نصر الله شهيداً… والمقاومة مستمرّة!
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
شكّل الإعلان الرسمي لنبأ اغتيال أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية صدمةً كبرى في الأوساط السياسية اللبنانية وفي المنطقة والعالم ككُلّ. وجاء وقع الخبر على البيئة الحاضنة للمقاومة في لبنان قاسياً جداً، بحيث انطلقت بعض المسيرات الشعبية الغاضبة في شوارع العاصمة بيروت رافضةً تقبّل الواقع المرير، ومرّ يوم أمس بصعوبة بالغة وسط اجراءات أمنية مشدّدة لضبط ردود الفعل.
هذه المسيرات تبعتها أيضاً تظاهرات شعبية في العراق والأردن ومصر ندّدت بالمجازر التي يرتكبها العدو الاسرائيلي في لبنان واستنكرت الاغتيال المجرم للسيد نصر الله.
وإذ رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء مساء أمس دعا من خلالها الجميع الى الوقوف أمام مسؤولياتهم الوطنية في هذه اللحظات المصيرية للحفاظ على التضامن والوحدة لمواجهة المخططات الاسرائيلية الاجرامية، مؤكداً على تمسّك الحكومة اللبنانية بالشرعية الدولية والقانون الدولي، منوّهاً بدور الجيش اللبناني والقوى الأمنية في حماية الوطن وصون حدوده ووحدة أبنائه، أصدر ميقاتي مذكرة أعلن فيها الحداد الرسمي على "الشهيد سماحة السيد حسن نصر الله" لمدّة ثلاثة أيام.
وعقب اعلان اغتيال السيد نصر الله اعتبر مصدر ديبلوماسي مطّلع بأنّ هذه الجريمة التي تشكّل خرقاً سافراً للقانون الدولي وترقى الى مستوى جريمة حرب، ستؤدي حتماً الى خلط الأوراق في المنطقة وتقلب الموازين في الشرق الأوسط، وأنّ التهاون فيها سيفتح شهية اسرائيل نحو مزيد من الانتهاكات التي ستطال العديد من البلاد ليس أولها سوريا ولا آخرها ايران، وتساءل المصدر عن ما إذا كانت المقاومة في لبنان لا تزال فعلاً قادرة بعد كل الضربات القاصمة التي تلقّتها على مستوى القيادات والقدرات العسكرية على "لملمة" نفسها من جديد والمضيّ قدماً في مواجهة العدوان الاسرائيلي، طارحاً جملة هواجس حول الفراغ الذي قد يتركه السيد نصر الله الذي تزعّم "حزب الله" لمدّة ثلاثين عاماً وحول التحدّيات التي ستواجه الشخصية القيادية التي ستخلفه، وكيفية التعامل مع جبهة الإسناد المفتوحة منذ ما يقارب العام دعماً للمقاومة في غزّة.
اعتبرت مصادر اعلامية مقرّبة من "حزب الله" أن على المقاومة اليوم إعادة ترتيب خياراتها من جديد، والنظر جيداً في واقعها الحالي وإمكاناتها قبل الانتقال الى المرحلة المقبلة، وأضاف أن القيادة الجديدة اليوم ستكون أمام مسؤوليات صعبة ودقيقة لاستكمال نهج الشهيد السيد نصر الله ومساره المقاوم.
من جهة أخرى، اعتبر مصدر عسكري عربي مطّلع أن اسرائيل قد تجرأت على كل هذا التدمير رداً على التحدّي الذي أطلقه نصر الله في خطابه الاخير حول عدم امكانية عودة المستوطنين الى الشمال الاسرائيلي، في محاولة لفرض معادلة جديدة على قاعدة "إن لم يعودوا فلن تعودوا". وأضاف المصدر أنّ اسرائيل تدرك جيداً حجم ترسانة "حزب الله" الصاروخية ذات القدرة التدميرية الهائلة، وأنه إذا ما لجأت المقاومة الى التصعيد الكبير للرد على اغتيال نصر الله، فإن اسرائيل، ووفقاً لخبراء عسكريين اسرائيليين، ستكون مضطرة الى تكريس جزء كبير من منظومتها الدفاعية للتصدّي في حال اندلعت الحرب.
