لبنان ٢٤:
2025-08-03@03:28:38 GMT

نصر الله شهيداً… والمقاومة مستمرّة!

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

نصر الله شهيداً… والمقاومة مستمرّة!

شكّل الإعلان الرسمي لنبأ اغتيال أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية صدمةً كبرى في الأوساط السياسية اللبنانية وفي المنطقة والعالم ككُلّ. وجاء وقع الخبر على البيئة الحاضنة للمقاومة في لبنان قاسياً جداً، بحيث انطلقت بعض المسيرات الشعبية الغاضبة في شوارع العاصمة بيروت رافضةً تقبّل الواقع المرير، ومرّ يوم أمس بصعوبة بالغة وسط اجراءات أمنية مشدّدة لضبط ردود الفعل.

هذه المسيرات تبعتها أيضاً تظاهرات شعبية في العراق والأردن ومصر ندّدت بالمجازر التي يرتكبها العدو الاسرائيلي في لبنان واستنكرت الاغتيال المجرم للسيد نصر الله.

وإذ رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء مساء أمس دعا من خلالها الجميع الى الوقوف أمام مسؤولياتهم الوطنية في هذه اللحظات المصيرية للحفاظ على التضامن والوحدة لمواجهة المخططات الاسرائيلية الاجرامية، مؤكداً على تمسّك الحكومة اللبنانية بالشرعية الدولية والقانون الدولي، منوّهاً بدور الجيش اللبناني والقوى الأمنية في حماية الوطن وصون حدوده ووحدة أبنائه، أصدر ميقاتي مذكرة أعلن فيها الحداد الرسمي على "الشهيد سماحة السيد حسن نصر الله" لمدّة ثلاثة أيام.

وعقب اعلان اغتيال السيد نصر الله اعتبر مصدر ديبلوماسي مطّلع بأنّ هذه الجريمة التي تشكّل خرقاً سافراً للقانون الدولي وترقى الى مستوى جريمة حرب، ستؤدي حتماً الى خلط الأوراق في المنطقة وتقلب الموازين في الشرق الأوسط، وأنّ التهاون فيها سيفتح شهية اسرائيل نحو مزيد من الانتهاكات التي ستطال العديد من البلاد ليس أولها سوريا ولا آخرها ايران، وتساءل المصدر عن ما إذا كانت المقاومة في لبنان لا تزال فعلاً قادرة بعد كل الضربات القاصمة التي تلقّتها على مستوى القيادات والقدرات العسكرية على "لملمة" نفسها من جديد والمضيّ قدماً في مواجهة العدوان الاسرائيلي، طارحاً جملة هواجس حول الفراغ الذي قد يتركه السيد نصر الله الذي تزعّم "حزب الله" لمدّة ثلاثين عاماً وحول التحدّيات التي ستواجه الشخصية القيادية التي ستخلفه، وكيفية التعامل مع جبهة الإسناد المفتوحة منذ ما يقارب العام دعماً للمقاومة في غزّة.

اعتبرت مصادر اعلامية مقرّبة من "حزب الله" أن على المقاومة اليوم إعادة ترتيب خياراتها من جديد، والنظر جيداً في واقعها الحالي وإمكاناتها قبل الانتقال الى المرحلة المقبلة، وأضاف أن القيادة الجديدة اليوم ستكون أمام مسؤوليات صعبة ودقيقة لاستكمال نهج الشهيد السيد نصر الله ومساره المقاوم.

من جهة أخرى، اعتبر مصدر عسكري عربي مطّلع أن اسرائيل قد تجرأت على كل هذا التدمير رداً على التحدّي الذي أطلقه نصر الله في خطابه الاخير حول عدم امكانية عودة المستوطنين الى الشمال الاسرائيلي، في محاولة لفرض معادلة جديدة على قاعدة "إن لم يعودوا فلن تعودوا". وأضاف المصدر أنّ اسرائيل تدرك جيداً حجم ترسانة "حزب الله" الصاروخية ذات القدرة التدميرية الهائلة، وأنه إذا ما لجأت المقاومة الى التصعيد الكبير للرد على اغتيال نصر الله، فإن اسرائيل، ووفقاً لخبراء عسكريين اسرائيليين، ستكون مضطرة الى تكريس جزء كبير من منظومتها الدفاعية للتصدّي في حال اندلعت الحرب.

وحول ما جاء في بعض المواقف التي حمّلت ايران مسؤولية الجنون الاسرائيلي لعدم دخولها في دعم مباشر للمقاومة في لبنان وتأخر الردّ على اغتيال الشهيد اسماعيل هنية، اعتبرت المصادر أنّ لا مجال اليوم للحديث في هذه الأمور، وأن المرحلة المقبلة هي الأساس، وذلك على مستوى شكل المواجهة وطبيعتها ونوع الاسلحة المستخدمة في الهجمات التي ستنفّذها المقاومة بقيادتها الجديدة ضدّ اسرائيل. وعن مبدأ "وحدة الساحات" واستمراره أو انفراطه، أكّد المصدر أن "وحدة الساحات" مستمرة، وأنّنا ربما سنشهد في الفترة المقبلة ما يشبه العمليات الانتقامية رداً على اغتيال نصر الله من خلال مشهد سيؤكد على تعزيز التضامن ووحدة الموقف.

