اللواء محمد سامي فضل: معركة مضيق وادي سدر أجهضت مخطط إسرائيل لإفشال العبور
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
كتب- محمد سامي:
تتوالى بطولات ومعارك حرب أكتوبر، وفي كل لقاء مع أحد أبطال هذه الحرب، نكتشف المزيد من القصص البطولية التي تجسد معاني التضحية والفداء.
ومن أبرز المعارك، معركة مضيق وادي سدر، حيث قامت إحدى كتائب الصاعقة المصرية بتنفيذ عملية إبرار جوي بواسطة طائرات الهليكوبتر في منطقة مضيق وادي سدر وقلعة الجندي.
في لقاء خاص مع "مصراوي"، تحدث اللواء أ.ح. محمد سامي فضل، أحد أبطال سلاح المشاة، والذي كان قد تم إلحاقه بالصاعقة وكان برتبة نقيب خلال ملحمة العبور. عبّر في بداية حديثه عن فخره بكونه أحد أفراد القوات المسلحة المصرية في معركة السادس من أكتوبر 1973، موضحًا أنه تولى قيادة معركة مضيق وادي سدر بعد استشهاد البطل رفعت عبدالوهاب عامر.
وأضاف "فضل"، أنه قبل التطرق لما قام به هو وباقي أفراد الجيش المصري في هذه الملحمة العظيمة، يجب عليه الحديث عن جهود القوات المسلحة في الإعداد والتجهيز، حيث تم تدريب رجال الصاعقة بشكل متقدم وقاسي، خصوصًا من حيث اللياقة البدنية والرماية.
كما أشار إلى أهمية الجانب النفسي، إذ كانت الحالة النفسية للضباط والجنود في تدهور بسبب آثار حرب 1967، وبسبب انتشار أسطورة جيش العدو الذي لا يُقهر. ومع ذلك، استطاعت القيادة العامة للقوات المسلحة التغلب على هذه العوامل من خلال إعداد مقاتل يتمتع بروح معنوية عالية، قادر على دخول المعركة بثقة وتنفيذ المهام الموكلة إليه.
وعن مهام الكتيبة 143 صاعقة التي كان ينتمي إليها اللواء سامي فضل خلال معركة مضيق وادي سدر، قال إنه تم تكليف الكتيبة بإنشاء كمائن متعددة على محور سدر في جنوب سيناء، الذي يتضمن عدة نقاط مثل "قلعة الجندي، عين كسار المالح، عين سدر، بئر أم جرد، وبئر أبو جراد".
وبفضل الله، تمت عملية الإبرار الجوي للكتيبة على مجموعتين، حيث قاد المجموعة الأولى قائد الكتيبة مع قائد العمليات وسرية في منطقة أبو جراد، وكان من بينهم الشهيد رفعت عبدالوهاب عامر. وقد هبطوا بسلام في منطقة قلعة الجندي، حيث قاموا بتنفيذ المهمة الموكلة إليهم في منطقة مضيق وادي سدر، محققين نتائج مبهرة، منها مقتل القائد الإسرائيلي إبرهام مانديلر، قائد سلاح المدرعات الإسرائيلي، و36 جنديًا إسرائيليًا، بالإضافة إلى تدمير عربة جيب وأربع عربات نصف جنزير وسبع دبابات.
كما حصلوا على خرائط توضح أوضاع القوات الإسرائيلية على الجبهة المصرية، واستشهد في هذه العملية 12 مقاتلاً من مجموعتهم، من بينهم قائد السرية.
وأشار إلى أن العملية تم تنفيذها بكفاءة عالية، حيث مكثت القوات في مضيق وادي سدر لمدة 17 يومًا، رغم أنه كان مقررًا لها يومين فقط. وتطلبت الضرورة بقاءهم في هذا الموقع لفترة أطول دون أي إمدادات، مما يعكس قدرة وكفاءة وعزيمة المقاتل المصري، خاصة في القيام بالمهام الصعبة. وعاشت القوات على الزواحف والجرابيع الصحراوية حتى وصلت إليهم إمدادات من أبناء قبائل سيناء المخلصين.