وحول ما جاء في بعض المواقف التي حمّلت ايران مسؤولية الجنون الاسرائيلي لعدم دخولها في دعم مباشر للمقاومة في لبنان وتأخر الردّ على اغتيال الشهيد اسماعيل هنية، اعتبرت المصادر أنّ لا مجال اليوم للحديث في هذه الأمور، وأن المرحلة المقبلة هي الأساس، وذلك على مستوى شكل المواجهة وطبيعتها ونوع الاسلحة المستخدمة في الهجمات التي ستنفّذها المقاومة بقيادتها الجديدة ضدّ اسرائيل. وعن مبدأ "وحدة الساحات" واستمراره أو انفراطه، أكّد المصدر أن "وحدة الساحات" مستمرة، وأنّنا ربما سنشهد في الفترة المقبلة ما يشبه العمليات الانتقامية رداً على اغتيال نصر الله من خلال مشهد سيؤكد على تعزيز التضامن ووحدة الموقف.
ولفت مصدر سياسي بارز الى أن المقاومة فكرة، والافكار لا تموت ولا تنتحر برحيل أي قيادي، وهذا ما أثبته المسار التاريخيّ لكل المقاومات في كل المراحل، مشيراً إلى أنه بعد اغتيال قيادي بحجم الشهيد عماد مغنية ظنّ الجميع أن المقاومة ستنهار وتندثر، لكنها عادت أقوى من قبل. كذلك فإن اغتيال الشهيد حسّان اللقيس، الذي أسس لفكرة المسيرات لم يضعف المقاومة ويردّها خطوة واحدة الى الوراء، بل زادها دفعاً لتمتلك منظومة ضخمة من المسيرات، كذلك هو الحال أيضاً في مقاومة فلسطين المحتلة بعد استشهاد العديد من قيادييها حيث صمدت واستمرّت وطوّرت نفسها أكثر.
وختم المصدر، أن "حزب الله" هو تنظيم مؤسساتي ضخم، لا يتأثر أبداً بغياب قيادي أو باستشهاده، وأن مسيرة الجهاد ضد العدوّ الاسرائيلي طويلة جداً ونهج المقاومة مستمر من جيل الى جيل لأنه بالأساس في صلب عقيدة "الحزب". وحول استشهاد السيد نصر الله قال: كلّ من مشى في طريق المقاومة ادرك جيداً ان نهايته "اما الشهادة او الانتصار" وما الشهادة الا وسام شرف يتمنّاه كلّ مقاوم في سبيل قضيته وأرضه ودينه.
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: السید نصر الله حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
مراحل عربات جدعون التي أقرها نتنياهو لتهجير سكان غزة
مع بلوغ الحرب الإسرائيلية يومها الـ600، صادقت حكومة بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- رسميا على عملية "عربات جدعون"، الرامية لاحتلال قطاع غزة بشكل كامل وتهجير سكانه.
وقد أشار تقرير أعده صهيب العصا للجزيرة، إلى أن العصابات الصهيونية أطلقت سنة 1948 عملية حملت الاسم نفسه (عربات جدعون) في الأطراف الشمالية للضفة الغربية -المحاذية للأردن- لتهجير الفلسطينيين منها واحتلالها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2شهيد في قلقيلية وإصابات واعتقالات في طولكرمlist 2 of 2في غزة الورد يحترق والمدرسة مقبرةend of listوسيتم تنفيذ العملية الجديدة في غزة على 3 مراحل تستهدف احتلال القطاع وإخضاع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) واستعادة الأسرى وذلك وفقا لمخطط قوات الاحتلال.
وستبدأ العملية بتهجير سكان شمال القطاع إلى مدينة رفح في الجنوب حيث تقول إسرائيل إنها ستقيم "منطقة آمنة"، تمهيدا لتوزيع المساعدات بالتعاون مع شركات مدنية ستفرضها تل أبيب التي تواصل استخدام التجويع سلاحا في هذه الحرب.
تهجير السكان
وفي المرحلة الأخيرة من العملية، ستتوغل قوات الاحتلال تدريجيا في قلب القطاع لتهيئة الأرض لبقاء طويل الأمد وإنهاء المقاومة وتدمير الأنفاق بشكل كامل.
يأتي ذلك، فيما تتصاعد الانتقادات الدولية لهذه العملية التي تستهدف تهجير الفلسطينيين من القطاع من خلال تجويعهم، وهو ما أكده نتنياهو بنفسه في خطابه الأخير، بينما لم تتخذ الدول العربية موقفا من هذه التطورات.
إعلانفي المقابل، تواصل المقاومة تنفيذ عمليات ضد قوات الاحتلال الموجودة في القطاع بين الفينة والأخرى، حيث تم استهداف العديد من الآليات والدبابات والجنود خلال الشهرين الماضيين.
وتقول إنها مستعدة للتفاوض على اتفاق ينهي الحرب ويضمن انسحاب الاحتلال من القطاع وتبادل الأسرى، من دون التفريط في سلاحها، وهو ما ترفضه إسرائيل.