولوجي"، مشيرة إلى أن المركز المستهدف يضم مؤسسات عسكرية وسيبرانية نشطة.