العالمي للفتوى يوضح مظاهر رحمة النبي للحيوانات
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية لم تقتصر إنسانية سيدنا رسول الله ﷺ على الإحسان إلى البشر فحسب، بل عمَّت كل ما في الكون؛ فكان سيدنا النبي ﷺ يَرِقُّ لضَعفِ الحيوان، ويُشفق عليه ويُوصي بالإحسان إليه.
واستشهدا العالمي للفتوى بما روي عن النبي أنه بينما كان رسول الله ﷺ مع أصحابه في سفرٍ؛ إذا بطير يرفرف فزِعًا لفقد صغاره التي أخذها بعض أصحابه؛ فقَالَ النبي ﷺ: «مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا».
وأضاف العالمي للفتوى أنه ذات يوم دخل سيدنا النبي ﷺ بستانًا لرجلٍ من الأنصار فوجد جملًا؛ فلما رأى النبيَّ ﷺ حنَّ وذرفت عيناه كأنما يشكو له، ففَطِنَ ﷺ لحاله ومَسَحَ رأسه وسنامه؛ فَسَكَنَ، ثم قَالَ: «مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ؟» فَجَاءَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: هُوَ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «أَمَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَهَا اللَّهُ، إِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ» أي تنهكه في العمل. [أخرجه أحمد]
واستطرد المركز أنه عندما مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يومًا بِبَعِيرٍ قَدْ ضوى جسده من شدة الجوع؛ فَرَقَّ له وأوصى بحُسن معاملته، فقَالَ: «اتَّقُوا اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ الْمُعْجَمَةِ، فَارْكَبُوهَا صَالِحَةً، وَكُلُوهَا صَالِحَةً».[ أخرجه أبو داود]
تعامل المسلم بالرحمة مع غيرهكما قالت دار الإفتاء المصرية في سياق متصل أن الله تعالى قد قال في كتابه العزيز: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، وقال سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ» رواه الحاكم في "المستدرك".
وكانت رحمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عامةً شاملةً للعالمين جميعًا؛ لا تختص بعرق دون عرق، ولا بلون على لون، ولا بدين عن دين، بل كانت رحمة لكل البشر، وكان يأمر الناس بذلك، ويجعل دخول الجنة موقوفًا على ذلك:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا رَحِيمٌ»، قلنا: كلُّنا رحيمٌ يا رسول الله، قال: «لَيْسَتِ الرَّحْمَةُ أَنْ يَرْحَمَ أَحَدُكُمْ خَاصَّتَهُ؛ حَتَّى يَرْحَمَ الْعَامَّةَ، وَيَتَوَجَّعَ لِلْعَامَّةِ» رواه عَبدُ بنُ حُمَيد في "مسنده".
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَضَعُ اللهُ رَحْمَتَهُ إِلَّا عَلَى رَحِيمٍ»، قلنا: يا رسول الله، فكلُّنا رحيمٌ، قال: «لَيْسَ الَّذِي يَرْحَمُ نَفْسَهُ خَاصَّةً، وَلَكِنِ الَّذِي يَرْحَمُ النَّاسَ عَامَّةً» رواه البيهقي في "شعب الإيمان".
ولم تكن هذه الرحمةُ مجردَ تعاليم نظرية، أو تطلعاتٍ فلسفيةً؛ بل كانت -كسائر خصاله وأخلاقه صلى الله عليه وآله وسلم- منهجَ حياةٍ يدعو إلى السلام والتسامح، وسيرةً سلوكية حيةً ترسِّخ منظومة القيم، وواقعًا تطبيقيًّا يجسِّد مظاهر التعايش الديني.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية رسول الله سيدنا النبي النبي لرحمة النبي صلى الله عليه مركز الأزهر العالمي للفتوى ا ل مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية العالمي للفتوى صلى الله علیه وآله وسلم العالمی للفتوى رسول الله
إقرأ أيضاً:
6 عبادات مستحبة في شهر محرم .. الأزهر للفتوى يكشف عنها
نصح مركز الأزهر العالمي للفتوى، المسلمين في شهر محرم بـ 6 أعمال من الطاعات والعبادات ينبغي على المسلم الحرص والمداومة عليها خلال الأشهر الحرم، ومنها هذا الشهر محرم.
وأوضح «مركز الأزهر» خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن أول هذه الأعمال في شهر محرم، الإكثار من العمل الصالح، والاجتهاد في الطاعات.
وتابع: وثاني هذه الأعمال في شهر محرم المبادرة إليها والمواظبة عليها ليكون ذلك داعيا لفعل الطاعات في باقي الشهور، وثالث هذه الأعمال في شهر محرم أنه على المؤمن أن يغتنم العبادة في هذه الأشهر التي فيها العديد من العبادات الموسمية كالحج، وصيام يوم عرفة، وصيام يوم عاشوراء.
وأضاف: ورابع هذه الأعمال في شهر محرم أن يترك الظلم في هذه الأشهر لعظم منزلتها عند الله، خاصة ظلم الإنسان لنفسه بحرمانها من نفحات الأيام الفاضلة، وحتى يكف عن الظلم في باقي الشهور، ورابع هذه الأعمال في شهر محرم الإكثار من إخراج الصدقات، وسادسا الإكثار من الصيام.
فضل الصيام في شهر الله محرم
قال الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء إن فضل الصيام في شهر المحرم كبير جدا للصائم فيه منزلة كبيرة عند الله عز وجل حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه : " أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل وأفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرم".
وأضاف وسام خلال البث المباشر بصفحة دار الإفتاء" أنه سمي «محرم» بذلك لكونه شهرا محرما، فهو أحد الأشهر الحرم الأربعة، وهي التي لا يستحل فيها المسلمون القتال، قال الله تعالى فيها: «إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السمأوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة ۚ واعلموا أن الله مع المتقين».