ولفت مصدر سياسي بارز الى أن المقاومة فكرة، والافكار لا تموت ولا تنتحر برحيل أي قيادي، وهذا ما أثبته المسار التاريخيّ لكل المقاومات في كل المراحل، مشيراً إلى أنه بعد اغتيال قيادي بحجم الشهيد عماد مغنية ظنّ الجميع أن المقاومة ستنهار وتندثر، لكنها عادت أقوى من قبل. كذلك فإن اغتيال الشهيد حسّان اللقيس، الذي أسس لفكرة المسيرات لم يضعف المقاومة ويردّها خطوة واحدة الى الوراء، بل زادها دفعاً لتمتلك منظومة ضخمة من المسيرات، كذلك هو الحال أيضاً في مقاومة فلسطين المحتلة بعد استشهاد العديد من قيادييها حيث صمدت واستمرّت وطوّرت نفسها أكثر.

وختم المصدر، أن "حزب الله" هو تنظيم مؤسساتي ضخم، لا يتأثر أبداً بغياب قيادي أو باستشهاده، وأن مسيرة الجهاد ضد العدوّ الاسرائيلي طويلة جداً ونهج المقاومة مستمر من جيل الى جيل لأنه بالأساس في صلب عقيدة "الحزب". وحول استشهاد السيد نصر الله قال: كلّ من مشى في طريق المقاومة ادرك جيداً ان نهايته "اما الشهادة او الانتصار" وما الشهادة الا وسام شرف يتمنّاه كلّ مقاوم في سبيل قضيته وأرضه ودينه.
المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: السید نصر الله حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

في ذكرى استشهاده.. “الثورة نت” يعيد نشر رسالة الشهيد إسماعيل هنية لقائد الثورة

الثورة نت/..

في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القائد إسماعيل هنية، يعيد موقع “الثورة نت” نشر الرسالة التي وجهها الشهيد هنية، إلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في الثاني عشر من يناير 2024م.

سماحة السيد عبد الملك الحوثي حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أبرق لكم بالتحية الجهادية الواجبة لكم ولشعبنا اليمني العظيم والقوات المسلحة نيابة عن إخواني المجاهدين في ميادين القتال. وشعبنا الصابر المحتسب. وذلك على جهدكم الكبير في اسناد معركة طوفان الأقصى عبر خوضكم لمعركة البحر الأحمر، ومعركة المسيرات والصواريخ ضد الأهداف الإسرائيلية.

كما نعزيكم ونعزي الشعب اليمني الشقيق بالشهداء العظام الذين ارتقوا دعما لغزة وعلى طريق القدس خمسة عشر شهيداً من القوات المسلحة مضوا على الطريق فكانوا خمسة عشر وسامًا على طريق التحرير والتمكين.

وأنقل لكم تضامننا معكم ومع شعبنا اليمني الشقيق في مواجهة العدوان الأمريكي البريطاني، الذي جاء كتعبير حقيقي عن الأزمة التي يعيشها الكيان الصهيوني وحلفاؤه من عدم قدرتهم على تحقيق أي من أهدافهم في غزة رغم مضي مائة يوم على العدوان.

ويعود ذلك لقوة فعل المقاومة في غزة، وصمود شعبنا الأسطوري، والتدخل الفعال لقوى المقاومة في المنطقة، وفي مقدمتها تدخل الأخوة في أنصار الله، وكذلك المقاومة الإسلامية في لبنان والذي زاد من عجز الصهاينة في التعامل مع تطورات المعركة، إلى جانب تأثير الحراكات الشعبية في أوساط الأمة وأحرار العالم وصولاً إلى محاكمة العدو أمام محكمة العدالة الدولية بفعل الدعوى التي قدمتها دولة جنوب أفريقيا المبدئية.

سماحة السيد:

إننا وإذ نعلن تضامننا الكامل مع شعبنا اليمني، فإننا نؤكد أن ما حصل من اعتداء، وردكم الفوري والجريء، وإعلانكم باستمرار سياستكم بمنع السفن الإسرائيلية وتلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة سيجعل نهاية العدوان وإعلان انتصار المقاومة أمراً حتميا، وما ذلك على الله بعزيز.

سماحة السيد

إن أحد أكبر إنجازات هذه المعركة العظيمة هو تجسد وحدة جبهات المقاومة عمليا في معركة فلسطين على امتداد جغرافيا هذه الجبهات التي تبدأ من الجمهورية الإسلامية في إيران وجهدها الحيوي في هذه المعركة مرورا بالعراق وسوريا ولبنان وليس انتهاء باليمن

إن الانتصار في معركة طوفان الأقصى جعل من فكرة مشاركة الأمة في معركة التحرير الكامل لفلسطين حقيقة وواقعا عمليا وليس حلمًا أو مستحيلاً، وهذا ما يجعل من هذه القضية على رأس الأولويات في المرحلة القادمة.

تقبل الله الشهداء، حفظ الله اليمن، وبارك الله في جيش اليمن

أخوكم إسماعيل هنية

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس

الجمعة 2024/1/12م

مقالات مشابهة

  • شاهد.. ذكرى اغتيال هنية حاضرة بالمغرب وفعاليات تندد بجرائم إسرائيل
  • في ذكرى استشهاده.. نص رسالة الشهيد إسماعيل هنية لقائد الثورة
  • في ذكرى استشهاده.. “الثورة نت” يعيد نشر رسالة الشهيد إسماعيل هنية لقائد الثورة
  • مصدر شبابي: عبد الرزاق حمد الله مستمر مع الفريق
  • الثأر والمقاومة والنصر
  • في ذكرى استشهاده: هذا ما قاله هنيه بلقائه الأخير مع ممثلي أنصار الله
  • الحزب في زيارة لـ جورج عبدالله: المقاومة مستمرة حتى تحصين البلد
  • السيد القائد يشيد بأجل العبارات على خروج الجمعة الماضية
  • السيد القائد يدعو الشعب اليمني للخروج الواسع غدًا الجمعة في العاصمة صنعاء والمحافظات
  • حل الدولتين حلم ملوث بالأوهام