السلام أولاً… لا إعمار بلا نهاية للحرب
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
السلام أولاً… لا إعمار بلا نهاية للحرب
بقلم: صفاء الزين
في خضمّ الضجيج الذي يملأ المشهدين السياسي والإعلامي، تبرز حقيقة لا يمكن تجاوزها: لا إعمار بلا سلام، فكل حديثٍ عن مشاريع ترميم أو جهود إعادة بناء في ظل استمرار الحرب وغياب الحلّ السياسي، لا يعدو أن يكون ذرًّا للرماد في العيون، ومحاولةً لتجميل واقعٍ متصدّع لا يمكن إصلاحه بالطلاء أو البيانات المنمّقة.
السلام ليس ترفًا، ولا شعارًا عاطفيًا، بل شرط وجودي لأي نهضةٍ حقيقية. إذ لا يمكن أن تُقام بنيةٌ تحتية على أرضٍ تهتزّ تحت أصوات المدافع، ولا أن تُبنى ثقةٌ مجتمعية في ظلّ انعدام الأمان واستمرار نزيف الدماء. إن وقف الحرب وقفًا تامًا عبر مفاوضاتٍ جادّة وشجاعة هو المدخل الوحيد لأي عملية إعمار ذات معنى، ولا بد أن تحظى تلك المفاوضات برعايةٍ دوليةٍ مسؤولة من القوى القادرة على ضمان تنفيذ الاتفاقات ومتابعة مسار السلام، لا كوسيطٍ محايد فحسب، بل كشريكٍ يتحمّل نصيبه من مسؤولية إعادة البناء.
أما ما يجري اليوم من محاولاتٍ لتجميل الواقع أو تصوير الأوضاع وكأنها تتجه نحو الاستقرار، بينما الحقيقة تقول إن النار ما زالت مشتعلة تحت الرماد، فهو شكلٌ آخر من أشكال الفساد المعلن، فكل دينارٍ يُنفق على مشاريع شكلية في ظلّ استمرار الحرب هو إهدارٌ للموارد، وتكريسٌ للوهم، ومشاركةٌ في تضليل الناس بشعاراتٍ لا تصمد أمام الحقيقة.
ولكي يكون الحديث عن الإعمار ذا معنى، فلا بد من رؤيةٍ استراتيجية تتجاوز الشعارات إلى خطة وطنية متكاملة لإعادة البناء. هذه الخطة يجب أن تبدأ من إصلاح مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، ووضع آلية للعدالة الانتقالية تضمن عدم إفلات الجناة من العقاب، وتستعيد ثقة المواطنين في القانون. كما يجب أن تقوم على توزيعٍ عادل للموارد، ومشاركة حقيقية للمجتمعات المحلية، خصوصًا في المناطق التي أنهكتها الحرب.
إن الإعمار ليس مجرد إعادة ما تهدّم من البنية التحتية، بل هو إعادة بناء الإنسان والثقة والهوية الوطنية، على أسس من الشفافية والمساءلة والمواطنة المتساوية. ومن دون هذه الرؤية الجامعة، سيظل أي حديث عن التنمية مجرّد واجهة سياسية بلا عمق.
إن مستقبل أي وطنٍ لا يُبنى بالحجارة والإسمنت فقط، بل بالثقة المتبادلة وبقرارٍ شجاع يضع نهايةً للحرب. فالإعمار الحقيقي يبدأ حين تتوقف المدافع ويُفتح باب الحوار، لأن السلام هو الطريق الوحيد نحو البناء الدائم والاستقرار الحقيقي.
الوسومإنتهاء الحرب الإعمار السلام أولاً المستقبل صفاء الزينالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إنتهاء الحرب الإعمار السلام أولا المستقبل صفاء الزين
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يستعرض مع عدد من نظرائه استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر إعادة إعمار غزة
جرت اتصالات هاتفية بين الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، وكل من «أنطونيو تاياني» نائب رئيس الوزراء وزير خارجية إيطاليا، و «خوسيه مانويل ألباريس» وزير خارجية إسبانيا، و «يوهان فاديفول» وزير خارجية ألمانيا، و«أنيتا أناند» وزيرة خارجية كندا، وذلك في إطار الاتصالات المكثفة والتحركات الدبلوماسية التي تقودها مصر لتنسيق الجهود الدولية بشأن إعادة إعمار قطاع غزة،
وناقش الوزير عبد العاطي خلال الاتصالات مع نظرائه التحضيرات الجارية لاستضافة مصر المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية في غزة، مؤكدا خلال الاتصالات على ضرورة البدء في أقرب وقت في تنفيذ خطط التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة، وذلك في إطار رؤية متكاملة تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، ووفقا للخطة العربية الإسلامية للتعافي للمبكر وإعادة الإعمار وخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط.
وقد أعرب وزراء خارجية الدول الأربع عن تقديرهم للدور المحوري الذي تلعبه مصر في دعم الاستقرار الإقليمي، وحرصهم على مواصلة التنسيق مع القاهرة في الملفات ذات الصلة بالتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة وفى إطار الإعداد للمؤتمر الدولى الذى تعتزم مصر استضافته فى شهر نوفمبر.
اقرأ أيضاًعاجل.. جيش الاحتلال يبدأ سلسلة غارات على قطاع غزة
حماس ترفض اتهامات أمريكا بشأن هجوم وشيك على سكان غزة
عاجل.. إصابة 3 جنود اسرائيليين فى استهداف برفح جنوبي غزة