متحور جديد لـكورونا يرخي ظلاله على المغرب.. والسلطات تتدخل
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
عاد الترقب والخوف مُجددا في النقاش العام بالمغرب، بخصوص متحور جديد من فيروس كورونا "كوفيد-19"، بدأ يلقي بظلاله على المواطنين، في الأيام القليلة الماضية.
وبحسب مصادر مطلعة فضلت عدم ذكر اسمها لـ"عربي21" فإن هناك عدد من الحالات المرضية لبعض الموظفين في المؤسسات الرسمية، ممّا دعا الإدارات إلى إرسالهم للعمل عن بعد، بعد حصولهم على أيام راحة؛ فيما اضطرت السلطات الصحية المغربية إلى اتخاذ تدابير للحد من انتشار الموجة الجديدة من الفيروس.
وقالت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إنه رغم أن "كوفيد-19" لم يعد حالة صحية طارئة، على المستوى العالمي، منذ 5 آيار/ ماي الماضي، فإنه مازال يشكل تهديدا كبيرا للصحة العمومية في العالم، خاصة جراء ارتفاع عدد الحالات المسجلة ما بين 10 تموز/ يوليوز و6 آب/ أغسطس بنسبة 80 في المائة، بحسب ما سجلته منظمة الصحة العالمية.
وأضافت الوثيقة التي وصلت "عربي21" نسخة منها، أنه بناء على التطورات الجديدة للفيروس، الذي ظهر أول مرة في المغرب مطلع آذار/ مارس سنة 2020، "دعت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى الحفاظ على تفعيل تدابير اليقظة والمراقبة للتصدي لفيروس كورونا، الذي بلغ عدد الإصابات به في المغرب خلال الأسبوع الأخير 27 إصابة، وفق المعطيات الرسمية الصادرة عن الوزارة".
إلى ذلك، سارعت وزارة الصحة إلى القيام بها للتصدي لأي احتمال لانتشار كورونا توفير الاختبارات السريعة (PCR أو TAR) في مختلف المراكز الصحية، وجعلها متاحة لجميع الأشخاص الذين يُشتبه في أنهم مصابون بـ"كوفيد-19"، مطالبة المسؤولين كذلك بالحرص على احترام البروتوكول العلاجي الخاص بالتكفل بالمصابين، والإخطار الأسبوعي للمصالح المركزية للوزارة بالمعطيات المتعلقة بعمليات المراقبة، وحالات الإصابة الخطيرة والوفيات.
حالات مْتفشية.. ماذا يقول الطب؟
ورصدت "عربي21" مجموعة من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، لأشخاص يتحدثون عن إصابتهم بـ"المتحور الفرعي" من الفيروس، بينهم هدى، التي قالت في تدوينة على حسابها على "فيسبوك": "من بعد 11 يوم من كورونا، بديت العطلة"، ليأتي الرد من محمد، مواطن مغربي، بالقول: "قبل يومين من سفري إلى اليونان انطلقت أعراض المرض تظهر علي، وهي أصعب من الموجة الأولى"، لتتوالى المنشورات المتحدثة عن حالات إصابة جديدة، بعد أشهر من خفوت الحديث عن فيروس كورونا في المغرب.
وفي هذا السياق، قال الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية ورئيس النقابة الوطنية للطب العام في المغرب: "بالنسبة للمتحور الفرعي الجديد، نحب أن نطمئن الناس أن ليس هناك ما يدعو للقلق، والحياة العامة والمستشفيات سوف تستمر بشكلها العادي تماما، فقط يتوجب اتخاذ الحيطة والحذر، خاصة بالنسبة لكل من يعاني من هشاشة العظام".
يسجل المغرب دخول متحور جديد لفيروس #كورونا، وهو المتحور الفرعي لأوميكرون BQ.1.1. فما هي خصائصه وأعراضه ونسبة خطورته؟
التفاصيل على الرابط: https://t.co/7u1ONjlcNE pic.twitter.com/NgXo9aVs8K — SNRTNews (@SNRTNews) November 30, 2022
وأضاف حمضي، في حديثه لـ"عربي21": "إن منظمة الصحة العالمية صنّفته بمتحور تحت المراقبة، حيث ظهر في شهر مارس الماضي، بدول آسيا، ثم انطلق في الانتشار بسرعة كبيرة إلى باقي الدول، وبات سائدا في كل من أمريكا وبريطانيا، وفي طريقه لأن يصبح سائدا في باقي الدول الأخرى" مشيرا إلى أن "له سرعة كبيرة في الانتشار، ممّا شد الانتباه إليه، واستدعى الحديث عنه".
وأوضح رئيس النقابة الوطنية للطب العام في المغرب، "هذا المتحور الجديد، يتوفر على ما يسمى طبيا بـ"الهروب المناعي"، بمعنى أن كل من سبق لهم التلقيح فيما قبل ضد المرض، بإمكانهم الإصابة بهذا الفيروس مجددا" مؤكدا "من أعراضه ارتفاع درجة الحرارة المرفقة بآلام في الرأس والحلق، والتعب البارز".
وأردف: "بالنظر إلى الدول التي انتشر فيها، لا نجد أن هناك شراسة كبيرة، وليس هناك نسب وفيات مرتفعة، إذا هو أكثر انتشارا لكنه ليس أكثر شراسة. غير أن المطلوب الآن أن أي شخص شعر بالأعراض، التحلي بالحيطة وبالتدابير الصحية مع ارتداء الكمامة، بالإضافة إلى أن كافة حاملي الأمراض المزمنة والكبار في السن، والنساء الحوامل، يتوجب عليهم الحصول على التلقيح، والعقاقير المضادة للتلقيح".
وفي ختام حديثه لـ"عربي21" رجّح حمضي أنه "من المتوقع ارتفاع عدد الحالات الحاملة للفيروس خلال فصل الخريف، خاصة أنه الآن تتوالى الحفلات العامة والخاصة وتكثر اللقاءات، وجل مناعة المواطنين بدأت تتراجع، لأنه منذ أشهر لم يعد الحديث عن التدابير الصحية".
تجدر الإشارة إلى أنه بحسب المعطيات التي نشرتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية، الجمعة، وتغطي الفترة من 5 إلى 11 آب/ أغسطس من السنة الجارية، فقد "بلغ العدد التراكمي لحالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في المغرب، منذ الإعلان عن أول حالة إصابة في 2 آذار/ مارس 2020، ما مجموعه 1 مليون و275 ألفا و320 حالة، مع معدل إيجابية أسبوعي يناهز 5.4 في المائة".
وشهدت عددا من دول العالم، خلال الأسابيع الماضية، ظهور السلالة الجديدة من الفيروس، ورغم أنه لم يتم تحديد مدى ضررها بعد من طرف منظمة الصحة العالمية، إلا أن المنظمة كانت قد أعلنت أن "كوفيد-19" لا يزال يعتبر تهديدا للصحة العامة بالنظر لاحتمال انتشار متحورات وسلالات فرعية جديدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة فيروس كورونا المغربية وزارة الصحة منظمة الصحة العالمية المغرب وزارة الصحة منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وزارة الصحة فی المغرب کوفید 19
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية توجه نصائح وإرشادات للحجاج لتجنب الأمراض والمخاطر الصحية خلال موسم الحج
عقدت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأحد الموافق 25 مايو 2025، مؤتمرًا صحفيًا موسعًا بمناسبة اقتراب موسم الحج، وذلك لتقديم إرشادات ونصائح هامة حول كيفية استعداد الحجاج لأداء المناسك بشكل آمن، والوقاية من الأمراض المعدية والأمراض المنقولة عبر الأغذية والمياه، في ظل ارتفاع درجات الحرارة والازدحام الشديد المتوقع خلال موسم الحج.
الصحة العالمية تحذر من الإجهاد الحراري وتوصي بترطيب الجسمقال الدكتور أمجد الخولي، رئيس فريق متابعة اللوائح الصحية الدولية بمنظمة الصحة العالمية، إن الحجاج يواجهون خلال رحلتهم الإجهاد الحراري الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة، مشددًا على أهمية معرفة المناسك وكيفية أدائها بشكل سليم لتجنب الإرهاق البدني.
وزير الصحة يكشف تفاصيل تدشين أكبر مركز بلاغات إسعافية في الشرق الأوسط(فيديو) وزير الصحة: الإسعاف المصري شهد نقلة نوعية بدعم رئاسي مباشر (فيديو)وأضاف الخولي أنه من الضروري أن يحصل الحاج على قسط كافٍ من النوم والراحة، مع ممارسة الرياضة قبل السفر للحج لضمان أداء المناسك بمرونة وسلاسة.
كما أوصى بضرورة شرب 3 إلى 4 لترات من المياه يوميًا، سواء قبل أو أثناء أو بعد أداء المناسك، والالتزام بتعليمات الأطباء، محذرًا من أعراض الجفاف مثل جفاف الفم، الشعور بالتعب، وفقدان الوعي، مع أهمية استخدام محاليل معالجة الجفاف إذا لزم الأمر.
نصائح خاصة لمرضى الأمراض المزمنةأكد الدكتور أمجد الخولي على أهمية مراجعة الأطباء قبل السفر للحج، خاصة للحجاج المصابين بأمراض مزمنة، مثل أمراض القلب والسكري والضغط، مع ضرورة التوجه إلى المراكز الصحية فور الشعور بأي توّعك أو تعب خلال أداء المناسك.
ضرورة تجنب أشعة الشمس المباشرة والاهتمام بالملابس المناسبة
شدد الخولي على أهمية تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، والجلوس في أماكن ظليلة، مع ارتداء ملابس خفيفة وفاتحة اللون، خاصة بالنسبة للسيدات، حيث تمتص الملابس الداكنة الحرارة بشكل أكبر.
كما نصح بغسل الوجه بالماء البارد بشكل متكرر لتجنب ضربات الشمس، واللجوء الفوري إلى المراكز الطبية عند الشعور بأي أعراض إجهاد حراري.
نصائح حول سلامة الغذاء خلال الحجمن جانبها، أوضحت الدكتورة إيفا إنعام الزين، المسؤولة التقنية لبرنامج سلامة الغذاء بمنظمة الصحة العالمية، أهمية الالتزام بإجراءات النظافة الشخصية، بما في ذلك غسل اليدين وتنظيف الأواني المستخدمة في الطعام، وضبط درجة الحرارة المحيطة بالطعام، وتجنب تناول الأطعمة المعرضة للتلوث أو التي ظلت خارج الثلاجة لأكثر من ساعة واحدة.
وأكدت على ضرورة التخلص من الأطعمة التي تعرضت للحرارة المرتفعة لفترة طويلة لتجنب التسمم الغذائي.
التوعية بالوقاية من الأمراض المعدية والالتزام بالإرشادات الصحيةمن جانبها، أكدت الدكتورة شيرين النصيري، المسؤولة الطبية للوقاية من مخاطر العدوى والتأهب لها، أن الزحام خلال موسم الحج يزيد من احتمالية انتشار الأمراض التنفسية والأمراض المعدية الأخرى، مشددة على أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية لتقليل خطر الإصابة.
مشاركة واسعة من خبراء الصحة في المؤتمرشارك في المؤتمر الصحفي كل من:
الدكتور أمجد الخولي رئيس فريق متابعة اللوائح الصحية الدولية بمنظمة الصحة العالميةالدكتورة إيفا إنعام الزين المسؤولة التقنية لبرنامج سلامة الغذاءالدكتورة شيرين النصيري المسؤولة الطبية للوقاية من مخاطر العدوى والتأهب لهاالدكتورة نسرين عبد اللطيف، مسؤولة العلاقات الاجتماعيةدعوات للتعاون المشترك لإنجاح موسم الحجاختتمت منظمة الصحة العالمية المؤتمر بالتأكيد على أهمية التعاون المشترك بين جميع الجهات المعنية لضمان موسم حج آمن وصحي، مع التوعية المستمرة للحجاج بالالتزام بالإرشادات الصحية لتجنب الأمراض والإجهاد الحراري، وتحقيق أفضل تجربة روحانية ممكنة في هذا الموسم المبارك.