صحار- الرؤية

وقع ميناء صحار والمنطقة الحرة اتفاقية تأجير أرض مع شركة دان للصناعات الغذائية (شركة منطقة حرة)- الشركة الرائدة في تصنيع المواد الغذائية- لتأسيس وإنشاء مصنع متطور لإعادة تعبئة المواد الغذائية وإنتاج حلول وجبات جاهزة للأكل عالية الجودة في المنطقة الحرة بصحار، باستثمار قيمته 7 ملايين دولار أمريكي.

وسيقام المصنع على مساحة 15,000 متر مربع لإعادة تعبئة المواد الغذائية الأساسية السائبة المستوردة مثل الأرز، ومسحوق الحليب، والسكر من أكبر المنتجين العالميين في الهند ونيوزلندا وكندا، وسيتم تصديرها إلى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يعزز التجارة الإقليمية ويزيد من كفاءة سلسلة الإمداد في المنطقة.

ويشكل هذا المشروع سبقاً جديداً يضاف للمنطقة الحرة بصحار إذ يمهد الطريق للابتكار والتميز في الصناعات الغذائية في سلطنة عُمان ويبرز قدرة ميناء صحار والمنطقة الحرة على جذب الاستثمارات الدولية التي تدفع عجلة النمو الاقتصادي في عُمان وتعزز من مكانتها على الساحة الإقليمية.

وتمتلك شركة دان للصناعات الغذائية خبرات كبيرة في هذا المجال في المملكة العربية السعودية وتركيا. وبسعة تصل إلى 5,000 طن سنوياً، من المتوقع أن يمهد هذا المصنع الجديد في عُمان لنقلة نوعية في الإمكانات اللوجستية في ميناء صحار والمنطقة الحرة؛ إذ سيعزز من سهولة إعادة توزيع البضائع المعاد تعبئتها في الأسواق الرئيسية في دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى وصول منتجاتها إلى أفريقيا.

وقال مصطفى محمد عبدالله أحمد مدير عام شركة دان للصناعات الغذائية: "نتطلع إلى توظيف خبراتنا في مجال إعادة تعبئة المواد الغذائية من خلال شراكتنا مع ميناء صحار والمنطقة الحرة الذي يتميز بموقعٍ استراتيجي يتيح وصولاً سهلاً وسريعاً للأسواق الرئيسية في دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة، ويعد استثمارنا في هذا المشروع إنجازاً كبيراً في رحلة دان للصناعات الغذائية؛ إذ نفتخر بالمساهمة في تعزيز النمو الاقتصادي في البلاد وتوسيع رقعة انتشارنا ووصولنا عالميا".

من جانبه، ذكر محمد علي بن سالم بن علي الشيزاوي الرئيس التنفيذي للمنطقة الحرة بصحار بالإنابة: "تُجسد هذه الشراكة رؤيتنا الرامية إلى إيجاد اقتصاد يستند إلى التنوع والابتكار والاستدامة، كما أن تأسيس هذا المصنع يعكس الجهود التي نبذلها لجذب الاستثمارات ودفع عجلة النمو وتعزيز دور سلطنة عُمان في سلسلة توريد الغذاء عالمياً. ونثق أن ثمار هذا التعاون ستعود بالنفع على المجتمع المحلي وتمهد لمستقبل مزدهر ومستدام للأجيال المقبلة".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

انتهينا من نوبل... فماذا عن فلسطين والمنطقة؟

خسر الرئيس الأميركي دونالد ترامب معركة «جائزة نوبل للسلام»... مع أنه لم يخسرها، وربح رهانه على «صفقة» سلام في قطاع غزة لكنه لم يربحه...
المسألة ليست مسألة «تلاعب لفظي» بل حقائق واقعة.

بالنسبة لـ«نوبل»، لعل ترامب أفرط في المطالبة بالجائزة إلى حد إشعاره اللجنة المعنية بأن منحها له واجبٌ عليها... وأنه ليس أمامها إلا التنازل والاستسلام لضغطه.