أكد اللواء محمد سامي فضل أنه خلال الفترة التي مكث فيها مع قواته في المضيق، لم يسمحوا بمرور أي أحد وقاموا بتأمينه بشكل عالي المستوى. كان من المقرر مرور لواء مدرع إسرائيلي من هذا المضيق، وكان هدفه توجيه ضربات ضد القوات المصرية التي عبرت القناة، لكنهم تمكنوا من منع مرور اللواء الإسرائيلي تمامًا، مما أتاح للواء الأول من الفرقة السابعة للقوات المصرية المرور بسلام. وقد أرجع فضل ذلك إلى كفاءة وقوة رجال الصاعقة المصرية الذين نفذوا مهمتهم على أكمل وجه.
مؤكدًا أن أهمية تلك المعركة تكمن في أنها لو كانت قد شهدت اختراقًا من القوات الإسرائيلية، لكانت هناك عواقب وخيمة على عبور القوات المصرية. ومع ذلك، نجحت قواتنا في إفشال مخططهم، وتمكنت من تحقيق العبور العظيم.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني حكاية شعب حسن نصر الله سعر الدولار الطقس أسعار الذهب الانتخابات الرئاسية الأمريكية الدوري الإنجليزي محور فيلادلفيا التصالح في مخالفات البناء سعر الفائدة فانتازي حرب أكتوبر ذكري نصر أكتوبر القوات المسلحة سلاح المشاة الصاعقة المصرية الجيش المصري إسرائيل حكاية شعب محمد سامی فی منطقة
إقرأ أيضاً:
التعاون الإسلامي: مخطط استيطاني إسرائيلي غير مسبوق يهدد بتفجير الأوضاع في فلسطين
أدانت منظمة التعاون الإسلامي، وبأشد العبارات، مصادقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على بناء 764 وحدة استيطانية جديدة، إلى جانب إعلانها عن خطة لإنشاء 17 مستوطنة إضافية في الضفة الغربية المحتلة خلال السنوات الخمس المقبلة.
واعتبرت المنظمة أن هذه الخطوة تأتي في إطار سياسة منهجية تستهدف توسيع رقعة الاستيطان وترسيخ الضمّ الفعلي للأراضي الفلسطينية، في محاولة لفرض سيادة غير قانونية على أرض محتلة بحكم القانون الدولي.
وشدّدت المنظمة على أن الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي يمثل جريمة حرب بموجب القانون الدولي، وانتهاكاً صارخاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 2334 الذي يجرّم الأنشطة الاستيطانية دون أي التباس.
كما ذكّرت بالفتوى القانونية الصادرة عن محكمة العدل الدولية التي أكدت عدم شرعية أي إجراءات يفرضها الاحتلال لتغيير الطابع الديمغرافي أو الجغرافي للأراضي الفلسطينية.
وفي سياق متصل، ربطت المنظمة بين تصعيد الاستيطان والمواقف السياسية المتشددة داخل الحكومة الإسرائيلية، ومنها الدعوات التحريضية المتواصلة لاحتلال قطاع غزة، والتي تراها المنظمة جزءاً من نهج تصعيدي شامل يستهدف الشعب الفلسطيني في كافة أماكن وجوده. وأكدت أن هذا المسار لا يهدد فقط بإجهاض فرص السلام، بل يدفع المنطقة نحو مزيد من التوتر والانفجار.
وجدّدت منظمة التعاون الإسلامي مطالبتها للمجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، بالتحرك العاجل وتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في وقف هذه الانتهاكات الخطيرة. ودعت إلى اتخاذ إجراءات عملية وملزمة لكبح الممارسات الإسرائيلية، وضمان حماية الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته من العدوان المستمر.
وشددت المنظمة على أن صمت المجتمع الدولي يشكل ضوءاً أخضر لمزيد من التمادي الاستيطاني، محذّرة من أن استمرار هذه السياسات سيقوّض أي جهد دولي لإحياء عملية السلام ويقود إلى واقع أحادي يفرضه الاحتلال بالقوة، على حساب الحقوق التاريخية والقانونية للشعب الفلسطيني.