إسرائيل ترفض الهدنة الأميركية وتقصف بيروت
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
سرايا - رفضت إسرائيل الخميس، دعوات دولية لوقف إطلاق النار مع جماعة حزب الله اللبنانية في تحد للولايات المتحدة أكبر حلفائها وواصلت غاراتها التي أدت إلى استشهاد المئات في لبنان وزادت المخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة.
ورغم موقف إسرائيل، سعت الولايات المتحدة وفرنسا إلى الإبقاء على احتمالات التوصل إلى هدنة مدتها 21 يوما اقترحتاها الأربعاء قائمة، وقالتا إن المفاوضات مستمرة بما في ذلك على هامش اجتماع بالأمم المتحدة في نيويورك.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن طائرة حربية إسرائيلية قصفت مشارف العاصمة بيروت مما أسفر عن استشهاد شخصين وإصابة 15 بينهم امرأة في حالة حرجة. وبذلك يرتفع عدد الشهداء نتيجة الضربات التي وقعت مساء الأربعاء والخميس إلى 28 وأكثر من 600 منذ الاثنين.
وقال حزب الله إن الغارة أدت إلى استشهاد محمد سرور قائد إحدى وحدات القوة الجوية للجماعة ليكون بذلك أحدث قيادي كبير يتم استهدافه ضمن سلسلة اغتيالات وقعت خلال الأيام الماضية.
وعلى الجانب الآخر من الحدود مع لبنان، أجرى الجيش الإسرائيلي تدريبا يحاكي توغلا بريا في لبنان، فيما قد يمثل مرحلة تالية محتملة بعد الغارات الجوية المتواصلة وتفجيرات أجهزة الاتصالات.
وقال قائد القوات الجوية الإسرائيلية الميجر جنرال تومر بار الخميس، إن سلاح الجو يخطط لدعم القوات في حالة حدوث عملية برية وسيوقف أي عمليات نقل أسلحة من إيران.
وأضاف في حديثه للجنود حسبما جاء في مقطع مصور نشره الجيش الإسرائيلي "نستعد جنبا إلى جنب مع القيادة الشمالية لمناورة برية. مستعدون، إذا جرى تفعيلها. هذا قرار يتعين اتخاذه من القيادة العليا".
وتتعهد إسرائيل بإعادة الأمن لشمالها من أجل عودة الآلاف من السكان إلى المجتمعات التي نزحوا منها بسبب الهجمات التي ظلت جماعة حزب الله تشنها طيلة عام عبر الحدود لدعم المقاتلين الفلسطينيين في غزة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للصحفيين لدى هبوط طائرته في الولايات المتحدة حيث سيلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن الجيش سيواصل ضرب حزب الله "بكل قوة ولن نتوقف حتى نحقق جميع أهدافنا، وأولها وقبل كل شيء إعادة سكان الشمال بأمن إلى منازلهم".
وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس على منصة إكس "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال".
ويبدد الموقف الإسرائيلي الآمال في التوصل إلى تسوية سريعة، وناشد وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب الأمم المتحدة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار "قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة وتتساقط أحجار الدومينو المترابطة ويتحول عجز احتوائها وإطفائها إلى ثقب أسود يبتلع السلم والأمن الإقليميين والدوليين".
وقال بو حبيب في اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت متأخر من مساء الخميس، إن لبنان يعيش "أزمة تهدد وجوده ومستقبل شعبه".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي في إفادة صحفية الخميس، إن إسرائيل "أُبلغت بشكل كامل بكل كلمة" وردت في مقترح وقف إطلاق النار، وإن الحلفاء يتوقعون أن يتم أخذه على محمل الجد. والولايات المتحدة هي أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يعتقد أن رفض إسرائيل ليس نهائيا. وأضاف للصحفيين في كندا "سيكون من الخطأ أن يرفض رئيس الوزراء ذلك لأنه سيتحمل مسؤولية التصعيد الإقليمي".
وتابع ماكرون "سنبذل كل ما في وسعنا لضمان قبول هذا الاقتراح"، مضيفا أن فرنسا مستعدة للدعوة إلى عقد اجتماع جديد لمجلس الأمن الدولي لدعم المقترح.
