ظاهرة الإسلاموفوبيا.. عقود من معاناة المسلمين في بلاد الغرب
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
كره الإسلام أو كراهية الإسلام الذي يعرف بـ«الإسلاموفوبيا» هو مصطلح يشير إلى الخوف والكراهية الموجهة ضد الإسلام والمسلمين، وتتجاوز هذه الظاهرة مجرد الخوف العادي لتصل إلى مستوى من التحامل والتمييز العنصري، إذ يجري تعميم صفات سلبية على جميع المسلمين بناءً على أفعال أفراد قلائل، وقد أطلقت «الوطن» 3 حملات توعوية لتعزيز الهوية الوطنية والدينية والاجتماعية تحت شعار «مجتمع صحي آمن.
ويشير إياد صلاح شاكر في كتابه «ظاهرة الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا) في الغرب»، إلى تعريف الظاهرة، وهي خوف وكراهية وتحيز غير مسوع ضد الإسلام والمسلمين، وضد الثقافة والسياسية الإسلامية، إذ يعود هذا المصطلح من حيث نشأته إلى أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن العشرين وقد شاع استعماله بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 1997 عرفت مؤسسة رونيميد تراست Runnymede Trust) البريطانية ظاهرة الإسلاموفوبيا بأنها كراهية الإسلام والرعب منه، ويترتب عليها كراهية المسلمين جميعًا والخوف منهم، مؤكدة بأنها تشير أيضًا إلى ممارسة التمييز ضد المسلمين من خلال إقصائهم عن الحياة الاقتصادية والاجتماعية والحياة العامة.
وتتمثل الصور النمطية المرتبطة بظاهرة الإسلاموفوبيا في تصور الشخص المسلم على أنّه غريب ودخيل على المجتمع الغربي، وأنه إنسان رجعي غير مثقف يتسم بالفظاظة والعنف، إذ أدت هذه الصور المشوهة حول المسلمين إلى توتر كبير في العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين في الغرب، وينظر إلى الإسلام من خلال هذه الظاهرة على أنه دين ليست له قيم مشتركة مع الثقافات الأخرى، وأنّه أقل شأنًا من الغرب، فضلًا عن كونه أيديولوجية سياسية قائمة على العنف أكثر منه دينًا.
كيف تظهر صورة الإسلام في إعلام الغرب؟البروفسور جاك شاهين Jack Shaheen، أستاذ الاتصال في جامعة إلينوي الجنوبية Southern Illinois University، والمستشار السابق لشبكة CBS التلفزيونية لشؤون الشرق الأوسط، يقول إنّ 25% من الأفلام التي أنتجتها هوليوود تحقر بشكل أو بآخر من العرب والمسلمين، إذ شاهد «شاهين» نحو 1000 فيلم هوليودي أنتج بين عامي 1896 و2000، ولم يستطع أن يجد أكثر من 12 حالة إيجابية فقط للعرب والمسلمين، إلى جانب 52 حالة يصنفها على أنها معتدلة من وجهة نظره، في حين تبقى الأفلام المتبقية ذات صورة سلبية ومسيئة، حيث لا تكاد صورة العرب والمسلمين تخرج عن إطار الصور النمطية القليلة المعروفة التي تطورت عبر مراحل مختلفة خلال القرن العشرين.
جميع الصفات الكريهة التي يمكن للعقل البشري أن يتخيلها، قد عمل أباطرة الإعلام الغربي على إلصاقها بالعرب والمسلمين، فعلى امتداد القرن العشرين، كانت سلسلة من الصفات المشينة تقدم على أنها طباع أصيلة في حياة العرب والمسلمين مثل التخلف، والبداوة والجهل، والقذارة، والقبح والشهوانية والطمع، والخيانة، وكان آخر هذه الصفات بروزا على الساحة، هو ذلك الميل الفطري إلى العنف والقتل والتدمير، أو ما يسمى مجازًا بالإرهاب.
وفي إطار نبذ العنف وإدانة التعصب، أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل عامين يوم 15 مارس من كل عام يومًا دوليًا لمكافحة كراهية الإسلام ومحاربة الإسلاموفوبيا، وأعربت الجمعية العامة في قرارها عن استيائها البالغ إزاء جميع أعمال العنف الموجهة ضد الأشخاص بسبب دينهم أو معتقدهم وما يوجه من تلك الأعمال ضد أماكن عبادتهم.
وبحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة، يقول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اعتراضًا على انتهاك الحقوق الإنسانية للمسلمين: «ما يُطلق من خطاب يحضّ على الانقسام وما يجري من تصوير للمسلمين بغير حقيقتهم، توصم مجتمعات بأسرها وما يُبثّ من خطاب كراهية على الإنترنت يؤجّج العنف في الحياة الحقيقية».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حملة الوطن تعزيز الهوية الوطنية والدينية والاجتماعية ظاهرة الإسلاموفوبیا
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: الحرب الإسرائيلية على غزة تسبّب "معاناة مرعبة وغير مقبولة"
المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، يُدين الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ويصفها بأنها تسبّب "معاناة مرعبة وغير مقبولة"، داعياً إلى الضغط على إسرائيل وحماس لإنهاء الصراع. اعلان
قال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة تسبّب "معاناة مرعبة وغير مقبولة" للسكان الفلسطينيين، ودعا القادة العالميين إلى ممارسة ضغوط على إسرائيل وحركة حماس لإنهاء الصراع.
جاءت تصريحات تورك خلال افتتاح الجلسة الأخيرة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين، حيث أشار في خطابه إلى تفاقم التوتر بين إيران وإسرائيل، وأثر التعريفة الجمركية الأمريكية، وسجل الصين في مجال حقوق الإنسان.
وأكد تورك أن الوسائل والأساليب التي تتبعها إسرائيل في عملياتها العسكرية في قطاع غزة تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني بشكل خطير، وذلك أمام الهيئة المؤلفة من 47 دولة، والتي تتهمها إسرائيل بانتظام بعدم الحياد ضد الدولة العبرية.
Relatedغزة.. مقتل 40 فلسطينيا في يوم واحد معظمهم قرب نقطة توزيع مساعدات غذائيةمشاهد طوابير الجوعى في غزة مستمرّة: مأساة إنسانية تحت الحصار والنارمن غزة إلى اليمن وقبلهما إيران.. هل يحتمل الجيش الإسرائيلي القتال على كل الجبهات؟وأضاف لقد قتل أكثر من 55,300 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، دون تمييز بين المدنيين والمقاتلين وفقاً لبيانات وزارة الصحة في قطاع غزة منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية.
ودعا تورك جميع الجهات ذات النفوذ إلى استخدام كل أدوات الضغط المتاحة لديها لإنهاء هذه المعاناة، قائلاً: "الحقائق واضحة بحد ذاتها. يجب على الجميع في مواقع المسؤولية أن يستيقظوا ويواجهوا ما يحدث في قطاع غزة".
كما شنّ المسؤول الأممي انتقاداً غير مباشر على التعريفة الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشبهًا إياها بـ"لعبة بوكر عالية المخاطر، تكون فيها الاقتصاد العالمي هو الرهان".
تجدر الإشارة إلى أن جلسة مجلس حقوق الإنسان اختُصرت مدتها بيومين ونصف بسبب نقص التمويل، ومن المقرر أن تستمر حتى 9 يوليو.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة