21 سبتمبر.. يومُ الثورة المباركة
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
منير الشامي
عقد من الزمان فقط هو عمر ثورة الـ 21 من سبتمبر المباركة، هي مباركة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، مباركة بقيادتها الحكيمة وثوارها المستضعفين، مباركة بمشروعها القرآني وسلاحها الإيمَـاني، وبأهدافها السامية وغاياتها الإنسانية.
مباركة بإنجازاتها الأُسطورية، بداية من إخراج اليمن من براثن الوصاية والارتهان للقوى الخارجية، ومُرورًا بالدفاع عن اليمن أرضاً وإنساناً ضد عدوان غاشم من تحالف دولي طوال ثماني سنوات، وما صاحبه من بناء جيش وطني قوي يعتمد على نفسه في الإعداد الكمي والنوعي والحربي والإنتاج والتطوير العسكري لأسلحته التقليدية والنوعية من الطلقة إلى الطيران المسيّر والمنظومات الصاروخية المتعددة والمتكاملة، إلى نصرة المستضعفين ودحر المستكبرين وحصار الطغاة المجرمين.
مباركة بثمارها النفيسة التي حقّقتها للشعب من العزة والكرامة والحرية والاستقلال، ورفعها اسم اليمن عاليًا أمام شعوب الأرض وأنظمته، مباركة بانتصاراتها العظيمة التي حيرت الألباب وأدهشت العقول وبخطواتها الواثقة، مباركة ببياضها الناصع وتسامحها الواسع وعفوها الشاسع ونأيها عن الحقد والانتقام، ودعوتها إلى اللحمة والوئام.
مباركة بنهجها السديد ودربها الرشيد وببأسها الشديد الذي وصل “بفضل الله” إلى عقر الإجرام الصهيوني على درب معركة طوفان الأقصى وطريق هدفها الأسمى تحرير القدس والمسرى.
هي ثورة حمت الشعب من الانزلاق ومن التفرق والانشقاق، وحمت الثروة الوطنية من النهب والارتزاق ومن قوى الاستكبار وأنظمة النفاق.
هي ثورة الحق على الباطل وثورة العدل على الظلم، تعبر عن إرادَة الشعب وتسعى لتحقيق آماله وتبليغه طموحاته، لا مكان فيها للشللية ولا للحزبية ولا للطائفية ولا للأسرية، ولاؤها لله ولرسوله وللمؤمنين، وعطاؤها للشعب بكل مكوناته، تمثل الجميع وتظلل الجميع.
شعارها البراءة وسلاحها الإيمَـان ونورها القرآن والمصطفى العدنان، وغايتها الأخوة وبناء الإنسان، وعدوها النفاق والظلم والشيطان، فضحت أنظمة العمالة للأعداء وكشفت تآمرهم وأظهرت نفاقهم وانبطاحهم، زلزلت عروش الاستكبار في البر والبحار.
هي ثورة واضحة بكل معالمها وجوانبها مُستمرّة في توقدها وخطاها جلية بطموحها وغايتها، سامية بأهدافها ومسارها لا مستحيل في قاموسها تجتاز الصعاب وتقهر التحديات بنور مشروعها وعظمة قائدها.
فهنيئاً لشعب هذه ثورته، وهنيئاً لثورة هذا قائدها، وهذا شعبها.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
ثورة ديسمبر: ثورة الوعي والكرامة والمواطنة المتساوية
ثورة ديسمبر: ثورة الوعي والكرامة والمواطنة المتساوية
صفاء الزين
جاءت ثورة ديسمبر تعبيرًا صادقًا عن معاناة الشعب السوداني وحلمه العميق في وطن يسوده العدل والحرية. جاءت الثورة استجابة لواقعٍ مثقل بالظلم والتهميش، وتجسيدًا لإرادة شعب قرر أن يستعيد كرامته وحقه في الحياة الكريمة. فقد خرج السودانيون من مختلف المدن والقرى شبابًا ونساءً وكبار سن يهتفون بصوت واحد: حرية، سلام، وعدالة.
عبرت ثورة ديسمبر عن وعيٍ جمعي متقدم تجاوز المطالب المعيشية الضيقة، واتجه نحو بناء دولة قائمة على أسس الحرية والعدالة والمساواة. فقد أدرك الشعب أن الخلاص الحقيقي يكمن في ترسيخ مبدأ المواطنة المتساوية بوصفها الأساس الذي تُبنى عليه الحقوق والواجبات، دون أي تمييز بسبب العرق أو الدين أو الجهة أو الانتماء السياسي. فالدولة العادلة تقوم على احترام الإنسان وضمان كرامته وحقه في المشاركة الكاملة في الشأن العام.
قدّم الثوار تضحيات عظيمة وسقط شهداء وجرحى واعتُقل الآلاف، وكتب السودانيون بدمائهم صفحة مضيئة في تاريخ بلادهم، مؤكدين أن الحرية تُنتزع ولا تُمنح، وأن إرادة الشعوب قادرة على كسر حلقات الاستبداد مهما طال أمدها. ولم تكن تلك التضحيات من أجل تغيير وجوه أو استبدال سلطة بأخرى، وإنما من أجل تفكيك منظومة حكم قامت على الإقصاء والفساد وقمع الحريات.
وتظل ثورة ديسمبر ثورة حية ومتجددة في وجدان الشعب السوداني ووعيه السياسي، حاضرة في مواقفه ورافضة لأي محاولات لطمس أهدافها أو الالتفاف عليها. كما تؤكد الثورة رفضها القاطع لعودة المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وواجهاتهم المختلفة، باعتبارهم رمزًا لمرحلة ألحقت بالبلاد أضرارًا جسيمة تمثلت في تدمير مؤسسات الدولة وإشعال الحروب وتقويض العدالة الاجتماعية.
إن الرجوع إلى الوراء لم يعد خيارًا ممكنًا، فالشعب الذي خرج مطالبًا بالحرية والعدالة والسلام لن يقبل بإعادة إنتاج الاستبداد تحت أي مسمى. وستبقى ثورة ديسمبر شاهدًا على قوة الشعب حين يتوحد ودليلًا واضحًا على أن طريق الدولة المدنية الديمقراطية هو الطريق الوحيد نحو سودان يسع الجميع.
كما أن حماية مشروع ديسمبر تتطلب جبهة مدنية واسعة تُوحّد أولوياتها حول وقف الحرب وحماية المدنيين واستعادة المسار الديمقراطي، وتبني أدوات ضغط سلمية مستدامة تربط الشارع بالبرنامج، وتربط البرنامج بمراكز القرار، حتى يصبح المستقبل عقدًا يصنعه المجتمع بإرادته، لا تسوية تُفرض عليه بميزان القوة.
الوسومإعادة إنتاج الاستبداد الحرية والسلام والعدالة الشعب السوداني المسار الديمقراطي بناء الدولة ثورة ديسمبر صفاء الزين