ولكن إذا كانت معنويات ترامب قد مُنيت بنكسة، فإن أيّ مراقب سياسي حصيف يدرك كيف جاء منح الجائزة للسياسية الفنزويلية اليمينية، ماريا كورينا ماتشادو، هديةً ثمينةً، وبالتوقيت المناسب، للرئيس الأميركي... المتحمّس جداً لإسقاط حكم نيكولاس مادورو اليساري في فنزويلا، ولو بالقوة العسكرية.

لليمين الأميركي تاريخ طويل مع فنزويلا، مالكة أكبر احتياطي نفط في العالم. ولم تتوقف العلاقة عملياً إلا مع تولي رئاسة البلاد الضابط اليساري هوغو شافيز، الذي حكم بين 1999 وحتى وفاته عام 2013، عندما خلفه الرئيس الحالي مادورو حتى الآن.

والواقع أن ترامب لم يُخف، ولا يخفي أبداً، رغبته في إنهاء حكم اليسار في فنزويلا. وهو يصعّد عسكرياً هذه الأيام بحجّة «مكافحة عصابات المخدرات». غير أن الموضوع أكبر من المخدِّرات، لا سيما في ضوء الدعم المالي الأميركي السخي للأرجنتين لتعزيز الوضع المتأرجح للرئيس اليميني المتطرف، خافيير ميلاي، قبيل الانتخابات العامة الأرجنتينية. وأيضاً، تأييد ترامب المتزايد لقيادات اليمين الشعبوي في عموم أميركا اللاتينية، بما فيها حكم نجيب بوكيلة في السلفادور.

هنا يربط مراقبون «سيناريو» إبراز ماتشادو، عبر «نوبل» السلام، بمنح الجائزة نفسها للقيادي النقابي البولندي ليخ فاونسا عام 1983، بعدما قاد فاونسا على رأس نقابته «تضامن» اليمينية التحركات لإنهاء الحكم الشيوعي في بولندا. وللعلم، كان زخم تمّرد بولندا - كبرى دول أوروبا الشرقية الكاثوليكية - على موسكو قد بدأ يتجمّع عبر انتخاب الكاردينال البولندي كارول فويتيوا، أسقف كراكوف، عام 1978، بابا جديداً للفاتيكان، ما جعله أول بابا غير إيطالي ينتخب في القرن العشرين.

طوال تلك الحقبة، كانت الدوائر الغربية ترصد «ترهّل» القيادة السوفياتية وتعمل بصبر ودأب شديد على إنهاكها.

كانت تشغلها في جبهات متعدّدة، بينها «مستنقع أفغانستان» (منذ إسقاط الملك محمد ظاهر شاه) والحروب الدعائية عبر الإعلام – ولا سيما «إذاعة أوروبا الحرة» الموجهة إلى دول أوروبا الشرقية – ومسألة حقوق الإنسان، ومسألة حق اليهود بمغادرة الاتحاد السوفياتي السابق.

وهنا نتذكر، مُنح ميخائيل غورباتشوف «نوبل» السلام عام 1990 «لتسريعه» التغييرات التي أنهت الدولة السوفياتية (عام 1991، ألغيت رسمياً). وأيضاً، منح الجائزة نفسها إلى كلٍّ من المُنشق الروسي آندريه ساخاروف والناشط اليهودي الروماني المولد إيلي فايتسل.

عودة إلى ترامب والشرق الأوسط...
إذا كانت حرب غزة المستمرة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 جديرة بالتوقف عندها في حسابات السلام أولاً، و«نوبل» السلام ثانياً، فإننا نجد أمامنا حقيقتين ساطعتين:

الحقيقة الأولى، أن كثيرين ما زالوا غير واثقين من نجاح «صفقة» السلام التي أوقفت – مؤقتاً على الأقل – مأساة إنسانية مروّعة. وهؤلاء، من مختلف المواقع والمشارب، يرونها بالفعل «صفقة» مثل العديد من الصفقات التي تستهوي «سيد البيت الأبيض»... من دون الخوض في التفاصيل والأبعاد والعواقب الاستراتيجية. وأساساً، التفاصيل والأبعاد والعواقب الاستراتيجية هي آخر هموم الشخصين اللذين كلفهما الرئيس الأميركي بعقد الصفقة نيابة عنه، أي جاريد كوشنر وستيف ويتكوف.

وإذا كان بنيامين نتنياهو قد أقنع الرجلين بأنه سائر قدماً في «الصفقة»، فإن الأصوات المتصاعدة من غلاة المستوطنين، لا توحي البتة بأن الشارع الإسرائيلي – بمعظمه – مستعد للتوصل إلى «تفاهم» عميق يمكن أن يفضي إلى «تعايش» ضامن للسلام في المنطقة.

والحقيقة الثانية، أن ما يجري تصويره على أنه «اتفاق ما كان ليتحقق لولا ضغط من الرئيس الأميركي» يبدو متاهة من التعقيدات والتفاصيل المفتوحة النهايات. والسبب أنه في حالة كهذه، لا بد من توافر عنصر الثقة المتبادل من أجل تجاوز عقود من الشك والأحقاد. بكلام آخر، رغبة ترامب في تسريع تحقيق إنجاز شخصي، ولأسباب خاصة به، لا تشكل في حد ذاتها ضمانة صلبة لفتح صفحة جديدة في المنطقة...
مع مستوى فهم كوشنر وويتكوف للمنطقة، وبوجود أمثال نتنياهو و«عميدة» المستوطنين دانييلا فايتس، قد لا يكون سهلاً تطبيق «النقاط العشرين»
وهنا، لدى التمعّن بـ«النقاط العشرين» التي تتضمنها صفقة ترامب، يخطر في بالي التعليق الساخر لرئيس وزراء فرنسا الأسبق جورج كليمنصو، لدى إطلاعه على النقاط الـ14 التي طرحها الرئيس الأميركي الأسبق وودرو ويلسون بنهاية الحرب العالمية الأولى. إذ قال كليمنصو يومذاك: «المستر ويلسون يصيبني بالملل مع نقاطه الـ14، لماذا؟... الله، سبحانه وتعالى، أعطانا عشر وصايا فقط!»...

بالتالي، مع مستوى فهم كوشنر وويتكوف للمنطقة، وبوجود أمثال نتنياهو و«عميدة» المستوطنين دانييلا فايتس، قد لا يكون سهلاً تطبيق «النقاط العشرين». وعليه، أزعم أنه يتوجب على الطرف العربي المفاوض والضامن، وأيضاً القيادات الفلسطينية فيما بينها، خوض حوارات صادقة وجدية، وعميقة وشفافة، من دون تمنيات طوباوية...

لا شك في أن احتقاناً داخلياً في إسرائيل بسبب الرهائن أسهم في «حلحلة» العقد. وكذلك، فقدت إسرائيل خلال السنتين الأخيرتين - رغم هيمنتها على السردية الإعلامية عالمياً - الكثير من مكامن قوتها.

لكن المجهول الموعودين به في المستقبل المنظور غير مطمئن... وبخاصة أن جوهر الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، واستطراداً العربي – الإسرائيلي، ما زال كما هو.

نعم... لم يتحقق واقعياً أي تقدم نحو حلول يمكن أن تكفل الحد الضروري من التعايش والتفاعل الإيجابي!

الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • ضبط مخدرات بـ 106 ملايين جنيه ومصرع 4 عناصر إجرامية في مداهمات أمنية
  • انتهينا من نوبل... فماذا عن فلسطين والمنطقة؟
  • رئيس الوزراء يتفقد مصنع "تي آند سي" للملابس الجاهزة كامل الانتاج للتصدير
  • رئيس الوزراء يتفقد مصنع ملابس جاهزة بالقليوبية
  • الداخلية تضرب بقوة فى سوق العملات وتضبط قضايا بقيمة 10 ملايين جنيه
  • صفقة القرن في عالم الألعاب.. استحواذ سعودي على شركة EA بقيمة 55 مليار دولار
  • توقيع اتفاقية تنفيذ مشروع “الإدارة المتكاملة للأنظمة الطبيعية (Jilmi Project)”
  • الداخلية تضبط قضايا اتجار في العملة بقيمة 10 ملايين جنيه
  • ضبط قضايا إتجار في العملات الأجنبية بقيمة 10 ملايين جنيه
  • قافلة المساعدات الإنسانية الـ48 تضم آلاف الأطنان من المواد الغذائية والإغاثية لغزة