وفر مئات الآلاف من منازلهم في لبنان طلبا لملاذ آمن من أعنف قصف إسرائيلي للبنان منذ حرب 2006.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
وزير الاقتصاد السوري: نأمل في رفع العقوبات الأميركية رسميا خلال أشهر
قال وزير الاقتصاد السوري محمد نضال الشعار اليوم الثلاثاء إن دمشق تأمل أن يتم رفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها رسميا خلال الأشهر المقبلة.
وأمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو/أيار الماضي بإلغاء معظم العقوبات المفروضة على سوريا بعد اجتماعه مع نظيره السوري أحمد الشرع، لكن قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا لعام 2019 والذي يفرض تلك العقوبات لا يزال ساريا رسميا.
وقال الشعار على هامش منتدى المرونة المستقبلية في لندن "علينا ممارسة بعض الضغط وحشد بعض التأييد لمواصلة المضي في هذا المسار الذي بدأ في الاتجاه الصحيح، ونأمل أن يصل مشروع القانون إلى الرئيس الأميركي بحلول نهاية العام، ونأمل أن يوقعه".
وتابع: "بمجرد حدوث ذلك، نكون قد تحررنا من العقوبات".
خفض الرسوم الأميركيةومن شأن إلغاء القانون أن يؤدي إلى إتاحة الاستثمار الأجنبي واستعادة إمكانية الوصول إلى الخدمات المصرفية الدولية والمساعدة في إنعاش الصناعات الرئيسية.
ويأمل الشعار أن تخفض واشنطن رسومها الجمركية البالغة 41% على التجارة مع سوريا وأن تستثمر الشركات الأميركية في البلاد مع انفتاح الاقتصاد.
وقال الشعار إن دول الخليج تعهدت بتقديم الدعم، وتعهدت شركات صينية أيضا بتقديم مئات الملايين من الدولارات لإنشاء مصانع إسمنت وبلاستيك وسكر جديدة "كبيرة".
وأضاف أن الحكومة تعتزم طرح عملة جديدة في أوائل العام المقبل.
وقالت مصادر في أغسطس/آب إن أوراقا نقدية جديدة ستصدر في ديسمبر/كانون الأول المقبل، مع إزالة صفرين وصورة الأسد من العملة، في محاولة لاستعادة ثقة الجمهور.
وفقدت الليرة السورية جزءا كبيرا من قيمتها منذ بدء الثورة عام 2011، لكنها استقرت على نطاق واسع في الشهور القليلة الماضية.
وقال الشعار عن العملة "نتشاور مع العديد من الكيانات والمنظمات الدولية والخبراء، وفي نهاية المطاف، سيحدث ذلك قريبا جدا".
تكاليف إعادة الإعماروقدر البنك الدولي في تقرير أصدره اليوم الثلاثاء تكلفة إعادة إعمار سوريا بنحو 216 مليار دولار، وقال إن هذا الرقم هو "أفضل تقدير متحفظ".
إعلانوأشار الوزير إلى أن التكلفة ربما تتجاوز تريليون دولار إذا ما أعيد إعمار البنية التحتية بالطرق الحديثة لكن ذلك سيمتد على فترة طويلة، وذكر أن إعادة بناء المنازل فحسب سيستغرق بين 6 و7 أعوام.
وردا على سؤال حول خطط إصلاح عبء ديون البلاد، قال الشعار إن العملية بدأت بالفعل.
وقال "سيتم إعادة هيكلة ديوننا السيادية، وهي ليست كبيرة جدا في الواقع"، مضيفا أن سوريا ستطلب فترات سماح وإعفاءات أخرى.
وترك الرئيس المخلوع بشار الأسد سوريا في حالة من الفوضى عندما أطيح به في ديسمبر/كانون الأول الماضي، في حين توجد موارد نفطية خارج سيطرة الحكومة في شمال وشرق سوريا وتسيطر عليها ما تسمى قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وقال الشعار "آمل أن نتوصل خلال الأسابيع القليلة القادمة، أو ربما شهر أو شهرين، إلى نوع من الاتفاق مع أولئك الذين يسيطرون على هذا الجزء من سوريا".
وأضاف: "بمجرد حدوث ذلك، أعتقد أننا سنمتلك قدرة أكبر وموارد مالية وطبيعية أكبر للبدء بمشاريع (استثمارية) مجدية"، متوقعا "قفزة نوعية في ناتجنا المحلي الإجمالي".